قصة عن الصراع بين الخير والشر

قصة بين الخير والشر وصراعهما

إن هناك

قصص

عديدة يتجلى في الصراع ما بين الخير والشر بإضافة إلى أن هناك قصص تتضمن حوار بين الخير والشر قصير، ومن أفضل القصص وخاصة للأطفال حتى للكبار هي قصص

القرآن الكريم

التي تعلمنا وننهل منها الفوائد الكثيرة، وهنا سنسرد القصة بين الخير والشر التي وردت في القرآن الكريم بين هابيل وقابيل وهي:

عاش

آدم

وحواء عليهما

السلام

في الأرض بعد أن كانا في

الجنة

، ونزل معهما الشيطان وهو حاقد عليهما، وعلى أتم استعداد على تنفيذ فسمه لله سبحانه وتعالى على أنه سيعمل جاهداً على إغواء آدم عليه السلام وحواء، ولكن آدم وحواء قد تعلما الدرس، وقد ولدت أمنا حواء البطن الأول قابيل وأخته وكانت جميلة وحسناء، بينما البطن الثاني فقد ولدت هابيل وكانت أخته غير جميلة.

وهذه

العائلة

هي أول عائلة بدأت العيش والتكون على الأرض، وكان سيدنا آدم يحذر أولاده دائماً من إبليس ويقص عليهم ماذا فعل إبليس، ومرت السنوات وكبر قابل وهابيل، وكان قابيل يمثل الشر فكان عنيفاً قاسياً، أما هابيل فكان تقياً وخيراً وصالحاً، وكان قوي الجسم، وفي يوم من الأيام أراد هابيل أن يتزوج فطلب أن يتزوج أخت قابيل، ولكن إن الشيطان فقد وسوس لقابيل بأن لا يرضى أن يزوج أخته لهابيل بل أن يتزوجها هو فهي أجمل وهو أحق بها.

وقد رد قابيل على هابيل بشكل قاسي وقال له : هي أختي ولدت معي وهي أحسن من أختك وأنا أحق أن أتزوج بها، فعندما بدأ الصراع من هذه النقطة ذهبا إلى والدهما وأخبر هابيل أبيه سيدنا آدم بالقصة، فأمر أن يزوج قابيل أخته لهابيل، ولكنه استمر في الرفض والعناد، حاول سيدنا آدم أن يحل هذه المشكلة وأمر كلاً منهما أن يقدما قرباناً لله سبحانه وتعالى، فالذي يُقبل قربانه فهو من سيتزوج

الأخت

الجميلة، صعد قابيل وهابيل للجبل وقد وضعا قربانهما وانتظرا، فقد نزلت النار من السماء وأكلت الشاة وتركت الزرع، وهنا معناه أن قربان هابيل قد قُبل من

الله

عز وجل، أما قابيل فلم يُقبل قربانه.

فغضب قابيل وبقي مُصِر على رأيه ولم يقبل بأن يزوج أخته لهابيل وقد تصاعد الصراع بينهما بين الخير وهو هابيل وبين الشر وهو قابيل حتى قتل قابيل أخيه هابيل، مع العلم أن هابيل كان أكثر قوة ولكنه هو كان مثالاً للخير ولم يعتدِ على أخيه، وقد أصبح ينصحه ويذكره برابط الأخوة الذي يجمعهما، وبدأ يخوفه بالله سبحانه وتعالى وبسوء عاقبة النار، فالشر نهايته إلى الضلال.

ولكن للأسف لم يقتنع أبداً وانساق قابيل وراء الشيطان وقد زينت له قتل أخيه، وقد قتله بصخرة كبيرة على رأسه وهو نائم، وهنا نجد

قصة

الصراع بين الشر والخير التي وردت في القرآن الكريم فكانت عاقبة الشر هي النار والخطيئة والعذاب، بينما عاقبة الخير هي الجنة والرضا من الله سبحانه وتعالى.[1]

الخير والشر في القرآن

إن القرآن الكريم قد ذكر الخير والشر في مواضع عديدة منه، وقد كان ذكر الخير هو الذي يسبق ذكر الشر، مثل الحسنات التي سبقت السيئات أو الثواب الذي يسبق العقاب، فإذا نظرنا إلى آيات القرآن الكريم في السور القصار أو الطوال نرى أن حكمته وعظمة مشيئته قد تجلت فيها ودائماً ما كان يقدم الخير على الشر ومن هذه الآيات:

  • قال الله تعالى في سورة الزلزلة: “فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ”.
  • قال الله تعالى في سورة التين: “لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ * ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ”.
  • قال الله تعالى في سورة الليل: “إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى * فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى * وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى * وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى”.
  • قال الله تعالى في سورة الشمس: “قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا”
  • قال الله تعالى في سورة الانفطار: “إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ * وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ”.
  • قال الله تعالى في سورة الأعلى: “سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى * وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى”.

