ايات تحث على عمل الخير

ما هو معنى عمل الخير

الخير في اللغة العربية يشير إلى مافيه نفع وصلاح للمؤمن، او ما يستطيع منه الشخص ان يحصل على منفعة مادية، مثل المال، او عمل يعم نفعه على الناس، والخير ايضًا هو ما يرغب ان يحصل عليه الناس مثل العدل، والعقل، والنفع، والفضل، وهو خلاف الشر، وكلما كان الإنسان محبًا للخير، كلما استطاع ان يفيد البشرية بشكل اكبر ويساهم في إعمار الارض، لكن المعصية ليست خيرًا حتى لو كان من ورائها منفعة مادية، ولا يجوز اللجوء إليها، ولا يجب ان يكون الخير الذي يحصل عليه الشخص مرتبط بضرر اخر، مثل التسبب بألم لشخص ما، أو اذية.

الخير ايضًا يرتبط بمكارم الاخلاف، والعدل، وبناء الارض، وإعمارها، لأن كثرة الخيرات ترتبط بعمارة البلدان.

العمل الخيري في ديننا الإسلامي

حضَ

القرآن الكريم

والسنة النبوية الشريفة على القيام بالأعمال الخيرية، والتحذير من الاشخاص الذين يقومون بتجنب هذه الاعمال، وقد

ورد

ت كلمة الخير في القرآن الكريم حوالي 180 مرة، كما وردت لفظ أخيار وخيرات، وخيرة 8 مرات في العديد من السياقات التي تربط الخير بجوانب اساسية من

الحياة

اليومية.

الإسلام يربط بين الخير وبين تحرير النفس، لأن الخير عندما يكون بنفس راضية دون مقابل فهو يحرر النفس من

حب

التملك، ومن قيود الخطايا، ويرفع درجات المؤمن، ويحرره من إثم التكبر او العلو على الفقراء مثلًا في حال الإنفاق عليهم.

ايات قرآنية تحث على عمل الخير

الآيات التي تحث على عمل الخير وترغب بنتائجة الإيجابية على الفرد والمجتمع هي قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) سورة الحج، هذه الآية تركز على فعل الخيرات كسبب وجيه من اسباب الفلاح في الدنيا والآخرة، وإن طرق ووسائل عمل الخير متعددة ولا تنتهي، وقال تعالى: وَمَا يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَن يُكْفَرُوهُ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ (115) سورة آل عمران

ومن الآيات التي تأمر بالدعوة للأعمال الخيرية (وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) والخير هو

رسالة


الإسلام

والأوامر التي أمرنها بها نبينا محمد عليه افضل

الصلاة

والسلام، وقال رسول

الله

صلى الله عليه وسلم (من دل على خير فله مثل أجر فاعله)

ومن الآيات التي تثني على فعل الخيرات هي وصف الله تعالى بالاشخاص الاتقياء بأنهم يسارعون في فعل الخير وينتهزون الفرصة للقيام بأعمال الخير، وذلك من محبتهم للخير ومعرفته لعظيم ثوابه، وتجنب المعاصي، والأمر بالمعروف، قال تعالى في وصف المؤمنين (يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُولَٰئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ 114 سورة آل عمران)

وقد ورد الخير في سياقات عديدة أخرى، وقد ربط القرآن الكريم في بعض المواضع بين الخير والعلم كقوله تعالى (ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ) سورة

التوبة

، كما ذكر الله الخير عند حديثه عن العمل، في سورة الزلزلة (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَه) اي من عمل خير بوزن ذرة فإن الله لن يضيع اي شيء من عمله الصالح، بل يحصيه له ويكتبها له يوم القيامة.

كما ورد الخير عند الحديث عن العدل وإقامة الحق، قال تعالى وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذَا كِلْتُمْ وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ ۚ ذَٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا (35) سورة الإسراء

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (سبق درهم مائة ألف درهم، قالوا: وكيف؟ قال: كان لرجل درهمان، تصدق بأحدهما، وانطلق رحل إلى عرض ماله فأخذ منه ألف درهم فتصدق بها) وهنا تم ربط الخير ورفع المنزلة والاجر عند الله تعالى بالإنفاق والصدقة، وهناك العديد من المواضع الأخرى التي أثنى فيها الله على عمل الخير، لأن الخير ركن اساسي ومقصد من مقاصد الإسلام.

