ما الفرق بين الودق والمطر
ما هو الودق
الودق هو حادثة بيئية شديدة يمكن ان تسبب اضرارًا خطيرة، وعلى الرغم من وجود بعض التشابهات بين الودق وبين الإعصار، إلا أن الاثنين يختلفان ببعض الصفات فيما بينهما.
الودق يتشكل داخل العواصف الرعدية عندما يختلط الهواء الجاف بهطول الامطار داخل سحابة عاصفة، يسبب الهواء الجاف تبخر قطرات
الماء
، مما يؤدي إلى خفض درجة الحرارة بسرعة، نتيجة لذلك، يشكل الهواء الذي تم تبريده عمودًا سريعًا من الهواء الذي يضرب الارض وينتشر في جميع الاتجاهات.
يؤدي الودق إلى تشكيل رياح عالية السرعة واذيات بالغة، وعند
تحديد
حجم الضرر الناجم عن العاصفة، يجب علينا دراسة اتجاهها.
الاذية التي تنجم عن الودق والرياح القوية التي تجتاح المنطقة يمكن ان تسبب الاذية في نمط دائري او مستقيم، لكن الإعصار مثلًا يتميز بنمط دائري، الودق عادةً ما يستمر بضع دقائق في المنطقة ويمكن ان ينتقل إلى 2 ميل، الاذية التي تحدث على مساحة اكبر لها صفات مماثلة ورياح اقوى. [1]
ما الذي يسبب الودق
تتطور العواصف الرعدية مع ارتفاع الهواء في تيار صاعد، حيث يتم جلب المزيد من الهواء كي يحل مكان الهواء الصاعد، في كثير من الاحيان يكون الهواء رطبًا، مما يجعل التيار الصاعد اكثر قوةً، عادةً يكون الهواء الذي يتم جلبه جافًا، لذلك تتبخر بعض قطيرات الهواء الصاعدة وتبرد الهواء، مما يسبب إضعاف التيار الهوائي او ايقافه، لكن في بعض الاحيان تكون سرعة
الرياح
شديدة للغاية، مما يؤدي لتشكيل تيار قوي هو الودق. [2]
في الوضع الطبيعي، يكون توزيع الشحنات الكهربائية داخل السحب منفرد وغير متكاثف، لكن بسبب بعض قوى التجاذب، تؤدي هذه القوى إلى تراكم السحب المختلفة مما يسبب تنافر الشحنات الكهربائية الموجودة في السحب، واستمرار تكاثف الشحنات يؤدي بدوره إلى انفصال الشحنات إلى إيجابية وسالبة حتى يزداد فرط الجهد بين طرفي السحابة الموجبة والسالبة وحدوث عملية التفريغ الكهربائية، وهي عملية الرعد وظهور البرق وسماع اصوات الصواعق
لا يمكننا ان تعتبر ان الودق هو الماء فقط، لان الماء ذكره ربنا في القرأن باسم
المطر
في حال الإضرار والاذية والغيث في حال النفع، ووصف
الله
عز وجل الودق على انه يخرج من خلال السحب المتراكمة، وليس ينزل، فإن
ظاهرة الودق
في التفسيرات العلمية الحديثة هو الشحنة الكهربائية التي تتراكم ويحدث لها تفريغ ثم تنتج البرق والصواعق، لكن لا يمكن الجزم بهذا التفسير لان ذلك يتطلب دراسات اكبر حول هذا الموضوع. [3]
ما هو المطر
المطر او
الغيث
او الماء هو الماء الذي ينزل من السماء لفائدة الإنسان والحيوان والنبات، وقرن الله عز وجل لفظ المطر في
القرآن الكريم
مع العذاب، قال تعالى: وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَرًا ۖ فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنذَرِينَ (173) سورة الشعراء، وقال تعالى فَلَمَّا رَأَوْهُ عارِضاً مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قالُوا هذا عارِضٌ مُمْطِرُنا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيها عَذابٌ أَلِيمٌ (24) سورة الاحقاف، فقد قرن الله بين لفظ المطر في القرآن وبين المعاني التي تدل على ما يؤذي الإنسان ويؤثر سلبًا عليه، ويؤدي للعذاب او الالم او ما شابه ذلك، وكان هذا المطر الذي انزله الله على المشركين هو ماء مهلك وليس ماء ينفع الإنسان ويغيثه، وكان النبي عليه
الصلاة
والسلام يدعي ويقول اللهم سقيا رحمة لا سقيا عذاب.
