الصحابية ام هشام بنت حارثة
نسب الصحابية ام هشام بنت حارثة
نشأت هذه الصحابية في بيت يتحلى أهله بالإسلام، وكانت أسرتها مسلمة كلها، والدتها هي ام خالد بنت خالد بن يعيش الانصارية من بني مالك، اسلمت وبايعت النبي محمد عليه
الصلاة
والسلام، تزوجت من حارثة بن النعمان النجاري فولدت له عبد
الله
، سودة، وعمرة وعبد الرحمن وأم هشام.
أبوها هو حارثة بن النعمان، وهو من احسن الرجال، وكان من المؤمنين الصادقين الذين سارعوا إلى
الإسلام
، وقد قدم منازله للرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة، والنبي عليه الصلاة والسلام سمع صوت حارثة في
الجنة
.
عن عائشة رضي الله عنها: كان رجلان من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أبر من كان في هذه الأمة بأمهما، عثمان بن عفان، وحارثة بن النعمان رضي الله عنهما، أما عثمان: فإنه قال: ما قدرت أن أتأمل وجه أمي منذ أسلمت، وأما حارثة: فكان يطعمها بيده، ولم يستفهمها كلامًا قط تأمر به، حتى يسأل من عندها بعد أن يخرج: ماذا قالت أمي؟ [1]
وقد رد جبريل
السلام
على حارثة، حيث يقول حارثة بن النعمان: مر بنا جبريل يوم موضع الجنائز حين رجعنا من حنين، مررت وهو يكلم النبي فلم اسلم فقال جبريل: من هذا يا محمد؟ قال عليه السلام: حارثة بن النعمان، فقال جبريل (أما إنه من المائة الصابرة يوم حنين الذين تكفل الله بارزاقهم في الجنة، ولو سلم لرددنا عليه) [2]
إسلام الصحابية ام هشام بنت حارثة
اسلمت عائلة حارثة بن النعمان جميعها في موسم من مواسم الحج، حيث تعرف النبي صلى الله عليه وسلم على جماعة من الخزرج اليثربيين، ودعاهم إلى الإسلام، وتلا عليهم بعض آيات القرآن الكريم، فدخل الإسلام إلى قلوبهم، ونشروا الإسلام بعدها في صفوف الاوس والخزرج، وفي العام المقبل، بايع اثنا عشر رجل منهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في العقبة، فبعث النبي صلى الله عليه وسلم شخص من خيرة الصحابة ليعلم الناس الدين ويفقههم في السنة النبوية الشريفة والحديث، وهو مصعب بن عمير.
عندما وصلت انباء هذا الداعية إلى حارث بن النعمان، أعلن إسلامه، وفرح جدًا بإسلام أمه، وهو الابن البار بها، واسلمت بعدها اسرته كلها، من ضمنهم ام هشام بنت حارثة، وعاشت الأسرة في كنف الإسلام وبالقرب من النبي صلى الله عليه وسلم.
حفظت ام هشام بنت حارثة بن النعمان الأنصارية ق والقرآن المجيد من رسول الله عليه الصلاة والسلام، فكانت تقول: كانت تنورنا وتنور رسول الله واحدًا وما حفظت (ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ(1) بَلْ عَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ فَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا شَيْءٌ عَجِيبٌ (2) أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ (3) قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنْقُصُ الْأَرْضُ مِنْهُمْ وَعِنْدَنَا كِتَابٌ حَفِيظٌ (4) بَلْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ فَهُمْ فِي أَمْرٍ مَرِيجٍ (5)) إلا من فاه رسول الله عليه الصلاة والسلام.
بايعت الصحابية ام هشام بنت حارثة النبي عليه الصلاة والسلام في
بيعة الرضوان
، فرضي الله عنها، وكان ابوها يتردد كثيرًا على النبي عليه الصلاة والسلام، مما جعلها تشاهد نور النبوة عن قرب وتتأثر وتتشبع بخصال النبي عليه افضل الصلاة والتسليم، وأخلاقه وأخلاق زوجاته أمهات المؤمنين، وكانت تتابع اخبار الإسلام بحفاوة وتسعد بانتشار الإسلام في ارجاء المدينة المنورة.
