فضل التصدق بالملابس

فضل الصدقة في الإسلام

الصدقة هي المنح والعطاء والدليل على طهر النفس والسريرة، فالمتصدقين لهم مكانة عظيمة، كما أن

الله

تعالى أمر بالصدقة والإحسان، فيقول عز وجل في سورة إبراهيم”قُل لِّعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُواْ يُقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَيُنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلانِيَةً مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خِلاَلٌ”[5].

  • والصدقاء تمنع السيئات والشر وتقي من عذاب يوم القيامة، حيث يقول الرسول الكريم”ما منكم من أحدٍ إلا سيكلمه الله، ليس بينه وبينه ترجمان، فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم، فينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم، فينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه، فاتقوا النار ولو بشق تمرة”.
  • أما عن فضل

    الصدقة

    ، فهو عظيم، وكثير لأنها من أحب الأعمال والطاعات لله عز وجل، ومن بين فضائل الصدقة:
  • الصدقة تمحوا الخطايا وتذهب حر النار وشرها، فيقول الرسول صلى الله عليه وسلم”والصدقة تطفأ الخطيئة كما تطفئ

    الماء

    النار”.
  • الصدقة تمنح غضب الله عز وجل عن العباد فيقول الرسول الكريم”إن صدقة السر تطفأ غضب الرب تبارك وتعالى”.
  • الصدقة ظل ونور ليوم القيامة فتقي الناس حر جهنهم وذلك لقول رسول الله “كل أمرئ في ظل صدقته، حتى يقضى بين الناس”.
  • الصدقة تشفي البدن من السقم، وتطهر النفس من الأذى فيقول الرسول “داووا مرضاكم بالصدقة”.
  • الصدقة تلين

    القلب

    وتمنح النفس السماحة والحب لقول الرسول”إذا أردت تليين قلبك فأطعم المسكين، وامسح على رأس اليتيم”.
  • الصدقة تمنع البلاء وترفعه عن الناس، فما من عبد تصدق لوجه الله عز وجل، إلا فرج الله كربه ورفع عنه البلاء وإن لم يقع فلم يقع، وذلك استناد لقول سيدنا يحيى عليه

    السلام

    لبني إسرائيل “وآمركم بالصدقة، فإن مثل ذلك رجل أسره العدو فأوثقوا يده إلى عنقه، وقدموه ليضربوا عنقه فقال: أنا أفتدي منكم بالقليل والكثير، ففدى نفسه منهم”


فضل التصدق بالكساء للمحتاجين

الدين الإسلامي الحنيف دين تكافل اجتماعي وكرامة لكل العباد، حيث امرنا الله تعالى أن نتصدق لكي نمنع الأذى عن كل مسلم، ونعطي أخواننا ما يحتاجوا إليه، والكساء من أساسيات

الحياة

لكل إنسان لكي يستر عورته ويمنع عنه الأذى، فيقول الرسول صلى الله عليه وسلم”والذي نفسي بيده ما من عبد مسلم يلبس ثوبا جديدا، ثم يقول ما قلت ثم تعمد إلى سمل من أخلاقه التي وضع فيكسوه إنسانا مسلما مسكينا فقيرا، لا يكسوه إلا لله عز وجل، إلا لم يزل في حرز الله، وفي ضمان الله، وفي جوار الله مادام عليه سلك واحد، حيا وميتا”.

ومن فضل كساء المحتاج أن الله يلبس من تصدق بالثياب من

الجنة

لقول رسل الله صلى الله عليه وسلم”من أطعم مسكينا على جوع أطعمه الله في الجنة، ومن سقاه على ظمأ سقاه الله من الرحيق المختوم يوم القيامة، ومن كساه على عري كساه الله من خضر الجنة”.

من كسى عبد من عباد الله لم يفضحه الله أبداً وستره، وما أعظم ستر الله العظيم، فيقول الرسول صلى الله عليه وسلم”المسلم أخو المسلم لا يظلمه، ولا يسامه، من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ومن فرج عن مسلم، فرج الله عنه كربه من كربات يوم القيامة، ومن ستر مسلم ستره الله يوم القيامة”[1].

الرحماء يرحمهم الله، فمن الرحمة كساء المحتاجين وتقديم العون لهم، وعدم جعلهم في حاجة للملابس والكسا حتى لا يكونوا في حرج من أمرهم، حيث يقول الرسول صلى الله عليه وسلم”الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء”.

