دورة حياة النباتات المعمرة

ما هي النباتات المعمرة

النباتات المعمرة هي النباتات التي تعيش لفترات طويلة، على عكس

النباتات الحولية

التي تنمو خلال العام او الفصل أو بالكثير خلال عامين، بينما النباتات المعمرة تعرف بأنها لديها قدرة على تحمل الظروف القاسية والجو المتقلب ومختلف الطقس خلال العام، كما أن النباتات المعمرة تزهر لموسم واحد في العام، إما في فصل الخريف أو الصيف أو الربيع، كما أن هناك أنواع عديدة من تلك النباتات المعمرة التي تستمر في النمو والازدهار أكثر من عامين، ومنها الأشجار الضخمة والشجيرات الصغيرة المختلفة الأنواع، وكلما زرعت هذه الشجرات أو النباتات في وقت مناسب لها وفي ظروف مناخية أفضل كانت أكثر نمو وانتعاش، كما تستمر متفتحة لفترات طويلة[1].

برغم أن النباتات المعمرة تستمر في النمو لفترات طويلة، إلا أن الظروف البيئية وطبيعة النبتة تغير من الفترة التي يعيشها النبات، فمنها ما يعيش مدة الثلاث سنوات ومنها ما يعيش خمس سنوات، وهناك من تزيد فترات نموه وعيشه لأكثر من ذلك، ولاسيما أن النباتات المعمرة لها رعاية مختلفة عن غيرها من النباتات الحولية أو الطبيعية الأخرى، فهي تحتاج دائماً لما يسمى بالتقليم والتقسيم حتى تستمر تنمو بشكل منضبط ولا تدخل الجذوع في بعضها ولا النباتات.

أنواع النباتات المعمرة

تنقسم النباتات المعمرة إلى نباتات خشبية ونباتات عشبية، حيث يكمن الفرق بينهم في شكل النبات ونوعه، ودورة حياته:


  • النباتات المعمرة الخشبية

النباتات الخشبية هي النباتات التي تخرج بذورها جذوع وسيقان صلبة وخشبية، خشنة بعض الشيء، وتزهر وتنمو في الفصول على مدار العام، كما إنها تستطيع تحمل درجة الحرارة المنخفضة، فتستمر النباتات الخشبية المعمرة في فصل الشتاء، وفي فصل الخريف تتساقط الأوراق نتيجة للرياح الشديدة، وغالباً النباتات الخشبية هي الأشجار والشجيرات زاد السيقان الخشبية المعروفة، والأوراق الخضراء العريضة.


  • النباتات المعمرة العشبية

تختلف النباتات العشبية عن النباتات الخشبية، وتتميز سيقانها بأنها ملساء وناعمة وضعيفة عن الجذوع الخشبية القوية، كما أنها لا تستمر ف النمو في فصل الشتاء، فقالباً تموت النباتات والسيقان في الشتاء نتيجة عدم تحملها درجة الحرارة المنخفضة، فتتجدد السيقان والثمار في فصل الربيع وفي الشتاء حين تموت الأزهار والثمار تعيد الجذور الحية في الأرض دورة

الحياة

مرة أخرى.

دورة نمو النبات المعمر

جميع النباتات تمر بمجموعة او بسلسلة من المراحلة، منذ أن تكون بذور، إلى أن تصبح سيقان ثم يخرج منها الزهور او الأشجار والفروع، ولكن تختلف دورة حياة النبات وفقاً لطبيعته ونوعه، فهناك نباتات تحتاج إلى وقت طويل لكي تنمو على سطح الأرض أو التربة وهناك نباتات أخرى لا تحتاج أوقات فتنمو عى مدار الموسم الواحد أو الفصل الواحد، كما أن هناك نباتات دورة حياتها

قصيرة

للغاية لا تحتاج سوى أسابيع، فالنباتات الحولية بشكل عام تنمو خلال موسم او عام واحد فتبأ دورة حياتها من البذور إلى الجذور إلى النمو والإزهار والثمار خلال العام[2].

عند

زراعة

النباتات المعمرة، قد يلاحظ إنها لا تنمو أحياناً في العام الأول من زراعتها، وتظل الجذور وحدها تنمو في الأرض أو التربة من الداخل، وبعد مرور العام الأول تبدأ النباتات تظهر وتنضج، وتستمر في

النضج

لفترات طويلة، ربما يستمر نموها ونضجها إلى أكثر من العامين إلى ثلاث او خمسة أعوام[3][4].

بالنسبة لدورة حياة النباتات المعمرة العشبية، فهي احد أنواع النباتات المعمرة قصيرة

العمر

، إذ تبدأ بذورها في التربة، وتخرج الجذوع والسيقان ثم الأزهار وذلك في فصل الربيع، أما في الفصول التي تتميز بالريح الشديد وانخفاض درجة الحرارة، فتبدأ النباتات العشبية في الذبول والضعف، إلى أن تتساقط أزهارها وتموت سيقانها،بفعل الريح والأمطار، ولكن في النهاية تموت الأجزاء الخارجية فقط التي تعلو سطح التربة وتبقى الجذور حية لتنمو مرة أخرى وتبدأ دورة حياة جديدة.

