من ماذا يصنع ورق البردي ؟.. بالتفصيل
مما يتم صنع ورق البردي
ورق البردي
المأخوذ من نبات
البردي
، وهو نبات
طبيعي
كان يستخدم في العصور القديمة كورق للكتابة، وينمو هذا النبات في البيئات المائية، بسبب احتياجه إلى كميات كبيرة من المياه، ويشبه العشب في شكله
عمق يبلغ ثلاثة أقدام تحت
الماء
أي تسعون سنتيمتر تقريباً، أما بالنسبة إلى ارتفاعه فهو يبلغ خمسة عشر قدماً أي أربعة أمتار ونصف تقريباً، شكل سيقان هذا النبات هو مختلف عن باقي النباتات المائية الأخرى
حيث يملك سيقان ذات شكل مثلث، ويكون عرضه هذه السيقان يعادل ستة سنتيمترات تقريباً، وقبل أن يتم صناعة أوراق
الكتابة
من الأشجار كان العرب القدماء يقومون بقطع ساقيه إلى شرائح رقيقة جداً
وبعد ذلك يقومون بضغطه، وتركه ليجف خلال فترة طويلة، وبعدها يصبح جاهز للكتابة فوقه، وكان يستخدم لكتابة وثائق وبيانات مهمة
التي لا يزال بعضاً منها محفوظاً في المتاحف
أما في
الوقت
الحالي في نبات
البردي
يستخدم لتزيين المنازل، والمطاعم، والأماكن العامة
وتم استخدام هذا الورق لمدة طويلة لهذا السبب يتساءل الكثير حول
متى اخترع الورق بشكله المألوف
ومتى بدأت صناعة الأوراق تتطور، وقد بدأت صناعة الأوراق تتطور في العصور الوسطى حيث تم اختراع الأوراق المألوفة المستخدمة اليوم وكان ذلك بمثابة إنجاز عظيم.
تطور استخدام ورق البردي في الكتابة
الحضارة المصرية هي أول من قام في استخدام ورق البردي في
العالم
، في البداية تم استخدامه لصناعة أوراق الكتابة وفيما بعد توسع استخدامه في مصر
حيث قاموا بصنع الأقمشة، والحصائر، والأشرعة، والحبال من خلاله، ولكن أوراق الكتابة كانت من أهم استخدامه في ذلك الوقت، وذلك بسبب تكلفتها المادية القليلة، وأيضاً البنية المتينة للورق
التي تجعل ثقبها وتمزقها صعبة، ولذلك كان يعتبر من المواد الرئيسية لكتابة الوثائق المهمة وباقي المهام الأخرى، وبعد مصر تم تبني هذه الفكرة من قبل الإغريق، لتنتقل بعدها إلى الإمبراطورية الرومانية
وساهموا الرومانيون في توسيع استخدامه، لينتج من خلال كتب وملفات كبيرة، وذلك على شكل لفائف، وبعد فترة من الزمن قام بليني أكبر بطرح فكرة لتطوير ورق البردي في الكتابة
حيث قام بإزالة الطبقة المتكونة من مواد ليفية في داخل ساق نبات البردي، بعد ذلك تم وضع عدة شرائط ذات أطول كبير بشكل متراص، وشكلت هذه الشرائط زاوية قائمة مع باقي الشرائط الأخرى، وتشكل من هذه الشرائط طبقتان ورقية الشكل
بعد ذلك تم ترطيبها وضغطها بقوة، وخلال مرحلة التجفيف، تم إفراز مادة لاصقة من قبل عصارة النبات التي تشبه الجلد، مما جعل الطبقات متماسكة أكثر
وأخيراً تم تجفيف الورقة بعد أن وضعت تحت الشمس لفترة طويلة، وفي النهاية استطاع الرومانيون في الحصول على ورقة رقيقة ذات لون أبيض واضح
وخالي من العيوب والبقع المزعجة، وبعد أن حصلوا على نتائج مرضية قاموا بتحضير حزمة من عشرون ورقة ثم تضمها مع بعض بواسطة عجينة، وبعد هذا الخطوة المهمة في استخدام و
صناعة ورق البردي
، انتقلت الفكرة في أوروبا
وأصبحت الوسيلة المستخدمة في كتابة الوثائق القانونية، واستمر استخدام ورق البردي في الكتابة حتى القرن الثاني عشر.
كيف يتم صنع ورق البردي بالتفصيل
لقد أختلف العلماء والمؤرخين في طريقة صنع ورق البردي المأخوذ من ساق نبات
البردي
المائي، وذلك بسبب الاختلافات في شكل الوثائق القديمة، ولكن تمكنوا من الحصول على
الخطوات الرئيسية، كما هي موضحة في النقاط التالية:
الخطوة الأولى:
في البداية يتم حصاد نبات البردي من البرك المائية والمستنقعات، لكي يتم قسمة النبات إلى جزئين السفلي والعلوي، الجزء العلوي لا يدخل في إنتاج ورق البردي بسبب احتوائه
على كمية لب قليلة بالمقارنة مع السيقان، ثم يتم قسمة السيقان، لكي يتم استخراج اللب المستخدم في صناعة ألياف ورق البردي.
الخطوة الثانية:
ثم يتم تقطيع
اللب الداخلي
وتقشره جيداً، ثم يقطع إلى شرائح رقيقة وطويلة جداً، بعد ذلك يتم وضع هذه الشرائح على شكل طبقتين، بحيث أن تكون الطبقة الأولى عامودية، والطبقة الثانية أفقية، وفي أنماط شبكية.
الخطوة الثالثة:
يتم ضغط الشرائح بشكل قوي جداً، وتترك لفترة من الزمن تحت أشعة الشمس، لكي تجف تماماً، وبعد التأكد من أنها خالية من الرطوبة يتم صقلها بواسطة قطعة من العاج، وفي بعض الأحيان يتم إضافة مادة صمغية طبيعية لتشكيل ملف أو كتاب من عدة أوراق.
عيوب ورق البردي
على الرغم من أن
ورق البردي
كان وسيلة مهمة لتوثيق عدة أحداث تاريخية مهمة مثل كتابة المخطوطات المستخدمة في تسجيل المعلومات القانونية في الحضارة المصرية أولاً
لتنتقل فيما بعد إلى رومانية وباقي دول العالم الأخرى، وأصبحت الوسيلة الأولى والوحيدة في الكتابة في معظم دول العالم ولفترة طويلة، إلا أنه هناك بعض العيوب التي واجهها المؤرخون في السابق
وهي حاجتها الكبيرة إلى الماء والبيئة الدافئ، مما يجعل زراعتها وحصدها استخراج اللب المستخدم في صناعة الورق صعب ويحتاج إلى وقت طويل، والأماكن الوحيدة التي تتوفر فيها نباتات
البردي
بكميات وفيرة هي المستنقعات والبرك
وحوافي الجداول والأنهار، وفي فصل الشتاء تتعرض الكثير من نباتات البردي إلى التلف، بسبب طول قامتها الذي يجعلها أكثر عرضة للتلف أثناء الصقيع والمطر، وبالتالي فأن إمكانية الحصول على هذا النبات في أي وقت يعتبر صعب أو مستحيل.[1][2]