شعر بدوي حزين عن الموت

شعر بدوي عن الموت

الشعر البدوي هو عبارة عن شعر باللهجة البدوية العامية ولقد سمي بذلك لعدم تقيده بقواعد الشعر الفصيح، ويسمى أيضًا بالشعر النبطي، لكن لا يمكن أن تندرج لهجتهم تحت مفهوم

الله

جة العامية، فالبدو قد حافظوا على لغتهم بشكلٍ صحيح ونطق سليم بحكم عيشهم في البادية، ولقد كان بداية ظهور الشعر البدوي في القرن الرابع من الهجرة، ولقد سمي بالشعر النبطي نسبةً للبدو الأنباط  الذين كانوا يعيشون في العراق، ومن ثم انتقل إلى سائر المدن المجاورة. [1]


فيما يلي نستعرض شعر

بدوي

حزين عن الموت:


قصيدة الصمت يكفي ويشفي صدر راعيه

الصمت يكفي ويشفي صدر راعيه

لا صار كل الحكي ماله معاني

والقلب ما عاد تعنيه المشاريه

والعين ما عاد تغريها الأماني

يا ليت حزني مجرد دمع وأبكيه

ما هو عايش معي بين المجاني

ما هو يظهر علي وأحاول أخفيه

وتصير نظرات حزني هي لساني

مدري ذكرني زمان كنت ناسيه

مدري ذكرت الزمان اللي نساني ألم الفراق [1]

قصيدة نمر السحيمي

جاني وأنا في وسط ربعي وناسي

جاني نشلني مثل ما ينشل النّـــاس منّي

نشل روح تشيل المآســـــــي

تشكي من أيام الشّقى تشكي اليـأس

أثر

الألم

في سكرة المـــوت قاسي

ما هالني مثله وأنا إنسان حـــسّاس

جابوا كفن أبيض مقاسه مقاســــي

ولفوا به

الجسم

المحنّط مع الـرأس

وشالوني أربع بالنعش ومتواســي

عليه ومغطّى على جسمي لبـــاس

وصلّوا عليّ وكلــــــهم في مــآسي

ربعي ومعهم ناس من كل الأجناس

يا كيف سوا عقبنا تاج رأســــــــي

وأمي الحبيبة وش سوّى بها

اليأس

اسمع صدى صوت يهز الرّواسي

قولولها لا تلطـــم الخــدّ يا ناس

قولولها حق وتجرّعت كأســـــــي

لا تحترق كلّ يبي يجرع الكـــــأس

أصبحت في قبري ولا به مواسي

وأسمع قريع نعولهم يوم تنداس

من يوم قفوا حلّ موثق لباسي

وعلى رد الرّوح صوت بالأجراس

هـيكل غريب وقال ليه التّـناسي

صوته رهيب وخلفه اثنين حرّاس

وقف وقال إن كنت يا نـمر ناسي

هاذي هي أعمالك تقدم بكرّاس

ومن هول ما شفته وقف شعر رأسي

وانهارت أعصابي ولا أردّ الأنفاس[2]


قصيدة يالله يا معبود يا رحماني

يا الله يا المعبودي يا الرحماني

يرى ما في الخفايا والخطايا

أذرف وأنا أعطيها كذا الإنسان

إن كان ما جا الذنوب يجنّه أطلبك

ربي بالعفو والغفران وأطلبك ربي رحمتك

والجنة وإنك تديم الأمن والإيمان

في موطني وتمشينا ممشى السُّنَّة

يا موطني خيرك بين الاوطاني

وكل من يسكنك يضحك سنَّه

في وقت عبد الله يديم عزه تفديك

روحي يا وطن أنت اللي ما أقدر أبعد عنك

بين  الوطن والخالق الرحمن أموت ما لي بعد عنه [3]

