تعريف الحرب الباردة .. ومظاهرها ونتائجها
تعريف الحرب الباردة
الحرب الباردة
هي حدوث حرب وصراع غير مباشر بين قوتين وهذه الحرب كانت المنافسة المفتوحة والمقيدة أيضًا التي نشأت بعد الحرب
العالم
ية الثانية بين أكبر قوتين في العالم الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي وحلفائهم، شُنت الحرب الباردة على جبهات سياسية واقتصادية ودعائية ولم يكن أمامها سوى استخدام محدود للاسلحة.
هذا المصطلح أطلقه الكاتب الإنجليزي “جورج أورويل” وكان في مقال تم نُشره عام 1945 للإشارة إلى ما تنبأ بأنه سيكون مأزقًا نوويًا بين “دولتين أو ثلاث دول عظمى وحشية تمتلك كل منها سلاحًا يمكن لملايين الأشخاص أن يتواجدوا فيه وتمحى العالم في بضع ثوان “، تم استخدام هذا السلاح لأول مرة في الولايات المتحدة من قبل الممول الأمريكي والمستشار الرئاسي برنارد باروخ في خطاب ألقاه في مقر الولاية في كولومبيا ساوث كارولينا في عام 1947.
مظاهر الحرب الباردة
في خلال الحرب العالمية الثانية قاتلت الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي معًا كحليفين ضد قوى المحور وبالرغم من ذلك كانت العلاقة بين البلدين متوترة جدًا وكان دائماً الأمريكيون حذرين من الاتحاد السوفيتي وكانوا قلقين بشأن الحكم الاستبدادي للزعيم الروسي جوزيف ستالين لبلاده.
وكان الأتحاد السوفيتي مستاء كثيراً بسبب رفض الأمريكان منذ عقود طويلة معاملة الاتحاد السوفيتي كجزء شرعي من المجتمع الدولي والسبب الثاني تأخر دخول الأمريكان في الحرب العالمية الثانية وذلك أدى إلى مقتل عشرات الملايين من الروس وبعد انتهاء الحرب نضجت هذه المظالم إلى شعور ساحق بعدم الثقة والعداء المتبادلين بين الاتحاد السوفيتي والأمريكان.
بسبب التوسع الذي قام به الاتحاد السوفييتي بعد الحرب في أوروبا الشرقية كان الأمريكان متخوفين بشدة أن يكون هناك خطة روسية وضعت حتى يتم من خلالها السيطرة على العالم وقد قام المسؤولين الأمريكيين بإلقاء خطاب وكان الاتحاد السوفيتي في مستاءً بشدة من هذا الخطاب وقد اعتبروه خطاباً عدائياً كما قاموا بتكديس الأسلحة وتنظيم نهج تدخلي في العلاقات الدولية في مثل هذه الأجواء العدائية لم يتحمل أي طرف المسؤولية الكاملة عن الحرب الباردة ,في الواقع يعتقد بعض المؤرخين أنه كان لا مفر منه.[1]
أسباب الحرب الباردة
أسباب الحرب الباردة كثيرة جدًا ومختلفة أيضًا ومنها:
-
رفض الاتحاد السوفيتي أن يصبح جزءًا من الأمم المتحدة لفترة طويلة.
-
اشتبك “الثلاثة الكبار” خلال مؤتمر طهران حول بولندا ودول أوروبا الشرقية الأخرى المتاحمة لألمانيا شعر ستالين أن الدول المستقلة تشكل تهديدًا أمنيًا لروسيا لأنها كانت ضعيفة بما يكفي للسماح لألمانيا بمهاجمة الاتحاد السوفيتي من خلالها عدة مرات أرادت بريطانيا وأمريكا أن تكون هذه الدول مستقلة لا تحت الحكم الشيوعي.
-
كان لدى السوفييت والألمان اتفاقية عدم اعتداء في العامين الأولين من الحرب ببروتوكول سري.
-
دعم الحلفاء الغربيين لميثاق الأطلسي.
-
الكتلة الشرقية لدول الأقمار الصناعية السوفيتية التي تم إنشاؤها.
-
سمح الحلفاء لألمانيا بإعادة بناء جيش وإلغاء خطة مارشال مورجنثاو.
-
يسمح الحلفاء لألمانيا بالانضمام إلى الناتو.
-
المخاوف الأمريكية والبريطانية من الهجمات الشيوعية وكراهية الاتحاد السوفيتي للرأسمالية.
