اثر العطاء وقيمته في الدين الاسلامي
ما هو العطاء
العطاء هو الجود والكرم، والمنح والبذل كما يشمل
الإيثار
لكي يتحقق التكافل والحب بين الناس، فالدين
الإسلام
ي الحنيف قائم على مبدأ التكافل وحب المسلم لأخيه المسلم، وبذل ما يملك لكي يرضي
الله
عز وجل ويقضي على الفقر ويقضي حاجات الناس، فالعطاء هو أعظم
القيم
التي يجب أن تغرس ف نفوس الناس لكي يشعروا بالحب وقيمة الاتحاد[3].
والعطاء لا علاقة له بالتباهي والتفاخر والإسراف والرياء، فلا يعطي المؤمن أبداً ليقول يقول الناس هذا يمنح وهذا كريم بل يمنح الناس لوجه الله عز وجل دون أبتغاء أي أمر أخر وإلا خرج الإنفاق عن سياق العطاء، فالله طيب لا يقبل إلا الطيب لذلك يجب أن يكون العطاء خالص لوجه الله الكريم ومن أجل أهداف سامية تليق بخلق المسلم وسلوكه القويم.
العطاء مفهوم واسع فقد يتبادر للأذهان عند سماعهم كلمه عطاء هو المال فقط، بينما العطاء هو منح شيء مما يملكه الإنسان يدل على كرمه وجوده وحسن خلقه، ولا يشترط أبداً أن يكون مال أو أمر مادي، فأنواع العطاء كثيرة ومتعددة، يشترك بينها النية الطيبة وحسن الخلق في تقديم ما يعطى.
أنواع العطاء
أنواع العطاء كثيرة كلها بهدف خدمة الناس والمجتمع والحصول على رضا الله عز وجل، وينقسم العطاء إلى:
-
العطاء المادي
وهو
الصدقة
والزكاة ومساعدة الغير وتقديم ما يستطيع العبد تقديمه للعباد لخدمتهم ومساعدتهم على العي بهدف التكافل وتحقيق السمو الإنساني وابتغاء وجه الله الكريم.
-
العطاء المعنوي
وهو أحد أرقى أنواع العطاء، حيث يمنح المرء من حوله مشاعر طيبة بالكلمات والحب التي يخرجه من حالة الضيق إلى حالة الفرج، فالمؤمن عون لأخيه يفرج عنه الهم والكرب ويعينه على
الحياة
، وهذا جزائه عند الله العظيم.
-
إعطاء النصيحة
الدين النصيحة، فأقيم ما يقدم العبد لأخيه نصيحة طيبة، تبعده عن الشر وتجنبه الأذى، وتكفيه شر المعاصي والذلات، فلا يليق بالمسلم أن يرى أخيه في شر أو يفعل امر يضره ولا ينصحه.
-
عطاء العلم والمعرفة
العلم هو أحد أهم أمور الدنا والدين، فالله تعالى لا يبارك فيمن يكتم العلم ولا فيمن لا يخبر اخاه به، ويرفع العلماء والين يخبروا الناس بالعلم مكانة عظيمة، لذلك فعطاء العلم قيم وعظيم، ويجب على المسلم دوماً أن يعطي علمه للناس وينشره.
-
عطاء الروح
أعظم أنواع العطاء ولا يضاهيه شيء، فالروح أغلى ما يملك الإنسان والذي يضحي بروحه في سبيل الله هو من فاز بالدنيا والأخرة، والمؤمن الحق لا يبخل بروحه على دينه أو عرضه أبداً.
قيمة وأثر العطاء في الدين الإسلامي
العطاء أحد أعظم العبادات التي يقدم عليها المر، لأن من شان العطاء أن يطهر النفس ويذكيها ويجعل الناس كلهم في خير وسعادة، ويبعد الأذى، فالله تعالى يحب الذين ينفقوا في سبيله، محبة له ولخلقه، فالله طيب يحب أن يفعل عباده كل طيب، والبخل من الصفات السيئة الخبيثة التي لا يقبلها الله عز وجل، وفي العطاء يقول الله عز وجل ف
سورة البقرة
“مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ”[1].
يجازي الله الذين ينفقوا في سبيله جزاء عظيم، حيث يقول الله تعالى في كتابه العزيز”وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ”.