النجاة من عذاب يوم القيامة، وكفى بها نعمة من الله فما أشد على الناس من أهوال يوم القيامة، وذلك لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم”إن لله عباداً اختصهم لقضاء حوائج الناس، حببهم للخير وحبب الخير إليهم، أولئك الناجون من عذاب يوم القيامة”.

سيدنا إبراهيم رضي الله عنه هو أول من يستره الله بالكساء يوم القيامة، واختلف العلماء في سبب ذلك، فمنهم من أرجع ذلك لأنه تعرى في النار دفاعاً عن دينه ومعتقده العظيم بأن الله الواحد القهار وحده هو الخالق ولم يشرك معه أحد، ومنهم من قال لأنه ستر الفقراء وكساهم فكان هو أول من يستر يوم القيامة والله أعلم[2].

فضل التصدق بالملابس القديمة

يظن البعض أن التصدق بالملابس القديم عمل غير محمود، ولكن الله تعالى يعلم ما في السرائر، ويجب على العباد أن يكونوا على وعي وفهم، فالدين الإسلامي دين الفطنة، والفهم والمشاعر الراقية، فإن كانت

الملابس

قديمة عند الناس وتم استخدامها ولكنها بحالة جيدة، فلا حرج من إخراجها بنية كساء المحتاجين، فهناك أناس يريدوا ما يقيهم من البرد وما يسترهم ويستر عوراتهم.

وعن ابن مسعود قال”



قال يحشر الناس يوم القيامة أعرى ما كانوا قط وأجوع ما كانوا قط وأظمأ ما كانوا قط وأنصب ما كانوا قط، فمن كسا لله كساه الله، ومن أطعم لله أطعمه الله، ومن سقى، لله سقاه الله، ومن عفى لله أعفاه الله

“.

وعن أبي إمامة روى أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه في يوم وهو ف جمع مع أصحابه، دعا له أحد الصحابة بقميص جديد، فلبسه عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ثم قال الحمد لله الذي كساني ما أواري به عورتي وأتجمل به في حياتي” ثم قال فإني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم لبس ثوباً جديداً ثم قال” والذي نفسي بيده ما من عبد مسلم يلبس ثوبا جديدا، ثم يقول ما قلت ثم تعمد إلى سمل من أخلاقه التي وضع فيكسوه إنسانا مسلما مسكينا فقيرا، لا يكسوه إلا لله عز وجل، إلا لم يزل في حرز الله، وفي ضمان الله، وفي جوار الله مادام عليه سلك واحد، حيا وميتا” وذلك معناه أن لا مانع من التصدق بالملابس القديمة كما فعل عمر وقبله الرسول صلى الله عليه وسلم فلا حرج أبداً في ذلك[3]، وورد في تحفة المحتاج لابن حجر الهيتمي الشافعي”ويسن لمن لبس ثوباً جديداً التصدق بالقديم”.

هل تجوز الصدقة بالملابس البالية

يغفل الناس أحياناً عما يجب دينياً وإنسانياً فعله، فيفعلوا السوء ويظنوا أنهم يحسنوا أعمالا، ولكن الله تعالى طيب لا يقبل إلا طيب، حيث إن الثياب البالية والمرقعة، ليست من الصدقة بشيء، ولا يجوز إهانة الناس بإهدائهم مثلها، إذ تعتبر هذه إهانة للناس وسبة لهم والله لا يقبل ذلك فقد كرم الله الإنسان وجعله على سائر المخلوقات مكرما.

يقول ابن حجر الهيتمي الشافعي في تحفة المحتاج”وليس التصدق بالثوب القديم من التصدق بالرديء، بل مما يحب، وهذا كما جرت به العادة من التصدق بالفلوس دون الذهب والفضة”، أي أن الثوب الرديء البالي المرقع لا يجوز التصدق به.

يقول الله تعالى ف كتابه العزيز في سورة آل عمران آية 92″لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ”صدق الله العظيم، ومعنى ذلك أن يجب أن تكون الصدقة طيبة محمودة كما يقبله العبد لنفسه، وأن ينفق من أشد الأشياء حباً له وليس البالي المرقع[4].