أهمية الأفلاج في سلطنة عمان وعددها وأسمائها .. ومواقعها


أهمية الأفلاج في سلطنة عمان


تقع سلطنة عمان في الحافة الجنوبية الشرقية من شبه الجزيرة العربية، يتكون ما يقرب من نصف حدودها من الساحل، ومع ذلك، تعتبر واحدة من البلدان الأكثر جفافا وبين معظم البلدان القاحلة على الأرض.


الفلج هو قناة تنقل المياه باستخدام الجاذبية،

وتكمن اهمية الافلاج في سلطنة عمان في:


  • أغراض الري.

  • مياه من الأفلاج تمثل ثلاثون بالمائة من إجمالي استخدامات المياه الزراعية.

  • الأفلاج تظل حجر الزاوية في

    الحياة


    الريف

    ية العمانية وسبل عيشها اليوم.

  • الأغراض البشرية المنزلية، والحيوانات.


عدد الأفلاج في سلطنة عمان


بدأت الحكومة العمانية، من خلال

وزارة

البلديات الإقليمية وموارد المياه، مناطق حماية وقدمت الدعم لمصادر مياه الأفلاج المعرضة للخطر.


تشير التقديرات إلى أن هناك أكثر من ثلاثة آلاف 3000 أفلاج نشطة في عمان اليوم، توفر المياه لعدد من المناطق في السلطنة، على الرغم من الظروف الجافة في عمان، فقد قدمت الأفلاج للشعب العماني المياه لعدة قرون.


وبالتالي، فإن الأفلاج هي من نواح كثيرة، إحدى عجائب الشرق الأوسط وشهادة على براعة شعبها وحنكته، كما أنها تمثل رمزًا للتعاون الدائم والقيم المجتمعية التي يحملها سكان الريف في عمان.


أسماء ومواقع الأفلاج في سلطنة عمان


الفلج الداوودي


هذه قنوات طويلة تم حفرها تحت الأرض وتمتد لعدة كيلومترات، يصل عمقها عادة إلى عشرات الأمتار، لذلك تتواجد المياه في هذه القنوات على مدار السنة.


ومن أهم هذه الأفلاج:


  • فلج الختمين، أو فلج الخطمين بركة

    الموز

    الداخلية.

  • فلج دارس بمحافظة الداخلية، يظهر هذان الاثنان في قائمة التراث

    العالم

    ي.

  • فلج المالكي، ولاية إزكي الداخلية.

  • فلج الميسر ولاية الرستاق جنوب الباطنة.


فلج الغيلي


تحصل هذه الأفلاج على مياهها من البرك أو المياه الجارية، لا تتجاوز أعماقها 3-4 أمتار، تزداد كميات المياه في هذه الأفلاج مباشرة بعد هطول الأمطار وعادة ما تجف بسرعة خلال فترات الجفاف الممتدة.


فلج العيني


وهذه الأفلاج تستمد مياهها مباشرة من العيون (الآبار) بما فيها الينابيع الحارة، وتعتمد أهمية هذه الأفلاج على نوعية مياهها التي تتنوع ما بين الساخنة والباردة، وبين

مياه الشرب

العذبة والمياه المالحة، وبين المياه القلوية الممزوجة بمياه الوادي التي تعتبر صالحة للزراعة.


هناك نوع آخر يحتوي على نسب متفاوتة من الأملاح المعدنية المناسبة لمعالجة المياه والعلاجات، ومن أهم هذه الأفلاج فيها:


  • فلج عين الكسارة بولاية الرستاق

  • فلج الحمام بولاية بوشر

  • فلج الجيلة بولاية صور بمحافظة جنوب الشرقية (المنطقة الشرقية).  يظهر هذا الفلج الأخير على قائمة التراث العالمي.


نشأت فكرة تطوير الأفلاج داخل سلطنة عمان، كما هو الحال مع أنظمة المياه في العديد من البلدان، بدافع الضرورة والاهمية القصوى، نظرًا لأن هطول الأمطار السنوي في عمان لا يكفي لاستدامة الزراعة، والتي قد تتأثر بسبب قلة مصادر المياة.


يمكن لبعض المزارع الوصول إلى آبارها الخاصة، والتي كانت قبل الخمسينيات (وظهور مضخات الديزل) تديرها حيوانات مثل الحمير أو الثيران، ومع ذلك، فإن طريقة استخراج المياه هذه تستغرق وقتًا، وتتطلب من شخص ما مراقبة الحيوانات. [1]


ماهو الفلج


تقع سلطنة عمان في منطقة قاحلة للغاية بها أمطار محدودة ومتفرقة بالإضافة إلى معدلات تبخر عالية، متوسط ​​هطول الأمطار السنوية في معظم أنحاء البلاد منخفض نسبيًا، أقل من 100 ملم ولكنها قد تصل إلى 350 ملم في المناطق الجبلية.