فضل الصحابية ام هشام بنت حارثة رضي الله عنها
-
نيل رضوان الله
: بايعت ام هشام رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيعة الرضوان وقد نزل قول الله عز وجل في المؤمنين الصادقين الذين بايعوا النبي: (لَّقَدْ رَضِىَ ٱللَّهُ عَنِ ٱلْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ ٱلشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِى قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ ٱلسَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَٰبَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا، وَمَغَانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَهَا وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا) سورة الفتح. -
حفظها سورة ق عن النبي صلى الله عليه وسلم،
وقد روت: ما حَفِظْتُ ق، إلَّا مِن في رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، يَخْطُبُ بهَا كُلَّ جُمُعَةٍ، قالَتْ: وَكانَ تَنُّورُنَا وَتَنُّورُ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ وَاحِدًا. -
الحرص على طلب العلم
: كانت ام هشام حريصة على طلب العمل وكانت تحفظ القرآن كما ذكرنا وتحفظ سورة ق، وتهتم بشدة بأحاديث النبي عليه الصلاة والسلام حتى أصبحت من الرواة، وروت عنها أختها عمرة، ومحمد بن عبد الرحمن بن أسعد بن زرارة، ويحيى بن عبد الله، وحبيب بن عبد الرحمن بن يساف -
مبايعة النبي عليه الصلاة والسلام على الموت
: في شهر ذي القعدة من السنة السادسة للهجرة، اراد النبي عليه الصلاة والسلام ان يخرج إلى مكة معتمرًا، فتجمع حوله الف واربعمائة من المؤمنين الصادقين وكانت ام هشام مع هؤلاء الناس، وكانت ممن بايع النبي عليه الصلاة والسلام تحت الشجرة، عندما ظن المسلمون ان قريش قد قتلت عثمان، وكانت ام هشام ممن بايع النبي عليه الصلاة والسلام، وعلمت بذلك أنها ستدخل الجنة، قال النبي عليه الصلاة والسلام (لا يدخل النار أحد ممن بايع تحت الشجرة)
صفات الصحابية ام هشام بنت حارثة
- نشأت في اسرة مسلمة، وكانت تتعايش مع كتاب الله عز وجل وسنة نبيه الكريم في جو يمتلئ بالإيمان، وصدق العقيدة.
- جاورت النبي عليه الصلاة والسلام عندما نزل في دار ابي ايوب الانصاري، فتعلمت من خصاله الكريمة، وارتوت من طيب سيرته وصفاته العطرة.
- جاوروا النبي عليه الصلاة والسلام، وأحب النبي عليه الصلاة والسلام ابيها لأنه كان يتصف بنقاء السريرة، وصدق الإيمان.
- بايعت النبي عليه الصلاة والسلام في بيعة الرضوان عندما احتبست قريش عثمان بن عفان، فظن النبي أنه قد قتل، ولم يتخلف عن هذه البيعة إلا المنافقين، لكن ام هشام كانت ممن بايع النبي عليه الصلاة والسلام، فرضي الله عنها.
- كان ابيها من خير المسلمين الذين شهدوا بدرًا، وبعض المشاهد الأخرى مع رسول الله عليه الصلاة والسلام، وكان ابيها بارًا بأمه
- هي سيدة من أهل الجنة، وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال: دخلت الجنة فسمعت قراءة، فقلت: من هذا؟ قيل: حارثة؟ فقال النبي (كذاكم البر) وكان برًا بأمه رضوان الله عليهم.
وفاة ام هشام رضي الله عنها
بعد ان بُشرت الصحابية ام هشام رضي الله عنها بالجنة، ماتت بعد ان تركت سيرتها العطرة تنتشر بعدها، فكانت من خير المؤمنات والصحابيات اللواتي صدقوا ما عاهدوا عليه الله. [1] [2]