اهم درس تعلمته من قصة المزارع وتصرفه
الدروس المستفادة من قصة المزارع وتصرفه
أهم درس تعلمته من
قصة
المزارع وتصرفه هو عدم الطمع والجشع، والبعد عن الاستغلال، والرضا بما كتبه
الله
لنا، وحمده عز وجل كثيرًا على نعمة، حيث أن المزارع وزوجته لم يرزقهم الله سبحانه وتعالى بنعمة الأولاد حيث أنه تعالى قال: “الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا” لكنهم صبروا ورضوا بقضاء الله وقدره، وحمدوه على ما أعطاهم من نعم كثيرة.
حيث قال الله سبحانه وتعالى في سورة الأنعام عن رزق العباد: “وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ”.
لذلك يجب أن يتحلى العبد بصفتي
الصبر
على
الابتلاء
والرضا بما كتبه الله عز وجل، وعدم الطمع أو الجشع فيما ليس له، وشكر الله عز وجل دائمًا، وطلب المزيد منه بالدعاء وبالطاعات وبالتقرب من الله تعالى ليس بالطمع والجشع.
حكم كل من الطمع والجشع في الإسلام
حرم الله سبحانه وتعالى كل من الطمع والجشع والاستغلال، حيث أن الطمع دليل على عدم رضا العبد بما كتبه الله تعالى له، ولما في الطمع والجشع الكثير من المفاسد التي تضر بالمجتمع والأمة.
الطمع يفسد كل من
القلوب
والنفوس، ويلوث العلاقات ويدمر المجتمع، ويجعل الإنسان يهرع لارتكاب الذنوب فقط للنيل والحوذ على ما يطمع به.
الطمع والجشع يزيد من إحساس العبد بالنقص والفقر مما يدفعه لعدم
الرضا
بما هو مقدر له، فبالتالي يقلل من الخير والبركة في الرزق، فالطمع يضاد الرضا، لذلك الطمع حرام شرعًا، كما أنه محرم في كل الشرائع السماوية.
ما روي عن أَبِي هُرَيْرَةَ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يدل على ذلك حيث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “تَعِسَ عَبْدُ الدِّينَارِ، وَعَبْدُ الدِّرْهَمِ، وَعَبْدُ الخَمِيصَةِ، إِنْ أُعْطِيَ رَضِيَ، وَإِنْ لَمْ يُعْطَ سَخِطَ، تَعِسَ وَانْتَكَسَ، وَإِذَا شِيكَ فَلاَ انْتَقَشَ”.
قال الله عز وجل أيضًا: “قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ”.[1]
فضل الرضا بما كتبه الله للعبد وحمده عليه
الرضا بما كتبه الله للعبد وحمده عليه له الكثير من الفضائل، منها:
- حينما يرضى العبد بما كتبه الله تعالى له ويحمده عليه يزيد الله تعالى من رزقه ويبارك له فيه، حيث قال عز وجل في سورة إبراهيم: “وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ۖ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ”.
- الرضا بما كتبه الله عز وجل للعبد وحمده عليه من أحب الكلام إلى الله عز، بدليل قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أحبُّ الكلامِ إلى اللهِ أربعٌ : سبحانَ اللهِ ، والحمدُ للهِ ، ولا إله إلا اللهُ ، واللهُ أكبرُ . لا يضرُّك بأيِّهنَّ بدأتَ”.
-
الرضى بقضاء الله وقدره وحمده عليه بصورة مستمرة يعد من قبيل ذكر الله عز وجل، كما أنه يزبد من ثقل كفة الأعمال، بدليل ما
ورد
عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “كَلِمَتانِ خَفِيفَتانِ علَى اللِّسانِ، ثَقِيلَتانِ في المِيزانِ، حَبِيبَتانِ إلى الرَّحْمَنِ: سُبْحانَ اللَّهِ العَظِيمِ، سُبْحانَ اللَّهِ وبِحَمْدِه”. -
الحمد من ضمن الأمور التي يدخل بسببها المؤمن
الجنة
بدليل ما روي عن رسول صلى الله عليه وسلم أنه اوصي بذلك.[2]
نعمة البنون في الإسلام
الأولاد هم زهرة البيت وسر الفرح والبهجة والسرور، ولقد أنعم الله عز وجل بهم على كافة عبادة جميعًا، حيث قال الله عز وجل: “الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا” لذلك نجد الآباء يفرحون ويبتهجون عند نجاح أولادهم أكثر من فرحهم بنجاحهم بأنفسهم، فهم زينة
الحياة
الدنيا
الإنجاب
نعمة من ضمن النعم الإلهية التي وهبها الله تعالى لعبادة، فالأطفال هم زينة ومصدر الفرح في الحياة الدنيا، حيث قال الله تعالى: “زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ”.[3]