اللفظ مطر في القرآن لم يأتي جمع ابدًا والجمع هو امطار، اما الغيث في القرآن الكريم فورد بمعني الرحمة والنماء وقال تعالى وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِن بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ ۚ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ (28) سورة الشورى، والغيث او المطر كانما يكون إنقاذ للخلائق من القحط والجفاف وموت الزرع، وما يتبع ذلك من اضرار جسيمة على صحة الإنسان وحياته، قال تعالى {وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً} [الأنعام:99]،
(وَأَنزَلْنَا مِنَ المعصرات مَآءً ثَجَّاجاً . لِّنُخْرِجَ بِهِ حَبّاً وَنَبَاتاً . وَجَنَّاتٍ أَلْفَافاً) سورة النبأ، فالماء يغيث الناس ويساعدهم على تقويم حياتهم وإنقاذ محاصيلهم وزرعهم [5]
الفرق بين المطر وبين الودق
الودق،بفتح الواو وسكون الدال، هو المطر عامةً، سواء كان شديدًا ام غزيرًا لان كل ما ينزل من السماء يسمى الودق، والفرق بين الودق وبين المطر هو كما فسرها الخليل (الودق المطر كله، شديده، وهينه) وفسر البعض الآخر الفرق مثل ابو زيد الانصاري على ان الودق هو السح اي انه المطر الشديد الذي يسح او المطر الشديد.
الصواب في تعريف الودق هو انه المطر الشديد دون المطر الهين لاتفاق اغلب العلماء على ذلك، وقد فسر العرب منذ
القدم
معنى
كلمة الودق بقولهم: هذه الحرب ذات ودقين: اي انها شديدة بسحابة ذات مطرتين شديدتين [4]
ذكر الله عز وجل لفظ الودق في القرآن الكريم مرتين، قال تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ) سورة النور، (تعالى اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاءِ كَيْفَ يَشَاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ ۖ) سورة
الروم
في المرة الاولى قرنه بلفظ الركام الذي يدل على الشدة والقوة، والركام يوصف به الرمل والجيش، والمرة الثانية قرنه بلفظ كسفًا الذي يدل على الرقة واللين والكسفة هي قطعة سحاب وقطن يخرج منها المطر ايضًا، بعض المفسرين قالوا بان الودق هو المطر الشديد والهين، لكن البعض الآخر وجد ان الودق هو البرق ايضًا لكن اكثر التفسيرات كانت على ان الودق هو الغيث والمطر [5]
الودق في اللغة العربية والقرآن الكريم
تم ذكر لفظ الودق في قول عامر بن جوين الطائي: فَلَا مُزْنَةٌ ودَقَتْ وَدْقَهَا … وَلَا أَرْضَ أبقْلَ إبْقَالهَا
وقال زيد الخيل: ضربن بغمرة فخرجن منها … خروج الودق من خلل السحاب
وقال لبيد: رزقت مرابيع النجوم وصابها .. ودق الرواعد جودها فرهامها
وقد
ورد
ذكر الودق في القرآن الكريم بقول الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالأبْصَارِ } [ النور 43 – 44]
والله تعالى يقوم بدفع السحاب في حركة هادئة ويسوقه بقدرته عندما ينشئه ثم يقوم بتقريب اجزاء السحاب إلى بعضها البعض وضغطها والتأليف فيما بينهما وجمعها بعد تفرقة، وجعلها متراكمة، اي يركب بعضه فوق بعض وبذلك نرى قطرات المطر او الودق تتساقط من اعماق السحاب.
قال تعالى: (اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاءِ كَيْفَ يَشَاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ ۖ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ) والكسف هي القطع المتراكمة من السحاب، يخرج منها فرج سوداء داكنة حالة للمطر. [4]