الخصائص المميزة للزخرفة في العصر العباسي

السمات التي تميز الزخرفة بالعصر العباسي

هناك عدد من الخصائص التي تُميز فن الزخرفة في العصر العباسي، ومن أكثر العناصر الزخرفية البارزة التي ميزت فن الزخرفة

الإسلام

ية في العصر العباسي هي:[1]

  • العناصر النباتية التي كانت أهم مصادر الإلهام للفنانين المسلمين.
  • كما أنه من أحد الخصائص التي تُميز الزخرفة في العصر العباسي هي الاهتمام بالابتكار في العناصر الزخرفية واختلاف عمق الحفر بالحشوات الخشبية.
  • اتجاه الفنانون المسلمون لتجريد العناصر واختصار العديد من التفاصيل، بحيث لا يتضح منها إلا الخطوط المنحنية أو الملتفة، وقد بدأت شخصية الزخرفة المجردة تظهر منذ بداية القرن التاسع الميلادي بالعصر العباسي، وخصوصًا في مدينة (سامراء) إلى أن وصلت إلى ازدهارها في القرن الثالث عشر الميلادي بالعصر المملوكي.

ومن الجدير بالذكر أن التجريد يدل على البعد عن النقل الحرفي وكذلك رفض المحاكاة من العناصر الطبيعية، وتحور الوحدات النباتية إلي أشكال تجريدية غير مطابقة للواقع، عن طريق استخدام أوراق نباتية ذات شكل دائري وأشكال مختلفة من المراوح النخيلية. وقد تميز الطراز العباسي بالابتكار في الأشكال الجديدة التي تحتوي على الشكل الزخرفي الرائع.

الفنون الإسلامية في العصر العباسي



لقد كانت مدة العصر العباسي في

التاريخ

الإسلامي من عام 750 إلى عام 1258، وتلك الفترة تستحق كل الملاحظة إذ أنها كانت تمتليء بالفنون الزخرفية والإسلامية، حيث كانت مدينتي

بغداد

وسامراء هي المحاور الثقافية في

العالم

الإسلامي، كما كانت الأعمال الفنية والعمارة أثناء هذا العصر الذهبي متميزة في أسلوبها وتأثيراتها، وفي التالي خصائص الفنون الإسلامية في العصر العباسي:




  • الميول الأسلوبية




إن الفن العباسي الإسلامي تميز بوجود تصاميم الأرابيسك، وقد كانت تلك التصميمات هندسية ومتكررة، وتُميزها الدوامات والأشكال والخطوط، وقد بدأ الأسلوب في المنحوتات الجدارية أولًا في المساجد، القصور والمنازل، ومع تطور تصميم الأرابيسك انتشر ليصل للمزيد من المصادر للأعمال الفنية، مثل مواد الخشب، الفخار والمعدن، ولم يعد مقتصرًا على المنحوتات الجدارية، ولكن تم إنشاؤه بالطلاء والحبر والمنحوتات الخشبية.




  • استخدام اللون




قد صار اللون من العوامل الهامة في الزخارف الإسلامية في صناعة الفخار العباسي الذي كان يتم إنتاجه في مدينة سامراء، وتم تزيين الفخار باللون الأبيض ثم دُهن بالبريق، وهذا ما جعل لون الفخار ذهبيًا وفضيًا بحيث تشابه مع

المعادن

الثمينة، ونتيجة لشدة لمعانها كانت تلك الأواني تبدو وكأنها باهظة الثمن، وسريعًا ما صارت شائعة ومطلوبة، وقد كانت من

الاسس التي تقوم عليها الزخرفة الاسلامية.




ومن الجدير بالذكر أن الفن العباسي الإسلامي أثر على الحكام الأمويين في دولة إسبانيا، ولذا اهتموا بتصاميم الأرابيسك وتبنوها في هندستهم، إذ رجع المبعوثون البيزنطيون ممن سافروا لبغداد إلى القسطنطينية ومعهم تقارير عن المساجد الرائعة، وبذلك اقتدى البيزنطيون بالأشكال الفنية العباسية في القصور، وقد كانت الفنون الزخرفية الصغيرة لها تأثير كذلك، ومن المرجح أن هذا كان بسبب إمكانية نقلها، ثم تم تداول الأواني الزجاجية المصقولة والسيراميك، وهكذا أثرت على الأساليب الفنية مثل مصر وإيران وإسبانيا، ومن المفروض أن السيراميك الذي نُقل لإسبانيا قد كان له تأثير على إنتاج السيراميك في العالم الغربي.

