حوار بين الخير والشر قصير
ما معنى الخير
إن كلمة الخير تشمل الأخلاق والسرور والترحيب فهي تتصف بمعايير الأخلاق والمعايير اللائقة، فهو حالة مرغوبة ويعتبر أفضل أمر من الجانب الأخلاقي، وإن الأمر الخيِّر يكون دائماً بشكل نسبي لأمور أو حالات أخرى، وإن تعريفه يكون ذاتي ويتعلق بالزمان والمكان بالإضافة إلى العلاقات ما بين البشر، وفي معجم الوسيط فإن الخير هو اسم تفضيل على غير قياس، وإن الحَسَن لذاته، لما يحققه من لذة أو نفع، وإن الخير هو الكرم والشرف وجمعها أخيار، وإن الخير هو نقيض الشر، ويقال هو خير منه وقد قال
الله
سبحانه وتعالى: “وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ”.[3]
ما معنى الشر
أما الشر فهو عكس الخير، فهي كلمة ضارة وشريرة، تشمل
القسوة
والأنانية بالإضافة إلى الخطيئة، وإن الأشخاص الذين يتصفون بصفات الشر يُنظر إليهم على أنهم أشرار، وفي الدين إن الشر يكون مرتبطاً بالخطيئة أو بالذنوب، وإن كلمة شر في معاجم اللغة العربية هي اسم تفضيل على غير قياس والأصل أشرُّ، ولكن قد حذفت منه الهمزة، وإن كلمة أشر هي أكثر سوءاً وفساداً، ويقال أن الدَّين شر أنواع الفقر، فقد قال الله تعالى: “قُلْ أَفَأُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكُمُ النَّارُ وَعَدَهَا اللهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَبِئْسَ الْمَصِيرُ”.
حوار قصير دار ما بين الخير والشر
في يوم من الأيام كان الخير والشر يمشيان ولكن كانت الصدفة أنهما التقيا وبادر الخير بالسلام عليه، فدار الحوار بينهما كالتالي:
-
الخير:
السلام
عليكم ورحمة الله. - الشر : دائماً تلقي السلام ولا تجد من يرد عليك هههههه، وأنا لا أحب السلام أبداً فلا تلقي السلام علي.
-
الخير: ولكني أحب السلام والأمان، فالسلام هي تحية
الإسلام
العظيم وهي بداية كل خير. - الشر : وهل في هذه الدنيا خير… لا أعتقد.
-
الخير : نعم فيها خير وخير كثير، قال نبينا عليه
الصلاة
والسلام “الخير فيَّ وفي أمتي إلى قيام الساعة”. - الشر : أنا المسيطر في هذه الدنيا والأكثر انتشاراً، ومن الأمر السهل عليَّ أن أوَّلد الفتن بين الناس، وأعمل على نشر الكذب، ولا أكتفي بهذا فقط بل أدمر العلاقات والأخلاق بكل سهولة.
- الخير : نعم كلامك صحيح ولكنك كما تأتي سريعاً وتنتشر أيضاً سريعاً، فلا تنسَ أنك ستختفي سريعأً أيضاً لأنك خبيث وجبان، وليس لديك القدرة على أن تقف أمام الخير، لأن أهل الخير أقوياء، وسيكونوا أقوى منكم لأن الله معهم، وأنت ضعيف لأن الشيطان يذهب معك ويلازمك أينما ذهبت، ويتأثر عقلك بوسوسته وحين تقع يهرب ويتركك لوحدك.
“ثم فجأة يختفي الشر”
-
الخير : لقد هرب الشر عندما وضع في موقف المواجهة ضدي، ولم يستطع أن يُكمل الحوار معي لأنه يعلم أنه ليس على حق، فالخير آت آت لا محال ولو طال
الوقت
، فيجب التمسك بالصبر والقيم والمبادئ التي علمنا إياها قرآننا الكريم وسنة نبنيا محمد عليه الصلاة والسلام، فلا تبحث عن الشر اتركه يهرب ويختفي للأبد.[1]
الخير والشر في الإنسان
إن أصل تكوين الإنسان في
القرآن الكريم
بأنه قد خلق من طين من حمأ مسنون، ثم الله عز وجل قد نفخ من روحه سراً غير الروح التي تتواجد في الأبدان وتحيا بها، وإن الحمأ المسنون هو
الطين
ذو اللون
الأسود
المنتن والذي تتغير رائحته، وإن روح الله سبحانه هي حقيقة صفاته، وقد قال رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام: “
إن الله تعالى خلق
آدم
على صورته
“، حيث أن لا يوجد لله سبحانه وتعالى صورة حسية إنما المقصود هنا الصفات، فقد قال الإمام النيسابوري في تفسيره شارحاً ذلك: (
أي على صفته، فأعطاه ـ على ضعفه ـ من كل صفة من صفات جماله وجلاله أنموذجاً
).
