العوامل المؤثرة في انتقال أثر التعلم بالأمثلة
تعريف انتقال اثر التعلم
يعرف انتقال اثر التعلم بأنه هو تأثير تعلم الفرد لشكل من أشكال النشاط أو لموقف من المواقف، ومدى قدرته على التصرف في مواقف مشابهة أو في مواقف أخرى، ويعرف أيضاً بأنه تدريب أو خبرة تعليمية معينة سواء أكانت تعليمية أو حركية أو انفعالية[1].
مثال على انتقال أثر التعلم
مثال على ذلك تعلم القيادة فهي مهارات تعليمية، تحتاج في البداية إلى تعلم الخطوات وفهم الحركات الأساسية، وبعد ذلك يحتاج الأمر إلى تدريب وخبرة وممارسة، لكي يكون الشخص ذات خبرة كبيرة ومستوى عال من المهارة.
تعلم القراءة يحتاج من الشخص أن يتلقى من المعلم أسماء
الحروف
وحركات نطقها وكيفية تكوينها وتركيب الأصوات مع بعضها، بعد ذلك يجب على الفرد محاولة القراءة والممارسة، ومع
الوقت
يكون الشخص قادر على قراءة الكلمات، ثم الجمل كاملة ثم السرعة الكبيرة نتيجة الممارسة، وكأن العين قد صورت الكلمات من قبل وحفظت أشكال الكلمات نتيجة الخبرة والتدريب والتعلم والممارسة.
أنواع انتقال اثر التعلم
ينقسم انتقال اثر التعلم إلى ثلاث أنواع [2]:
الانتقال الإيجابي:
ويقصد به تطبيق المهارات التي اكتسبها الفرد، حيث إن التعلم السابق يفيد الشخص في تطبيق ما تعلمه، مثال على ذلك أن الطالب في المرحلة الثانوية يعتمد على
جدول
الضرب الذي حفظه في المرحلة الابتدائية لحل المسائل الحسابية.
الانتقال السلبي:
وذلك حين تكون المعلومات السابقة للفرد معلومات مخالفة للمعلومات الحالية، بمعنى أن شخص يعمل في شركة ذات طبيعة معينة، ولها قوانين مميزة،، وأنتقل في الوقت الحالي لشركة بقوانين مختلفة، فيمكن أن معلوماته السابقة وممارساته تعيق ممارسته في الشركة الجديدة.
الانتقال الصفري:
في هذه الحالة لا تكون الخبرات السابقة أو المعلومات سلبية ولا إيجابية، إذ إنها صفرية كأن طفل يتعلم لعبة ككرة
القدم
لأول مرة أو يتعرف على قوانينها، وهي في الغالب تكون المرحلة الأولى والجديدة في تعلم كل شيء.
العوامل المؤثرة في انتقال اثر التعلم
هناك مجموعة من العوامل الأساسية التي تساعد على عملية التعلم، وتعرف أيضاً بشروط التعلم، حيث إنها مجموعة من العناصر التي يجب أن تتوافر في هذه العملية كي تتم بشكل سليم، وتنقسم هذه العناصر أو الشروط إلى مجموعات فجزء ذو علاقة بالمتعلم نفسه وطبيعته ودوافعه، وجزء متعلق بالعملية
التعليم
ية تعرف بالعوامل الموضوعية أو الجغرافية أو المادية[3][6].
العوامل الذاتية المؤثرة في عملية التعلم
العوامل الذاتية المقصود بها هي مجموعة العوامل الخاصة بالمتعلم نفسه أي بالشخصية التي تتلقى العلم، حيث أن تحصيل كل شخص مختلف عن غيره تماماً، ويرجع ذلك لعدة معايير مختلفة، قد تتوافر كلها أو بعضها في شخص ما عن زملائه وتتمثل العوامل الذاتية في التعلم في[4][5]:
-
الذكاء
المهارات العقلية من أهم ما يميز المتعلم، وهي ما تجعله لديه الفطنة والمستوى العالي من الإدراك لاستيعاب الأمور وفهمها بالطريقة المناسبة، فاستيعاب الناس للأمور مختلف عن غيرهم، ويختلف
الذكاء
عن
النضج
، برغم أن الكثير يختلط عليهم الأمر، فالذكاء مهارات عقليه فردية يتميز بها الشخص عن غيره، ويولد بها قد يطورها خلال حياته، ولكنها في النهاية من صفاته الأساسية، فمعدل الذكاء يختلف بين طفل وآخر وبين متعلم وغيره.
ومثال على ذلك: إذا كان هناك مجموعة من الطلاب يدرسوا نفس المادة بنفس الطريقة وفي آن واحد ومع نفس المعلم، كما أنهم جميعاً يذاكروا نفس عدد الساعات، من الغير منطقي أن يفهم الطلاب نفس المعلومات بنفس الطريقة وبنفس الدرجة، إلا إنهم في النهاية غالباً لم يحصلوا نفس الدرجات، نتيجة لأن فهم واستيعاب كل منهم مختلف عن غيره.
