من هو الشاعر القاضي السعيد ؟.. ولماذا لقب بذلك


من هو الشاعر القاضي السعيد


ا

لشاعر القاضي السعيد

ابن سناء الملك، هو أبو القاسم هبة

الله

بن جعفر بن القاضي جعفر أبي الفضل بن المعتمد سناء الملك، هو أديب وشاعر مصري، ولد ابن سناء الملك في مصر عام 550 من

الهجرة

، ونشأ في عائلة مثقفة وثرية فقام والده بالاهتمام بتعليم ابنه وتثقيفه فقام ابن سناء بحفظ القرآن في سن صغير كما درس النحو واللغة العربية والفقه والعلوم والفلك، كما درس اللغة الفارسية، وتلقى الأحاديث عن معلمه الأصفهاني والذي قال عنه:«فوجدته في

الذكاء

آية، قد أحرز في صناعة النظم والنثر غاية، تلقى عرابة العربية له باليمين راية، وقد ألحفه الإقبال الفاضلي في الفضل قبولا، وجعل طين خاطره على الفطنة مجبولا، وأنا أرجو أن ترقى في الصناعة رتبته، وتغزر عند تمادي أيامه في العلم بغيته، وتصفو من الصفا منقبته، وتروى بماء الدربة رويته، وتستكثر فوائده، وتؤثره قلائده».[1][3]


ا

لقاضي السعيد

هو شاعر وأديب من الأدباء المتميزين ولقد بدأ كتابة الشعر في سن صغير، أي أنه كان يكتب الشعر قبل أن يبلغ العشرون من عمره، فلقد كتب قصيدة للعالم الملقب بالقاضي الفاضل وهو لم يبلغ العشرون من عمره، ومن هذه القصيدة ما يأتي:


فَراقُُ قضى للهم والقلب بالجمع


وهَجْرُُ تولى صلح عينى معَ الدمعِ


إِذا نظرَتْ عيني سِواه تلثَّمت


حياءً بِعُنوان الوفاءِ من الدَّمع


وإِن عَزمت نفسي على قَصدِ غَيْره


ففي أَيِّ درع يلتقى أَسُهم الرَّدْع


أَياديه تُشجي النَّاسَ تذكيرُها به


فاعجب لضرٍّ جَاءَ مِنْ جِهَة النَّفْع


فلِلَّه كُتْبٌ منه إِن أَبْصَر العِدى


لها مَطْلبا لَمْ يَدْفَعُوها عن الدَّفع


وإِن قيل عُقبى خَلْعِها قلبَ مُسْدٍ


لقد زِدْت قالت ذَا اختصارِي وذَا قَنْعي[2]


وعمل

القاضي السعيد

في

الكتابة

في ديوان الإنشاء في مصر، ثم قام والي الجيش بتوليته ديوان الجيش وذلك سنة 606 من الهجرة، كما كان ابن سناء مقربًا من السلطان الأيوبي صلاح الدين، ومقربًا من حاشيته فقام بمدحه في العديد من أشعاره، وعلى الرغم من أنه كان مقيمًا في مصر إلا أن شعره ذاع صيته بين جميع البلدان في مصر وبلاد الشام، ولقد توفي ابن سناء الملك سنة 608 من الهجرة في مدينة القاهرة ودفن فيها، ومن أهم أعماله الأدبية ما يأتي:[1][3]


  • كتاب روح الحيوان:


    وهو عبارة عن كتاب لاختصار كتاب الحيوان للإمام الجاحظ.

  • دار الطراز في عمل الموشحات:


    وهو عبارة عن كاتب يضع القواعد للموشحات، وهو أول كتاب تم كتابته في تاريخ الأدب في هذا الشأن، حيث قام القاضي السعيد بوضع نظم وأصول وقواعد الموشحات، كما يتضمن عدد كبير من الموشحات الأندلسية القديمة، وموشحات الكاتب نفسه.

  • كتاب فصوص الفصول وعقود العقول:


    هذا الكتاب للقاضي السعيد مقسوم على شقين، الشق الأول هو عبارة عن رسائل للقاضي السعيد إل

    العالم

    القاضي الفاضل، والشق الثاني هو عبارة عن الرسائل التي كتبها القاضي السعيد إلى أبيه القاضي الرشيد متحدثًا فيها عن صديقه القاضي الفاضل.

  • ديوان الشاعر القاضي السعيد:


    هذا الكتاب عبارة عن ديوان للقاضي السعيد يجمع فيه جميع قصائده وتبلغ عدد الأبيات في هذا الكتاب 800 ألف بيت شعري.

  • كتاب مصايد الشوارد

لماذا لقب الشاعر القاضي بالسعيد

لقب بالسعيد بسبب ما اتسمت به معظم قصائده وموشحاته التي كان يغلب عليها التعبير عن السعادة.


