ما هي البطالة التكنولوجية


تعريف البطالة التكنولوجية


البطالة التكنولوجية هي البطالة التي تحدث عندما يفقد الأفراد وظائفهم بسبب التقدم التكنولوجي، أي يؤدي استبدال القوى العاملة بالتكنولوجيا إلى بطالة تكنولوجية.


وهي شكل من أشكال البطالة الهيكلية حيث يتغير هيكل الاقتصاد مع التحولات في الطلب على القوى العاملة بسبب إدخال آلات جديدة وتكنولوجيا موفرة للوقت وأساليب إنتاج محسنة.


عادة تحدث البطالة التكنولوجية مع إدخال آلات جديدة ويقال إنها مؤقتة أو

قصيرة

العمر، هذا لأنه مع استخدام تقنية محسّنة تزداد عوائد الشركة على المدى الطويل ويمكن توظيفها لزيادة التنويع في خطوط الأعمال الأخرى أو تعزيز الصناعات الحليفة، وبذلك يتم خلق فرص عمل جديدة للعاطلين عن العمل وينخفض ​​معدل البطالة.


أيضًا مع استخدام الآلات الجديدة هناك حاجة الآن لعدد أقل من العمال لتصنيع وحدة واحدة من سلعة ما مما يؤدي إلى انخفاض تكلفة الإنتاج، مع هذا ينخفض ​​سعر سلعة ما ويمكن للعميل شرائها بإنفاق نسبة صغيرة من دخله، نتيجة لذلك يزداد الطلب على

السلع

ة مما يؤدي إلى زيادة الطلب على العمال، وبالتالي هناك حاجة إلى مزيد من العمال لتلبية الطلب.


هذا يدل على أن التقدم التكنولوجي يجلب التغيير في متطلبات القوى العاملة، لكنه ظاهرة مؤقتة تؤدي في النهاية إلى زيادة الطلب على القوى العاملة على المدى الطويل.[1]


مثال على البطالة التكنولوجية


تظهر البطالة التكنولوجية عندما يتم إدخال آلات توفير العمالة في العملية الإنتاجية، يمكن للشركة التخلص من العمال وإنتاج نفس الكمية من السلع أكثر من ذي قبل، لذلك يحدث تقليل لبعض العمال.


كيف تؤثر التكنولوجيا على البطالة


لا يجب أن يؤدي التغيير التكنولوجي إلى زيادة اجمالي عدد البطالة، وذلك على الرغم من أن بعض أنواع العمال قد يفقدون وظائفهم مؤقتًا.


مثلاً في عام 1800 كان غالبية العمال البريطانيين يعملون في الزراعة، وتعني

التكنولوجيا

الموفرة للعمالة أنه يمكن إنتاج الغذاء بعدد أقل من العمال، وبالتالي فقد بعض العمال الزراعيين وظائفهم حيث استخدمت المزارع المزيد من الآلات ومع ذلك مع فقدان الوظائف في الزراعة تم إنشاء وظائف جديدة في إنتاج الآلات.


وبالمثل فإن التقدم في أجهزة

الكمبيوتر

والروبوتات يعني أن الشركات يمكن أن تنتج سلعًا مصنعة بعدد أقل من العمال، وأدت زيادة الإنتاجية في السلع المصنعة إلى انخفاض التكلفة النسبية، مما أتاح المزيد من الفرص للأشخاص للعمل في قطاع الخدمات.


ويمكن أن تزيد التكنولوجيا من البطالة أو تقللها وهذا ما سوف نطرحه في النقاط التالية:


  • لماذا يجب أن لا يتسبب التغيير التكنولوجي في البطالة


لنفترض أن التغيير التكنولوجي يعني أنه يمكننا إنتاج الغذاء بعدد أقل من العمال، لذلك من الأرخص إنتاج الغذاء ويجب أن ينخفض ​​سعر الغذاء.


هذا يعني أنه يمكن للناس إنفاق نسبة أقل من دخلهم على شراء الطعام، لذلك لدى الناس المزيد من الأموال لإنفاقها على السلع والخدمات الأخرى.