العطاء يؤثر على المجتمع بالإيجاب حيث يبعد الشر عن الناس ويسد حاجات المحتاجين، ويبعد عن نفوس الناس شر
الكراهية
والحقد، فالصدقات تطهر النفس وتطهر المجتمع، فما أمر الله الإنسان بشيء إلا وله فيه خير كثيراً.
يقول الله تعالى “فَأَمَّا مَن أَعطَى وَاتَّقَى، وَصَدَقَ بِالحُسنى، فَسَنُيَسِّرُهُ لِليُسرَى، وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَاستَغنَى، وَكَذَّبَ بِالحُسنى، فَسَنُيَسِّرُهُ لِلعُسرَى، وَمَا يُغني عَنهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى” فالعطاء أساس من أسس الإسلام التي تجعل الحياة أكثر يسر على الآخرين، والله تعالى يحب الطيب الذي ينفق من اجل الله ومن أجل أخوانه المسلمين.
يساعد العطاء على تحقيق مبدأ السمو، وتحقيق
الحب
والتكافل وهو المبدأ الأول في الدين الإسلامي الحنيف، إذ يساعد على حفظ الكرامة للجميع وعدم شعور احد بالحاجة.
العطاء يطهر النفس وهي من أهم الأمور، فالشعر الذي يعطي من حوله لا يكون أناني ولا لديه مشاعر خبيثة ولا يفضل نفسه دائماً، فالعطاء يذكي النفوس.
الكرم والجود من أشكال الدعوة للدين الإسلامي، حيث حين يشعر الناس بأن المسلم الحق دعاه دينه للعطاء والحب ورأى الناس الخلق في تصرفاته شعروا بالحب والانتماء لهذا الدين الحنيف، حيث كان الرسول الكريم خير مثال للجود والكرم، إذ
ورد
عن سهل بن سعد رضي الله عنه أن” جاءت امرأة إلى النبي ببردة فقالت: يا رسول الله، أكسوك هذه. فأخذها النبي محتاجًا إليها فلبسها، فرآها عليه رجل من الصحابة، فقال: يا رسول الله، ما أحسن هذه فاكسنيها، فقال: “
نعم
“، فلما قام النبي لامَ أصحابه الرجل، قالوا: ما أحسنت حين رأيت النبي أخذها محتاجًا إليها، ثم سألته إياها، وقد عرفت أنه لا يُسأل شيئًا فيمنعه. فقال: رجوت بركتها حين لبسها النبي، لعلِّي أكفن فيها”، كما أن هناك
حكم عن العطاء
من أعظمها ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم عن أنس قال: “ما سئل رسول الله على الإسلام شيئًا إلا أعطاه. قال: فجاءه رجل فأعطاه غنمًا بين جبليْن، فرجع إلى قومه، فقال: يا قوم أسلموا؛ فإن محمدًا يعطي عطاء من لا يخشى الفاقة”.
وهناك حكم عن العطاء عظيمة من بينها “ليس الكريم الذي يعطي عطيته على الثناء وإن أغلى به الثمنا، بل الكريم الذي يعطي عطيته لغير شيء سوى استحسانه الحسنا”
فضل العطاء
-
العطاء يمنح العبد البركة في
العمر
والرزق، فمن أنفق في سبيل الله عوضه الله أضعاف مضاعفة.
- الصدقة تذكي النفس وتطهرها، كذلك العطاء فهو يطهر النفس ويزيد الحسنات ويمحوا السيئات.
-
من فضل العطاء العظيم، إنه يعتبر سد منيع يقي الإنسان من
حب
التملك وتفضيل النفس وتذكيتها. - العطاء يجعل الناس يحبوا المنفق والكريم، ويمدحوه عند الله عز وجل ويكتب له الحسنات.
-
يساهم العطاء في دعم وح
التعاون
وتحقيق مبدأ التكافل وجعل الناس يشعرون أنهم أخوة ولا فرق بينهم. - من فرج على أخيه كربه من كرب الدنيا فرج الله عنه كرب يوم القيامة، إذ أن الجزاء ليس في الدنيا فقط بل في الدنيا والأخرة.
- من ثمرات العطاء كرامة الإنسان في الدنيا ورفع ذكره في الأخرة.
- الشخص الكريم أعدائه قلة، وهم الحاقدون، فالعطاء يجعل الناس يحبوا بعضهم البعض.
-
هناك
عبارات عن العطاء
عظيمة ذكرها السلف من بينها”صنائع المعروف تقي مصارع السوء”