أما  عن تساؤل

كيف تتكون حلقات النمو السنوية في الأشجار المعمرة

، فإن دورة الحياة بالنسبة للنباتات المعمرة الخشبية، تكون مختلفة حيث تعيش هذه النباتات في فصل الشتاء وتنمو وتزدهر دون أن تتأثر بانخفاض درجة الحرارة، لأنها تتحمل قسوة الطقس إذ أن السيقان الخشبية القوية تساعد على أن لا تموت النباتات بسهولة، لقدرتها على تحمل نقص المياه ودرجات الحرارة المختلفة، مما يجعلها طويلة العمر ومختلفة عن النباتات الأخرى، كما أن النباتات المعمرة لا تحتاج إلى إنتاج المزيد من البذور لكي تنمو سيقان أخرى فالبذور وحدها يمكنها النمو لأكثر من مرة وتجدد السيقان والأزهار فوق سطح التربة.

أهمية النباتات المعمرة

النباتات المعمرة لها فوائد كثيرة، تلائم الكثير من الأشخاص حيث إنها تتحمل الطقس المتقلب والمختلف وتتواءم مع ظروف

البيئة

القاسية والمختلفة، لذلك فهي الأنسب للبيئات التي لا تستطيع النبات الطبيعي العيش فيها أو النبات الموسمي، كما أن النباتات المعمرة لا تحتاج إلى كمية كبيرة من

الماء

حيث إنها نباتات البيئة الجافة التي توفر الماء للمزارعين، وتتمثل أهمية النباتات المعمرة في[5]:

من مزايا النباتات المعمرة إنها لا تحتاج إلى إعادة زراعتها كل عام، فهي نباتات ذات عمر طويل، حتى حين تموت الأزهار نتيجة العوامل الجوية، كما يحدث للنباتات المعمرة العشبية، فالبذور تخرج السيقان مجدداً دون الحاجة لغرس البذور في الأرض، كما إنها في الغالب تعيش لسنوات كثيرة، فيمكن أن تقطف الأزهار وتنمو مرة أخرة وتستمر في النمو.


  • تحسين بني التربة

النباتات المعمرة تظل في التربة إلى أعوام عديدة وسنوات كثيرة مما يساعد على تحسين بنية التربة وتركيبتها حيث كلما نمت الجذور وتجددت في التربة ساعدت على تهوية التربة، كما إنه يتم تمرير المياه للتربة وسقيا الزرع مما يساعد على جعل التربة أكثر خصوبة وحصول على الأكسجين والماء الجاري النظيف الذي يجعل التربة أكثر جودة وتجدد.


  • الحفاظ على رطوبة التربة

تعمل النباتات المعمرة على سحب كمية كبيرة من الماء المتوافر أسفل التربة، وتمد بها النباتات المحيطة، مما يجعلها تساعد على تغذية التربة الزراعية بالماء والحفاظ عليها رطبة، فتمنح النباتات تغذية أكثر وماء يساعدها على النمو الدائم بشكل اكثر جودة، كما تعمل النباتات المعمرة على حماية التربة من الجفاف والتآكل، ولاسيما إنها تمنح النباتات ذات النظام الجذري الضحل تغذية ملائمة ومناسبة تنقذها في الهلاك.


  • الوصول للعناصر الغذائية في التربة

إن النباتات المعمرة لديها جذور متعمقة في التربة أكثر من النباتات الحولية، مما يدفعها للوصول إلى العناصر الغائية المتواجدة في التربة بيسر وسهولة، كما تصل إلى عناصر يصعب على النباتات الأخرى الوصول لها، مثل النيتروجين، وهو أحد العناصر المهمة جداً في نمو وازدهار النبات.


  • تغطية التربة وحمايتها

عندما تموت النباتات المعمرة، تتساقط أوراقها على التربة، فتعمل ببساطة على حمايتها من نفاذ الرطوبة ومن الجفاف حيث تقوم النباتات بعمل طبقة تمنح الشمس من التخلل إلى التربة وجعلها تفقد رطوبتها، كما تمنع عملية التعرية التي تحدث بفعل التعرية والرياح القوية.


  • سهولة التكاثر

إن النباتات المعمرة برغم إنها تعيش طويلاً إلا إنها لا تدوم أبداً، لكنها في الواقع ولحسن الحظ تتميز بسهولة التكاثر، حيث تتكاثر عن طريق التقسيم إذ يتم تقسيم أجزاء الكتلة الجذرية بدقة وعناية شديدة لكي يتم إعادة زراعتها لإنتاج نباتات جديدة.