ما هي فضائل التوحيد ؟.. وثمراتها
معنى التوحيد
إن
معنى
التوحيد هو إفراد
الله
سبحانه وتعالى بالسيادة والملك، بالإضافة إلى إفراده بالعبادة وبأسمائه وصفاته، وإن كلمة الربوبية هي صفة من صفات الله عز وجل، وقد أُخذت من اسم الرب، أما معنى توحيد الربوبية هو أن يعتقد العبد أن الله هو الرزاق وهو الخالق وهو سيد الكون كله ومدبره، وإن تعريف توحيد الربوبية في الشرع يتجلى في القول:”هو إفراد الله بأفعاله”، وقد وردت الكثير من الآيات الكريمة في
القرآن الكريم
تدل على توحيد الربوبية منها:
- قول الله تعالى في سورة الفاتحة: “مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ”.
- قوله تعالى في سورة الأنعام : “ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ”.
- قوله تعالى في سورة يونس : “قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ”.[4]
ما هي فضائل التوحيد
إن للتوحيد فضائل كثيرة وله آثاراً حميدة جداً ومن فضائل التوحيد و
الأمور التي تنتج عن تحقيق التوحيد
هي:
-
إن الله سبحانه وتعالى يغفر بالتوحيد الذنوب ويكفر السيئات، لهذا يعتبر التوحيد
من أسباب تكفير الذنوب
. - التوحيد هو السبب الذي يعمل على تفريج كربات الدنيا والآخرة، وإن الله سبحانه وتعالى يبسط للمسلم النعم والخيرات.
- إن الإنسان الذي يُعذَّب في النار بسبب معصية لا يخلد أبداً فيها إذا مات على التوحيد، حيث أن التوحيد يمنعه من الخلود في النار.
-
التوحيد هو سبب في دخول
الجنة
. - التوحيد هو السبيل لنيل رضا الله عز وجل وثوابه.
- التوحيد يعمل على تسهيل فعل الخير وتجنب المنكرات، فالمؤمن المخلص تخف عليه الطاعات ويكثر من التوحيد ويسعى إلى ترك المعاصي وما تهواه نفسه خوفاً من غضب الله.
- التوحيد يعمل على تخفيف المكاره ويهون على العبد الآلام والمصائب، وحسب كمال توحيد العبد وإيمانه بالله جل وعلا تكون طمأنينته وانشراح قلبه عند مواجهة المصائب.
-
التوحيد يطرح الشيطان والوساوس، وتحمي العبد من كل شر ، فقراءة
أذكار
الصباح
والمساء يتجلى فيها التوحيد لله عز وجل وإخلاص له. -
يحرر التوحيد من رق المخلوقين، بالإضافة إلى أنه يحررهم من
التعلق
بالغير، فالعبد لا يرجو سوى الله سبحانه وتعالى ولا يخشى إلا هو، وبهذا الأمر تتحقق عبوديته لله سبحانه وتعالى. - التوحيد يقي النفس من التمزق والصراع حيث أن العبد الذي يوحد الله سبحانه وتعالى تغدو نفسه مطمئنة، فليس لها إلا معبود واحد تلجأ إليه عند الشدة والرخاء.
- التوحيد هو مصدر الأمن والاهتداء فقد قال الله تعالى في سورة الأنعام 82: “الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ”.
- إن التوحيد هو مصدر هام يمد النفس بالقوة ويعطي العبد قوة نفسية كبيرة، بسبب ثقته التامة بالله وتوكله عليه والصبر على البلاء بالإضافة إلى الاستغناء عن خلقه، فقد قال الله تعالى في سورة الأنعام آية 17: “وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ”.
- التوحيد هو من الأمور التي تُكسب شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم .
