فضل الصبر على اذى الاقارب وطرق التعامل معها

هل الصبر على أذى الناس ضعف في الشخصية

إن

الصبر

أحد

القيم

العظيمة التي يجب على الفرد ممارستها، فالله تعالى يحب الصابرين ويضاعف لهم أجورهم، فأبداً ما كان الصبر ضعفن فلم يقدر على الصبر وكظم الغيظ سوى الأشخاص الأقوياء، فالله تعالى ذكرهم في كتابه العزيز”وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ” كما أن الرسول الكريم يقول”من كظم غيظاً وهو قادر على أن ينفذه دعاه

الله

على رؤوس الخلائق يوم القيامة حتى يخيره من الحور العين ما شاء”.

فالصبر على أذى الناس قوة، وعلم بأن لا داعي من المشكلات الغير مثمرة ولا للعداوات التي تود الحقد والكراهية، فالإنسان الضعيف وحده هو من يضيع وقته في الفساد واللغط وإثارة القلق لذا فالصابرون ليس أبداً بضعفاء ولا يجب وصفهم بذلك، ومن يراهم ضعفاء فما هو إلا جاهل أهوج فالله لا يحب المعتدين، لذا فالصبر هو الدليل على قوة الإيمان ومعرفة أن الله وحده من يكافئ العبد الذي صبر على أذى الناس وتحمل مرض قلوبهم، فأذى الناس لبعضها دليل على ضعف

الأمان

وغل

القلوب

وعدم معرفة الله حق معرفة.

فضل الصبر على أذى الأقارب

كثيراً من الناس يعاني من مشكلات مع أقاربهم، ويعانوا من أذى مباشر أو غير مباشر نتيجة التعامل مع الأهل والأقارب، كما أن بعض المشكلات تؤثر على الحالة المزاجية والنفسية للشخص، حيث إن الطبيعة البشرية لا تميل للصراعات ولا الكراهية، خاصة الشخص المسلم لأنه يعرف طريق الله ويميل للسكينة والهدوء[1][4].

فيفكر البعض في القطيعة والبعض الآخر يصبر، ويحتسب هذا الصبر عند الله عز وجل، منتظر الأجر من الله وليس من العباد، فالله تعالى يجازي الصابرين دائماً ويمنحهم أجورهم، حيث إن أجر الصبر عظيم على أي بلاء وأذى

الأقارب

من أشكال البلاء لأن في الواقع من المفترض أن يكون الأهل حماية وسكينة وملجأ من المتاعب، فحين يكونوا هم المصدر للشقاء والتعب، يكون بلاء الشخص فيهم عظيم.

يتمثل فضل الصبر على أذى الأقارب وغيرهم، في قول الله تعالى في سورة فصلت آية 35 إذ يقول عز وجل”وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ” صدق الله العظيم، أي أن من يصبر على العدو ويقوم بعمل الحسنات ويمتنع عن رد الإساءة فإن جزائه من عند الله العظيم.

يقول الرسول صلى الله عليه وسلم “ما نقصت صدقة من مال، وما زاد الله عبداً بعفو إلا عزاً، وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله، وعليك بالمحافظة على صلاة الصبح، فإن من صلى الصبح في جماعة فهو في ذمة الله”، بمعنى أن من يعفو ويصفح فإن فضله عظيم ويعزه الله عز وجل.

من يصبر على أذى أقاربه من اجل اله عز وجل، لكي يكون غير قاطع للرحم فجزائه من الله عز وجل عظيم، ويتمثل في من الله على العبد بالنعم ورفع عنه النقم، وجزائه في الدنيا والأخرة خير جزاء.

الصبر على الأذى لعدم قطيعة

الرحم

يسبب البركة في

الحياة

والرزق والعر، كما إنه يساعد على تقوية المشاعر الطيبة من أخوة وود وتكاتف، وربما يتوب المؤذي من كثرة عطاء وود الصابر، فيضاعف الله الأجر للصابرين.