ونجد أن الروح قد اختلطت بطبيعة التراب، وقد نشأ منهما الإنسان، وإن في طبع الانجذاب لخصائص الطين بالإضافة إلى الركون للمتعة الحيوانية، فقد نشأ فيه نوعان من الاستعداد النوع الأول الذي ينزع إلى تحقيق صفات الجمال، بينما الآخر الذي ينزع به إلى خصائص الحمأ المسنون، ومن هنا نشأ الخير والشر في الإنسان وطبيعته، وإن الاستعداد للخير هو من إلهام روح الله سبحانه، بينما الاستعداد للشر فهو أثر خصائص الطين الذي جُبل الإنسان عليه، وقد فسر هذان الاستعدادان اللذان تواجدا في الإنسان ألا وهما الخير والشر في القرآن الكريم في قوله عز وجل في سورة الشمس : “
وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا
قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا
وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا
“، فمن سلك خُطا الاستقامة فهو المتقي، ومن سلك خطا غرائزه وضَعُف فهو في ضلال.[2]
الفرق بين الخير والشر
إن الفرق ما بين الخير والشر يتجلى في :
- إن الشر هو أمر ضار أو شرير وهو غير أخلاقي، بينما الخير فهو صحيح وأخلاقي.
- إن الشر معناه سلبي يتجلى في الأمور المكروهة، بينما الخير يتجلى معناه بالأمور الإيجابية المرغوبة.
- من الجانب الديني فإن الشر هو الخطيئة الذي يرتبط بالسلوك الشرير، أما الخير فهو ما يشجع عليه ديننا الإسلامي ورسولنا الكريم ويحثنا على أن نتحلى بكل صفات الخير حتى نكون من الصالحين.
مناظرة بين الشمس والقمر
إن الأطفال يحبذون ويميلون إلى القصص وخاصة القصص الخيالية، وإن القصص هي من الأساليب الهامة في التربية ولإيصال الأفكار المرجوة، ونجد أن قرآننا الكريم قد
ورد
فيه الكثير من الأسلوب القصصي حتى يسهل فهمه وبالتالي اتباعه، ولهذا فقد اهتم المربيون والمعلمون على إنشاء
قصص
في مواضيع مختلفة فهناك مثلاً
قصة عن الصراع بين الخير والشر
،
وهناك قصص خيالية ما بين الشمس والقمر، وهنا في هذا المقال سنتطرق إلى مناظرة ما بين الشمس والقمر لإيضاح كيفية عمل كل منهما ولإيصال بعض الأفكار العلمية للأطفال :
في يوم من الأيام وعند وقت الغروب تجهزت الشمس للاختفاء، ورويداً رويداً بدأ
القمر
بالظهور وتبعه الظلام والنجوم المتلألئة في السماء، وفي ظل هذا الجو الشاعري الممتع قام القمر بمناداة الشمس وقال لها، أنظري إلى هذا الجمال، إن الإنسان يحبني كثيراً أكثر منك فهو سيستمتع في المنظر الممتع الذي أضافه تواجدي جمالاً، وسينظر إلى نجومي في السماء بعد أن تخلص من حرارة أشعتكِ التي ترسلينها يومياً طيلة النهار.
وهنا بدأت المناظرة بين الشمس والقمر، فقد سمعت الشمس ما تحدث به القمر وقررت بالرد عليه بعد أن سمعت حديثه إلى النهاية، فتركته يتحدث بزهو وفخر بنفسه حتى تجد الوقت المناسب للرد عليه، فعندما فرغ من الكلام قالت له:
إنك يا أيها القمر لا تعلم كم دوري هام للغاية في هذه الأرض، فأنا أساعد المسافرين لأن يجدوا طريقهم فهم يحبونني كثيراً، ثم ابتسمت الشمس وتابعت قولها: إنك أيها القمر تنير الظلام بشكل يومي ولكنني أنا التي أنير الدنيا كلها فأشعتي هي مصدر هام للحياة والدفء، فالبشر لا يستطيعون الاستغناء عنها فأنا مصدر طاقتهم.
رد عليها القمر وقال: إن البشر لا تستطيع
النظر
إليكِ فأنت مصدر إزعاج لهم وضرر، فأنتِ تؤذي عيونهم، أما أنا فلا يستطيعون الاستغناء عن النظر إلي ولا يملون أبداً مهما نظروا إلى فأنا الذي أمدهم بالفرحة والبهجة والظل الجميل، نظرت الشمس إليه بعين ساخرة وقالت: هل تعتقد بأن هذا فخراً لك فهم لا يستغنون عني، ولا تنسَ أن حياتك أيها القمرر أيضاً مرهونة بأشعتي وضوئي فضوؤك تستمده مني.
بعد أن سمع القمر كلام الشمس شعر بالحزن وأيضاً حزنت الشمس عليه ثم قالت الشمس للقمر: لا تحزن أيها القمر فكل واحد منا له دور هام في هذه الدنيا، فإن البشر لا يمكن أن يستغنوا عنا نحن الاثنين، فأنت الذي تعمل على إنارة حياتهم المظلمة وأنا مصدر
الحياة
والطاقة بالنسبة لهم، والدليل على هذا قول الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم: ” هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نوراً”، ففي نهاية هذه المناظرة تبسم القمر وقال للشمس شكراً لكِ أيتها
الأخت
الغالية.