حكمة زواج النبي من ام سلمة
نسب ام سلمة رضي الله عنها
ولدت ام سلمة رضي
الله
عنها في السنة 28 قبل الهجرة، وهي هند بنت أبي أمية زاد الراكب ابن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم.
زوج أم سلمة هو ابي سلمة، واسمه عبد الله بن عبد الأسد بن هلال بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، وأمه عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم برة بنت عبد المطلب، كما كان أبو سلمة أخا النبي صلى الله عليه وسلم من الرضاع، أرضعتهما وحمزة ثويبة مولاة أبي لهب. [1]
وفاة زوجها أبو سلمة
اقتربت
غزوة احد
وقام المسلمون بالتحضير لهذه المعركة، لكن هذه المعركة أدت لنتيجة قاسية على المسلمين واستشهاد العديد من المسلمين من بينهم حمزة بن عبد المطلب عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومصعب بن عمير، وعبد الله بن حرام، ومالك بن سنان.
وكان ابو سلمة من الجرحى الذي تأثروا بجراهم واستشدوا على سبيل الله، وقد سمعت أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ما من عبد تصيبه مصيبة فيقول: إنا لله وإنا إليه راجعون. اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيرًا منها، إلأ أجره الله في مصيبته، وأخلف له خيرًا منها، فكانت أم سلمة لا تجد خيرًا من أبي سلمة، إلا أن خلف لها الله رسول الله عليه
الصلاة
والسلام [2]
الحكمة من تعدد زوجات النبي عليه الصلاة والسلام
قام النبي عليه الصلاة والسلام بتعدد الزوجات من اجل توطيد الدعوى، او للدين، وليس للهوى، وكان من وراء هذا الزواج يطلب الخير للإسلام والمسلمين، كما ساهم تعدد الازواج بنشر الدعوة
الإسلام
ية للنساء، ونقل الكثير من الأحكام الشرعية التي تخص
النساء
، مثل الأحكام التي تخص الحيض والطهارة من الحيض، لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يستحي في بعض الاحيان من النساء فيما يخص هذه الأمور.
كان النبي عليه الصلاة والسلام يتزوج بوحي من الله، وقام بالزواج من سودة بنت زمعة، وأم سلمة، وزينب بنت خزيمة تكريمًا لصدق إيمانهن، أو للتعويض عن فقدان المعيل، كما أنها تزوج من رملة بنت ابي سفيان التي ثبتت على دينها بعدما هاجرت إلى الحبشة مع زوجها الذي تنصر، وتحملت آلام الغربة وحدها، فلما علم النبي بذلك تزوجها.
كما تزوج النبي عليه الصلاة والسلام من حفصة، وعائشة وذلك مكافاة لابائهم عمر بن الخطاب، وأبي بكر الصديق، ولتقوية الصحبة بينهما، كما تزوج من زينب بنت جحش لحكمة بالغة وهي القضاء على عادة
التبني
التي كانت شائعة في الجاهلية، بعدما كان زوجها زيد يدعى بزيد بن محمد عليه الصلاة والسلام، لكن الله عز وجل أراد إبطال بدعة التبني من خلال قيام الرسول بهذا الزواج. [1]
حكمة زواج النبي من ام سلمة
كانت أم المؤمنين
ام سلمة
رضي الله عنها من أوائل المسلمين، كما هاجرت هي وزوجها أبو سلمة إلى الحبشة، وعادا وهاجرا إلى المدينة المنورة، وشهد زوجها بدرًا، كما شهد غزوة أحد، فتوفي بجراح أصابته.
ولما مات أبو سلمة رضي الله عنها، ترك لها أربعًا من الولد الذين يحتاجون لمن يعولهم، ولم يكن لأم سلمة أقارب يساندوها، فتقدم بعض الصحابة لخطبتها كي يرعوا أولادها، ويكرموها هي وزوجها الراحل كابي بكر وعمر، لكنها رفضتهما، ولما طلبها رسول الله عليه الصلاة والسلام، قالت لمن جاءها بالخطبة: قل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: إنها كبيرة السن، كثيرة العيال، وهي مع ذلك تغار من الضرائر، وعندك من النساء من هي أجمل وأفضل.