-
النضج
النضج هو تغير حسي ومعرفي وجسدي وعصبي يطرأ على الشخص وفقاً لمجموعة من المتغيرات سواء الجينية أو المعرفية، والنضج من أهم العناصر في عملية التعلم، فعدم اكتساب الخبرات اللازمة من
البيئة
المحيطة أو عدم اكتمال النضج الخاص بالشخص يعيق عملية التعلم، ويجعله غير قادر على الاستيعاب الكامل، وهناك مجموعة من النقاط التي توضح العلاقة بين النضج والتعلم وتتمثل في:
- معدل النضج لا يتغير، فهو ثابت مهما اختلفت الظروف التعليمية.
- كلما زاد نضج الشخص زاد معدل القابلية للتعلم، إذ أن العملية بين النضج والتعلم طردية.
- كلما زاد النضج كان التعليم أكثر يسر على الشخص المتلقي.
تصبح عملية التعلم ضارة للغاية لطفل لم يكن لديه النضج الكامل ولا القدرة على الاستيعاب، فتكون عملية التعلم فاشلة وسلبية.
مثال على النضج في التعلم
:إن
الطفل
الذي عمره أربعة سنوات يختلف تفكيره وفهمه وهو في عمر السبع سنوات، كما إنه في عمر الأربعة سنوات لا يمكن أن يحفظ جدول الضرب ولا يستطيع أن يقوم بعمل عملية حسابية كبيرة بالنسبة لسنة، ولكن عندما ينضج ويكون في السابعة يستطيع فعل ذلك بسهولة، كما أن تعلم الطفل أمر كبير أو لا يناسب سنه في الرابعة، قد يجعله يشعل بالإخفاق ويشعر من حوله بأنه لا يستطيع الفهم مهما يؤثر سلباً على الجانب العقلي والنفسي.
-
الاستعداد
التعلم يحتاج إلى الاستعداد وتهيئة العقل والجسم على الفهم، بمعنى أن يكون الشخص قادر على اكتساب خبرة وفهم ما يتلقاه، ومن الجدير بالذكر أن كل العوامل الذاتية المؤثرة في عملية التعلم مرتبطة ببعضها البعض، بمعنى أن لكي يكون الشخص مستعد للتعلم، يجب أن يكون لديه نضج كافي لتهيئة النفس والاستعداد.
-
الدافعية
الدافعية هي مجموعة من العوامل الداخلية للفرد، كالحاجات والاهتمامات والدوافع والميول الشخصية، حيث تعمل الدوافع الداخلية للأشخاص على القدوم على سلوك، والحفاظ على هذا السلوك نتيجة وجود الدافع، فالدافع يسهم في عملية التعلم حيث إنه يعمل على:
- الحفاظ على استمرار السلوك إلى أن يحدث تعلم.
- استخدام الوسائل والإجراءات التي تساعد على تحقيق التعلم.
- توجيه سلوك الفرد نحو مصدر التعلم.
مثال على ذلك:
إذا كانت هناك رغبة ملحة لدى شخص وهواية في تعلم الموسيقى، فإن هذا الدافع والشغف سيدفعه يومياً إلى الاستماع للمقطوعات العالمية والذهاب للأوبرا مثلاً للتعلم وما يجعله مستمر في التعلم هو الشغف والحب لما يفعل.
-
التدريب والممارسة
يقصد بالتدريب والممارسة هو مجموعة المحاولات التي يقدم عليها الفرد وعدد المرات التي قام بها بممارسة هذا العمل وتعلم هذه المهارة، فتجميع المعلومات وحده لا يكفي ليكون الشخص متمرس ففي أمر ما، بل التدريب هو أساس الخبرة، فعملية التعلم كانت تسمى وفق النظريات القديمة عملية التدريب، لما في التدريب من أهمية كبيرة للمتعلم، ولا سيما المدة الزمنية التي استغرقها الفرد في ممارسة الأمر كلما زادت زادت معرفة الشخص ونمت مهاراته وساعدته على تحصيل أكبر كم من
المعرفة
والخبرة.
مثال عل ذلك
: فالشخص الذي يدرس اللغة الأجنبية في بلد عربي، لا يمكن أن يكون بنفس طلاقة وقوة الشخص الذي يمارس اللغة الأجنبية بشكل يومين أو الذي يعيش في دولة أجنبية حتى وإن كان عربي، فالممارسة تساعده هنا على الحصول على النطق الأفضل وسرعة تكوين الجمل، والتفكير باللغة التي يتحدث بها، إذ أن الممارسة هي عين الخبرة وعين العلم.
العوامل الجغرافية المؤثرة في انتقال أثر التعلم
- العوامل الجغرافية هي العوامل الخارجية لعملية التعلم، وتتمثل في مهارات المعلم نفسه، ومهاراته في التوضيح وفهم الطلاب وتوصيل المعلومات إليهم.
- الوسائل التقنية والمعرفية والأساليب الحديثة أو التقليدية في نقل المعلومات من أهم العوامل التي تؤثر على عملية التعلم.
-
المنهج
الدراسي
نفسه ومدى صعوبته أو بساطته تؤثر على عملية التعلم والفهم.