الحروف الناسخة التي تنصب المبتدأ وترفع الخبر
ما هي الحروف الناسخة
إن
الحروف
الناسخة هي الحروف التي تدخل على الجمل الإسمية وتقوم بتغيير حكمها فتنصب المبتدأ ولكن تبقي
الخبر
مرفوعاً، والحروف الناسخة هي التي تسمى أيضاً بإنَّ وأخواتها، وتتجلى في
“إِنَّ – أَنَّ – كأن – ليت – لعل – لكن”
، ويجدر بنا التنويه أننا يجب لفظ إنَّ بالشدة وليس إنْ بالسكون لأن إن بالسكون هي شرطية وليست من إنَّ وأخواتها، وقد سميت حروف إن وأخواتها بالحروف الناسخة لأنها مغيرة، ماذا غيرت؟، غيرت حكم المبتدأ فحولته من الرفع إلى النصب وقد غيرت اسمه من مبتدأ إلى اسم إنَّ، نستنتج أن عمل إنَّ وأخواتها بأنها تدخل على الجملة الإسمية فتنصب المبتدأ ويسمى اسمها، وترفع الخبر ويسمى خبرها.[2]
الحروف الناسخة مع الأمثلة
كما ذكرنا سابقاً أن الحروف الناسخة هي ستة حروف وتسمى بإنَّ وأخواتها وهي “إِنَّ – أَنَّ – كأن – ليت – لعل – لكن”، وإن الحروف الناسخة مع الأمثلة هي:
-
إنَّ
وتفيد
معنى
التأكيد أو التوكيد كلاهما صواب فنقول مثلاً “إنَّ العلمَ نورٌ” فكانت هذه الجملة “العلمُ نورٌ”، مبتدأ وخبر ولكن عند دخول الحرف الناسخ إنَّ أصبح العلم اسم إن منصوب ونور خبر إن مرفوع.. -
أنَّ
وتفيد معنى التأكيد أو التوكيد وكلاهما صواب فنقول مثلاً “علمتُ أنَّ الطالبين ناجحان”، والفرق بين إنَّ وأنَّ هو أن إنَّ تأتي في بداية الجملة، أي المكسورة الهمزة تأتي في بداية الجملة، أما أنَّ يجب أن يأتي قبلها كلام مثل “علمتُ أنَّ، سمعتُ أنَّ، يسرني أنَّ”، فيجب أن يأتي قبل أنَّ المفتوحة الهمزة قبلها كلام حتى يصح استخدامها، ففي المثال السابق “علمتُ أنَّ الطالبين ناجحان”، أصل هذه الجملة هي “الطالبان ناجحان” وهي جملة إسمية تتألف من مبتدأ وخبر، ولكن عند دخول أنَّ أصبحت كلمة الطالبان منصوبة أي الطالبين وهي اسم أنَّ، بينما ناجحان هي خبر أنَّ. -
كأن
وتفيد التشبيه، مثل “كأن الشمس كرة من
الله
ب”، فشبهنا الشمس كأنها كرة من اللهب، والشمس هنا هي اسم كأن منصوب، بينما كرة خبر كأن مرفوع. -
لكنَّ
تفيد الاستدراك مثل “الشمس ساطعة لكنَّ الجو بارد”، ومعنى الاستدراك هو تعقيب الكلام برفع ما يتوهم من كلام سابق، فإذا وصفنا الشمس بأنها ساطعة يتوهم السامع بأن الجو حار، فعملنا على إزالة هذا التوهم بقول لكنَّ الجو بارد، وإن الجوَّ اسم لكنَّ وتكون منصوبة، بينما باردٌ هو خبر لكنَّ مرفوع. -
ليت
ويفيد التمني والتمني هو الشيء الذي يستحيل حدوثه أو يصعب حدوثه، مثل “ليت
السلام
منتشر بين الناس”، هذا أمر يستحيل تحقيقه، وإذا تم تحقيقه فنجد أن
العالم
يعيش في سلام وطمأنينة، وإن السلامَ هو اسم ليت منصوب، بينما منتشرٌ هو خبر ليت مرفوع. -
لعل
وتفيد الترجي ونستخدمها مع الأشياء الممكنة الحدوث أو يسهل حدوثها مثل “لعل
الفرج
قريب إن شاء الله”، ولتوضيح الفرق بين ليت ولعل سنستخدم هذا المثال للإيضاح: لو كان الجو حار وأنا في منطقة يصعب سقوط
المطر
فيها في الصيف فأقول ليت السماء ممطرة، أما لو كنت في الشتاء ورأيت السماء غائمة والغيوم كثيفة ومهيأة لسقوط الأمطار فأقول لعلَّ السماء ممطرة،
ومن الأمثلة عليها:
-
الطالبُ نشيطٌ