فرد النبي عليه الصلاة والسلام: إن كنت ذات عيال فالله يتولاهم ويرعاهم، وإن كنت تغارين من النساء فيذهب الله
الغيرة
عنك، أما كونك مسنة فأنا أكبر منك، فرضيت ام سلمة بالزواج من النبي عليه الصلاة والسلام.
كان زواج النبي لأم سلمة من أجل حفظ أولادها من الضياع، فأواهم الرسول، في كنف النبوة، وذلك تكريمًا لأم سلمة التي كانت من السباقين إلى الإسلام، وهذا الزواج كان وفاءً لزوجها الذي قدم نفسه في سبيل نصرة الإسلام. [1] [2]
فضل أم سلمة رضي الله عنها
تحملت أم سلمة الكثير في سبيل نصرة الإسلام والمسلمين، وهي من أوائل من استجاب لدعوة النبي صلى الله عليه وسلم، ومن الذين صبروا ولاقوا الكثير في سبيل نشر الدعوة.
-
هجرة ام سلمة مع زوجها إلى الحبشة
عندما ذاقت أم سلمة هي وأصحاب النبي صنوف العذاب من المشركين، وأن رسول الله كان غير قادر على رد الأذى، هاجرت هي وزوجها إلى الحبشة، وتحملت آلام الغربة في سبيل أن تعبد الله في جو آمن وكان النجاشي خير جار، آمنهم على دينهم، ولم يؤذيهم ولم يسمعهم شيئًا يكرهوه، وكانت الحبشة مكانًا أفضل من موطنها الأصلي الذي ذاقت فيه الأذى، عندما حاول المشركون إجبارها على ترك دينها.
-
فراقها لابنها وزوجها
عادت أم سلمة من الحبشة إلى مكة المكرمة، لكن أذى المشركين لم يتوقف، لذلك هاجرت مرة أخرى مع زوجها إلى المدينة المنورة، لكنها مُنعت من مرافقة زوجها، وشاهدت كفار قريش بني عبد الأسد ينزعون منها ابنها سلمة بالقوة، حتى تسببوا بخلع يده، وأجبرها بني المغيرة على البقاء عندها بعيدة عن ابنها الذي أخذه بنو عبد الاسد، وزوجها الذي سبقها بالهجرة إلى المدينة، لكن كل هذه المتاعب لم تعيقها أو تثنيها عن اتباع أوامر الله عز وجل، ولم تهن هذه المصاعب، فهاجرت إلى المدينة بعدما سمح لها بنو المغيرة.
-
هجرة أم سلمة إلى المدينة وحدها
هاجرت أم سلمة إلى المدينة وحدها، واحتملت ذلك بقلب المؤمنة الراضية بقدر الله، وتحملت طول المسافة، وحر النهار، وبرد وظلمة الليل، ومشقة السفر، دون ان يثنيها ذلك عن الانتصار لدينها وعقيدتها واللحاق بالنبي عليه افضل الصلاة والتسليم.
-
تحملها الكثير في سبيل الإسلام
عانت أم سلمة الكثير في سبيل دينها، حتى أنها قالت عن شدة الأذى الذين اصابها (والله ما أعلم أهل بيت في الإسلام أصابهم ما أصاب آل أبي سلمة)، فهذه المرأة تركت أهلها ودارها، وهاجرت وحدها في سبيل الله كي تفر بدينها، لذلك أكرمها الله عز وجل بأن جعلها أم المؤمنين وزوجها الله زوج خير من زوجها وهو أشرف المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم.
-
نشر أم سلمة للدين الإسلامي
تعلمت أم سلمة الأحكام الشرعية من رسول الله عليه الصلاة والسلام، فكانت بعد ذلك تقوم بتعليم الناس عن أمور دينهم، خاصةً الأمور التي تتعلق بحياة النبي عليه الصلاة والسلام في المنزل. [1]