طريقة إلقاء قصة
ما هو فن القصة
القصة هي نوع من أنواع الأدب، أهم ما يميزها الإثارة والتشويق، وتعرف بأنها مجموعة من الأحداث التي يرويها
المؤلف
إما نابعة من خياله الخصب كأديب، أو من مجموعة من الأحداث الواقعية التي مرت به، كما تشمل القصص التاريخية العظيمة التي نقلها كبار المؤرخين والتي بدورها تعتبر دروساً للحاضر والمستقبل[4].
تتميز القصص بأنها تجارب مليئة بالحجم والمواعظ والنصائح، حيث تفيد المستمع أو القارئ في تجنب الكثير من الأمور الخاطئة التي قد يقع فيها، وربما تكون حياة أخرى تسمح للمشاهد أن يعيشها في
ساعات
من حياته، فالقصص تبحر بالناس في حيوات جديدة مميزة وتأخذهم إلى عوالم ربما لا يذهبوا لها في الواقع، فكثيراً من الكتاب والمؤلفين يروا أن عالم القصة فن ساحر يكاد يخترق الناس ويزرع في نفوسهم الكثير من المعاني ويسافر بهم إلى أماكن لم تطأها أقدامهم.
القرآن الكريم
أعظم كتاب سماوي في العالم،
ورد
فيه أحسن القصص، وذلك لأن القصص عبر والله تعالى ضرب لعباده الأمثال لكي يتعظ كل منهم ويفهم ويدرك الواقع والحقائق، إذ يقول
الله
عز وجل في كتابه العزيز في سورة يوسف”نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ ٱلْقَصَصِ بِمَآ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ هَٰذَا ٱلْقُرْءَانَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِۦ لَمِنَ ٱلْغَٰفِلِينَ”.
طريقة سرد القصة
طريقة سرد
قصة
أو إلقائها من أهم عناصر نجاح القصة، حيث قد تكون القصة مكتملة العناصر والأركان، وربما تكون من أفضل القصص التي كتبها المؤلف على الإطلاق، ولكن طريقة
السرد
تجعل المستمع يشعر بالملل أو يعرض عن استكمال القصة، كما قد يكملها ولكنها لا يفهم الغرض الحقيقي منها وبذلك تفشل القصة لعدم تحقيقها الهدف الأساسي.
ولكي يتم إلقاء القصة بطريقة صحيحة يجب دراسة فن القصة والتعرف على عناصرها، كما يجب أن يكون لدى الراوي طريقة جذابة ومعرفة كافية بعلم
الإلقاء
، فكل شيء خاصة في الأدب يحتاج إلى دراسة ومعرفة كافية، وتتمثل طرق إلقاء القصة في:
-
صوت الراوي
لابد من أن يكون الراوي لديه صوت قوي، وجذاب، كما يجب أن يكون الصوت واضح ومميز، ومخارج الألفاظ واضحة، ويجب أيضاً أن يعرف راوي القصة كيف يتحكم في طبقات صوته، ومتى يغير صوته ليجذب المستمع أو ليشعره بأن هناك حدث مهم في القصة، كما يجب أن يغير من وتيرة الصوت وفقاً للمواقف والأحداث.
-
تعبيرات الوجه
يجب على راوي القصة أن ينفعل مع الأحداث، ويغير من تعبيرات وجهه حتى يشعر المستمع بالبراعة في تمثيل الحدث ومن ثم الإندماج مع الراوي.
-
استخدام الأيدي في التعبير عن الأحداث
الحركة بشكل عام لها تأثير فعال وكبير في الأحداث، كما أن حركة الأيدي تشعر المستمع بالإندماج والتأثر مع القصة، كما تساعد على التأثير والتوضيح في القصة.
-
تمثيل القصة
عنصر الإلقاء يجب أن يكون لده الكثير من الأمور التي تدعمه من بينها التمثيل للأحداث، واستخدام الجسد والمهارات، كإظهار الحس الفكاهي أو المهارة التمثيلية لدى الراوي.
-
لا تشعر المستمع بأن القصة خيالية
يجب مراعاة المصداقية أثناء سرد القصة، حيث يجب أن يشعر المستمع أن القصة حقيقية أو على الأقل منطقية، فلا يجب أبداً أن يشعر المستمع أنه يستمع لأسطورة لا أساس لها من الصحة، ولا يمكن حدوثها في الواقع أبداً.
