أمثال عربية فصيحة ومتى تقال
ما هي الأمثال
إن الأمثال هي قول يتم قوله في مناسبة معينة و يتم الاستشهاد به في كل مناسبة تشبه هذه المناسبة، ويعبر
المثل
عن تشبيه بين شيء ما، وإن الأمثال العربية القديمة تعكس الملامح الذوقية والفكرية للبيئة التي كانت سائدة في ذلك الزمن، وهي ما زالت متواجدة في عصرنا الحالي وتحمل الكثير من الحكم والعظة، وإن هناك الكثير من الكتب التي حملت في طياتها العديد من الأمثال العربية وقامت بجمعها، مثل كتاب مجمع الأمثال للميداني، وكتاب
أمثال
العرب للمفضل الضبي، بالإضافة إلى كتاب جمهرة الأمثال لأبي هلال العسكر، وكتاب الأمثال للحمزة الأصفهاني وغيرها من الكتب.
وإن المثل مأخوذ من كلمة مثال وهو قول يقوم بتشبيه حال الثاني بالأول، وإن الأصل في المثل هو التشبيه، حيث أن المثل تجتمع فيه أربعة أمور هامة فيتصف بإيجاز اللفظ بالإضافة إلى إصابة المعنى، وحسن التشبيه وأيضاً جودة الكتابة، وقد قال ابن السكت في
معنى
المثل: “المثل لفظه يُخالف لفظ المضروب له ويوافق معناه معنى ذلك اللفظ، شبهوه بالمثال الذي يُعمل عليه لغيره”.[2]
بعض الأمثال العربية ومتى تقال
إن هناك
أمثال عربية مشهورة
تقال في مناسبات معينة أو مواقف محددة ومن هذه الأمثال:
- “اللي ما يعرف الصقر يشويه”، وإن هذا المثل يُقال للشخص الذي يقوم بفعل شيئاً لا يعرف به.
- “الفرس من خيالها والحرمة من رجالها”، وإن هذا المثل يُقال للرجل الذي يترك زوجته تفعل ما تشاء، أو يُقال للرجل الذي تكون زوجته مسيطرة ومتسلطة ومتعجرفة.
- “القطو العود ما يتربى”، ويُقال هذا المثل للشخص السيء الذي بلغ سن الرشد ولكن فاسد، فهذا المثل يعني أنه من الصعب أن يتم تعليم وتربية هذا الشخص من جديد.
- “حلاة الثوب رقعته منه وفيه”، ويتجلى معنى هذا المثل في أن الإنسان من الأفضل له أن يجتمع مع من هو من ملته ومن أصله إن كان في الزواج أو في العمل.
- “الطول طول النخلة والعقل عقل سخلة”، ويقال هذا المثل للشخص الطويل الذي يتصف بالحمق فهو كالنخلة بطوله ولكنه أحمق فعقله مثل عقل الشاة.
- ” من طلع من داره قل مقداره”، وإن هذا المثل فيه حكمة فيعني أن من أفضل الأماكن للإنسان هو بيته، وإن من يخرج من بيته فهو لا يمكن أن يرتاج ولا يلقى إلا الشقاء والمهانة.
الأمثال العربية وقصتها
إن لكل مَثَل
قصة
وراءه أو مناسبة، وإن من الأمثال الفصيحة العربية كالتالي:
-
أهلك أعلم بك
وإن قصة هذا المثل تتجلى في أبي
الأسود
الدؤلي حيث أن كان لديه دكان ويضع مائدة بين يديه وكان كل ما يمر به أحد يدعوه إلى هذه المائدة وليس لأحد أن يجلس فينصرفون عنه، وفي يوم من الأيام مر به صبي من الأنصار، فدعاه أبو الأسود إلى الغداء، فدخل الفتى ولكنه لم يرَ موضعاً حتى يجلس فيه، فأمسك بالمائدة ووضعها على الأرض وقال الفتى: “يا أبا الأسود، إن كان لك في الغداء حالة فانزل”، ثم بدأ الفتى بالأكل وسقطت وهو يأكل لقمة على الأرض فأخذها، وقال الفتى لا أدعها للشيطان، فرد عليه أبو الأسود: “والله ما تدعها للملائكة المقربين فكيف ستدعها للشياطين؟”، ثم سأل أبو الأسود الفتى عن اسمه، فقال له بأن اسمه لقمان، فقال له أبو الأسود: “أهلك كانوا أعلم زمانهم إذ سموك بهذا الاسم”.