هذه الجملة هي جملة إسمية الطالب هو المبتدأ ونشيط هو الخبر وهما مرفوعان دائماً ولكن عندما تدخل الحروف الناسخة عليها فتقوم بنصب المبتدأ ولكن يبقى الخبر مرفوعاً فتغدو هذه الجملة عند دخول أحد الأحرف الناسخة عليها
“إنَّ الطالبَ نشيطٌ”
، وفي هذه الحالة الطالب يغدو اسم إنَّ، بينما نشيطٌ هو خبر إنَّ. -
النصرُ قريبٌ
هذه الجملة هي جملة إسمية كلمة النصر هي المبتدأ وقريب هي الخبر وكلاهما مرفوعان، ولكن عندما تدخل أحد الحروف الناسخة عليها مثل لعلَّ فتغدو الجملة
“لعلَّ النصرَ قريبٌ”
، وهنا نجد أن الأحرف الناسخة والتي هي حروف إنَّ وأخواتها تتحكم بالمبتدأ ولكن لا تستطيع أن تتحكم في الخبر لهذا فهي تنصب المبتدأ، ويغدو في هذه الجملة كلمة النصر هي اسم لعل بينما قريب هي خبر لعل. -
“ليت
الشباب
يعود يوماً”
، وهنا نجد أن ليت هو الحرف الناسخ الذي دخل على الجملة الإسمية، اسمه الشبابَ، بينما خبره هو جملة “يعود” في
محل
رفع خبر.[1]
إعراب إن وأخواتها
وهنا سنعطي بعض الأمثلة عن الأحرف الناسخة أو أحرف إنَّ وأخواتها ونقوم بإعرابها لإيضاح الجوانب القواعدية كلها المتعلقة بهذه الحروف وهي كالتالي:
إنَّ المجتهدين متفوقون
- إنَّ: حرف ناسخ يفيد التأكيد مبني على الفتح ينصب المبتدأ ويرفع الخبر.
- المجتهدين: اسم إنَّ منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم.
- متفوقون: خبر إنَّ مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنه جمع مذكر سالم.
لعلَّ الطالباتِ متفوقاتٌ
- لعلًّ: حرف ناسخ يفيد الترجي مبني على الفتح ينصب المبتدأ ويرفع الخبر.
- الطالبات: اسم لعل منصوب وعلامة نصبه الكسرة عوضاً عن الفتحة لأنه جمع مؤنث سالم.
- متفوقاتٌ: خبر لعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
كأنَّ أخاك أسدٌ
- كأنَّ: حرف ناسخ يفيد التشبيه ينصب المبتدأ ويرفع الخبر.
- أخاكَ: اسم كأنَّ منصوب وعلامة نصبه الألف لأنه من الأسماء الخمسة وهو مضاف، والكاف ضمير متصل مبني في محل جر مضاف إليه.
- أسدٌ: خبر كأنَّ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
إنَّك مخلصٌ
- إنَّك: إنَّ حرف ناسخ مبن على الفتح يفيد التأكيد ينصب المبتدأ ويرفع الخبر، والكاف ضمير متصل مبني في محل نصب اسم إنَّ، وهنا يجدر التنويه أن أي ضمير يتصل بالحروف الناسخة يعرب بأنه ضمير متصل في محل نصب اسم إنَّ.
- مخلصٌ: خبر إنَّ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
أنواع خبر إنَّ وأخواتها
عند دخول الأحرف الناسخة أو أحرف إنَّ وأخواتها على الجملة الإسمية تنصب المبتدأ ويبقى الخبر مرفوعاً، ولكن من الممكن أن يأتي الخبر بأنواع مختلفة والتي تتجلى في:
-
من الممكن أن يكون الخبر مفرداً أي لا يكون جملة ولا يكون شبه جملة مثل “كأن الجندي
أسدٌ
“، “إن الوالدين
رحيمان
“،”إنَّ المتفوقين
مقدرون
“،”الآباء حازمون لكنَّ الأمهاتِ
رحيماتٌ
“، فكل هذه الأمثلة توضح أن الخبر هنا جاء مفرداً. -
من الممكن أن يكون الخبر جملة فعلية مثل”ليت الناس
يتراحمون
“، أو جملة إسمية مثل “علمتُ أنَّ
الجنة
نعيمها دائم
“. -
من الممكن أن يأتي الخبر شبه جملة ويكون على نوعين هما:
-
إما جار ومجرور مثل “كأن الناسَ
في غربةٍ
“. -
أو ظرف ومضاف مثل”لعلَّ الله
معنا
“.[3]
-
إما جار ومجرور مثل “كأن الناسَ