الأفلاج هي قنوات تسير فيها

الماء

التي تتواجد نتيجة هطول المطر، هناك الكثير من قنوات المياه التي تتدفق عبر مختلف القرى الزراعية في العين وسلطنة عمان.


والأفلاج هي كلمة عربية تعني “الانقسام إلى أجزاء”، يقسم النظام المياه بالتساوي بين المزارع، وبالتالي يُعرف باسم الفلج، يشير إلى قناة تحت الأرض تضمن إمداد المحاصيل بالمياه.


يتم حفر الأفلاج في أعماق الأرض، لذلك فهي تستخرج المياه من مصادر تحت الأرض مثل الوديان والآبار، يتدفق الماء عبر النظام بقوة الجاذبية، دون أي تدخل من الآلات.


إنه نظام ري قديم كان جزءًا لا يتجزأ من مناطق الداخلية والباطنة والشرقية في عمان منذ 500 م، يقال إن نظام أفلاج العين الشهير موجود منذ حوالي 1000 عام قبل الميلاد، مما يجعله الأقدم في المنطقة.


تتدفق المياه باستمرار في أنظمة المياه هذه في الواحة، يزداد التدفق خلال موسم الأمطار في عمان. [3]


تاريخ الأفلاج


إن

تحديد

الفترة المحددة التي ظهرت فيها الأفلاج في عمان ليس بالأمر السهل تمامًا، ولكن الإجماع العام هو أن نظام الري الأفلاج كان قبل الإسلام، ويعود تاريخه إلى ما لا يقل عن 500 ميلادي.


ومع ذلك، تشير الدلائل الأثرية إلى أن شبكات المياه هذه قد تكون موجودة في أي مكان بين 500 و 1000 سنة قبل ذلك.


_ يُعزى مفهوم الأفلاج إلى كونها من أصل فارسي، حيث سميت هذه القنوات باسم القناة، يُنظَر إلى أن القناة كانوا أسلاف الأفلاج العماني، التي تم إحضارها إلى عمان إبان الاحتلال الفارسي في العهد الأخميني.


ومع ذلك، هناك عدد من آراء العلماء الأخرى فيما يتعلق بأصول هذه القنوات المائية، يعتقد بعض العلماء أن أماكن مثل

أرمينيا

أو كردستان يمكن أن تكون مهد أسلاف الأفلاج.  بغض

النظر

عن المكان الذي نشأت فيه، فمن الواضح أن الأفلاج وشبكات المياه المكافئة انتشرت في جميع أنحاء العالم القديم، بما في ذلك في أماكن مثل

الصين

والعراق واليمن والأردن وسوريا وأفغانستان، على سبيل المثال لا الحصر.


_ بالنظر إلى عصر الأفلاج، هناك أيضًا أساطير شائعة حول إنشائها، الأكثر شهرة في عمان يتعلق بقصة الملك سليمان بن داود (النبي سليمان عليه وعلى أبيه السلام)، الذي قيل إنه زار عمان أثناء سفره إلى اليمن.


_ في رحلته شعر بالعطش وغضب من شح المياه في المنطقة، ولهذا يقال إنه أمر الجن، بحفر 1000 أفلاج كل يوم، بالنظر إلى الدور الرئيسي للملك سليمان في هذه القصة، فإنه يشير أيضًا إلى سبب تسمية نوع واحد من الفلج بالفلج “الداوودي”، بعد الملك داود ( الملك داود والد الملك سليمان، وكلاهما من أنبياء الله).


المشاريع الحالية على الفلج العماني


من أجل حماية الأفلاج، يجري حاليا تنفيذ عدد من المشاريع داخل سلطنة عمان، أطلقت جامعة نزوى “وحدة أبحاث الأفلاج”، والتي تسعى إلى “توثيق المساهمة متعددة الأوجه للأفلاج في المعارف التقليدية، والثقافة والتراث، والتنوع البيولوجي، واقتصاد عمان.”  كما تأمل في وضع خطط للحفاظ على الأفلاج في المستقبل.


بدأت الحكومة العمانية، من خلال وزارة البلديات الإقليمية وموارد المياه، مناطق حماية وقدمت الدعم لمصادر مياه الأفلاج المعرضة للخطر، مثل الآبار الأم، على سبيل المثال:


  • بحلول عام 2005، كانت الوزارة قد شيدت أكثر من 900 بئر دعم وبحلول عام 2006 كانت قد دعمت أقل من 700 مشروع صيانة الأفلاج، مما أدى إلى إنفاق حوالي 15 مليون دولار أمريكي في هذه العملية.

  • في عام 2006، تمت إضافة خمس شبكات أفلاج عمانية ، تضم ما يقرب من 3000 نظام إلى قائمة التراث العالمي لليونسكو، مع الاعتراف رسميًا بكل من الأهمية شالثقافية والعملية لأنظمة الأفلاج لعمان.