-
إنما توجد في قعر البحار الفصوص
إن أبو العلاء صاعد قد ألف كتاب اسمه الفصوص، واتفق أن أبا العلاء قد دفعه لغلام حتى يحمله بين يديه ويعبر
نهر
قرطبة به، ولكن أصيبت رِجل الغلام أثناء عبوره النهر فسقط هو في النهر والكتاب أيضاً سقط منه، فقال بعض الشعراء في هذه الحادثة بحضرة المنصور بيتاً شعرياً:
قد غاص في
البحر
كتاب ** الفصوص وهكذا كل ثقيل يغوص
فضحك المنصور وقد قال بارتجال يجيب:
عاد إلى معدنه إنما ** توجد في قعر البحار الفصوص!
-
لو تُرك القطا ليلاً لنام
كان هناك رجل من العرب اسمه عاطس بن خلاج وقد سار هذا
الرجل
إلى رجل يدعى الريان، وإن الريان كان من قبائل حمير وهمدان وغيرهم، فعندما التقى عاطس والريان اقتتلوا قتالاً شديداً ثم تحاجزوا، ولكن قام الريان بالهرب ليلاً هو ورجاله، ففي
الصباح
أراد عاطس أن يقتل الريان لم يجده فسارع في البحث عنهم، ولكن الريان ورجاله قد مشوا ليلاً حتى تعبوا وعسكروا في مكان ما، ونظر الريان وأصحابه فوجدوا القطا، وإن معنى القطا هو نوع من أنواع
الطيور
التي تأوي إلى أعشاشها إذا أقبل الليل، فقد قالت ابنة الريان عندما رأت القطا:
ألا يا قومنا ارتحلوا وسيروا ** فو ترك القطا ليلاً لناما
والمقصود من قولها هو تحذير أبيها الريان ورجاله من الجيش الذي فروا منه، حيث أن القطا كان نائماً ولكن استيقظ وفر من نومه عند مرورهم، وإن هذا المثل يستخدم في الأمر الخفي عندما يظهر ما يدل عليه.
-
كل الصيد من جوف الفرا
هذا المثل جاء من قصة ثلاثة رجال ذهبوا للصيد فالأول صاد أرنباً أما الثاني فقد صاد ظبياً، والرجل الثالث صاد حماراً وحشياً، فغدا الرجلان اللذان صادا الأرنب والظبي يسخران من صاحبهما على صيده، ولكن الرجل الثالث قال لهما: “كل الصيد في جوف الفرا”، والمقصود هنا أن كل الذي نلته هو أكبر مما نلتما، وما نلتما هو صغير جداً بالنسبة إليه، حتى أنه يدخل في جوفه من شدة صغره، وإن هذا المثل يمثل بكل أمر يغني كبيره عن صغيره.[1]
مثل عربي فصيح
تعددت الأمثال على مر الزمن فمنها الأمثال في العصر الجاهلي ومنها
الأمثال الشعبية
والفكاهية، وقد وردت أيضاً الأمثال العربية الفصيحة التي تُقال من قِبل الشعراء وغيرهم من الأشخاص الذين يتمتعون ببلاغة عالية ومن الأمثال العربية الفصيحة:
- أخوك من صدقك النصيحة.
-
تجري
الرياح
بما لا تشتهي السفن. - إلى حتفي مشت قدمي.
-
تزيين
الجسم
أسرع من تزيين النفس. -
قُتل رحمه
الله
خير من فر أخزاه الله. - إذا غامرت في شرف مروم فلا تقنع بما دون النجوم.
- استقبال الموت خير من استدباره.
- أكرم نفسك من كل دنيء.
- السيف أهول ما يُرى مسلولاً.
- إن البعوضة تدمي مقلة الأسد.
- لا تشكون إلى خلق فتشتمه شكوى الجريح إلى الغربان والرخم.
أمثال عربية مضحكة
إن روح الفكاهة والسخرية شائعة جداً في العديد من الأمثال العربية، فمن هذه الأمثال التي تشير إلى الحسرة على وفاة العظماء وبقاء الأشخاص التافهين مثل: “ذهب الناس وبقي النسناس”، من الأمثال العربية المضحكة:
- كل كلب ببابه نباح.
- من غربل الناس نخلوه.
- زوج من عود خير من قعود.
- أسد علي وفي الحروب نعامة.
- ذهب الحمار يطلب قرنين فعاد مصلوم الأذنين، وهذا المثل يقال على الشخص الذي يحاول أن يغير من شكله ومن مظهره الحقيقي، وأظهر زيفه للناس.[2]