عالم الحديث محمد بن إسماعيل
نبذة عن عالم الحديث محمد بن إسماعيل
هو أبو عبد
الله
محمد بن إسماعيل البخاري من أعظم علماء الحديث عند كلًا من أهل السنة وأهل الجماعة، ولد في 13 شوال من عام 194 ه، وتوفي في 1 شوال من عام 256 ه في مدينة سمرقند، اهتم هذا
العالم
الجليل بعلم الحديث الشريف والكثير من العلوم المرتبطة به ولذلك قام بكتابة كتاب صحيح البخاري أو الجامع الصحيح والذي يعتبر من أهم وأفضل الكتب على الإطلاق.
نشأة محمد بن إسماعيل
وُلد هذا العالم الجليل في مدينة أوزبكستان، وتربى في بيت أبيه والذي أشتهر بين الناس في ذلك
الوقت
بأنه من العلماء المحدثين، وبعد فترة بسيطة من الوقت توفى والده وأصبح يتيمًا.
اهتمت أمه بتربيته بعد ذلك وخاصة بعد وفاة والده، وعكفت على أن يكون ولد صالح ومتدين يخاف الله سبحانه وتعالى ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلم.
فقد العالم العظيم محمد بن إسماعيل بصره وهو طفل صغير يقوم بحفظ
القرآن الكريم
، ولكن أعاد الله سبحانه وتعالى له بصره مرة أخرى وخاصة بعد
دعاء
أمه المتكرر وبكاؤها الذي لم ينقطع.
ظهر سيدنا إبراهيم عليه
السلام
في المنام ذات مرة لوالده الإمام محمد بن إسماعيل وقال لها “يا هذه قد رد الله على ابنك بصره لكثرة دعائك ولكثرة بكائك” مما يوضح أهمية الدعاء والتوسل المستمر إلى الله جل وعلا.
اهتم
الإمام البخاري
رضي الله عنه وأرضاه بالعلم الديني وحفظ القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة، ولذلك دخل الكُتاب وهو طفل صغير وعكف على الدراسة والحفظ إلا أن أصبح من أعظم العلماء على الإطلاق.
لازم العالم محمد بن إسماعيل حلقات الدروس والكثير من علماء الدين الإسلامي والأحاديث الشريفة، وذلك لرغبته الشديدة في التعرف على هذه الأحاديث وخاصة الأحاديث الصحيحة منها.
اهتم بالتعرف على كل ما يخص الأحاديث الشريفة من الرواة وعلل الأحاديث وغيرها الكثير من الأشياء الأخرى التي عكف عليها واهتم بها اهتمامًا شديدًا، ولذلك تميز هذا
الطفل
الصغير عن غيره الكثير من الأشخاص الآخرين.
ذهب الإمام محمد بن إسماعيل إلى الحج مع كلًا من والدته وأخوه أحمد ولكن رجعت والدته وأخوه بعد انتهاء مناسك الحج جميعًا، واستمر الإمام محمد بن إسماعيل هناك للدراسة والبحث.
استمر في مدينة مكة المكرمة لفترة من الوقت حتى تعرف فيها على الكثير من الشيوخ والعلماء، وبعد ذلك انتقل إلى
المدينة المنورة
وذلك لاستكمال الدراسة هناك.
رحلات محمد بن إسماعيل العلمية
تعددت رحلات الإمام الجليل محمد بن إسماعيل وخاصة العلمية منها، حيث ذهب إلى الكثير من بلدان العالم وقابل الكثير من العلماء الاجلاء و من خلال ذلك أصبح من أفضل علماء الحديث الشريف على الإطلاق.
رحل إلى مدينة بلخ المعروفة بعلمائها الكبار في الأحاديث النبوية الشريفة وفي غيرها الكثير من العلوم الدينية المميزة.
دخل هذه العالم المميز بلدة نيسابور وكان عمره خمسة عشر عامًا فقط لا غير، ولذلك عرفه حاكم هذه الدولة التي استمر وأقام فيها لعدد كبير من السنوات.
انتقل محمد بن إسماعيل بعد ذلك إلى الحجاز وعرف فيها الكثير من العلوم الدينية، وقابل الكثير من علماء الدين الإسلامي الحنيف، وبعدما أقام في مدن الحجاز لفترة كافية من الوقت انتقل إلى العراق والبصرة والكوفة وغيرها الكثير من المدن الكريمة.[1]
كُتب الإمام محمد بن إسماعيل
تمكن هذا العالم المميز من تأليف وكتابة الكثير من الكتب الدينية والعلمية التي لا يمكن الاستغناء عنها، وساعده في كتابة هذه الكُتب العلمية والدينية الكثيرة حفظه المستمر وقراءته لآلاف الكتب الدينية.
استخدم العالم محمد بن إسماعيل ذاكرته القوية في تسجيل الكثير من الكتب الدينية وخاصة في مجال الحديث الشريف، ويرجع ذلك إلى معرفته المميزة بعلم الحديث الشريف الذي أكد عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
تمكن هذا العالم من كتابة صحيح البخاري أو الجامع الصحيح والذي يعتمد عليه الكثير من الأشخاص وخاصة في وقتنا الحالي، ويعتبر هذا الكتاب من أهم وأفضل كُتب الحديث الشريف التي يمكن اللجوء إليها.
جمع هذا الكتاب حوالي 7593 حديثًا نبويًا صحيحًا، واختار محمد بن إسماعيل هذه الأحاديث النبوية الشريفة بعناية ودقة شديدة، وقام باختيارها من بين الكثير من الأحاديث الشريفة الأخرى.
لم يكتفي هذا العالم الجليل بكتابة ذلك الكتاب فقط، وإنما قام بمراجعته من قبل مجموعة مميزة وكبيرة من أفضل العلماء الموجودين في ذلك الوقت مثل الإمام أحمد بن حنبل وغيره الكثير العلماء الأفاضل.
ملامح شخصية محمد بن إسماعيل
تميز ذلك الامام بصفات مميزة وجميلة مثل
الذكاء
والإخلاص والصدق وغيرها الكثير من الصفات الأخرى التي يحبها الله سبحانه وتعالى ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلم أيضًا.
عُرف الإمام محمد بن إسماعيل بكرمه الشديد بين جميع الأشخاص من حوله، حيث كان يتصدق بالكثير من الأموال وخاصة على الفقراء والمساكين.
تميز ذلك الإمام الجليل بحسن عبادته، حيث كان يؤدي جميع الفروض في أوقاتها وكان كثير القيام بها، وكان دائم العلم والبحث، ولذلك تمتع هذا العالم بمنزلة كبيرة عند الله سبحانه وتعالى.
عُرف عنه قراءته المستمرة للقرآن الكريم وخشوعه المميز في
الصلاة
وخاصة عند السجود، حيث كان يتحدث إلى الله سبحانه وتعالى كثيرًا، وكان يقرأ القرآن الكريم لفترات طويلة جدًا من الوقت.
كان يختار جميع كلماته بعناية شديدة، حيث لم يؤذي أي شخص بأي كلمة، كان دائم التفكير في الكلام الذي يخرج منه، وعلى الرغم من ذلك فإنه كان لا يتحدث كثيرًا من الكثير من الأشخاص وخاصة في وقتنا الحالي.
عُرف الإمام محمد بن إسماعيل بقدرته المميزة على رد جميع الحقوق إلى أصحابها، ولذلك كان يلجأ إليه الكثير من الأشخاص الضعفاء، وكان يسمع منهم بعناية ودقة شديدة ومن ثم يقوم بمساعدتهم وتحقيق جميع أحلامهم.[2]