-
إن الله سبحانه وتعالى وعد أهل التوحيد بالفتح والنصر بالإضافة إلى نيل الهداية والسعادة في الدارين الدنيا والآخرة، فقد قال الله سبحانه وتعالى في سورة
النحل
آية 97: “مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ”.[1]
ثمرات التوحيد وأهميته
عندما نتدبر نصوص القرآن والسنة النبوية الشريفة نلتمس أهمية التوحيد وثمراته وإن هناك
شروط تحقيق التوحيد
، وتتجلى ثمرات التوحيد وأهميته في:
- من ثمرة التوحيد خلق الله سبحانه وتعالى الخلق فقد قال عز وجل في كتابه العزيز في سورة الذاريات آية 56: “وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ”، فالغاية من خلق الإنس والجن هو عبادة الله الواحد الأحد.
-
إن التوحيد هي الفطرة التي خلقها الله سبحانه وتعالى للعباد، فقد قال الله تعالى في سورة
الروم
آية 30: “فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لاَ تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ”. -
من أجل التوحيد أخذ الله سبحانه وتعالى الميثاق على بني
آدم
حيث أنه قد استخرج ذرية سيدنا آدم من أصلابهم وأن يكونوا شاهدين على أنفسهم وأن يعبدوا الله الواحد الأحد. -
التوحيد من أجله أرسل الله الرسل حيث أن أدلة العقل جميعها تشهد أنه لا شريك له، فيكون هذا الدليل إما معقول أو منقول، وقال قتادة: “لم يُرْسَل نبيٌّ إلا بالتوحيد، والشرائع مختلفة في التوراة والإنجيل والقرآن، وكلُّ ذلك على
الإخلاص
والتوحيد”. - من أجل التوحيد تم نزول الكتب السماوية، فقد جاء في القرآن الكريم : “الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ * أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ اللَّهَ إِنَّنِي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ”، وإن هذه الآية تشير إلى الحكمة العظمى التي من أجلها نزل القرآن الكريم ألا هي عبادة الله وحده ولا يُشرك به في عبادته شيء.
- التوحيد هو أول الأمور الذي تمت دعوة الناس إليه.
- من أجل التوحيد تم تقسيم الناس إلى مومن وكافر.
- من أجل التوحيد شرع الله الجهاد.
- إن التوحيد شرط أساسي في النصر وشرط في التمكين.
- إن التوحيد هو أول المأمورات.
- التوحيد شرط أساسي في قبول الأعمال.
- إن التوحيد هو حق الله على العباد.[3]
أحاديث في فضل التوحيد
إن هناك بعض الأحاديث التي وردت في السنة النبوية الشريفة عن فضل التوحيد منها:
- عن أنس رضي الله عنه يرفعه: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “قال الله: يا ابن آدم، إنك ما دعوتني ورجوتني، غفرتُ لك على ما كان فيك ولا أبالي، يا ابن آدم، لو بلغت ذنوبك عَنانَ السماء ثم استغفرتني، غفرتُ لك ولا أبالي، يا ابن آدم، إنك لو أتيتني بقُرابِ الأرض خطايا ثم لقِيتني لا تشرك بي شيئًا، لأتيتُك بقُرابها مغفرةً”.
- فعن عبادة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من شهِدَ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله، وأن عيسى عبدالله ورسوله، وكلمته ألقاها إلى مريمَ ورُوحٌ منه، وأن الجنة والنار حقٌّ أدخله الله من أي أبواب الجنة الثمانية شاء”.
- قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من لقِيَ الله لا يشرك به شيئًا دخل الجنة، ومن لقيَهُ يشرك به دخل النار”.
- عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئًا لأتيتك بقرابها مغفرة”.
-
جابر بن عبد الله رضي الله عنهما عن النبي صلّى الله عليه وسلّم أنه قال: “
من مات لا يشرك بالله شيئًا دخل الجنة”.
- سأل أبو هريرة رضي الله عنه، قال: “يا رسول الله، من أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة؟ قال صلى الله عليه وسلم: أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة: من قال لا إله إلا الله، خالصًا من قلبه، أو نفسه”.[2]