الخصائص الفنية لشعر ابن سناء الملك


بدأ ابن سناء الملك كتابة الشعر في سنٍ صغير، لكنه على الرغم من ذلك كان شعره ينافس شعراء كبار في عصره، فلقد كان شعره يتميز بالسلاسة والوضوح، كما أنه كان يحرص على استخدام أسلوب الجناس والمقابلة بين معاني الكلمات المستخدمة في شعره، كما أنه كان يحرص على استخدام عنصر التجديد، ولقد اشتهر ما يكتبه ابن سناء في مجال المدح والغزل والفخر والرثاء، لكن كان الغزل يغلب على أكثر قصائده وموشحاته، أي أنه أكثر ما كتب فيه، كما أنه كان يجتهد في إيجاد القوافي في أبيات شعره، ومن أبرز ما كتب القاضي السعيد في أشعاره ما يأتي: [1][4]


يا شقيق الروح من جسدي أ هواً بي منك أم ألم


أيها الظبي الذي شرد تركتني مقلاتك سدى


زعموا أني أراك غدا وأظن الموت دون غدي


أين مني اليوم ما زعموا أه


أدنو شيئاً أيها

القمر

كاد يمحو نورك الخفر


أدلال ذاك أم حذر يا نسيم الروح من بلدي


خبر الأحباب كيف هم أه [4]


موشحات ابن سناء الملك


قام القاضي السعيد سناء بن عبد الملك بتأليف كتاب يدعى دار الطراز في عمل الموشحات وهو عبارة عن كاتب يضع القواعد للموشحات، وهو أول كتاب تم كتابته في تاريخ الأدب في هذا الشأن، حيث قام القاضي السعيد بوضع نظم وأصول وقواعد الموشحات، كما يتضمن عدد كبير من الموشحات الأندلسية القديمة، وموشحات الكاتب نفسه.


انتقلت الموشحات إلى العالم العربي قادمة من الأندلس، وهم أول من قام بكتابة الموشحات في القرن الثالث الهجري، وهو عبارة عن فن شعبي لكن في بدايته كان فجًا حاله مثل بداية أي فن، لم يكن له قواعد أو نظم يستطيع الشخص أن يسير وفقها، لكنه اتخذ طابعًا فتيًا لع قواعد وأصول في القرن الرابع الهجري، بعدها انتقل إلا بلاد المشرق العربي، ومنها وصل إلى بني أيوب في مصر، وكان أول من كتب في أصول فن الموشحات وأصوله العلمية هو الشاعر القاضي السعيد،ويقول ابن سناء في كتابه: «ولم أرَ أحدًا صَنَّفَ في أصولها ما يكون للمتعلم مثالًا يُحتذى وسبيلًا يُقتفى، جَمَعْتُ في هذه الأوراق ما لا بد لمن يعاينها — أعني الموشحات — ويعنى بها مِنْ مَعْرِفَتِه، ولا غَناء به عن تفصيله وجملته، ليكون للمنتهي تذكرة، وللمبتدي تبصرة.»[4]


ومن أمثلة موشحات ابن سناء الملك في كتابه دار الطراز ما يأتي:


أهوى قمر – أحوى أغر – حلو الرضاب – ألمى وعاذلي – لما نهى – عن التصابي – أعمى


ألبِس ضناك جهرَا



واكتم هواك سِرَّا


واذرِ الدموعَ تِبْرَا


وارمي العذول بَرَّا


فلو نظر – كان أمَر – بضعف ما بي – حتما وما نهى – بل كان قد – عَدَّ مُصابي – غُنما


هل تعلمون مَنْ بي


حسبي هواه حسبي


يا حرَّ نار قلبي



زِد يا هوًى في كربي


ويا سهرْ – فلا تذرْ – وباكتيابي – مهمَا أردت فافـ – ـعل لا تخف – على عقابي – إثمَا


ما لي عنك مذهب



كيف وأنت المطلب


لك الطراز المُذهب


لك النقي الأشنب


ديوان ابن سناء الملك


هذا الكتاب عبارة عن ديوان للقاضي السعيد يجمع فيه جميع قصائده وتبلغ عدد الأبيات في هذا الكتاب 800 ألف بيت شعري. يحتوي ديوان ابن سناء الملك على العديد من القصائد والأشعار، ومن أبرز قصائده:[2]


  • قصيدة بدولة الترك عزت ملة العرب

  • قصيدة على كل حال ليس لي عنك مذهب

  • قصيدة ملوك يحوزون الممالك عنوة

  • قصيدة لنصرك حتى تملك الغرب بالغلب

  • قصيدة أخذت فؤادي حين سرت ولم أكن

  • قصيدة عتبنا على الأيام قبل ظهوره

  • قصيدة مالي هجرت بغير ذنب

  • قصيدة سرى طيفه لا بل سرى بي سرابه