ماذا يستفاد من البنسليوم في الإنتاج
نبذة عن البنسليوم
البنسليوم هو جنس من
الفطريات
الهامة جدًا للبيئة الطبيعية، وفي عملية تلف الاطعمة، وأيضًا في عمليات الإنتاج الغذائي والدوائي، كما ان
البنسليوم
ينتج العديد من المواد التي تسبب قتل أو إيقاف نمو وتثبيط بعض الانواع البكترية. [1]
يوجد البنسليوم بشكل شائع في التربة، النباتات المتحللة، السماد العضوي، الخشب، الاطعمة المجففة، التوابل، الحبوب الجافة، والفواكه والخضراوات الطازجة، كما ان البنسليون ينمو في البيئات التي تضررت بالمياه، كذلك في الهواء الداخلي وغبار المنازل.
تنمو فطريات البنسليوم بين 5-37، ودرجة الحرارة المثلى هي 20-30 درجة مئوية، وإن أقصى نمو في المختبر تم الحصول عليه هو عند 23 درجة مئوية عند درجة الحموضة 3-4.5. [2]
اضرار البنسليوم الاقتصادية
إن ل
فطر البنسيليوم
اهمية اقتصادية شديدة، لأنه يسبب اضرار جسيمة للمصنوعات الجلدية والأقمشة والاثاث، وفي ظروف الجو الرطب، تتغطى خشب الابواب والنوافذ والاثاث المنزلي بنمو شديد لفطريات البنسليوم التي تفسد الخشب.
اما خلال الطقس الرطب والدافئ، تنمو الفطريات على الجبن والزبدة والمربى والخبز والهلام وتسبب اضرارًا لهذه المواد الغذائية وإتلافها، فتصبح غير قابلة للتناول البشري، مع ذلك فإن هذه الفطريات غير سامة.
كما ان بعض انواع البنسليوم يمكن ان تهاجم
الحمضيات
وغيرها من الفواكه المخزنة، وتسبب تعفن الليمون والبرتقال والفواكه والخضراوات الاخرى اثناء نقلها مما يسبب فقدان كمية كبيرة من المحاصيل الغذائية والمال كل سنة.
لكن هذا الامر يمكن عكسه من خلال الاهتمام الجيد بالمحاصيل، وتوفير ظروف هوائية مناسبة، ودرجة حرارة منخفضة وظروف جافة، ومن خلال التبريد المناسب وتقييد الهواء، والحفاظ على رطوبة الهواء المناسبة، يمكن منع تعفن هذه المواد، والاهتمام بالفاكهة والخضراوات يساعد على تجنب الضرر بها. [3]
فوائد البنسليوم الإنتاجية
العديد من انواع البنسليوم مهمة صناعيًا في إنتاج الحموض العضوية مثل أحماض الأكساليك والفوماريك والغلوكونيك والستريك، كما ان بعض انواع البنسليوم لها قيمة هامة في صناعة الغذاء، حيث يتم استعمال بعض الانواع مثل P. roqueforti و P. camemberti في صناعة الجبن لأنها تعطي نكهة مميزة للجبن ورائحة مميزة ايضًا، كما أنها تعطيه اللون والملمس الشهي للجبن.
كما أن للبنسليوم فائدة شديدة الاهمية وهي إنتاج البنسلين، وهو العقار الذي انقذ حياة الكثيرين عند اكتشافه للمرة الأولى، يؤدي البنسلين إلى تدمير او تعطيل نشاط العديد من الكائنات الحية الدقيقة التي تسبب الأمراض لدى البشر، مع ذلك يمكن ان يعاني بعض الاشخاص من حساسية للبنسلين، وبالنسبة لهم، يمكن ان يكون البنسلين سامًا.
غريسيوفولفين هو دواء مضاد قاتل للفطريات يستخرج من بنسليوم غريسيوفولفين، يقوم هذا الدواء بتثبيط نمو بعض انواع الفطريات وبالتالي يتحكم بانتشار الامراض الفطرية ويسيطر على السعفة لدى الحيوانات وبعض انواع الامراض الفطرية لدى النباتات. [3]
كما ان البنسليوم مفيد للغاية في إنتاج الانزيمات، ويستعمل في إنتاج الحموض العضوية مثل حمض الستريك وحمض الغلوكونيك وحمض الطرطريك وكذلك بعض الإنزيمات مثل الأميلاز والبروتياز والليباز والبكتيناز. [1]
البنسليوم وإنتاج البنسلين
البنسلين هو صاد حيوي يستعمل بشكل واسع لعلاج الإنتانات الجرثومية، قبل اختراع الصادات الحيوية، لم يكن هناك علاج للإنتانات الناجمة عن البكتريا، مثل ذات الرئة، السل، السيلان، أو الحمى الرثوية، لكن اختراع البنسلين عن طريق الصدفة في عشرينات القرن الماضي مهد الطريق لعصر جديد في الدواء.
