فيلم “ريش”. لماذا اثار كل هذه الانتقادات والجدل الواسع

معلومات عامة عن فيلم ريش

  • الصنف الفني:

    فيلم

    درامي
  • تاريخ صدور الفيلم: 13 يوليو 2021 في

    فرنسا

    في مهرجان كان
  • مدة عرض الفيلم: 112 دقيقة
  • اللغة الأصلية: اللغة العربية (العامية المصرية)

  • موقع

    تصوير الفيلم: مصر في قرى الصعيد
  • الجوائز التي نالها الفيلم: نال الجائزة الكبرى لمسابقة اسبوع النقاد الدولي في الدورة 74 لمهرجان كان السينمائي بفرنسا
  • المخرج: عمر الزهيري
  • الكاتب: أحمد عامر وعمر الزهيري
  • البطولة: سامي بسيوني، محمد عبد الهادي، فادي مينا فوزي، دميانا نصار
  • التصوير: كمال سامي
  • التركيب: هشام صقر [1]

قصة فيلم ريش

فيلم ريش يبدأ بالحديث عن المرأة العاملة، التي تقضي وقتها فوق الغسيل والصحون في اماكن قذرة، قبل ان نلقي نظرة على وجهها البالي، الممثلة المصرية دميانة نصار، هي ام لطفلين صغيرين، زوجها هو رجل يجمع القليل من المال، يبدو للوهلة الأولى ان فيلم عمر الزهيري سوف يستمر بهذه الطريقة، كي يسلط الضوء على حياة الناس الاقل حظًا، والاشخاص دون خط الفقر، لكننا نتفاجأ بتحول الزوج إلى دجاجة.

تستمر احداث الفيلم الغريبة لكن المثيرة للإعجاب، ونرى شقة

العائلة

القذرة والبائسة والمباني المتداعية مما يزيد من الفكاهة السوداء في هذا الفيلم، تبدأ الاحداث الغريبة في حفل

عيد ميلاد

ابنهم البالغ من

العمر

اربع سنوات، حيث يتحول

الاب

المحب (المتسلط عليها) إلى دجاجة كجزء من خدعة يقوم بها

الساحر

المراوغ الذي وظفه الاب، فيتحول الاب إلى دجاجة بيضاء رقيقة، لكن الساحر بعد ذلك لا يستطيع استعادة الاب، وعلى الرغم من ان هذا الحدث الغير منطقي لم يتم تفسيره بما يكفي، إلا أنه يعد انطلاقة جريئة لما سيحدث في الفيلم.

وفي هذه الاثناء، تعاني

الزوجة

(التي لم يتم إطلاق اي اسم عليها طوال الفيلم) من غياب رب الاسرة، وتخضع ايضًا لتدريب خاص للعناية بالدجاج كي تستطيع إبطال التعويذة الملقاة على زوجها، والحصول على المال هو اكبر مصائبها، خاصةً عندما يرفض صاحب العمل السماح لها بان تعمل بدلًا من زوجها، ومع تأخر دفع الإيجار لعدة اشهر، ودفع المال للكثير من الاطباء السحرة والمشعوذين، بالإضافة إلى افواه اولادها الجياع وزوجها الذي تحول لدجاجة، تعيش هذه المرأة في البداية على الصدقات من العائلة والاصدقاء، لكن الامر يصبح اكثر سوداوية عندما يريد المحسنين مقابل كبير من اجل صدقاتهم، فتبدأ بالبحث عن عمل، وهو ليس بالامر سهل، وفي إحدى هذه الوظائف، تظهر تقسيمات الزهيري القاسية الطبقية للمجتمع عندما يتم القبض على الزوجة وهي تحاول السرقة من منزل السيدة الغنية التي تنظف منزلها، ونجد في كيسها نصف قدر من المربى، وقطع من اللحم المقطع، وبضائع اخرى مثيرة للشفقة، ولكنها غير مثيرة للرحمة.

كان هناك العديد من الحيوانات في الفيلم، وكان هناك متعة بصرية اثناء تصوير الفيلم حرص عمر الزهيري على خلق عالم خيالي مصنوع بحرفية، وحاز الفيلم على العديد من الجوائز مثل جائزة فئة اسبوع النقاد الكبرى، وجائزة الاتحاد الدولي للنقاد الدوليين فيبريسي في مهرجان كان السينمائي. [2]

لمَ لم يتم تسمية شخصيات الفيلم

كل الشخصيات في الفيلم كانت غير مسماة، لان المخرج اراد التخلص من الحدود بين المشاهد وبين الممثل، حيث اراد المخرج ان يخلق حالة من التواصل بين المشاهد وبين شخصيات الفيلم البسيطة للغاية والتي عادةً لا يلتفت لها أحد في

الحياة

الواقعية، فكان اختياره لعدم تسمية الابطال تأكيد على انعدام اهميتهم بالنسبة للمجتمع، كما أنه لم يقم باختيار الزمن وترك كل ذلك مبهمًا للمشاهد.

