التسامح مع الافكار المختلفة هل يعني اتباعها ام لا ؟


ماهو التسامح


التسامح هو تعريف بسيط يحدد أنك شخص ذات موقف موضوعي وعادل وحيادي تجاه الأشخاص الآخرين الذين لهم أسلوب و حياة تختلف كثيراً عن  أسلوب حياتك، يمكن أن يُعزى مستوى

التسامح

في حياتك إلى مستويات

السعادة

والرضا كما أشار العديد من الباحثين ومع ذلك هناك بعض الباحثين يعانون من أسئلة متناقضة مثل هل الأشخاص المتسامحون أكثر سعادة أم أن الأشخاص السعداء أكثر تسامحًا؟


التسامح مع الافكار المختلفة هذا يعني أن اتباعها ام لا


لقد خلقنا

الله

عز وجل وفي قلوبنا النقاء والقدرة على التسامح والصفاء وتقبل رأي الآخرين ولكن هناك دائماً سؤال يشغلنا التسامح مع الافكار المختلفة هل يعني اتباعها ام لا ؟ والإجابة هي لا التسامح يقرب الأشخاص من بعضهم البعض ويديم المحبة بين الأفراد وبين المجتمع وعندما يغيب التسامح بين الناس ينتشر الفساد والشر، وهناك

اسباب تؤدي الى عدم التسامح مع الاخر المختلف

.


لذلك يجب أن يكون التسامح موجود، ولكن التسامح لايعني أبداً أننا نتبع أفكار وآراء الآخرين أو نتبع القرارات التي يأخذونها لأننا إذا اتبعنا هذه الأراء والأفكار نكون ذات شخصية هشة ولكن التسامح لا بل أن التسامح من أجمل الصفات التي يمكن أن نتحلى بها لأنها سبب بناء مجتمع متصالح مع نفسه قبل الآخرين .[1]

التسامح يساعد على تعدد الاراء


التسامح يجعل من الممكن للناس التعايش بسلام إنه الأساس لمجتمع عادل يستطيع فيه كل فرد أن يعيش حياته كما يحب، أن تكون متسامحًا يعني أنك تقبل آراء الآخرين وتفضيلاتهم حتى عندما يعيشون بطريقة لا تتفق معها يعني التسامح أيضًا أنك لا تضع آرائك فوق آراء الآخرين وتفرضها عليهم حتى عندما تكون متأكدًا من أنك على صواب والتسامح يظهر قوة الأشخاص من حيث قدرتهم على التعامل مع الآراء ووجهات

النظر

المختلفة.


الحرية من خلال التسامح


التسامح بين أفراد المجتمع لا يجعل التعايش السلمي ممكنًا فقط بل هناك ميزة أخرى وهي أن الشخص ينفتح على طرق التفكير الأخرى وذلك يمكن أن يساعد في التنمية الشخصية عندما تعرف المزيد عن الأفكار والآراء المختلفة وأيضًا أخذ بعض الأفكار المختلفة من جميع أنحاء

العالم

فسوف يساعدك التسامح على فهم العالم بشكل أفضل.


تعليم الأطفال التسامح هو أفضل هدية يمكن أن تقدمها لهم يجب ألا يكبر الأطفال وهم يشعرون بالكراهية والشك وتجنب الآخرين الأطفال الذين يكبرون على

الكراهية

والغيرة والحقد من الآخرين يتحولون إلى أناس غير سعداء ولا يستطيعون الشعور بالسعادة والحب والثقة من الأشخاص الآخرين والأطفال الذين يُجبرون على تصديق آراء معينة سوف يتطورون إلى أشخاص ليسوا مفكرين أحرارًا أو مستقلين إذا اختبر الأطفال

الحب

والتسامح فسوف يكونون قادرين على النمو والعيش حياة سعيدة وسلمية لذلك يبدأ تعليم الأطفال التسامح من عمر ثلاث سنوات كما أن التسامح يعطيهم قدر كبير من الحرية.


الفضول حول الأفكار المختلفة


يعد التسامح جانبًا مهمًا من جوانب المجتمع حتى لو كان هناك أشخاص لا يعترفون أن التسامح مهم وعلى سبيل المثال الأشخاص الغير متسامحين تجاه المهاجرين من بلد إلى بلد هناك شعوب بطبعها ترفض وجود لاجئين وهناك شعوب أخري تقبل يقبلون تقاليد وعادات مختلفة طالما أنهم لا يخالفون القواعد في البلد.