استراتيجيات سرد القصة
يجب أن يكون الراوي على علم باستراتيجية القصة، لكي يستطيع التخطيط الجيد لكتابه قصته رواياتها بشكل جذاب ومميز، ولكي يحصل على الهدف الحقيقي من روايته للقصة، فدون التخطيط الجيد لا يمكن أن تحظى القصة بالاهتمام المطلوب[3]:
-
جذب المستمع
من أهم عناصر القصة أو يعتبر العنصر الأساسي والجوهري، هو جذب المستمع، وذلك من البداية، حيث إن لم ينتبه المستمع من البداية قد يكون من الصعب السيطرة على تركيزه فيما بعد، لذلك يجب أن يكون الراوي ذكي بما يكفي ويبدأ القصة بما يستطيع أن يجذب المستمع، كأن يسألهم سؤال يجعلهم جزء من القصة أو يضعهم في حيرة من أحد أمور القصة بطريقة تشغل تفكيرهم وتجذب أنتباههم.
-
الزمان والمكان
لا يخفى على الروائيين ومؤلفي القصص أن ظرفي الزمان والمكان من الأمور الجذابة جداً في رواية القصة، إذ تساعد على نقل المستمع من مكان لأخر، وتساعده على الاندماج بشكل فعال في القصة، ولاسيما أن ذكر الزمان والمكان يجعل المستمع قادر على التخيل ومحاكاة الأحداث والشعور بها وكأنه يراها، كذكر زمن قديم أو وقت كالمساء أو الصباح.
-
التركيز على الحدث المهم
لابد من دراسة الجمهور جيداً، ومعرفة أن الجمهور بشكل عام يهمه الحدث الرئيسي ويكره الأحداث السردية التي لا طائل منها، وغرضه الأساسي معرفة النهاية، لذلك يجب التركيز على الحدث الأساسي طوال القصة والتفرع قليلاً ثم العودة، على أن يكون ذلك بشكل متناغم ولا يشعره بالركاكة ولا الملل، ولا التوتر.
-
السرد المنطقي للقصة
القصة في النهاية فن، ولابد أن يكون الفن دوماً منطقي ومرتب وذو قيمة وذو هدف، فالقصة كالمقطوعة الموسيقية الناعمة المليئة بالدفء واللذة والإثار، ولكن يجب أن يكون لها بداية ونهاية وتسلسل منطقي لكل أحداثها، حتى لا يشعر المستمع بالملل.
-
اجعل للقصة نهاية واضحة
على الراوي أن يشبع حاجة المستمع في النهاية، حتى يحقق الهدف الأساسي من القصة وهو الاستمتاع للمتلقي، فالقصص التي نهاياتها دوماً مفتوحة أو غير واضحة تغضب المستمع، وتشعره بأن هناك شيء ناقص، أو أنه لم يستفيد شيء من العرض.
-
مشاركة الجمهور في القصة
يمكن طرح الأسئلة على الجمهور بحيث يكون الجمهور مشارك ومتفاعل مع القصة بشكل أساسي وفعال، وهذا يزيد من تفاعل الجمهور مع الراوي ويوسع مخيلته في تصور الأحداث وتوقع النهاية.
عناصر سرد القصة
يجب أن يكون الراوي على علم كافي بعناصر القصة النموذجية، حيث إن القصة فن وعلم لابد أن يكون معد بطريقة صحيحة ومميزة، إذ أن القصة لابد أن تحتوي على[2] :
-
الفكرة
القصص الخاوية من الأفكار لا تعتبر قصة ولا فن ولا يوجد طائل منها ولا تعير أهتمام المستمع ولا تحصل على أعجابه.
-
ترتيب العناصر
يجب أن تكون القصة مرتبة وواضحة العناصر وتناقش أفكارها على حدى، حتى لا يحدث خلط لدى المستمع.
-
الحبكة
الحبكة هي المهارة الخاصة بالكاتب التي تمكنه من دمج الأحداث وتفاعل الشخصيات مع بعضها البعض، كما تضمن عنصري الهبوط والصعود بالأحداث.
-
الأشخاص
يجب مراعاة الطبيعة الخاصة للشخصيات المذكورة في القصة وتطورهم مع الأحداث بشكل منطقي وطبيعي.
-
الصراع
يجب المحافظة على الصراع، فالقصة دون صراع لا طائل منها، ولا تكون ممتعة، فدوماً يبحث المستمع على الصراع الخاص بالقصة والمنافسة والتحدي[1].
أساليب رواية القصة
يجب أن يستخدم الراوي أحد الأساليب التي تساعده على توضيح قصته، وتتمثل أساليب رواية القصة في:
- استخدام الرسوم المتحركة أو التوضيحية أثناء إلقاء القصة.
- استخدام الأيدي وتعبيرات الوجه قد يكون أسلوب كافي ومميز لعرض القصة.
- استخدام المجسمات التي تساعد على الفهم خاصة في حالة سرد القصة للأطفال.
- عرض القصة باستخدام الكمبيوتر.
- عرض القصة بواسطة التفاعل مع المتلقي نفسه ويعتبر هذا من أفضل أنواع أساليب سرد القصص، حيث يجعل الجمهور مشارك في القصة ومتفاعل بشكل كبير معها.
- سرد القصة بطريقة الأفلام الوثائقية.