ما الواجب علينا تجاه الأولياء والصالحين ؟.. ومن هم !     


من هم أولياء الله الصالحين

أولياء

الله

الصالحين هم الأشخاص الذين يتصفون بالتقوى والإيمان، وأهل الصلاح والاستقامة على دين الله وعلى ما أمر به رسول الله عليه

الصلاة

والسلام، و


مكانه الأولياء والصالحين في الإسلام


كبيره، حيث قال الله سبحانه وتعالى في سورة يونس من كتابه العظيم: “أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ، ثم فسرهم وقال: الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ” [سورة يونس: 62-63]، وقال في سورة الأنفال: “وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ” [الأنفال: 34].

أولياء الله والصالحين هم الأشخاص الذين أطاعوا الله ورسوله واتخذوا من دين الله طريق لهم ليتبعوه، وابتعدوا عن الشرك والمعاصي، وهم أناس يجب حبهم في الله، ولكن لا يجوز دعاؤهم من الله ولا الاستعانة بهم، ولا البناء على قبورهم، فهذا منكر وإثم كبير، وأيضاً البناء على قبور

الأنبياء

، حيث يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد)، وقال عليه الصلاة والسلام: (ألا وإن من كان قبلكم) يعني من الأمم (كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد ألا فلا تتخذوا القبور مساجد فإني أنهاكم عن ذلك) رواه مسلم في الصحيح.

روى مسلم في الصحيح عن جابر قال: “نهى رسول الله أن يجصص القبر وأن يقعد عليه وأن يبنى عليه”، فهنا نهى الناس عن اتخاذ المساجد على قبور الأنبياء والصالحين، وحذرهم من ذلك ولعن من فعل هذا، فلا يجب أن يتم بناء مسجد أو قبة أو حتى غرفة عليه، بل يجب الحذر من ذلك، بل تترك القبور بارزة كما كانت في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وتعد القباب والمساجد التي تبنى على القبور من أسباب الشرك.

وهناك فرق في زيارة المؤمن، إما أنه يذهب حتى يسلم على أخيه، يعني على قبره إذا كان ظاهراً بارزاً ليس فيه قبة ولا مسجد فلا بأس بل هي سنة مأخوذة عن النبي صلى الله عليه وسلم، حيث قال: “زوروا القبور فإنها تذكركم الآخرة”، فإذا زار المؤمن القبور ليدعو لهم فهذا مشكور وهو سنة مأخوذة عن النبي صلى الله عليه وسلم، إما إذا زارهم ليدعوهم من دون الله أو يستغيث بهم ويطلب منهم العون والمدد فهذا يعد شرك أكبر ولا يجوز ذلك، على سبيل المثال هناك أشخاص تذهب عند قبورهم وتدعي تستغيث وتطلب وتقول المدد ياسيد فلان، أو يا سيدي فلان أغثني أو انصرني أو اشف مريضي، فيعد هذا

دعاء

لغير الله، وشرك بالله، فيجب على المؤمنين أن يحذروا هذه الأمور.

وأما الأحياء من أولئك أولياء الله الصالحين إذا زارهم المؤمن ليسلم عليهم لحبهم في الله لأنهم أشخاص صالحين فلا بأس بذلك، لأنه حينها يزورهم لحبهم في الله، لا لأخذ بركاتهم أو شفاعتهم وطلب أشياء منهم، ويمكن أن تزورهم حتى تسلم عليهم وتعرف أحوالهم وتتعلم منهم عن الدين أكثر أو حتى يدعو لك وهكذا، حيث يقول الله سبحانه وتعالى لرسوله عليه افضل الصلاه والسلام: “قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ” [سورة الأعراف: 188].

كما ذكر أن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وهو أفضل الخلق لا يملك لنفسه نفعاً ولا ضراً ولا يعلم الغيب فكيف إذن لغيره من الخلق أن يكونوا على دراية بذلك، حيث لا يعلم الغيب إلا الله سبحانه وتعالى وهو النافع الضار المعطي المانع، فلا يجب على أحد أن يدعو شخص أو شئ غير الله أو يتخذ منه شفيعاً له فذلك يعد شرك بالله، كما قال تعالى: “وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ وقال سبحانه: قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ” [سورة يونس: 18]، وقال في سورة الزمر: “وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى” [سورة الزمر: 3].[1]


كيف تعرف أولياء الله من غيرهم

أولياء الله الصالحين هم كما قال الله تعالى: “أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ” [يونس:62-63]، وهم الأشخاص الذين يقوموا بتنفيذ واتباع أوامر الله تعالى في السر والعلانية والابتعاد عن نواهيه، وخوارق العادة والإلهام ليست هي الشئ الوحيد لمعرفة الفرق بين أولياء الله وأولياء الشيطان، ولكن لمعرفة الفرق بينهما يجب اتباع شرع الله سبحانه وتعالى فمن استقام واتقى الله في السر والعلانية فهو ولي لله تعالى، وإذا حدثت له المكاشفات الإلهية فلا يعني أنه أفضل الخلق أو أفضل من غيره، وأما الإيحاءات الشيطانية فهي ما يحدث للمنحرفين والعرافين والمبتدعين والدَّجالين، وجدير بالذكر أن أولياء الله هم الذين آمنوا وكانوا يتقون.


الواجب علينا تجاه الأولياء والصالحين

الواجب على كل مسلم أن يتأمل ويتفقه في دينه جيداً، وأن يحذر من

التعلق

بأهل القبور، ودعائهم بغير الله وطلب العون منهم، والنذر لهم، لأن هذا شرك فمثلاً يقوم بعض الناس بارتكاب مثل تلك الأمور عند قبر السيد البدوي و الحسين و السيدة زينب وغيرهم، فمن الواجب علينا عبادة الله وحده لا شريك له لأنه حقه حيث قال سبحانه وتعالى: “وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ” [سورة البينة: 5]، وقال سبحانه: “وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ” [سورة الإسراء: 23]، وقال سبحانه وتعالى: “يَاأَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ” [سورة البقرة: 21]، وقال: “وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ” [سورة الذاريات: 56]، ويجب علينا أن نقتدي بأولياء الله الصالحين ونحترمهم ولا نقلل من قدرهم.[3]


صفات أولياء الله الصالحين في القرآن الكريم

ذكر الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم صفات الأشخاص الذين يطلق عليهم أولياء الله الصالحين، حيث قال في سورة الأنبياء: “إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ * لا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ خَالِدُونَ* لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ* يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْداً عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ* وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ” [الأنبياء:101-105].

وقال أيضاً في سورة يونس: “أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ* الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ” [يونس:63،62]، وقال في سورة فصلت: “إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُون* نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ* نُزُلاً مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ” [فصلت:30-32].[2]


صفات أولياء الله الصالحين

  • إخلاصهم لله سبحانه وتعالى.
  • اتخاذهم من الله ورسوله قدوة.
  • يحبون ويبغضون في الله.
  • الإيمان والتقوى بالله.
  • الإكثار من الطاعات ووصلها ببعضها.
  • حسن الخلق.
  • الصلاح والاستقامة ظاهراً وباطناً.