فهنا نجد أن الخير في القرآن الكريم الذي يتجلى بالأخلاق الحسنة والصدق والأمانة والكثير من الصفات والأمور التي تندرج تحت مسمى الخير قد تقدم دائماً على الشر الذي يتجلى بالبخل والصفات السيئة والربا والكذب غيرها، وإن هذا كله منهج ثابت يكون متفقاً مع طبيعة

الإسلام

، فهو دين الإنسانية، وإن صورة الإنسان في نظر الإسلام خيِّرة، وإن نظرة الإسلام إلى الإنسان بأنه هو طبعه يميل للخير وما خُلق عليه.

والدليل قوله عز وجل في سورة التين: ” لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ “، أما الشر فهو العنصر الذي يدخل على حياة الإنسان ولكنه لم يُخلق به، والدليل قوله تعالى في سورة التين: “ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ”، فالقرآن الكريم يؤكد أن الإنسان قد خُلق صالحاً وهو خيّر، وعندما يقع في المعصية فيكمن السبب أنه لم يستطع أن يقاوم الغواية التي كان مصدرها خارج نفسه وخارج ذاته، لهذا فقد أمر القرآن الكريم أن يتحصن الإنسان بالإيمان والتقوى.[2]

الخير والشر في الفلسفة

إن الفلسفة ترمي إلى معرفة الخير والشر وتسعى إلى أن

تحديد

صورة شاملة ومتكاملة لسلوك الإنسان الذي ينهج نهجه وفق طبيعة نفس الإنسان، ووفق مفهومي الخير والشر، وإن نفس الإنسان الفطرية تساعده على فعل الخير وأن يبتعد عن الشر، فقد كان ابن سينا يعتقد أن الخير هو مذهب التفاؤل، فهو الذي يغلب في الكون، ولا

معنى

للخير بدون شر، وإن جان جاك روسو كان يعتقد بالفلسفة المثالية حيث أنه يرى أن

الحياة

هي رغداً وطيب عيش وسعادة، ويتجلى فيها خيرية الإنسان الطبيعية، وإن نظرية العقد الاجتماع تقول:

“إن الحياة الاجتماعية والمدنية هي التي قامت فإفسان الإنسان الخيّر بطبعه”، وإن الواقعية تنظر إلى الحياة من منظار

أسود

حيث أنها ترى أن جوهر الحياة هو الشر، وإن هذا الشر هو السبب الذي ينتج الظلم والفساد والقسوة والعذاب، فالقيم الأخلاقية التي تسمى قيماً خيّرة هي قيم قد بُنيت من الجانب الفلسفي واللغوي والواقعي على الأثرة الأنانية وحب النفس، حيث أن هذه

القيم

تقف عاجزة أمام الجش الكامن والمدمر في

العالم

السفلي للإنسان.

الصراع بين الخير والشر

إن الصراع بين الخير والشر يعتبر من الأمور المشاعة في الأدب، وإن هناك اختلافات في الصراع من الممكن أن يكون هو المعركة التي تكون ما بين الأفراد أو بين الأيديولوجيات، ويعتبر أحد الأطراف منهما جيداً أما الطرف الآخر فيُصوّر على أنه الشر، وإن هناك الصراع الداخلي بين الخير والشر، وإن في نظرية أرسطو يشكل الصراع بين الجوانب الجيدة والجوانب الغير جيدة جزءاً مهماً من التنفيس المأساوي، وإن هناك شكل للمأساة ولكن تكون نهايتها سعيدة على الرغم من أن صورتها قد شُوهت من قبل أرسطو، ويمكنا إيضاح ذلك في

حوار بسن الخير والشر قصير