العوامل المؤثرة على فاعلية الذات
ما هي فاعلية الذات
فاعلية الذات هي في الأساس الإيمان بالقدرة على التحكم في السلوك والعواطف، مثلا يعتقد الشخص أنه يمكنه حل مشكلة، والوصول إلى هدف وإكمال مهمة وتحقيق ما كان يخطط له.
مثلاً يشعر الطالب الذي يتمتع بمستوى عالٍ من
الكفاءة الذاتية
في الرياضيات بالثقة في قدرته على الأداء الجيد في فصل الإحصاء الصعب، حتى لو لم يكن ماه بشكل خاص في هذا النوع المعين من الرياضيات، فإن
إيمان
ه القوي بأنفسه يمكن أن يساعده في منحه الدافع والإرادة للاستمرار حتى عندما يكون ذلك صعبًا.
يهتم علماء النفس بالعديد من الجوانب المختلفة للفعالية الذاتية، وغالبًا ما ينظرون إليه من عدد من وجهات
النظر
النفسية المختلفة، مثلاً يهتم علماء النفس ببعض المواضيع مثل:
-
كيف تتطور الكفاءة الذاتية
-
كيف تؤثر على الدافع
-
كيف تؤثر على نمو
الطفل
-
كيف تؤثر المتغيرات البيئية على الكفاءة الذاتية
-
كيف ترتبط الكفاءة الذاتية ومفهوم الذات
العوامل التي تؤثر على فاعلية الذات
يشير
باندورا
إلى أربعة عوامل تؤثر على الكفاءة الذاتية في
نظرية فاعلية الذات لباندورا
:
-
الخبرة
تعتبر الخبرة هي العامل الأكثر أهمية في
تحديد
الكفاءة الذاتية للشخص، ببساطة
النجاح
يرفع الكفاءة الذاتية والفشل يخفضها.
-
التجربة التبادلية
عندما يرى الناس شخصًا ما ينجح في شيء ما، ستزداد كفاءتهم الذاتية، والعكس صحيح عندما يرون الناس يفشلون، فإن كفاءتهم الذاتية ستنخفض، وتكون هذه العملية أكثر فاعلية عندما يرى الشخص نفسه مشابهًا لنموذجه، وإذا نجح النموذج الذي يقتدي به يُنظر إليه على أنه يمتلك قدرة مماثلة، فسيؤدي ذلك عادةً إلى زيادة الكفاءة الذاتية للمراقب، على الرغم من أنها ليست مؤثرة مثل الخبرة فإن
النمذجة
لها تأثير قوي عندما يكون الشخص غير متأكد من نفسه بشكل خاص.
-
المعتقدات الاجتماعية
تتعلق المعتقدات الاجتماعية بالتشجيع أو الإحباط، يمكن أن يكون لها تأثير قوي، وذلك لان الناس تتذكر دائماً ما قيل لهم في شيء معين مما أدى إلى تغيير ثقتهم بشكل كبير، وفي حين أن الإقناع الإيجابي يزيد من الفعالية الذاتية، فإن الإقناع السلبي يقللها، ومن الأسهل عمومًا تقليل الكفاءة الذاتية لشخص ما بدلاً من زيادتها.
-
العوامل الفسيولوجية
في المواقف العصيبة غير العادية، تظهر على الناس عادة علامات الضيق مثل الهزات والأوجاع والآلام والإرهاق والخوف والغثيان، ويمكن لتصورات الشخص لهذه الاستجابات أن تغير بشكل ملحوظ الكفاءة الذاتية للشخص، إذا أصيب شخص بالارتباك والرعشة قبل التحدث أمام الجمهور، فإن الأشخاص ذوي الكفاءة الذاتية المنخفضة قد يأخذون هذا على أنه علامة على عدم قدرتهم، وبالتالي تقليل كفاءتهم الذاتية بشكل أكبر في حين أن أولئك الذين يتمتعون بكفاءة ذاتية عالية من المرجح أن يفسروا مثل هذه العلامات الفسيولوجية طبيعية وغير مرتبطة بقدراته الفعلية، وبالتالي فإن إيمان الشخص بآثار استجابته الفسيولوجية هو الذي يغير كفاءته الذاتية.[1]
أمثلة على فاعلية الذات
يمكن الحصول على فكرة أفضل عن كيفية تأثير الفعالية الذاتية على
الحياة
من خلال التفكير في بعض الأمثلة، وتتضمن بعض الأمثلة حول كيف يمكن أن تساعد فاعلية الذات العالية في تحفيز السلوك ما يلي:
-
إذا كان الشخص الذي يحاول إنقاص
الوزن
يتمتع بكفاءة ذاتية عالية، فسيشعر بمزيد من الحافز للالتزام بخطة
الأكل
واللياقة البدنية وذلك لأنه يؤمن بقدرته على النجاح، فقد يشعر بمزيد من
التمكين
لاتخاذ الإجراءات التي تدعم تلك الأهداف.
