من هم الجهابذة

معنى الجهابذة

الجهابذة جمع لكلمة جهبذ وهي كلمة أصلها عربي قديم ترمز إلى الشخص الخبيرٌ ببواطن الأمور والغامض منها، القادر على

التمييز

بين الجيد والسيء، الصالح والفاسد، وحين يقال على البعض من الناس أنهم جهابذةُ الفكر فإن المقصود لأنهم من أعلامُه البارزون.

تعريف الجهابذة

يعتبر الجهبذ هو العبقري الذي يتمتع بقدرات عقلية تفوق غيره من الأشخاص العاديين،


ولا يقتصر مجرد أن يكون المرء جهبذ وعبقريا أن يكون لديه معدل ذكاء مرتفع فقط، ولكن بالطبع يعتبر





الذكاء

من الشروط الأساسي لكي يكون الشخص جهبذ، حيث يشترط إلى جانب الذكاء وجود  الإبداع والوعي الذاتي والمقدرة الفطرية على طرح الأسئلة، وغيرها


. [1]



لذا يمكن ذكر

أمثال

على الجهابذة على مر

التاريخ

ومنهم ألبرت أينشتاين، وتشارلز داروين، وستيفن هوكينج، موزارت، بيتهوفن، وبيكاسو، حيث إنه


في حين أن تلك الشخصيات البارزة عاشت في أزمان مختلفة ومتباعدة، إلا أنها تشترك في نفس الصفات والسمات التي ساهمت في اتساع مدارك وحدود الفكر البشري وكيفية فهم

العالم

،


لذلك، فإن تعريف الجهبذ أو العبقري ليس بالأمر اليسير، لكن يسهل القول أن الإبداع، والذكاء والتفكير خارج الصندوق يؤدون دوره أساسي في جعل الشخص عبقري وجهبذ.


[2]

صفات الجهابذة



من أبرز ما يمكن من خلاله ذكر وصف الجهابذة، أنهم جميعًا يتشاركون في خصائص وسمات متشابهة، كل من تلك السمات يعزز من مقدرتهم على رؤية وفهم العالم بأساليب مغايرة عن الأشخاص العاديين، ومن أبرز صفات وسمات الجهابذة ما يلي: [2]




العقل

الفضول

ي




من المنطقي أن يمتلك الجهبذ  مستوى كبيرة من الفضول لكي يساعده على فهم الأمور وتحليلها وإدراكها ومن ثم تحقيق التميز، وذلك عبر التمتع بالطبيعة الفضولية، وفي الغالب يقوم الجهبذ بخلق طرقًا جديدة للتفكير ومن خلالها يكشف عن أفكار ومبادئ لم تكن مستكشفة أو معروفة من قبل، وعادةً ما يسعى الأشخاص ممن يعدون من الجهابذة إلى

المعرفة

بأساليب شبه مهووسة، تتخطى ما قد يراه الأشخاص العاديون مقبولًا أو معقولًا.




الفكر المجرد




يميل الأشخاص ممن يمتلكون سمات الجهبذة والعبقرية إلى التفكير في المفاهيم والمشكلات بأسلوب أكثر ديناميكية، وهو ما يترتب عليه أن يكون من غير المرجح تقبلهم الحقائق والمعلومات على أساس مسمياتها ومظهرها، ولكنهم بدلًا من ذلك سوف يميلون إلى خوض التحدي بالتفكير التقليدي ومن ثم اختباره، وهو ما يجعل في الكثير من الأحوال التحدث إلى شخص يمتلك سمات عبقرية ومناقشته أمرًا صعبًا، إذ عادةً ما يقوم الجهبذ ب تحدي طريقة تفكير غيره ويحللها وينقدها.


الميل إلى

المخاطرة



يميل الجهابذة دومًا إلى الابتكار من خلال تخطي الحدود وتجاوزها، حيث إنهم لا يرضون على سلوك الطريق الآمن بل يحبون المخاطرة وتجربة الأشياء الغريبة الجديدة، خاصة إن شعروا أنهم على وشك اكتشاف شيء ما، بل إن البعض منهم يتخذ ذلك السلوك و النهج بالحياة مما قد يعرضهم إلى الوقوع في الخطر، سواء كان خطرًا جسديًا أو فيما يخص حياتهم المهنية، ولكن في النهاية قد ينتج عن تلك المخاطرة الوصول إلى شيء هام واكتشاف لم يتمكن أحد الوصول إليه من قبل.