يؤدي هذا الطلب المتزايد على السلع المصنعة إلى ارتفاع الطلب، وبالتالي سيكون هناك طلب أعلى على العمال.


الابتكار التكنولوجي يغير فقط أنواع الوظائف التي تحدث في الاقتصاد، وذا زادت إنتاجية العمل، فيمكن الاستمتاع بمجموعة أكبر من السلع والخدمات.


مثلاً في عام 1920 كان هناك 1.2 مليون عامل مناجم الفحم في المملكة المتحدة، كان التغيير التكنولوجي عاملاً في انخفاض عدد العاملين إلى أقل من 5000 في عام 2012.


  • لماذا التغيير التكنولوجي يمكن أن يزيد البطالة


إذا كانت أسواق العمل مرنة، فلن يتسبب التغيير التكنولوجي في البطالة، ولكن إذا كان هناك عدم مرونة في سوق العمل، فقد يتسبب ذلك في بطالة على الأقل لفترة زمنية معينة.


مثلاً


بسبب التغيير التكنولوجي، قد يفقد عمال مناجم الفحم وظائفهم، ولكن بسبب الجمود المهني والجغرافي، قد لا يتمكنون من تولي وظائف جديدة في قطاع الخدمات، مثلاً قد لا يمتلك عامل منجم المهارات اللازمة للعمل في أجهزة الكمبيوتر، وقد يجد صعوبة في الانتقال إلى عمل مكتبي.


في هذه الحالة يمكن أن يتسبب التغيير التكنولوجي في زيادة مؤقتة في البطالة والتي ستستمر حتى يطور عمال مناجم الفحم مهارات أكبر وقدرة على الحركة.[1]


اسباب البطالة الاخرى


  • يمكن أن تحدث البطالة بسبب حدوث صعوبات في تعلم مهارات جديدة تنطبق مع الصناعات الجديدة والتغير التكنولوجي، مثلاً قد يعاني المزارع العاطل من العمل للعثور على عمل في صناعات التكنولوجيا العالية.

  • وجود صعوبة في التنقل من منطقة لمنطقة أخرى للحصول على وظيفة، مثلاً قد تكون هناك وظائف في لندن ولكن قد يكون من الصعب العثور على سكن أو تعليم مناسب لأطفالهم.

  • عند حدوث تطور في تكنولوجيا يسبب توفير في العمالة في بعض الصناعات، فيحدث انخفاض في الطلب على بعض أنواع العمالة التي تم استبدالها بالآلات وهذا ما تم شرحه في السطور السابقة.

  • حدوث تغيير هيكلي في الاقتصاد مثلاً أدى تراجع مناجم الفحم بسبب الافتقار إلى القدرة

    التنافسية

    إلى أن العديد من عمال مناجم الفحم كانوا عاطلين عن العمل، وجدوا صعوبة في الحصول على وظائف في صناعات جديدة مثل أجهزة الكمبيوتر.

  • ويمكن أن تحدث البطالة الطوعية عندما يختار الناس البقاء عاطلين عن العمل بدلاً من شغل الوظائف المتاحة.[2]


البطالة الموسمية


البطالة الموسمية هي التي تحدث عندما يصبح الأشخاص الذين يعملون في وظائف موسمية عاطلين عن العمل عندما ينخفض ​​الطلب على العمالة، ويحدث هذا عادةً عندما ينتهي وقت محدد من العام أو يبدأ موسم جديد، مثل العطلة أو بسبب تغيرات الطقس، مثلاً قد يعاني الشخص الذي يعمل في منتجع خلال فصل الصيف من البطالة بمجرد وصول الخريف ويجب إغلاق المرافق الصيفية.


غالبًا ما تحدث البطالة الموسمية في المواقع التي تشهد أعدادًا كبيرة من السياح، حيث يمكن لمناطق الجذب السياحي المختلفة إغلاق أو إبطاء عملياتها اعتمادًا على

الوقت

من السنة والموسم، وهذا ينطبق بشكل خاص على مناطق الجذب السياحي الموجودة في الهواء الطلق، لأنه يكون قادرة على العمل فقط خلال أنواع معينة من الطقس.