مصارف الزكاة في العصر الحديث

ما هي الزكاة

الزكاة هي كل شيء يزداد فهو يزكو زكاة، والمقصود بالزكاة في الدين

الإسلام

ي الحنيف هو إخراج المال للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم ومن هم في الرقاب والغارمين وبن السبيل وفي سبيل

الله

، بإيجاب من شرع الله عز وجل وهي من الامور التي تزيد المال وتباركه وتنقيه من كل شرن وهو مال مخصص يخرج من مال المسلم واجباً لإعانة المسلمين والمحتاجين.

مصارف زكاة المال

لا يختلف أحد من المسلمين ولا العلماء على


الأصناف الثمانية المستحقة للزكاة

،

حيث إن الله تعالى وضحهم وذكرهم تفصيلاً، حيث يقول عز وجل في سورة

التوبة

آية60 “إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ ۖ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ”إذ أن مصارف الزكاة الثمانية هم[3]:

  • الفقير: وهو من لا مال لديه ولا سب ولا لديه مطعم ولا مسكن آمن.
  • المسكين: وهو من ليس لديه ما يعفه من المال فيسأل الناس ويعتبر هو الفقير ايضاً، حيث غن الفقير والمسكين أهل للحاجة.
  • العاملون على الزكاة: وهم الأشخاص المتولون قبض الزكاة من أهلها ومنحها للمستحقين، حيث يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: لا تحل

    الصدقة

    لغني إلا لخمسة لعامل عليها أو لغاز في سبيل الله، أو لغني اشتراها بماله أو فقير تصدق عيها فأهداها لغني او غارم”.
  • المؤلفة قلوبهم: والمقصود بهم سادة قومهم الذين دخلوا الإسلام، ولهم نية ضعيفة وهناك ترغيب لهم من الكفار للعودة للكفر، ومن يريد أن يستميل قلبه للدين الغسلامي، ومن يخشى شره ومن معه.
  • في الرقاب: والمقصود بها فك رقاب المسلمين من أيدي الكفار فدفع فدية لهم، أو تحريرهم من العبودية كالجواري والعبيد مثلاً.
  • الغارمون: وهم من عليهم من المال ما يجب سداده، ولكن يجب أن لا يكون لديه في دينه معصية، ويكون غير قادر حقاً على السداد، ولا من توسع في الدين استناد على مال الزكاة ولا من بين آل البيت.
  • في سبيل الله: ويقصد بهم الغزاة في سبيل الله ولمصالح الحرب، والحجاج في سبيل الله”.
  • ابن السبيل: وهو المنقطع عن ماله، والسبيل هو الطريق، ويقصد به من تغرب عن وطنه وليس بيده العودة إليه، أو من يريد

    السفر

    والجهاد وتحسين حالته.

مصارف الزكاة في الواقع المعاصر

إن الزكاة أحد الفروض المعروفة والمعروف مصارفها جيداً، إلا أن العصر الحالي أصبح هناك متطلبات مختلفة وأمور مستجده، أراد العلماء التوسع إليها من مال الزكاة لأنها أحد الفروع للثمان مصارف الأساسية، وقد اختلف العلماء في هذا الأمر اختلاف كبير، فبعضهم رفض دخول أي من المصارف الجديدة لمصارف الزكاة، واسموا ذلك بالبدع والتضليل، وقالوا أن يمكن أن تخرج هذه الاموال كصدقات فالصدقة بها حرية في مصارفها، عكس الزكاة فهي محدودة ومعروفة، لأنها ذكروا نصاً في القرآن الكريم، الذي لم يترك كبيرة ولا صغيرة إلا ووضحها ووضع تشريعها، كما إنه كتاب منزل مناسب لكل الأزمنة ولكل الأجيال، فهو دستور مبين، وأتفق عليها العلماء وعلى شرحها وتوضيحها وفسرها الرسول الكريم فلم يتطرق الكثير من العلماء لمصارف جديدة تحت أي من الأقسام الثمانية[2].