رفض الروتين




من أبرز الخصائص النموذجية للجهبذة والعبقرية أن يعاني الجهبذ من الصعوبة بالتوافق مع روتين

الحياة

العادي، وقد يرجع السبب في ذلك إلى ما يعيشه باستمرار من تفكير وأسئلة تدور في عقله وذهنه، وفي الكثير من الأحيان، من يتمكن من تحقيق شيء عظيم واكتشاف كبير يكون من الأشخاص التي تميل إلى السهر والحياة بالليل، والذين يقضون

الوقت

فيه بالتحليل والتفكير و استكشاف الأفكار والوصول إلى تفسيرات للأشياء في حين يكون الآخرون نائمين في سبات.

أشهر الجهابذة في التاريخ



بعد تفسير ماهية الجهبذة والعباقرة وما يجعلهم علامة ومختلفين، يمكن ذكر أمثلة على

أشهر

من مر على التاريخ من جهابذة وعباقرة كان لهم دور عظيم في تغير العالم وتاريخ البشرية


: [2]



ألبرت أينشتاين




لا يوجد خلاف لدى أي شخص على كون ألبرت أينشتاين من أعظم الجهابذة على مر التاريخ،

فقد تمكن ذلك العالم الألماني

الفيزيائي من تفسير الكثير من الظواهر الغامضة في علم الفيزياء بمفرده في القرن العشرين، كما وطور الكثير من الأمور التي كانت مبهمة، و هو صاحب نظرية النسبية، التي لا تزال أحد أهم ركائز الفيزياء الحديثة، حيث




يجسد أينشتاين جوهر العبقرية، وفي بداية الأمر


، نظر إليه أقرانه بتشكيك، حيث خاطر وطرح أسئلة لم يفكر بها أي شخص آخر من قبل، ومن خلال تلك الأسئلة غيّر بصورة رئيسية فهم الكون وطريقة سيره إلى الأبد.



ليوناردو دافنشي




يشتهر ليوناردو دافنشي بما قدمه من الأعمال الفنية المميزة والشهيرة مثل كنيسة

سيستين

ولوحة الموناليزا، لكن ذلك الموسيقي الإيطالي المعروف يعد بالنسبة للكثيرين ، مثال للجهبذة والعبقرية المطلقة، وذلك لأن


ليوناردو دافنشي كان موهوبًا تقريبًا في كل شيء، حيث إنه هو من وضع الأساس للتفكير المعاصر السائد في الوقت الحالي، وهو ما جعل له تأثير بالغ على بعض العباقرة الرئيسيين بالتاريخ، ومنهم وليم شكسبير وألبرت آينشتاين.



ولعل الأمر الذي يجعل ليوناردو دافنشي فريدًا ومميزًا بين غيره من العباقرة ما امتلكه وتمتع به من مستوى فهم عالي للمفاهيم والأفكار بعيدًا عن وقته،

وقد

تم العثور على كم هائل من دفاتر دافنشي على مر العصور، كل من تلك الدفاتر مليء بالمخططات المعقدة والنثر النظري ذو الصلة بأمور قد تستغرق خمسة قرون أخرى لتؤتي ثمارها، ومن بينها العمليات الجراحية الطبية إلى

رحلة

الإنسان.



وليام شكسبير




يعتبر ويليام شكسبير أعظم مساهم فيما بلغته الثقافة والأدب والفلسفة واللغة

الإنجليزية

من تقدم وتطور على مر التاريخ، حيث


كان الشاعر المفضل بإنجلترا قبل سنوات ضوئية من معاصريه، ولا يزال لعمله تأثير مباشر على الكتاب والفنانين والفلاسفة في القرن الحادي والعشرين




، وهو مثل غيره من الجهابذة، يمتلك في الفكر موهبة فطرية، وكان متميزًا بتلك


المهارة النادرة، خاصة بالقرن السادس عشر، حين كان الكثير من السكان لا يمتلكون المقدرة على القراءة أو الكتابة.

الجهابذة عند الشعراء

منذ

القدم

وكان تأثير الجهابذة على غيرهم من الأشخاص معروف وملحوظ، وهو ما دفع الكثير من الشعراء يذكرونهم في أبياتهم الشعرية، وذلك مثل: [1]

  • جبران خليل جبران: لولا تيقظ أحمد وجهابذ من ضربه أعيا على الحلال.
  • أحمد شوقي: قد كان فيه محلَّ إجلالِ الجهابذة ِ الثقات.
  • الحطيئة: يطيرُ مروُ ليّان عن مناسِهما كما تطايَرُ عِنْدَ الجَهْبَذِ الوَرَقُ.
  • سبط ابن التعاويذي: فَلَوْ نَصَبُوا جَهْبذاً مَا کرْتَضَى بما ترتَضِيهِ لكَ الجهبَذُ.