من يصل رحمه يصل ربه، وكلما كانت الصلة بها مزيد من الشقاء كان الأجر عظيم، غذ يقول الرسول صلى الله عليه وسلم “إن الله خلق الخلق، حتى إذا فَرَغ من خلقه قالت الرحم: هذا مقام العائذ بك من القطيعة؛ قال: نعم، أما ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك؟ قالت: بلى يا رب؛ قال: فهو لك؛ قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم، اقرأو إن شئتم: “فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ”.

كيف التعامل مع ظلم الأقارب

عند التعرض للأذى من الأقارب على المرء أن يحتسب ما تأذى به عند الله عز وجل فالله تعالى لا يضيع شيء، ويجزي كل نفس على ما صبرت وعلى ما احتسبت، ويمكن التعامل مع ظلم الأقارب بعدة طرق، وفقاً لقدرة تحمل الشخص ولدرجة الأذى والظلم الذي تعرض له، وذلك على النحو التالي[2][3]:

يفضل في التعامل مع ظلم الأقارب دفع الظلم مع عدم قطع الصلة، وكظم الغيط، إذ يقول الله تعالى في كتابه العزيز في سورة آل عمران آية 134″ الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ”، دلالة على قيمة كظم الغيظ والعفو عن الظالم والمسيء.

يجب تذكر أن الصبر على أذى الأقارب بهدف عدم قطع الرحم جزائه عظيم لأن ذلك يساهم في صلاح المجتمع وجعل الناس أكثر تماسك وقوة، فالحصول على الأجر كبير، خاصة إذ تراجعوا على الأذى وأعتذروا فالعفو واجب من أجل الله عز وجل.

عن أبي هريرة روى”

أن رجلاً قال يا رسول الله: إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني وأُحسن إليهم ويسيؤون إلي وأحلم عنهم ويجهلون علي، فقال صلى الله عليه وسلم: لئن كنت كما قلت فكأنما تسفهم المل، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك” ومعنى الحديث الشريف كما وضحه الإمام النووي، أن الصابر على ظلم أقاربه وعدم صلتهم له، كالذي يطعمهم رماد حاد ويمدهم بالألم والحرقة من العذاب الذي سيصلهم من رب العباد، ولكن هو ليس عليه حرج حيث كلما زاد أحسانه له حملهم الذنوب وكفى نفسه شرها، كما أنه زاد من أحتقارهم لأنفسهم ووضاعتهم فيشعروا بالقبح والحقارة كالذي يسف الملل.

التعامل مع الأقارب الحاقدين

إن التعامل مع الأقارب الحاقدين أمر عسير، حيث إنهم دوماً يكيدوا ويمكروا ويتمنوا الشر لبعضهم البعض، فالتعامل معهم قد يكون مؤذي، ولكن قطيعة الأرحام أمر صعب للغاية حيث يقول الرسول صلى الله عليه وسلم” لا تحاسدوا ولا تدابروا ولا تقاطعوا” كما يقول الله عز وجل في كتابه العزيز” وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ”[5].

التعامل الصحيح من الأقارب الحاقدين هو التعامل البسط في المناسبات ومن خلال المكالمات الهاتفية والزيارات البسيطة، وعدم أطلاعهم على أي من التفاصيل التي قد تصيبهم بالحقد وتجعلهم يشعروا بالغيرة والكراهية كما يجب حماية النفس والأسرة من الحسد لان الحقد يولد الحسد غذ يقول الرسول الكريم”استعيذوا بالله من العين، فإن العين حق” كما أن

الحاسد القريب

أكثر شر من الغريب لأنه يعرف الكثير والمزيد من التفاصيل عن أقاربه.

ولكن إن أشتد الأذى والحقد والحسد وأصبح يؤثر بشكل بالغ على الشخص والأسرة فعلى الشخص الابتعاد عن هؤلاء الأقارب لقول ابن عبد البر “أجمعوا على أنه يجوز الهجر فوق ثلاث لمن كانت مخالطته تجلب نقصاً على المخاطب في دينه، أو مضرة تحصل عليه في نفسه أو دنياه، فرب هجر جميل خير من مخالطة مؤذية”.