منزلة الام في الاسلام
معنى الأمومة
الأمومة كلمة مشتقة من أم، والمقصود بها معظم الشيء أو كله، ويطلق على كل شيء ضم إليه جزء فصار منه، كما أن
الأمومة
هي عاطفة ومشاعر نبيلة غرسها
الله
عز وجل في قلب المرأة، فتكون حنونة ومليئة بالعواطف تجاه أطفالها، إذ أن الأم في قلبها مزيد من الرحمة والعطف.
الأمومة شعور جميل ونبيل يجعل المرأة أكثر رقي وحنان، يدفعها لعمل أي شيء من أجل أن تحافظ على أطفالها، وهي أعظم الغرائز في العالم، لذلك دور الأم عظيم في حياة أطفالها، فهي صاحبة الدور الرئيسي في التربية، حيث إن الله عز وجل كلف الأم بمجموعة من الأمور الواجب فعلها تجاه أبنائها وتتمثل في أن تكون الأم خير قدوة لأبنائها، وأن تحرص على تربيتهم على
العادات
والتقاليد السليمة والمعتقدات الدينية الصحيحة، وأن يكونوا من حفظة كتاب الله ومطبقي سنة رسوله الكريم[1].
مكانة الأم في الإسلام
مكانة الأم في
الإسلام
عظيمة حث إن الله كرم المرأة تكريما، سواء زوجة أو أخت أو أم، خاصة الأم فجعلها الله تعالى ذو فضل عظيم على أطفالها، وجعل أولادها مدانين لها بالفضل والعرفان بالجميل، لما فعلته تجاههم، وأوصى الله تعالى ورسوله الكريم بمكانة الأم في الكثير من الأيات والأحاديث النبوية الشريفة[2].
وصى الله تعالى الإنسان بوالديه وبأمه، لأنها شقيت في تربيته وفي ولادته وفي حمله، فكلهم كانوا وهن على وهن، فيقول الله عز وجل في كتابه العزيز في سورة لقمان آية14″وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَىٰ وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ، وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَىٰ أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا ۖ وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا ۖ وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ۚ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ”.
يقول الله عز وجل في فضل الأم وعظتها وعطفها على أولادها في
سورة الأحقاف
آية15″
وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (15) أُولَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجَاوَزُ عَنْ سَيِّئَاتِهِمْ فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ (16) وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُمَا أَتَعِدَانِنِي أَنْ أُخْرَجَ وَقَدْ خَلَتِ الْقُرُونُ مِنْ قَبْلِي وَهُمَا يَسْتَغِيثَانِ اللَّهَ وَيْلَكَ آَمِنْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ”.
وعن مكانة الأم في السنة النبوية الشريفة، ذكرها الرسول الأم بأنها أهم ما يجب أن يعتني به الإنسان ويعطيها حقها ولا يظلمها ولا يفضل عليها أحد، حيث جاء رجل للرسول صلى الله عليه وسلم يسأله، من أحق الناس بصحابتي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم” أمك قال
الرجل
ثم من، قال ثم أمك، قال ثم من قال أمك، قال ثم من قال عليه
الصلاة
والسلام ثم أبوك” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، دلالة على مكانة الأم وفضلها وقيمتها في الدين الإسلامي.
وروى بن باز أن رجلاً كان بالطواف يحمل أمه ويطوف بها، فسأل الرجل النبي صلى الله عليه وسلم، هل أديت حقها؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم” لا ولا بفرة واحدة، والزفرة المقصود بها الطلقة من طلقات الولادة أي زفرة من زفرات الوضع، وهذا دليل على أن ما تراه الأم من معاناه في الولادة فقط لا يمكن للإنسان أن يرده لها، فما أدراك ما
الحمل
والولادة والرضاعة والتربية.
فضل الأم في الإسلام
الدين الإسلامي وقر الأم وجعل فضلها عظيم، وأمر الإنسان بتقديرها ومنحها مكانة مرموقة وطاعتها، ويتمثل فضل الأم في الدين الإسلامي فيما وضعه لها الله عز وجل ورسوله الكريم:
- أمر الدين الإسلامي ببر الأم مهما صدر منها حتى وإن كانت مشركة، حيث جاءت أسماء بنت أبي بكر تسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بر أمها وكانت أمها مشركة، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم”نعم، صلي أمك”.