قصيدة الموت

الموت ما منه مفرْ

مهما يطُلْ أمَدُ السَفَرْ

اليوم أرثي والدي

نوراً بوجداني أغَرْ

و غداً سأرثي غربتي

أبكي لريحان البشَرْ

يا موت قد مزقتني

وسقيتني كأس الكدَرْ

في مَنْ أحب فجعتني

فاجأتني هذا السحَرْ

فَفقدت همسا عاطراً

وجهاً لَطيفاً كالقمَرْ

وفقدت قلباً حانياً

كم ذادَ عني كل شَرْ

يروي فؤادي بالمنى

إن خابَ خطوي أو عثَرْ

قد كان فجراً باسمًا

في وجهه ضحك َ

المطر

آمال قلبي المبتلى

تصحو إذا حزني عبرْ

واليوم بعدَ أفولهِ

مَنْ ذا يقي عني الضرَرْ

مَنْ ذا يكونُ يد

الرضا

تحنو على دمع الوتَرْ

يأتي ليمسح دمعتي

وينير لي درب البصَرْ

فـلمن أبثُ مشاعري

والنبض ُ في قلبي انحسَرْ

أرنو إلى درب المـُنى

والدمع من عيني انهمَر

أحكي مصائب أمتي

عن قدسنا العالي الأغَرْ

في كل ناحية ٍ صدى

والظل ُّ في جسدي انكسَرْ

ماذا تبقى يا ترى

غير التوجس والخطرْ

كم في العراق مواجع

أدمت فؤادي فانفطَرْ

والنخل أمسى يابسًا

فكفى عتابًا يا بشَرْ


بغداد

يا أم المنى

يا وحي شعري والعبَرْ

أوجاعها لا تنتهي

من موقفي حدّ البصَرْ

والناس من هول الأسى

موتى على كفِ القدَرْ

آهٍ على

ورد

النقا

آهٍ على أغلى الدرَرْ

يا ويح قلبي كالسنا

ناموا لحلمٍ منتظَرْ

والأرض ُ فاضت بالدما

فيها المصيرُ قد انتحَرْ

يا موت ماذا تبتغي

خذني إليكَ لكي أقَرْ

قبرًا يلم تعاستي

فالحلمُ ولى واندثَرْ

يا موت ماذا ترتجي

خذني إلى ذاك الممَرْ

خذني وما أشقى الذي

يفنى اغترابًا أو كدَرْ

يا موت هيا ضمني

خذني إلى دار المقَرْ [4]

قصيدة بدوية عن الموت وفراق الأحبة

أدري مقصر وياك

وأدرى ما تدرين أسباب تقصير

لو دام حبك وعلاقتنا

أنا لغيرتك وأنتِ لغيري

لازم نقوى على الفراق

حتى لو كان بعدك تدميري

عجزت لا أدبر ظروف تحدتنا

ما قام حظي ولا فادت تدابيرى

ولو أن قربك خطاء يابيض رايتنا

يزيد قدرك غلا من زود تقديرى

يا غايتى يوم تنهينا نهايتنا

تعالى اخذى من أوجاعى تعبيرى

أنا وشعرى وصلنا فوق طاقتنا

أحزن وحزنى يحبونة جماهيرى

واليوم لدفن بقايا حى ميتنا

ما عاد تحيى معاذيرك معاذيرى

بعيش فى سكت الذكرى بدايتنا

وأسير لأحلامنا وأنتى بعد سيري

يا حلو الأيام لو ترجع على كيفي

ما كان قلبي شكى فرقا مواليفه

كانوا بقربي ولا يحتاجوا تكليفي

واليوم راحوا ودمعي صعب توقيفه

من عقب الأحباب مكسورة مجاديفي

غرقان والموج يلعب بي على كيفه

سافر وخل أحزان عمري تخاويك

يمكن معك تلقى حلول لضياعي

حاولت أشوه صورتك يوم أخليك

لقيتك أصدق من بكى في وداعي

هم يحسبون المسأله كلها سلك

إذا انقطع تقطع معاه المسالك

لا دروا اني بالاحساس ابادلك

مو شرط أشوفك وأسألك كيف حالك

أحس بك لو كنت ماني مقابلك

وتحس بي لو كنت ماني قبالك

دايم وفكري في حراوي منازلك

إن جا مجالك ولا ما جا مجالك

تدري وش إليّ بس يقطع تواصلك؟

الموت بس الموت يقطع وصالك؟؟

قصيدة السفينة


ضاقت وساع الفيافي والوعد متن السفينة


للطريق اللي دعاني بعد أمان الله وأمانة


لا تناديني وصوني قلبك الله لا يهينه


لا يراهن في رجوعي لجل ما يخسر رهانه


ليه ما أرحل عن غرامك بعد ماذقت الغبينة


أذكريلي شي واحد يستحق أقعد عشانه


قلب ماحن لوصالي ماني بحاجة حنينه


وأشهد أنه مايعزر بالرفيع إلا هوانه


الهوى الغدار حد الله ما بيني وبينه


كل جرحٍ من جروحي تذكرينه تنكرينه


كن مالك في نزيفه يد خانت بالأمانة


ينزف الخافق تواضع لين لطختي جبينه


والا أنا ما كنت أبيها توصل لحد الأهانه


قلت من باب الميانه صاحبك و تعذبينه


لعنبوك إرخي معاي أشوي ما صارت ميانه


طعت عقلك يوم قيل إن العقل للبنت زينة


لكن الشرهه علي اللي كنت أحسب إنك تكانه


من بعد ما كنتي أنتي في حشاي أغلى سجينه


بوعدك بطلق سراحك و أتهميني بالأدانة


وين رايح ؟ لأي دربٍ ما يرجع للمدينة


ليه رايح؟ لان قلبك ما ترك قلبي و شانه


كيف أبنسى ؟ ربي اللي ملهم

القلب

السكينة


مثل ماعانه بقربك لا نوى فرقاك عانه


كان قاسي يجرح أطراف السكاكين السنينة


ما يطيح و بنتٍ مثلك حبها هزت كيانه


وإلا أنا خابر خفوقي ما يمد الا الثمينة


وإن بغى يغيض الثريا قعد القمرى وزانه


مزعلٍ لجلك هنوفٍ رجت عقول رزينة


وإن تهادت بالطريق الجرهدي تزهر جنانه


جادلٍ كن الجمال قبالها كتف يدينه


والقمر لو شاورت له ينزح و تقعد مكانه


كانت أول من تحكم في فروع الياسمينة


وأن تعدتهن تثنن خيزرانه خيزرانة


بعتها لجلك و صارت لأصغر أطرافك رهينة


وألا هي لفتة هدبها تغمرك ثقل و رزانه


والخفوق اللي تغذى من معزة والدينة


مشكلته إنه تعلق في زمن ماهو زمانه


كل مازادت جراحه و أكتشف غلطة ضنينة [5]