من هي الصحابية سمية بنت خياط

زواج سمية بنت خياط

سمية بنت خياط الملقبة بأم عمار هي


اول شهيدة في الإسلام


، قدم زوجها ياسر بن عامر من اليمن إلى مكة، فحالفه أبو حذيفة وزوجه سمية بنت خياط رضي

الله

عنها، التي كانت أمة لأبو حذسفى، لكنه أعتقها عندما ولدت عمارًا، كانت سمية بنت خياط من أوائل من اسلم مع النبي عليه

الصلاة

والسلام،  فعن مجاهد

رحمه الله

أنَّه قال: أوَّل من أظهر

الإسلام

رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبو بكر الصديق، وبلال بن رباح، وصهيب، وخباب بن الأرت، وعمار بن ياسر، وسمية أم عمار رضي الله عنهم أجمعين. [1]

آل ياسر

عائلة آل ياسر هي عائلة ارتقت مكانًا عليًا في الإسلام، وهي عائلة تتألف من ثلاثة اشخاص:

الاب

والأم وولد وحيد، والأب هو ياسر بن عامر من أهل اليمن، والأم هي الصحابية سمية بنت خياط، أما الولد، فهو عمار  بْنُ يَاسِرِ بْنِ عَامِرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ كِنَانَةَ بْنِ قَيْسِ بْنِ الْحُصَيْنِ بْنِ الْوُذِيمِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عَوْفِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ عَامِرِ الْأَكْبَرِ العَنْسِيّ. حليف بني مخزوم.

وكان عمار بن ياسر من اوائل السابقين إلا الإسلام، الذين نالوا اشد العذاب بسبب دخولهم الإسلام، وقد نزل قوله تعالى ﴿إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ﴾ [النحل: 106] في عَمَّارٍ رضي الله عنه.

هاجر عمار إلى المدينة المنورة، وشهد بدرًا وأحد والمشاهد جميعها مع النبي صلى الله عليه وسلم، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يثني عليه؛ رُوي أنه اسْتَأْذَنَ على عليّ رضي الله عنه، فقال: مَرْحَبًا بِالطَّيِّبِ الْمُطَيَّبِ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «عَمَّارٌ مُلِئَ إِيمَانًا إِلَى مُشَاشِهِ»، اي ان الإسلام يملأه بأكمله حتى أنه وصل إلى جوفه الطاهر.

وقد أسلم عمار في دار الارقم بن ابي الارقم، وكان من اوائل من دخلوا في الإسلام وعذبوا عذابًا شديدًا بسبب ثباتهم وعدم تراجعهم عن مواقفهم، قال أبو عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر: أخذ المشركون عمارا، فلم يتركوه حتى نال من رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر آلهتهم بخير، فلمَّا أتى النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مَا وَرَاءكَ؟» قال: شَرٌّ يَا رَسُوْلَ اللهِ، وَاللهِ مَا تُرِكْتُ حَتَّى نِلْتُ مِنْكَ، وَذَكَرْتُ آلِهَتَهُم بِخَيْرٍ. قَالَ: «فَكَيْفَ تَجِدُ قَلْبَكَ؟». قَالَ: مُطْمَئِنٌّ بِالإِيْمَانِ. قَالَ: «فَإِنْ عَادُوا فَعُدْ».

وَرَوَى أَبُو بَلْجٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ قَالَ: عَذَّبَ الْمُشْرِكُونَ عَمَّارًا بِالنَّارِ. فَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمُرُّ بِهِ، فَيُمِرُّ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ، وَيَقُولُ: يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى عَمَّارٍ كَمَا كُنْتِ عَلَى إِبْرَاهِيمَ. تَقْتُلُكَ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ [4]

إسلام سمية بنت خياط

عندما أنزل الله الوحي على نبيه محمد عليه الصلاة والسلام كي يخرج الناس من الظلمات إلى النور، ومن شقاء الدنيا إلى نعيم الآخرة، كانت سمية وزوجها من أوائل المسرعين إلى الإسلام، حيث سارع عمار بن ياسر إلى دار الارقم وبسط يديه للنبي وشهد بأنه لا إله إلا الله وأن محمدًا عبده ورسوله، وعاد عمار بن ياسر إلى والديه وعرض عليهما الإسلام فابتهجت ارواحهم لسماع القرآن، وشهدوا بأنه لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، أظهرت سمية بعد ذلك إسلامها، وكانت من اوائل المؤمنات اللواتي نلن فضل السباق إلى الإسلام والبشارة بالجنة، لكن عندما انتشر خبر إسلامهما، أنزل عليهم كفار قريش اشد العذاب.

