الصحابية ام حرام بنت ملحان

نسب الصحابية ام حرام

ام حرام بنت ملحان بن خالد، هي الانصارية التي بايعت النبي صلى

الله

عليه وسلم وبشرها النبي بالشهادة، وهي أخت ام سليم، وهما من

النساء

المبشرات بالجنة، وخالة الصحابية انس بن مالك الذي روى احاديث النبي عليه

الصلاة

والسلام، وهي اخت الشهداء حرام وسليم ابني ملحان الذين شهدوا بدرًا وأحدًا وقتلا يوم بئر معونة.

وام حرام ايضًا هي ام قيس بن عمرو بن قيس وزوجها هو عمرو بن قيس بن زيد الذين شهدا أحد وقتلا شهيدين فيها.

حياة الصحابية ام حرام

اسلمت ام حرام وظلت تنتظر هجرة النبي عليه الصلاة والسلام إلى المدينة المنورة، وعاشت مع اصحاب النبي عليه الصلاة والسلام والصحابيات الكرام.

تزوجت ام حرام رجلًا صالحًا وهو عبادة بن الصامت، وأنجبت له ابن هو محمد بن عبادة بن الصامت، وكانت نعم

الزوجة

الصالحة، أم زوجها عبادة بن الصامت فهو كما قال عنه عمر بن الخطاب رضي الله عنه “إنه يعدل ألف رجل”

وعندما قام المسلمون لفتح مصر بقيادة عمرو بن العاص، احتاج عمرو بن العاص لمدد، فأمده عمر بن الخطاب رضي الله عنه باربعة آلاف رجل، وقال إني قد امددتك بأربعة آلاف رجل على كل ألف (رجل) منهم مقام ألف، وكان عبادة الصامت من أحد هؤلاء الاربع الذين كانوا بمقام الف رجل.

زواجها من عبادة بن الصامت

تزوجت ام حرام عبادة بن الصامت وكان من سادات الخزرج، والده هو الصامت بن قيس الخزرجي وأمه قرة العين بنت عبادة، وكان عبادة بن الصامت من أوائل المسلمين الذين سارعوا لمبايعة النبي في بيعة العقبة الثانية، وكان عبادة من نقباء الخرزج في هذه البيعة، حيث اراد النبي انتخاب اثني عشر نقيبًا على قومهم يتكفلون بمسؤوليات هذه البيعة المباركة.

شهد عبادة بن الصامت المشاهد كلها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان يقاتل في سبيل دون ان يهاب الموت او يهاب الاعداء بسبب ثبات إيمانه وقوة عقيدته الراسخة، وعند ارسل النبي صلى الله عليه وسلم عثمان بن عفان سفيرًا إلى قريش في وقعة الحديبية، وظن المسلمون أنه قد قتل لأن قريش احتبسته عندهم، بايع قلة قليلة من المؤمنون الصادقون النبي محمد عليه والصلاة والسلام على الموت.

وقد نزل قوله تعالى في هؤلاء الصحابة (لَّقَدْ رَضِىَ ٱللَّهُ عَنِ ٱلْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ ٱلشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِى قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ ٱلسَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَٰبَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا، وَمَغَانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَهَا وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا) سورة الفتح

مكانة ام حرام عند رسول الله عليه الصلاة والسلام

كان النبي عليه الصلاة والسلام يكرم ام حرام ويزورها في بيتها، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقيل في بيتها هي وأختها أم سليم. [2]

عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: دَخَلَ عَلَيْنَا رَسُوْلُ اللهِ مَا هُوَ إِلاَّ أَنَا وَأُمِّي وَخَالَتِي أُمُّ حَرَامٍ، فَقَالَ: “قُوْمُوا فَلأُصَلِّ بِكُمْ”. فَصَلَّى بِنَا فِي غَيْرِ وَقْتِ الصَّلاَةِ. [1]

وكان النبي عليه الصلاة والسلام يدعو لهم بالحصول على خير الدنيا والآخرة، وكانت ام حرام تشتهي الشهادة في سبيل الله، وتتمنى ان تموت فداءً لدين الحق، فبشرها النبي صلى الله عليه وسلم بأنها سوف تموت شهيدة.

دَخَلَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ علَى ابْنَةِ مِلْحَانَ، فَاتَّكَأَ عِنْدَهَا، ثُمَّ ضَحِكَ فَقالَتْ: لِمَ تَضْحَكُ يا رَسولَ اللَّهِ؟ فَقالَ: نَاسٌ مِن أُمَّتي يَرْكَبُونَ البَحْرَ الأخْضَرَ في سَبيلِ اللَّهِ، مَثَلُهُمْ مَثَلُ المُلُوكِ علَى الأسِرَّةِ، فَقالَتْ: يا رَسولَ اللَّهِ ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي منهمْ، قالَ: اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا منهمْ، ثُمَّ عَادَ فَضَحِكَ، فَقالَتْ له مِثْلَ – أَوْ مِمَّ – ذلكَ، فَقالَ لَهَا مِثْلَ ذلكَ، فَقالَتْ: ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي منهمْ، قالَ: أَنْتِ مِنَ الأوَّلِينَ، وَلَسْتِ مِنَ الآخِرِينَ، قالَ: قالَ أَنَسٌ: فَتَزَوَّجَتْ عُبَادَةَ بنَ الصَّامِتِ فَرَكِبَتِ البَحْرَ مع بنْتِ قَرَظَةَ، فَلَمَّا قَفَلَتْ: رَكِبَتْ دَابَّتَهَا، فَوَقَصَتْ بهَا، فَسَقَطَتْ عَنْهَا، فَمَاتَتْ.

فضل ام حرام رضي الله عنها

  • كانت ام حرام حافظة لأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، وقد روت خمس أحاديث، وروى عنها زوجها عبادة بن الصامت، وأنس بن مالك، وعمير بن الاسود، وعطاء بن يسار وغيرهم.
  • كانت ام حرام تؤثر النبي صلى الله عليه وسلم عن نفسها، وتتميز بالكرم والإيثار الذي كان من صفات الأنصار.
  • الثبات على المبدأ: بقيت ام حرام رضي الله عنها وهي تعبد الله وتطيع أوامره وتتجنب نواهيه، إلا أن مات الحبيب عليه الصلاة والسلام، فبقيت على دين

    الإسلام

    تنتظر الشهادة التي وعدها رسول الله بها، وحزنت حزنًا شديدًا على وفاة النبي صلى الله عليه وسلم.
  • بشرها النبي صلى الله عليه وسلم بالشهادة: جلست أم حرام تتذكر قول النبي صلة الله عليه وسلم (أول جيش من امتي يركبون

    البحر

    قد أوجبوا)، ومعنى كلمة أوجبوا اي أن

    الجنة

    شرعت لهم، فقالت أم حرام: يا رسول الله أنا فيهم؟ قال “أنت فيهم”، فركبت ام حرام مع زوجها عبادة الذي غزا بها في البحر، فلما رجعوا قربت لها بغلة لتركبها فصرعتها، فماتت في قبرص، ويسمى قبرها قبر المرأة الصالحة. [2]

صفات ام حرام رضي الله عنها

  • كانت ام حرام من الصحابيات اللواتي يحببن الجهاد في سبيل الله والاستشهاد في سبيل نصرة دين الإسلام، وطلبت من النبي عليه الصلاة والسلام ان تكون من الغازين في البحر، رغم ان العرب ليس لديهم خبرة في الحروب التي تجري في البحار، وساهمت في

    غزوة احد

    وحنين والخندق والفتح والطائف مع زوجها عبادة بن الصامت.
  • كانت ام حرام تحرص على العلم، واتصفت برجاحة العقل، وكانت من افضل الصحابيات التي حدث عنها انس بن مالك وغيره من الصحابة الكرام رضي الله عنهم.
  • كانت ام حرام بنت ملحان من الصحابة الذين شرح الله صدرهم للإسلام وآمنوا حق الإيمان برسالة النبي عليه الصلاة والسلام ونبيه، وكانتا ام حرام وأختها أم سليم من أوائل المسلمات في المدينة.

وفاة ام حرام رضي الله عنها

عندما خرجت ام ملحان مع زوجها عبادة بن الصالح في غزوة، ووصلوا إلى جزيرة قبرص، تم تقريب إليها دابة لتركبها فصرعتها، فماتت وتم دفنها، في إمارة معاوية وخلافة عثمان، وماتت في قبرص سنة 27 ودفنت فيها. [1]

كانت هذه الغزوة هي غزوة قبرص فدفنت فيها ام حرام، وكان أمير الجيش معاوية بن ابي سفيان في خلافة عثمان ومعه أبو ذر وأبو الدرداء، وغيرهما من الصحابة رضي الله عنهم في سنة سبع وعشرين من الهجرة. [2]