كان البنسلين اشبه بالمعجزة عند اكتشافه وساهم في علاج العديد من الامراض الإنتانية، واليوم يتوافر العديد من الانواع الطبيعية والصناعية للبنسلين، وهي تستعمل من اجل علاج العديد من الامراض، لكن بعض سلاسل البكتريا اصبحت مقاومة للبنسلين والصادات الحيوية الاخرى، مما جعل علاج بعض الإنتانات صعبًا، وفي بعض الاحيان مستحيلًا.
-اكتشاف البنسلين
قام ألكسندر فلمنج باكتشاف البنسلين عام 1928، وذلك بعد عودته من الإجازة، قام بتنظيف مختبره، ليلاحظ ان بعض اطباق البتري التي تحوي على بكتريا المكورات العنقودية اصبحت ملوثة بالعفن، هذا العفن الذي يدعة البنسليوم نوتاتوم، كان مسؤولًا عن منع نمو البكتريا، لذلك قام فليمنج بالمزيد من الابحاث، وحصل على مستخلص من هذا العفن، وأطلق عليه اسم البنسلين، ووجد ان هذا الدواء يساعم في القضاء على العديد من البكتريا الضارة.
بعد ذلك في عام 1939، قام خبراء في جامعة اكسفورد بتنقية البنسلين واختبار فعاليته على الحيوانات قبل الإنسان، وفي 12 فبراير 1941 ، تلقى ألبرت ألكساندر الجرعة الأولى من البنسلين، وبدأ يتماثل للشفاء في غضون
ايام
قليلة من عدوى مهددة للحياة، لكن لسوء الحظ، انتهى مخزون البنسلين قبل ان يتعافى بالكامل، وتوفي الكساندر.
خلال الحرب العالمية الثانية، تم إنتاج البنسلين بكثرة لعلاج الإنتانات لدى الجنود الجرحى، في الماضي، قتلت الإنتانات جنود اكثر من إصابات الحروب، لكن اكتشاف البنسلين ساهم في الحد من ذلك، وساهم في تقليل معدل الوفيات من ذات الرئة البكترية من 18% إلى 1%. [4]
التأثيرات الصحية الضارة للبنسليوم
الاضرار الصحية المتعلقة بالتعرض لهذا الفطر في الابنية المتلفة بالمياه معروفة، خاصةً على السبيل التنفسي العلوي والسفلي، ويعتبر البنسليوم من اكثر الفطور المنتشرة داخليًا، لذلك يمكن ان يساهم في العديد من الاضطرابات الصحية الداخلية.
-
التهيج والالتهاب
جميع الفطور تحوي مواد يمكن ان تسبب الالتهاب لدرجة معينة، بعض المواد التي تنتجها الفطريات في الابنية الرطبة يمكن ان تسبب العديد من الاضطرابات الصحية، مثل تهيج العين، تهيج الانف والحلق، والصداع، وفي الدراسات الانبوبية لاحظ الخبراء ان ابواغ البنسليوم ومستخلصات الابواغ يمكن ان يسببان استجابة مناعية كبيرة في خلايا الرئة.
-
تفاعلات تحسسية
البنسليوم يعد من مسببات الحساسية الخارجية والداخلية الشائعة إلى حد كبير، يرتبط البنسليوم بالحساسية من النوع الاول وحمى القش والربو، والتغيرات القصبية، يمكن ان تسبب ابواغ البنسليوم ربو مباشر ومتأخر لدى الاشخاص الذين يعانوا من حساسية، حساسية الفطور يمكن ان تترافق مع نوبات ربو شديدة تتطلب البقاء في المشفى، لدى بعض المرضى، يمكن ان يحرض البنسليوم تفاعل محرض بال IgE يؤدي إلى تفاقم الاكزيما.
-
التأثيرات السامة
معظم انواع البنسليوم تعد منتجة للسموم لكن تحت ظروف بيئية معينة، التأثيرات السامة التي تنتج عن سموم البنسيلوم تشمل تأثيرات سامة للخلايا، وتأثيرات سامة للكلية، وتأثيرات تثبط
المناعة
وتأثيرات مسرطنة، هذه الكائنات المسببة للامراض معروفة، وهي يمكن ان تحدث لدى الإنسان والحيوانات والمواشي، لذلك تتم مراقبة
السموم
في علف الماشية، والطعام البشري حرصًا على الكشف عن هذه السموم والتخلص منها، كي لا تسبب اضطرابات خطيرة سواء لدى البشر او الحيوانات.
-
الإنتانات
الإنتانات البشرية الناجمة عن البنسليوم نادرة للغاية، لكن تم الإبلاغ عن بعض الحالات الإنتانية الانتهازية التي تؤدي إلى التهابات الجهاز التنفسي والتهابات القرنية الفطري والتهاب الشغاف والتهابات فطر الأذن، كما أن الإنتانات القصبية الرئوية الناجمة عن البنسليوم هي الأكثر شيوعًا، وتم الإبلاغ ايضًا عن بعض حالات العقيدات الرئوية دون وجود اعراض. [2]