فضل كف الآذى عن الناس .. وأمثلة على انواع الاذى
معنى كف الأذى
الأذى هو فعل ما يكره الإنسان ويشعره بالضيق أو الدونية، وهو إيصال المكروه إلى شخص لا يستحق ذلك، بمعنى أن يتسبب شخص في ضرر لشخص أخر، أو يؤذيه في ماله أو بيته أو حياته، كما أن الأذى قد يكون لفظاً أو فعلاً أو مكيدة، فأي نوع من أنواع الأذى محرم ومكروه.
فالله تعالى طيب لا يقبل غلا طيبن وكل فعل يقوم به الإنسان تسجله عليه الملائكة، لذا يجب أن ينظر المرء ما يفعل، وما يقترف من أفعال وذنوب، ولا أسوأ من بث
الحزن
والغم في قلب مؤمن أو مسلم أو شخص من أهل الكتاب أو أي مخلوق من مخلوقات
الله
حتى الحيوانات يجب معاملتها برفق ولين، فكف الأذى هو منع الأذى عن الناس، وعدم السماح بالمساس بحياتهم أو تخويفهم أو فزعهم، فكلما حاول الإنسان أن يبعد الأذى عن غيره رزقه الله من فضله وكان جزائه في النهاية
الجنة
.
فضل كف الأذى عن الناس
من فضل كف الأذى عن الناس أنه عبادة مهمة يجازى المرء عليها خيراً، وقد ينال الجنة جراء إنه منع الأذى وكفه عن غيره، إذ يقول الله تعالى في كتابه العزيز” قَوْلٌ َّعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِن صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيم”
معنى
ذلك أن القول الطيب أجمل من
الصدقة
عند الله عز وجل[5].
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “رجل يجاهد في سبيل الله، قالوا ثم من؟ قال: مؤمن في شعب من الشعاب يعبد ربه ويدع الناس من شره”، بمعنى أن كف الأذى عن الناس جهاد عظيم، كما أن الرسول سأله أبي برزة الأسلمي عن عمل يدخله الجنة، فقال الرسول الكريم”اعزل الأذى عن طريق المسلمين” دلالة على أن إماطة الأذى عبادة.
وفق للدين الإسلامي فالمعيار الأول لحسن إسلام المرء هو محبته لغيره ومحاولته إسعاد من حوله وبعد الشر عن الجميع، فالمسلم لا يقبل أن يؤذى جاره ولا أخيه ولا أي أحد من الناس، فكلما كان الشخص سليم
القلب
راضيا كريم محب، يمنع الأذى ويبعده عن طريق إخوانه في الإنسانية والدين اكرمه الله خير كرم وكان جزائه الجنة.
ومن أقوال الإمام ابغوري رحمة الله عليه ” أفضل المسلمين من جمع إلى أداء حقوق الله تعالى، أداء حقوق المسلمين والكف عن أعراضهم، فكل المسلم على المسلم حرام، ولا يجب أبداً انتهاك عرضه ولا الحديث عنه بالسوء.
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم”
عرضت علي أعمال أمتي حسنها وسيئها، فوجدت في محاسن أعمالِها الأذى يماط عن الطريق، ووجدت في مساوئ أعمالها النخاعة تكون في المسجد لا تدفن”.
جزاء كف الأذى الجنة، إذ في رواية عن مسلم قال”
لقد رأيت رجلاً يتقلب في الجنة في شجرة قطعها من ظهر الطريق كانت تؤذي المسلمين”.
بعض الناس يتساءل
هل الصبر على أذى الناس ضعف في الشخصية
؟، بالطبع لا فالله تعالى أمر المسلمين بالصبر، وقال والكاظمين الغيظ والعافيين عن الناس، فالصبر قوة لا يقدر عليها إلا ذوي العزم.
أنواع الأذى في الإسلام
هناك العديد من أنواع الأذى التي يمكن أن يلحق بها المرء بأخيه، ويجب أن يعرفها كل شخص ويمتنع عن فعلها حتى لا يكون فاسد في الأرض مؤذي لغيره ظالم لعباد الله، وتتمثل أنواع الأذى في الحديث الكريم الذي حرم الرسول كل هذه الأفعال التي وردت فيه، إذ يقول”لا تحاسدوا، ولا تناجشوا، ولا تباغضوا، ولا يبِع بعضكم على بيعِ بعض، وكونوا عبادَ الله إخوانا، المسلمُ أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يحقره، ولا يخذُله.