-
خوف الاتحاد السوفيتي من الأسلحة النووية الأمريكية ورفض الإفصاح عن أسراره النووية.
-
أعمال الاتحاد السوفياتي في ألمانيا الشرقية في المنطقة السوفيتية.
-
يهدف اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية إلى تعزيز الشيوعية في جميع أنحاء العالم وتوسعها في أوروبا الشرقية.
-
الخوف
الأمريكي من هجوم شيوعي للاتحاد السوفيتي.
-
كراهية ترومان لستالين.
-
خوف اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية من القنبلة الذرية الأمريكية
-
وكره الاتحاد السوفياتي للرأسمالية.
-
إجراءات الاتحاد السوفياتي في المنطقة السوفيتية من ألمانيا.
-
رفض أمريكا نشر أسرارها النووية.
-
توسع الاتحاد السوفياتي غربًا في أوروبا الشرقية + نكث بالوعود الانتخابية.
-
خوف اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية من هجوم أمريكي.
-
حاجة اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية إلى حدود غربية آمنة.
-
هدف اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية هو نشر الشيوعية العالمية.[2]
نتائج الحرب الباردة
على الرغم من تحسن العلاقات بين الاتحاد السوفيتي وأمريكا في فترة الستينات والسبعينات إلا أن كل منهما كان على استعداد تام لبدء الحرب مرة أخري كما أن كل منها كان يحاول فرض السيطرة على الدول الحليفة التابعة لكل منهم، بعد انتهاء الحرب الباردة كان لها نتائج أثرت على عديد من الدول القومية و استهدفتها بطرق اقتصادية واجتماعية عديدة.
ومن هذه الدول
روسيا
التى تم خفض الإنفاق العسكري لها بشكل كبير مع بداية عام 1991 وأدى ذلك إلى انخفاض الصناعة العسكرية في الاتحاد السوفيتي قطاع كما أثر ذلك التفكك وقام ملايين من الموظفين بترك العمل مما أثر على الاقتصاد الروسي والجيش.
قررت روسيا تعين رئيس جديد وهذا الرئيس قرر أن يقوم بالعديد من الإصلاحات الاقتصادية في فترة التسعينات وبسبب ذلك خضعت لأزمة مالية وكسادًا أكثر مما شهدته الولايات المتحدة وألمانيا خلال فترة الكساد الكبير، وبعد عام 1995 حقق الاقتصاد نموًا هائلاً وذلك بالرغم من أن مستويات المعيشة في روسيا كانت ساءت بشكل عام في سنوات ما بعد الحرب الباردة، وفي أوائل عام 2005 أصبح معروفًا أنه عاد إلى مستويات عام 1989 من نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي.
على الرغم من تفكك الاتحاد السوفيتي استمرت أيضًا الحرب الباردة وكان لها تأثير على السياسة العالمية بعد نهايتها، قامت الحرب الباردة بتحديد الدور السياسي للولايات المتحدة في عالم ما بعد الحرب العالمية الثانية وذلك عند حلول عام 1989 كما قامت الولايات المتحدة بعقد تحالف عسكري مع 50 دولة تحالفات والذي مكنها من امتلاك 1.5 مليون جندي في الخارج في أكثر من 117 دولة وبهذا أداي إلى إضفاء الطابع المؤسسي على التزام عالمي كبير ودائم.
النفقات العسكرية للولايات المتحدة كانت مهولة وتم تقديرها بحوالي 9 تريليون دولار بالإضافة إلى الخسائر في الأرواح على أيدي الجنود النظاميين، ومن أهم النتائج أن معدل حدوث الحروب بين الدول انخفض بشكل كبير.
ليس من الممكن محو إرث الحرب الباردة أبداً وذلك بسبب التوترات الاقتصادية والاجتماعية التي حدثت لاستغلالها لتأجيج المنافسة في الحرب الباردة في أجزاء من العالم الثالث.
ومع سقوط جدار برلين وإلغاء معاهدة وارسو وحل الاتحاد السوفيتي قد انتهت الحرب الباردة رسميًا لم يكن هناك معاهدة رسمية أنتهت الحرب الباردة من خلال لذلك استمرت القوى العظمى في الحفاظ على الأسلحة النووية وأنظمة الإطلاق و تحسينها و تعديلها وقامت دول أخرى لم يتم الاعتراف بها من قبل كدول تمتلك أسلحة نووية بتطوير واختبار أجهزة متفجرة نووية.[3]