في معظم الحالات يكون عدم التسامح نتيجة

الخوف

والجهل تجاه المجهول يمكن أن يساعد

الفضول

والاستعداد للتعرف على عوالم وأفكار وأراء الغير وطرق تفكير جديدة على أن يكونوا أكثر تسامحًا، عندما يتعلم شخص ما المزيد عن الأشخاص من الثقافات الأجنبية فإنه يفقد أيضًا خوفه من المجهول العديد من الأشخاص الذين يتواصلون كثيرًا مع أشخاص من جميع أنحاء العالم يكون لديهم أيضًا موقف منفتح إنه يساعد جميع الأشخاص على التعرف على بعضهما البعض وفهم أسلوب حياة كل منهما في النهاية.


ليس من السهل أن تكون شخصًا متسامحًا من المقبول التمسك بقيمك الخاصة لكن من المنطقي تقييم قيمك الخاصةً هذه إذا كانت لها تأثير على الآخرين أم لا يجب أن يكون واضحًا أن لكل فرد آراءه وقيمه الخاصة وأنه يجب احترامها وقبولها، إذا أردنا أن نعيش في مجتمع مسالم فلا بديل عن التسامح.[2]


التسامح في الإسلام



معنى

التسامح في اللغة العربية يرجع إلى الكرم والجود فإن التسامح سمة من سمات المسلم المؤمن وهو أن يعفو عن المسيء والظالم وهذا يعني أن

المظلوم

قد جاد وعفو على الظالم عن حقه والتسامح الذي يكون بمعنى العفو  فهو جائز بدون حدود كما أنه هو الأفضل وقال الله عز وجل: “وَجَزَاء سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ”.


أمر الله سبحانه وتعالى النبي محمد صلى الله عليه وسلم بالتسامح والعفو والإحسان


فقال سبحانه وتعالي: {


وَلَا تَسْتَوِي الحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ


}.


وعن


أنس


رضي الله عنه قال: “كنت أمشى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه رداء نجراني غليظ الحاشية فأدركه أعرابي فجبذه (جذبه) بردائه جبذة شديدة نظرت إلى صفحة عنق رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أثرت بها حاشية الرداء من شدة جبذته ثم قال:


يا


محمد


مُرْ لي من مال الله الذي عندك فالتفت إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فضحك ثم أمر له بعطاء”.


أنواع التسامح في الإسلام


هناك ثلاث أنواع من التسامح في

الإسلام

سوف نوضحها ونوضح كيف كان تعامل الرسول صلى الله عليه وسلم معهم:


التسامح مع الكافر


كان النبي النبي صلى الله عليه وسلم يتعامل مع الكافرين الذين كانوا بين المسلمين ولكنهم لم يعتدون عليهم ولا يقاتلونهم فكان صلى الله عليه وسلم يتعامل تعاملاً قائماً على التسامح والعدل وكان يعدل معهم ويزور

المريض

منهم ويحسن إلى جاره إذا كان كافراً فعن


أنس


رضي الله عنه قال: “كان غلام يهودي يخدم النبي صلى الله عليه وسلم فمرض فأتاه يعوده فقعد عند رأسه فقال له: أسلم فنظر إلى أبيه وهو عنده فقال: أطع


أبا القاسم


.. فأسلم، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول:


الحمد لله الذي أنقذه من النار


“.


وعن


عمرو بن شعيب


عن أبيه قال:”ذُبِحتْ شاة


لابن عمرو


في أهله فقال: أهديتم لجارنا اليهوديّ؟ قالوا: لا قال: ابعثوا إليه منها فإني سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: (


ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورِّثه


).[3]


التسامح والعفو مع الخدم والعمال


يقول


أنس


رضي الله عنه خادم النبي صلى الله عليه وسلم عن تسامحه وعفوه صلى الله عليه وسلم معه: خدمتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين والله ما سبَّني سبة قط ولا قال لي أف قط ولا قال لي لشيء فعلته: لم فعلته ولا لشيء لم أفعله: ألا فعلته)”.


وعن


عائشة


رضي الله عنها قالت: ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئًا قطُّ بيده، ولا امرأة، ولا خادماً، إلَّا أن يجاهد في سبيل الله وما نِيل منه شيء قطُّ، فينتقم مِن صاحبه، إلا أن يُنْتَهك شيء مِن محارم الله، فينتقم لله عزَّ وجلَّ)”.


السماحة في البيع والشراء


البيع والشراء هو أهم صورة من صور التسامح لأنه يتم يومياً في المعاملة اليومية ولذلك أمرنا الرسول الله صلى الله عليه وسلم بالرحمة للرجل السَمْح في بيعه وشرائه، فقال صلى الله عليه وسلم: “


رحم الله عبداً سمحاً


(سهلا)


إذا باع، سمحاً إذا اشترى، سمحاً إذا اقتضى


(طلب قضاء حقه بسهولة”.[4]