على ماذا تدل المخلوقات؟ .. وفوائد التفكير بمخلوقات الله


ما هي الحكمة من خلق الله للمخلوقات


من الجدير بالذكر أن

الله

عز وجل هو الخالق لكافة المخلوقات سواء كانت كائنات حية أو كائنات غير حية، ويعد الهدف الأساسي من خلق هذه المخلوقات

التأمل

في مدى عظمة الخالق والتفكر بقدرته تعالى، حيث أن الله سبحانه وتعالى هو المسئول عن كل شيء في هذا الكون، والأمر كله بيديه فهو يرزق من يريد ويقوم بمحاسبة من يريد.


يجب على كل مخلوق قد خلقه الله عبادته وحده وأن لا يشرك به أبدًا، ومن أهم العبادات التي يجب الامتثال لها هي التوحيد بألوهية الله وربوبيته، والتى توضح لكافة العباد مدى عظمته وقدرته.


كما يجب الإشارة إلى أن الهدف الرئيسي من خلق كافة المخلوقات هو عبادة الله وحده لا شريك له، والاعتراف بألوهيته.[1]


إن الله تعالى هو المالك الوحيد لكل هذا الكون، وقد قام سبحانه بإرسال الرسل والنبيين للناس حتى يدعوهم إلى الهداية وتعريفهم بالأخلاق الكريمة وكان الأهم الدعاء إلى توحيد الله والإيمان به وألا نشرك به شيئًا.


هذا وقد كان أول من خلقه الله تعالى سيدنا

آدم

عليه

السلام

وبعده زوجته، حيث كانوا في

الجنة

يتمتعون بنعيمها ولكن لم يستمر الوضع كثيرًا وذلك بعد وسوسة الشيطان لهما، فقام بإغوائهما ومن ثم أمر الله بنزولهم إلى الأرض.


بعد ذلك تكاثر سيدنا آدم عليه السلام وزوجته بالبشر وكانت الغاية من هذا التكاثر هو الحفاظ على النوع وكذلك البقاء حتى يعبدون الله ويوحدونه، وأن يدرك الجميع أن المالك لهذا الكون هو الله فقط، فهو سبحانه الخالق لكافة المخلوقات.


على ماذا تدل المخلوقات


مما لا شك فيه أن المخلوقات تدل على أن الله تعالى موجود وكونه عظيم، فهو الخالق لكل شيء في هذه

الحياة

، فهو الخالق للحي والغير حي وهو الذي يتحكم بها، وقد ميز سبحانه المخلوقات الحية وذلك من خلال أنه جعلها قادرة على أن تتنفس وأن تتكاثر وكذلك قدرتها على الحركة، وجعل الكائنات الغير حية غير قادرة على التنفس والتكاثر والحركة.


كما كان من قدرة وعظمة الخالق سبحانه أنه أخرج النبات من الأرض حتى تكون غذاء لكثير من الكائنات الأخرى، كما تساعد على تنقية الجو حيث تأخذ ثاني أكسيد الكربون وتمد الحياة بالأكسجين اللازم لحياة الكائنات الأخرى.[2]


فوائد التفكر في خلق الله


إن التفكير في مخلوقات الله من العبادات الواجبة على كل العباد، حيث تعد من العبادات الحسية والقلبية والتي لها العديد من الفوائد والتى تتمثل في:


  • الإيمان بالله وحده والتعلق الشديد به سبحانه.

  • معرفة أن الإنسان شديد الضعف أمام عظمة الخالق تعالى.

  • تنمية حاسة التأمل والتفكير واستخدام العقل والقيام بالبحث بشكل مستمر.

  • عدم الامتثال للشيطان والوقوع في المعصية والخوف من الله تعالى والامتثال لكافة أوامره.

  • التقوى وعمل الكثير من الخير.

  • الاعتراف بأن الله واحد أحد لا نشرك به شيء.

  • أن نتقرب بهذه العبادة من الله تعالى.

  • التواضع لله وحده.

  • معرفة مدى جمال صنع الخالق وعظمته وقدرته.

  • إمداد الروح بالصفاء.