كان آل بني مخزوم يأخذونهم إلى بطحاء مكة، ويلبسونهم دروع الحديد، ويعذبونهم اشد انواع العذاب تحت اشعة الشمس المحرقة دون ماء، ويكررون العذاب في اليوم التالي.

لكن آل ياسر صبروا من اجل الفوز برضوان الله، فكان النبي عليه الصلاة والسلام يمر عليهم ويقول (أبشروا آل عمار فإن موعدكم

الجنة

)، وبدأول بعدها يشعرون بالراحة والطمأنينة، ولم يزدهم عذاب المشركين إلا

إيمان

ًا وتثبيتًا. [2]

فضل سمية بنت خياط رضي الله عنها


  • صبرها وثباتها على إيمانها:

    كانت سمية بنت خياط من الصابرات التي تحملت اشد انواع العذاب بسبب إيمانها بالله عز وجل ويقينها بأن جزاء صبرها هو الجنة التي أعدها الله لعباده الصالحين، وكان إيمان سمية القوي الثابت أقوى من عذاب المشركين، وكانت تستعذب العذاب في سبيل الله وتحلم بملاقاة الله، والجنة.

  • اول شهيدة في الإسلام:

    كانت سمية زوجها من الأوائل الذي سارعوا إلا الإسلام عندما كان منتشر سرًا في دار الأرقم، وقد استشهد زوجها بعد استشهادها بقليل، وكانت أنذاك عجوزًا، لكنه تحملت اصناف من العذاب لا يتحملها

    الشباب

    الاصحاء، وقد تحملت كل صنوف العذاب بإصرار واستخفت من هذا العذاب الذي يكون في سبيل الله، وعندما يئس ابو جهل منها، وأثاره ثباتها على الإسلام، طعنها في موطن عفتها، فماتت شهيدة في الإسلام، وكانت بذلك سمية بنت خياط اول شهيدة في الإسلام. [3]

  • أول من أعلنت إسلامها من النساء:

    كانت سمية بنت خياط في طليعة المؤمنات الصادقات اللواتي سبقن إلى الإسلام ونالوا البشارة بجنة الله عز وجل، عن عبد الله قال: أول من أظهر إسلامه سبعة: رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبو بكر، وعمار، وأمه سمية، وصهيب، وبلال، والمقداد، فأما رسول الله صلى الله عليه وسلم فمنعه الله بعمه، وأما أبو بكر فمنعه الله بقومه، وأما سائرهم، فألبسهم المشركون أدراع الحديد، وصفدوهم في الشمس، وما فيهم أحد إلا وقد واتاهم على ما أرادوا إلا بلال، فإنه هانت عليه نفسه في الله، وهان على قومه، فأعطوه الولدان يطوفون به في شعاب مكة وهو يقول: أحدٌ أحد.

  • البشرى بالجنة:

    كان النبي صلى الله عليه وسلم يمر على آل ياسر وهم ينالون العذاب من المشركين، ويقول لهم (أبشروا آل عمار فإن موعدكم الجنة)، هذه النسائم من الجنة انستهم العذاب الذي يلاقونه، وحتى كانوا يستعذبونه في سبيل جنة الله التي عرضها السماوات والأرض. [2]

وفاة سمية بنت خياط رضي الله عنها

توفيت سمية بنت خياط رضي الله عنها، دون أن تتنازل لابي جهل عن إسلامها، وكانت كما قال جابر رضي الله عنه: يقتلوها فتأبى إلا الإسلام

وظلت سمية على مبدأها في الإسلام حتى قام أبو جهل فطعنها في موضع عفافها فماتت رضي الله عنها،  وهي اول شهيدة في الإسلام، ولمـَّا قُتِل أبو جهل يوم بدر قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم لعمار رضي الله عنه: “قَتَلَ اللهُ قَاتِلَ أُمِّكَ”

كان استشهاد سمية رضي الله عنها في السنة السابعة من الهجرة، لتكون بذلك مضرب مثل للتضحية في سبيل الله، والثبات من أجل الدعوة، لكن أجرها كان عظيمًا، وهو جنة عرضها السماوات والأرض أعدها الله للمتقين من عباده. [1]