ما هي منقصات الايمان ؟.. وأمثلة عليها
ما هي منقصات الإيمان
الإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية، وإن هذه الدنيا التي نعيش فيها هي دار
الامتحان
والابتلاء، والإنسان في هذه الدنيا بين زيادة ونقصان، حيث يزداد إيمانه عند تلاوة القرآن وتدبر آياته والإكثار من ذكر
الله
والأعمال الصالحة، وينقص إيمانه بالغفلة عن الله والإقبال على الأمور التي تنقص الإيمان مثل
النفاق
والمعاصي والذنوب.
وهناك العديد من الأسباب المختلفة لظاهرة ضعف الإيمان المنتشرة في قلوب كثير من المسلمين، وعلى المؤمن الحق أن يحذر هذه الأسباب، وذلك بالإقبال على
القرآن الكريم
والسنة النبوية والإكثار من الطاعات والذكر والاستغفار والتوبة الصادقة ومصاحبة الأخيار والاستفادة من علمهم.[1]
مظاهر نقص الإيمان
نقص الإيمان له أعراض ومظاهر عديدة، منها:
-
الوقوع في المعاصي وارتكاب المحرمات: إن المؤمن الحق يخشى الله سبحانه وتعالى وهو دائم المراقبة والتوبة، ومن مظاهر نقص الإيمان ارتكاب الكثير من المعاصي، وإن كثرة الوقوع في المعاصي تؤدي إلى تحولها إلى عادة مألوفة حتى يزول قبحها من
القلب
ويجاهر بها المرء، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كل أمتي معافى إلا المجاهرين، وإن من المجاهرة أن يعمل
الرجل
بالليل عملًا ثم يصبح وقد ستره الله فيقول: يا فلان عملت البارحة كذا، وكذا، وقد بات يستره ربه ويصبح يكشف ستر الله عنه). - قسوة القلب: حيث يصبح الإنسان عديم التأثر بالموعظة الحسنة، قال الله تعالى في سورة البقرة: (ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً).
-
عدم إتقان العبادات: مثل الشرود أثناء
الصلاة
وتلاوة القرآن، وقلة التدبر والتفكر في معاني الأذكار والأدعية. - التكاسل عن أداء الطاعات والتعامل مع العبادات على أنها حركات جسدية فارغة من المضمون الحقيقي المراد منها كما في قول الله تعالى في سورة النساء: (وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَىٰ يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا)، وكذلك التكاسل عن صلاة الضحى وصلاة الاستخارة وقيام الليل والتبكير إلى المسجد وغيرها من النوافل.
-
ضيق الصدر وتغير المزاج: حيث يصبح الشخص قليل
الصبر
سريع الضجر والتأفف، وقد وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم الإيمان بقوله: (الإيمان: الصبر والسماحة). - عدم التأثر بكلام الله سبحانه وتعالى وما نزل من الحق: حيث يصبح الشخص ضعيف الإيمان قليل التأثر بآيات القرآن وأوامره ونواهيه ووصفه ليوم للقيامة والبعث.
- الغفلة عن ذكر الله سبحانه وتعالى، كما في قول الله تعالى في سورة النساء: (وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَىٰ يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا).
- عدم الغضب في حال انتهاك محارم الله، وعدم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
- الشح والبخل: إن ضعف الإيمان يولد الشح في القلب كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يجتمع الشح والإيمان في قلب عبد أبدًا)، وما يترتب على ذلك من عدم الإسراع إلى الصدقات وفعل الخير في سبيل الله.
أسباب نقص الإيمان
إن ضعف الإيمان له أسباب كثيرة، ومن الأمثلة على نقص الإيمان ما يلي:
- الابتعاد عن الأجواء الإيمانية فترة طويلة: وهذا يورث ضعف الإيمان في النفوس، قال تعالى في سورة الحديد: (أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ ٱللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ ٱلْحَقِّ وَلَا يَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَٰبَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ ٱلْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ ۖ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَٰسِقُونَ)، وهذا الابتعاد إذا طال يمكن أن يسبب نفور من الأجواء الإيمانية.