-
سوف يشعر الشخص الذي تم تشخيص إصابته بمرض
السكري
للتو بمزيد من الثقة في قدرته على إدارة الحالة بنفسه واتباع خطة علاج أطبائه إذا شعر بإحساس قوي بالفعالية الذاتية.
-
يشعر الشخص الذي خسر وظيفته بشعور أفضل تجاه البحث عن فرص عمل جديدة أو حتى التفكير في اتجاهات وظيفية جديدة إذا كانت مستويات الكفاءة الذاتية لديه مرتفعة.
وفي كل من هذه الأمثلة، يواجه الأشخاص تحديًا ولكنهم يشعرون بالاستعداد والقدرة على تلبية المطالب التي يطرحها هذا التحدي، لأنهم يشعرون أن لديهم القدرة على النجاح، فإن التحديات التي يواجهونها تبدو قابلة للإدارة.[2]
الخصائص العامة لذوي فعالية الذات المرتفعة
الأشخاص الذين لديهم مستويات أعلى من فعالية الذات لديهم بعض الخصائص مثل:
-
يميلون إلى النظر إلى التحديات التي يواجهونها على أنها أشياء يجب إتقانها.
-
بدلاً من الشعور بالإحباط بسبب العقبات، فإنهم يرون أنها فرصة لتعلم أشياء جديدة واكتساب مهارات جديدة والنمو كشخص.
-
الأشخاص الذين يمتلكون إحساسًا قويًا بالفعالية الذاتية هم أكثر عرضة للتعافي بسرعة بعد التعرض للمشاكل والصدمات الحياتية.
-
أنهم يميلون أيضًا إلى المشاركة بشكل أكبر في السعي لتحقيق أهدافهم والقيام بدور أكثر نشاطًا في الأنشطة التي يشاركون فيها.
-
يشعر الشخص ذوي فاعلية الذات المرتفعة بمزيد من الدافع الجوهري لمتابعة الأهداف.
كيفية بناء فاعلية الذات
يمكن بناء فاعلية الذات من خلال بعض الطرق ومن ضمنها:
-
اكتساب الخبرة
كان باندورا مؤسس نظرية فاعلية الذات يعتقد أن أفضل طريقة لتعزيز فاعلية الذات هي
بناء الثقة
من خلال تجارب الإتقان، ويمكن القيام بذلك عن طريق التدرب على المهام التي تكون صعبة بشكل معتدل ولكن لا تزال قابلة للتنفيذ.
أثناء القيام بهذه المهام بنجاح، سيصبح الشخص أكثر ثقة وأمانًا في قدرته، ويوفر إتقان هذه المهمة أيضًا أساسًا متينًا لاكتساب المزيد من القدرات المتقدمة.
-
تقسيم المهام الصعبة
في حالة مواجهة أمور من الصعب تنفيذها يمكن العمل على تقسيمها إلى خطوات أصغر وأكثر قابلية للإدارة، ولكل خطوة يتم وضع خطة تساعد على إنجاز المهمة بنجاح.
وخلال الوصول الى الهدف الكبير ينظر الشخص إلى الخطوات الصغيرة التي قام بتحقيقها ورؤية
خطة العمل
لاكمال باقي المهام يمكن أن يساعد ذلك على الشعور بمزيد من القوة وعدم الإرهاق.
-
اطلب التشجيع
إن معرفة أن هناك أشخاصًا يدعمونا ويؤمنون بقدرتنا على النجاح يمكن أن يساعد على الشعور بتحسن بشأن الفرص في النجاح، ويمكن للأصدقاء والزملاء أن يكونوا مصدر دعم جيد، وعند محاولة تحقيق هدف، فيمكن للطبيب أو المعالج النفسي أيضًا تقديم تأكيدات وتعليقات إيجابية.
وفي حالة عدم وجود أشخاص مقربين يدعمونك يمكن الانضمام إلى مجموعة دعم لمقابلة أشخاص لديهم تجارب مماثلة وقادرون على تقديم التشجيع والراحة.
-
البحث عن مرشد نظير
يمكن أن تكون مراقبة الأشخاص الناجحين والتعلم منهم طريقة رائعة لبناء الفعالية الذاتية، ويعتقد باندورا أن مشاهدة الأشخاص الآخرين يقومون بمهمة ثم النجاح يؤدي إلى التعلم غير المباشر، من المرجح أن يكون هذا النهج أكثر فاعلية في حالة اختيار موجهين مشابهين.
-
تغيير الأفكار السلبية
يمكن أن تكون أنماط
التفكير السلبي
ضارة بالفعالية الذاتية، مثلاً الشخص الذي يعتقد أنه سئ في شي ما من غير المرجح أن يشعر بأن لديه القدرة على النجاح.
وعندما ينخرط الشخص في الأفكار السلبية أو تعاني من اضطرابات معرفية مثل التفكير الكارثي أو التفكير الكل أو لا شيء، يجب أن يجعل هدفه تحدي هذه الأفكار بنشاط واستبدالها بأفكار أكثر واقعية.[2]