فالمؤمن لا يحسد ولا يبغض ولا ينم ولا يغتاب ولا يتمنى زوال النعم من أخيه، ولا يظلمه ولا يحتقره ولا يبيع على بيعه، ولا يضع الأذى في طريقه ولا يكسر خاطره، ولا يتحدث مع أحد دونه وهو جالس ولا ينظر ويدقق
النظر
فيما يجرحه، ولا يفتش سره ولا يهينه ولا يسبه ولا يلعنه، إذ يقول الله تعالى في كتابه العزيز”وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا “[6]
أمثلة على أنواع الأذى
هناك العديد من أمثلة الأذى الذي يقع على الناس والتي حرمها الله عز وجل على المؤمنين والمسلمين، كما أن النبي نهى عن كثير من الأفعال، التي تؤثر على الآخرين فكل ما يسبب إزعاج للغير يعتبر أذى، ومن بينها[1][7]:
-
أذى الجار
أذى الجار مثال على الأذى الذي يلحق الضرر بالآخرين، وحرم على المسلم أذ جاره، فمن يؤذي جاره يدخل النار، حتى وإن كان صوام قوام، حيث روي عن أبي هريرة، قال، قال رجل لرسول الله يا رسول الله إن فلانة يذكر من كثرة صلاتها وصيامها وصدقتها غير إنها تؤذي جيرانها بلسانها، قال الرسول هي في النار، فقال يا رسول الله فإن فلانة يذكر من قلة صيامها وصدقتها وصلاتها وإنها تصدق بالأتوار من الأقط ولا تؤذي جيرانها بلسانها قال، هي في الجنة.
-
التجسس على الآخرين وتتبع العورات
التجسس ومحاولة
تتبع
عورات المسلمين، حيث يعتبر ذلك إثم كبير ومعصية، وأذى فالتجسس وتتبع العورات من المحرمات، إذ يقول نافع عن أبن عمر رضي الله عنهم”يا معشر من أسلم بلسانه ولم يُفضِ الإيمان إلى قلبه: لا تُؤذوا المسلمين، ولا تُعيِّروهم، ولا تتَّبِعوا عوراتهم؛ فإنه من تتبَّع عورةَ أخيه المسلم تتبَّع الله عورته، ومن تتبَّع الله عورته يفضَحه ولو في جوف رحله”.
-
إلقاء العقبات والعثرات والقاذورات في الطريق أذى
من صور الأذى أن يقوم الأشخاص بإلقاء المهملات والقاذورات في الطريق، كقضاء الحاجة في الطرقات أو إلقاء القمامة وبواقي الطعام، كما أن مياه الصرف الصحي في
الشوارع
من أشكال الأذى فقد تسبب الأمراض والانزعاج من استنشاقها، إذ يقول الرسول صلى الله عليه وسلم، أتقوا اللعانين، قالوا وما اللعانين يا رسول الله؟، “قال الذي يتخلى في طريق الناس وظلهم”.
-
أذية أهل الكتاب
حيث غن الرسول صلى الله عليه وسلم حرم على المسلمين أن يقوموا بإيذاء النصارى أو اليهود، فعن صفوان بن سليم قال أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال” ألاَ مَن ظلَم معاهدًا، أو انتقصَه، أو كلَّفه فوق طاقته، أو أخذ منه شيئًا بغير طِيب نفس، فأنا حجيجه يوم القيامة”.
حديث عن إيذاء الناس باللسان
- اهتم الرسول صلى الله عليه وسلم بتوضيح أهمية القول الطيب، حيث غن الكلمة الطيبة في الدين الإسلامي صدقة، لذلك وصى الرسول الكريم بعدم قول الكلام الذي يسيء للغير، فاللسان مفتاح القلوب، فلا يقل المسلم أم يؤذي غيره ولا يكسر خاطره، لاسيما أن هناك كلمات كالخناجر الموجهة تصيب القلب ولا يشفى بعدها، ومن أحاديث الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم عن أذى اللسان[3][4]:
- عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم” من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليقل خيراً أو ليصمت”.
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم” أمسك عليك لسانك، وليسعك بيتك، وأبك على خطيئتك”.
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم”ألا أخبرك بملاك ذلك كله، كف عليك هذا وأشار بيده على لسانه”.
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم” إذا أصبح أبن أدم فإن الأعضاء كلها تكفر اللسان قائلة أتق الله فينا فإنا نحن بك فإن استقمت استقمنا وإن أعوججت أعوججنا”.
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم” سباب المسلم فسوق وقتاله كفر”.
- قال رسول الله” لا ينبغي لصديق أن يكون لعان”.
-
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم” الصيام جنة فلا يرفث ولا يجهل، وإن امرؤ قاتله أو شاتمة، فليقل إني صائم مرتين، والذي نفسي بيده لخلوف فم
الصائم
أطيب عند الله تعالى من ريح المسك، يترك طعامه وشرابه وشهوته من أجلي، الصيام لي وأنا اجزي به والحسنة بعشر أمثالها”[2].