فن الأرابيسك في العصر العباسي

إن فن التصميم الذي عُرف باسم ا(لأرابيسك) كان الخاصية المحددة في كافة الفنون الإسلامية، ومن الجدير بالذكر أن الأرابيسك هو عبارة عن نمط نباتي يشير إلى امتداد لا نهائي نتيجة تكرارها الهندسي، وفي التالي بعض المعلومات عن فن الأرابيسك في العصر العباسي:


الجمال وراء الأرابيسك

لقد كان المسلمون وما يزالون مؤمنين بوحدة

الله

المطلقة والكاملة، ولذا قام الفنانون الإسلاميون بتطوير فن جديد لا يحتوي على أي تمثيل رمزي لله، وعلى الرغم من هذا إلا أنهم مؤمنين بأن الشعور بمجد الله من الممكن تمثيله في الفنون، ولذا وُلد الأرابيسك عن طريق الأشكال الهندسية الدقيقة التي تبدو وكأنها غير محدودة، إذ أن الفن الإسلامي يلمح إلى الكمال والطبيعة اللانهائية.


تطوير فن الأرابيسك

هناك اعتقاد بأن الأرابيسك قد تم اختراعه في بغداد في القرن العاشر، عندما ازدهرت الثقافة الإسلامية، إذ أنه ومع انتشار الإسلام في كافة أنحاء العالم، بدأ ظهور الأرابيسك في الفن والهندسة المعمارية الإسلامية من جنوب آسيا عن طريق الشرق الأوسط وإسبانيا، ثم ظهرت شعبية الأرابيسك مرة ثانية في القرن التاسع عشر حينما أصبح الغرب مهتمين بالعالم العربي، وما يزال فن الأرابيسك مُستخدمًا حتى الآن في الفن المعاصر كناحية للجمالية التقليدية.


الأرابيسك في الفنون التشكيلية

لقد تم مشاهدة فن الأرابيسك في غالبية فنون

العمارة الإسلامية

من القرن العاشر إلى القرن الرابع عشر، ثم حل الفن النباتي الصيني وأسلوب العثمانيين الساز

محل

الأرابيسك في القرن السادس عشر، وكذلك تم رؤية تصاميم الأرابيسك في المخطوطات، المنسوجات والأشياء الزخرفية، وعمل الفنانون على دمج جمالية الأرابيسك في فنون الخط، وهذا ما جعل

الحروف

ترتبط وتندمج مع الأنماط النباتية كذلك.


نماذج شهيرة من الأرابيسك

من الأعمال المعمارية المشهورة التي تتميز بفن الأرابيسك هي الجامع الكبير في دمشق، والذي تم تشييده في القرن الثامن. [2]

الخزف الإسلامي في العصر العباسي

إن السلالة العباسية التي صعدت للسلطة بعام 750 بعد الميلاد هي التي وحدت المجتمعات العربية والغير عربية عن طريق تنمية الثروة والتجارة، بالإضافة إلى أن تلك الثروة والتجارة الجديدة قد أدت لزيادة الإنتاج الفني، وبالأخص في صناعة الخزف، ولهذا ظهر أسلوب مميز من الخزف يمكن تمييزه تقنيًا على أنه “إسلامي”، وقد قيل أن تلك القطع الخزفية “الإسلامية” الأولى تشتمل على مستويات كبيرة من التأثير الصيني، وقد كانت

الألوان

المُستخدمة فيها هي ألوان الكوبالت الأبيض والأزرق الكريمي، إلى جانب الشكل المركزي الذي يُعرف باسم “ختم سليمان”، فهو شائع جدًا في الطراز الإسلامي الجديد.

كما أنه تم محاكاة الشكل والخزف الأبيض الكريمي للخزف الصيني، وكذلك تم صنع “وعاء السيراميك” العباسي عن طريق الخزافين العباسيين الأوائل من خلال استخدام “الصقيل القلوي تحت النار” خاصة من أجل التقاط تلك الخصائص الخزفية، وعلى الرغم من هذا، فإن ذلك العمل يكون إسلاميًا بصورة أكثر وضوحًا عن طريق استخدامه للخط الكوفي العربي.

ومن الجدير بالذكر أن ذلك الخط الزخرفي جدًا ليس مقروءًا بالكامل، وعلى الرغم من هذا من الممكن قراءتها على أنها تشتمل على كلمة “محمد”، إما إشارة إلى نبي الإسلام أو ربما أنه اسم الفنان الذي صنع القطعة الخزفية، وقد أمكن كذلك قراءة عبارة “استمتع بوجبتك” في النص، عن طريق إدراج الخط الكوفي العربي، ويجب العلم بأن تلك التأثيرات بما في هذا الخزف الصيني، تم إحضارها إلى الإمبراطورية العباسية على الأرجح من خلال التجارة، ثم تم دمجها في فن وهوية العالم الإسلامي. [3]