  • العمل الصالح

    المستمر والذي يكسب العبد الكثير من الثواب.[3]


ثمرات التفكر في مخلوقات الله


أن قيام الإنسان بالتفكر في مخلوقات الله يساعده في زيادة إيمانه بالله تعالى ويقينه التام بأن الله موجود، ولأهمية التفكر وأنه من العبادات التي يحثنا الله عليها فقد

ورد

في كتابه العزيز ما يؤكد أهمية التأمل في مخلوقاته كالآتي “وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ”.


إن التفكر هو أن يقوم الإنسان بإشغال عقله بكل ما خلقه الله، وأن يسأل نفسه عن الخالق لهذا الكون ليتعرف على مدى عظمته وقوته وكمال كل ما خلقه، ويتم ذلك عن طريق التفكر جيدًا في آيات خلق الله، وتشمل ثمرات التفكر في كل ما خلقه الله الآتي:


  • معرفة مدى عظمة خلق الله وبالتالي الإيمان به و بوحدانيته.

  • الخشوع والذي يعد من العبادات التي أمرنا الله بها.

  • القرب من الله وزيادة التقوى حيث قال تعالى في كتابه “إِنَّ فِي اخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ”. (يونس:6).


المجالات التي يجب على الإنسان التفكر فيها


تتعدد المجالات التي يمكن للعباد التفكر فيها والتي تتمثل في:



  • التأمل في آياته سبحانه

    ، ومدى جمال مخلوقاته كالسماء والأرض والجبال والبحار والانهار والشمس والقمر والنظام الذي يسير عليه كل شيء في هذا الكون قال عز وجل (تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُنِيرًا وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا).


  • التأمل في بديع خلقه

    ، والإمعان في دقة خلقه مثل أجهزة الإنسان ومدى تناسقها فكل جهاز منها يتماشى مع الآخر والعمل لصالح الإنسان.

  • ا

    لتفكير في هذه الدنيا

    وحالها وكيف ينقلب الوضع في ثواني معدودة من حال لحال.

  • ا

    لتفكر في النفس،

    وذلك حتى نتوصل إلى فهم أكثر للنفس التي تأمرنا بالسوء، ومدى إقبالها على ارتكاب المعاصي وما يغضب الله تعالى وحب الشهوات.[3]


حديث عن التفكر في خلق الله


التفكر في مخلوقات الله تعالى من الفرائض التي أمرنا الله بها، وذلك حتى يتعظ كل مؤمن، وتعد هذه الفريضة أعلى درجة من درجات الإيمان بالله، حيث أن الله قد أمرنا بالتأمل في عظيم آياته، وذكر ذلك في كثير من المواضع في كتابه العزيز حيث حثنا على كثرة التدبر والتفكر، فقد ورد في السنة قول أن تفكر

ساعة

خير من عبادة سنة.[4]


عبادة التفكر


لقد أمرنا الله تعالى بأن نقوم بالتفكر والتأمل في

القرآن الكريم

حيث أثنى على كل عباده المتأملين حيث قال (وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) آل عمران/191، وقال: (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) الجاثية/13.


كما قال أبو الدرداء تفكر ساعة خير من قيام ليلة، ويجب الإشارة إلى أن من يريد التوسع في معرفة التفكر بشكل أوسع فيعود إلى كتاب عنوانه “إحياء علوم الدين”.


إن الهدف من التفكير في مخلوقات الله هو زيادة الإيمان بالله والقرب من الله ومعرفة مدى حكمته وقدرته.[4]


التفكر في مخلوقات الله يزيد الإيمان


إن التفكر في مخلوقات الله يعمل على زيادة الإيمان في قلب كل مؤمن، فهو ينجيه من كافة المعاصي والفتن ويحفظ نفسه ودينه من الهلاك والبغي، حيث يعتبر التفكر والتأمل حياة لكلٍ من

القلب

والنفس من خلال معرفة الكثير من الأمور الهامة، فهو من العبادات التي تنفع المؤمن وتوقظ القلب وتهديه وكذلك تبعث الطمأنينة في النفس البشرية، وهناك أنواع من التفكر مثل:


  • التأمل في كافة الآيات الكونية.

  • التأمل في القرآن الكريم.

  • التفكر في الآخرة.[5]