اهداف العمل الخيري

اهداف العمل الخيري الرئيسية هي الحرية، والسلام، والقضاء على الفقر، وبناء المجتمع، والتمدين، ويجب ان يتم نقل العمل الخيري من الأفكار النظرية فقط إلى حيز التنفيذ على ارض الواقع، لان الحديث عن الخير فقط دون القيام به ليس له اي فائدة مرجوة.

الهدف الاول للعمل الخيري هو تحرير النفس، وتحرير اليتامى والمساكين والجهلة والمرضى والاشخاص المدينين، وهناك


آيات قرآنية عن مساعدة الفقراء


ونصرة المظلوم، وهذا الامر يتضمن رفع الأعباء المادية عن المدينين مثلًا لأنهم يعانوا من الذل بسبب الديون المتراكمة عليهم او الفقراء الذين يعانوا من شدة الفقر او البؤس أو المساكين كي يكونوا اهلًا للتكاليف التي امرنا الله بها، لأن الاشخاص المكبلين ماديًا أو معنويًا لا يمكنهم القيام بالاحكام الشرعية.

الإسلام لا يريد ان يكون الإنسان عبدًا لاي شيء، سواء كان الجهل او القيود المادية او الاقتصادية التي يعاني منها، كما يسهم الإسلام في احترام إنسانية الإنسان وترقية الحياة التي يعيشها.

كما ان العمل الخيري يساعد على بناء الارض، من خلال مساعدات مادية تساعد الاشخاص على تحسين مستوى المعيشة، والتخلص من الجهل او المرض او العجز، او مساهمات لدعم الابحاث والمؤتمرات العلمية من اجل تطوير الحضارة، ومن صور العمل الخيري أيضًا الإنفاق على بناء الجامعات، والمدارس والجوامع التي تساهم في بناء مجتمع متعلم ومثقف.

العمل الخيري ليس أمرًا ثانويًا بل هو ركن اساسي في بناء المجتمع، وله جوانب لا حصر لها مثل الإعمال الإغاثية او البنائية والدفاع عن الحقوق، ونصرة المظلوم، وتحصيل الحقوق الرئيسية. [1]

أهمية العمل الصالح في الشريعة الإسلامية

إن العمل هو معيار رئيسي لتقويم الإنسان والقرآن الكريم حث الإنسان على العمل منذ البداية، لكن العمل في القرآن الكريم والشريعة الإسلامية يحمل معاني اعمق بكثير من المفاهيم الاشتراكية، لأن العمل في ديننا لا يقتصر فقط على القيام بعمل جسدي او فكري لتحصيل نفع مادي، إنما له ابعاد اعمق من ذلك، وهي نفع الناس، وترك كل ما يضرهم، قال تعالى ( مَا كَانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُم مِّنَ الْأَعْرَابِ أَن يَتَخَلَّفُوا عَن رَّسُولِ اللَّهِ وَلَا يَرْغَبُوا بِأَنفُسِهِمْ عَن نَّفْسِهِ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ لَا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلَا نَصَبٌ وَلَا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَّيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُم بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (120) سورة التوبة، والعمل لا يقتصر فقط على ذلك، إنما يتضمن كل ما يشمل

معنى

الفعل مثل (فعل، أخذ، قال، آمن، استكبر، وما إلى ذلك من الأفعال الأخرى)

كما نهى القرآن الكريم عن الأعمال السيئة، مثل التكبر عن الإيمان بالله، وارتكاب المعاصي والذنوب، ومخالفة أوامر الله عز وجل (وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَن يَتُوبَ عَلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (102)) سورة التوبة، وهذه الاية تخاطب المذنبين وتدعوهم إلى التوبة والعمل الصالح. [2]