الفيلم لا يدور حول الصراعات بين الخير والشر، ولكل شخصية من الشخصيات جانبها الإيجابي والسلبي، وفي ذلك تمرد على السينما او الروايات التي غالبًا ما تركز على فكرة الصراع بين الخير والشر، بل يواجه الفيلم عبثية الواقع، ليخلق واقعًا كوميديًا لا تراجيديًا، وذلك عندما تحول البطل إلى دجاجة وتوجب على زوجته ان تعتني به (اي تعتني بالدجاجة التي تحول إليها)، وقد اختار المخرج الدجاجة وهي كائن ضعيف كي يظهر مدى العبثية، وتأثير هذا الحيوان الضعيف على حياة هذه الزوجة، ومن هنا اتت تسمية فيلم ريش لأن الدجاجة لها ريش. [4]

لما اثار فيلم ريش كل هذا الجدل

احداث الفيلم كانت تدور في فقر مدقع، مما دفع المصريون الذين يعيشون في واقع مغاير ان يعترضوا على الفيلم من وجهة نظر انهم يدافعون عن سمعة مصر مما اثار العديد من السخرية على مواقع التواصل الاجتماعي حولهم.

اظهرت الدراسات الاقتصادية ان تصوير الفيلم للفقر ليس مبالغ فيه، بناءً على ارقام الحكومة المصرية نفسها، حوالي 1 من كل ثلاثة اشخاص في مصر من 100 مليون شخص يعاني من الفقر، وهذا الامر بتزايد ثابت منذ تسعينات القرن الماضي، في السنتين السابقتين، زادت جائحة

كورونا

من انعدام التساوي في المجتمع والفوارق الطبقية، مما زاد من التأثيرات على الشخص الفقير.

التركيز الاعلى للفقر هو بين

النساء

اللواتي يعشن في ضواحي مصر، وهو بشكل مثير للسخرية تركيز الفيلم، وقال اسامة دياب إن الحد من الفقر لم يكن على الإطلاق

أولوية

بالنسبة للسياسة الاقتصادية الحكومية التي تم وضعها بالاتفاق مع صندوق النقد الدولي.

وصف الناقد السينمائي طارق الشناوي الذي شاهد العرض الاول لفيلم ريش في مهرجان كان السينمائي رد الفعل العنيف ضد الفيلم غير المبرر على أنه سخيف ومبتذل.

وقال الشناوي أنه لا يوجد اي عمل فني يمكن ان يشوه سمعة مصر، ووجد أن فكرة الفيلم جذابة للغاية، ولا يهين مصر باي حال من الاحوال، وقد صرح ايضًا بأن تسليط الضوء على اي مشكلة اجتماعية يمكن أن يؤدي إلى حل هذه المشكلة، وليس الإهانة كما صرح البعض. [3]

تعليق مخرج فيلم ريش على ما حصل بمهرجان الجونة

تعرض الفيلم للعديد من الانتقادات من بعض الفنانين والنقاد لأنه بزعمهم يشوه صورة مصر بسبب حالة الفقر الشديدة للعائلة، وقد خرج ثلاثة ممثلين من العرض بسبب استيائهم من الفيلم، لكن مخرج فيلم ريش لم يرد على هذه الإساءة لأنه يرى ان فيلمه هو عبارة عن عمل سينمائي، وهو فيلم يحكي

قصة

بشرية عميقة، ومؤلمة، بطابع شاعري، وغير واقعي.

هذا الفيلم هو عبارة عن غوص عميق في النفس البشرية، وعند انتقاد الفيلم، يجب نقد هذا الجانب من الفيلم كما يرى المخرج، إنما التفسيرات الاخرى التي ابتدعها النقاد ليست من شأنه.

كل ما يريد المخرج الوصول إليه في السينما هو اكتشاف حياة الشخصيات، لا يريد الزهيري صناعة

افلام

صالحة لوقت محدد، لأن ذلك يعني ان للفيلم صلاحية معينة، إنما يريد لفيلمه ان يكون ابدي لان مشاعر الاشخاص الحقيقية لا تموت، وهو يرى ان الافلام الحقيقة لا تموت بموت اصحابها، والدليل اننا ما زلنا إلى الآن نستمتع بافلام تشارلي تشابلن، وهو الشيء الذي اراد الوصول إليه بفيلم ريش. [5]