-
الابتعاد عن القدوة والصحبة الصالحة: التي تحث على
الاجتهاد
في طلب العلم النافع والعمل الصالح وقوة الإيمان. - الابتعاد عن طلب العلم الشرعي وقراءة القرآن والحديث والكتب القيمة التي تحفز النفوس وتحرك الدوافع الإيمانية الكامنة فيها.
-
العيش في مجتمع مليء بالمعاصي والذنوب وكثرة
التعلق
بالدنيا والانشغال بها مما يسبب البعد عن الله سبحانه وتعالى. - الجهل بأسماء الله وصفاته من أسباب نقص الإيمان لأن الإنسان إذا نقصت معرفته نقص إيمانه.
- الانشغال بالمال والأولاد: قال الله تعالى في سورة آل عمران: (زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ۗ ذَٰلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَاللَّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ).
-
الإفراط في
الأكل
والنوم والسهر والكلام والخلطة وملذات
الحياة
الزائلة: حيث ينتج عن ذلك ثقل النفس عن طاعة الله وقسوة القلب.
علاج نقص الإيمان
إن الإيمان يزيد وينقص، فالمؤمن قد تعتريه الغفلة في بعض الأحيان فينقص إيمانه كما في وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من
القلوب
قلب إلا وله سحابة كسحابة
القمر
، بينما القمر مضيء إذ علته سحابة فأظلم، إذ تجلت عنه فأضاء)، فقلب المؤمن مثل القمر تعتريه سحب مظلمة من المعاصي تنقص من إيمانه، فإذا اجتهد وسعى متوكلًا على الله يزداد إيمانه وتنجلي عنه هذه السحب، ولما كان الإيمان على هذا
القدر
من النفع والأهمية، كان من الضروري معرفة وسائل وسبل تقوية الإيمان.
وفيما يلي بعض هذه الوسائل التي يمكن الاستعانة بها لعلاج ضعف الإيمان:
-
تدبر القرآن
الكريم: قال الله تعالى في سورة الإسراء: (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ ۙ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا)، بالإضافة إلى العمل بالقرآن واستشعار عظمة الله سبحانه وتعالى والالتزام بأوامره واجتناب نواهيه. - استشعار عظمة الله سبحانه وفهم أسمائه وصفاته: معرفة أسماء الله الحسنى هي أصل الإيمان واليقين وهي من أنفع الطرق في علاج نقص الإيمان.
- المواظبة على طلب العلم الشرعي وحلقات ذكر الله تعالى يؤدي إلى زيادة الإيمان، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يقعد قوم يذكرون الله إلا حفتهم الملائكة وغشيتهم الرحمة، ونزلت عليهم السكينة، وذكرهم الله فيمن عنده).
- الاجتهاد في أداء النوافل والإكثار من الأعمال الصالحة والاستمرار عليها بشكل دائم من أجل تقوية الإيمان والقليل الدائم خير من الكثير المنقطع.
- تنويع العبادات: الصلاة والصيام والزكاة وقراءة القرآن والذكر والدعاء، لأن ذلك ينشط النفس ويجدد العزم، حيث يمكن الاستفادة من تنويع العبادات في علاج ضعف الإيمان عن طريق الإكثار من العبادات التي تميل إليها النفس مع المحافظة على الفرائض التي أمر الله تعالى بها.
- التفكر في الكون وفي خلق السماء والأرض وما بينهما من مخلوقات متنوعة والتأمل في خلق الإنسان لما له من دور في تقوية الإيمان والاستشعار بعظمة الخالق وقدرته.
- محاسبة النفس: تخصيص وقت للخلوة لمراجعة النفس ومحاسبتها، قال تعالى في سورة الحشر:﴿ يَا أَيُّهَا الَذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ ﴾.
وأخيرًا، الدعاء ومناجاة الله تعالى والتوكل على الله، والاجتهاد في المحافظة على الإيمان والقرب من الله سبحانه وتعالى من أجل الفوز والنجاة في الأخرة.[2]