- منح الإسلام الأم حضانة طفلها حتى وإن كانت مطلقة دلالة على مدى عطفها وحقها في أطفالها، حيث جاءت امرأة لرسول الله تقول له إن أبني هذا كان بطني وعاء له، وثديي له سقاء وحجري له حوا وأن أباه طلقني وأراد أن ينتزعه مني، فقال النبي صلى الله عليه وسلم “أنت أحق به ما لم تنكحي”.
- في يوم اختصم عمر وزوجته المطلقة إلى أبى بكر في شأن ابنه عاصم، فقضى به لأمه، وقال لعمر “ريحها وشمها ولفظها خير له منك”.
-
أمر الإسلام الأبناء ببر أمهاتهم والبر هو
الإحسان
في العشرة والتوقير وعدم خضبها وخفض الجناح لها وطاعتها وطلب رضاها، وقضاء حاجاتها وطاعة أوامرها وعدم عصيانها أبداً. -
من دلالات مكانة الأم في الدين الإسلامي الحنيف أن حتى الجهاد وهو أعظم الفضائل لا يجوز للإنسان أن يقدم عليه دون طاعة أمه أو دون رضاها، إذ جاء رجل لرسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول له يا رسول الله أردت أن أغزوا وقد جئت أستشيرك، فقال له الرسول” هل لك أم، قال نهم، قال فالزمها فأن
الجنة
عند رجليها”. - علاقة الأم بأولادها ثابتة لا تتغير ولا يطرأ عليها شيئ، فالله تعالى حرم الأمهات على أولادها لان تلك الرابطة العظيمة رباط مقدس لا تتغير ولا تتبدل، كما أن الله تعالى يقول في كتابه العزيز”مَّا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِّن قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ وَمَا جَعَلَ أَزْواجَكُمُ اللاَّئِي تُظَاهِرُونَ مِنْهُنَّ أُمَّهَاتِكُمْ وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَآءَكُمْ أَبْنَآءَكُمْ ذَلِكُمْ قَوْلُكُم بِأَفْوَاهِكُمْ وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيل* ادْعُوهُمْ لاَِبَآئِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ فَإِن لَّمْ تَعْلَمُواْ آبَاءَهُمْ فَإِخوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوالِيكُمْ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَآ أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِن مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً”.
-
دلالة على فضل الأم في الدين الإسلامي الحنيف قال الرسول صلى الله عليه وسلم”الإشراك بالله وعقوق الوالدين وقتل النفس، وشهادة الزور”، وذلك معناه أن عقوق الوالدين يلي الشرك بالله إذ إنه كبيرة من
الكبائر
التي يرتكبها المرء. -
نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن سب الوالدين وقال عنه أنه كبيرة من الكبائر، وهناك
احاديث عن فضل الام
كثيرة من بينها قول رسول الله صلى الله عليه وسلم “إن من أكبر الكبائر أن يلعن الرجل والديه ” فقيل يا رسول الله كيف يلعن الرجل والديه، قال”يسب الرجل أبا الرجل فيسب أباه ويسب أمه”.
حقوق الأم في الإسلام
حقوق الأم في الدين الإسلامي على ولدها عظيمة، ويجب على الأبناء تنفيذ حقوق الأم كاملة، والتي تتمثل في[3]:
-
على الأبناء
حب
أمهاتهم وتوقيرها في قلوبهم ونفوسهم وأمام العامة وأمامها. - يجب على المر أن يحسن صحبة امه ويطيعها ويراضيها.
- رعاية الأم واجب على أبنائها ويجب أن يقيموا على شئونها كما اعتنت بهم صغارا.
- عدم سماع الأم ما تكره من أبنائها ولا بالقول أو الفعل.
- على الأبناء أن ينفقوا على أمهاتهم إن كانت في حاجة إلى ذلك ولم يكن لها زوج ينفق عليها.
- يجب طاعة الأم إذا أمرت بأي شيء دون الشرك بالله عز وجل، أو أمرت بمنكر.