البعض الآخر من العلماء وأصحاب الدراسات في علم الشريعة والفقه، رآى أن يجب تطويع كل الأمور وفهمها بالمفهوم الواسع لتناسب كل الأزمنة، فمثلاً لم تذكر النقود الورقية عند

تحديد

الزكاة عليها لإنها لم تكن متواجدة أيام رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن في العصر الحديث تحسب زكاة المال على المال الجاري سواء ذهب او فضة أو مال أو أراضي، ويرى هذا الفريق من العلماء أن الجمود في هذه الأمولا لم يكون مفيد للحياة المعاصرة، وعليها قسم العلماء فروع جديدة ومعاصرة لزكاة المال، من الفروع الأساسية لتبقى مصارف الزكاة ثمانية مع توسيع مفاهيم كل منهم وفقاً للعصر والاحتياجات الحديثة، كما قالوا العلماء إنه ليست تغير لما شرع الله ولا أعوجاج عن القرآن والسنة بل هو شرح وتفسير لسبل توزيع الزكاة بشكل أعم وأشمل وتتمثل في[1][4]:


  • دفع الزكاة للكافر لرد المخاطر عن المسلمين

حيث إن المسلمين في كثير من بقاع الآن يعانوا من الضعف ويحيطهم المخاطر والهلاك، فلم تكن قوة المسلمين في الكثير من البلاد خاصة بلاد الكفر كما كانت، ويقول الفقهاء أن الأصل ف الزكاة هي مساعدة الفقير والضعيف، وشرعت الزكاة من أجل إعانة المسلمين بأي شكل وأي مكان، لذلك أحل المشرعون والفقهاء دفع الزكاة للكافر مثل الجاسوس لحماية المسلمين ودفع المخاطر عنهم، وتعتبر هذه الزكاة في سبيل الله عز وجل، حيث إن المسلم الحر المجاهد سواء كان غني أو فقير تجوز له الزكاة للعدة والتسليح والعون، والكافر الذي ينقل اخبار العدو وتحركاته وتتبع عوراته يجوز له الزكاة، ويقول العلامة الدردير عليه رحمة الله” تصرف الزكاة على المجاهد أي المتلبس بع إن كان ممكن يجب عليه لكونه حرا مسلم، ذكر بالغ قادر ولا بد أن يكون غير هاشمي ويدخل فيه المرابط وآلته كسيف ورمح تشتري منها ولو كان المجاهد غنيا حين غزوة كجاسوس يرسل للاطلاع على عورات العدو ويعلمنا بها فيعطى لو كافر”.


  • دفع الزكاة لإنشاء منصات ومنابر إعلامية للعلماء والمشايخ

في العصر الحالي أصبحت منابر العصر هي وسائل الإعلام والمنصات الخاصة بها، حيث إنها وسائل فعالة في التأثير على المجتمع والناس، وهي أحد السبل التي تدفع عن الإسلام والملمين، وتوضح العقيدة والفقه وتعمل على التنوير، فلم تكن متواجده أيام النبي الكريم وسائل للإعلام ولم يكن عدد البشر بالمليارات هكذا، فيمكن لقناة واحد أو برنامج واحد يبث في أكثر من مليار منزل حول

العالم

ويمكن في كل بيوت العالم، لذلك فمن مصارف الزكاة الحديثة اتي قال عنها بعض من الفقهاء فتح سبل ومنابر إعلامية لتكون مكان للدعوة والتعريف بالدين الغسلامي وشرح الفقه والشريعة والدين للمسلمين في كل البلدان وبكل الفئات والأعمار.

كما يقول الفقهاء أن الدين الغسلامي يتعرض لهجمات عشوائية وغير عشوائية من قبل الحاقدين والمخربين والمسيئين حل العالم، وقد يحاولوا فتنة

الشباب

والصغار، خاصة أننا بتنا في عصر الفتن فرد هذه المفاسد والدفاع عن الدين أصبح ضرورة واجبة، لذلك صرح العلماء بجواز الزكاة للقارئ والعالم والمعلم وكل من يعمل على نفع المسلمين وفتح منابر ومنصات إعلامية جديدة.


  • استثمار أموال الزكاة في عمل المشاريع الاستثمارية لصالح الفقراء

قال العلامة الهيتمي” للمزكى صرف أموال الزكاة إلى الإمام أو الساعي، لأنه نائب المستحقين فيبرأ بالدفع له”، حيث إن الزكاة واجبة للفقراء والمحتاجين ولا يوز أبداً تأخير الزكاة، ولكن لأن الدين دين شريعة ذكية كريمة، فالدين الإسلامي دين فهم ومقاصد، فيمكن أن تؤخر الزكاة في بعض الحالات القليلة والتي من بينها استثمار المال لمصلحة الفقراء والمستحقين، كتوفير فرص عمل للفقراء أو

تأمين

موارد مالية ثابتة للمستحقين، أو عمل مشاريع إنتاجية للأيتام أو المحتاجين، ففي هذه الحالة يمكن ويجوز تأخير الزكاة وعمل مشاريع لمستحق الزكاة.