سلوك الهجرة عند الطيور .. وكيف تنجو من برد الشتاء


سلوك الطيور في الهجرة

ينطلق سنوياً عدد هائل من

الطيور

المهاجرة، التي تعبر آلاف الأميال في مسار واحد، وفي بعض الأحيان تتعرض إلى بعض الانحرافات في طريقها، الطيور التي تكون في أول هجرة لها تنتقل بمفردها ولا تفضل المهاجرة مع مجموعة أخرى من الطيور

ويتسأل الكثير حول

لماذا تهاجر الحيوانات

؟ الهدف الرئيسي من

هجرة الحيوانات

وتحديداً الطيور إلى مكان بعيد آخر هو بحثاً على مكان محمي لقضاء فصل الشتاء فيه

ومن ثم العودة إلى المكان السابق في فصل الربيع وتسمى هذه الحالة

هجرة الطيور الموسمية

، ومن الجدير بالذكر بأن الطيور عند مهاجرتها تستخدم أكثر من حاسة

وتستخدم الطيور الشمس والنجوم كبوصلة أو خارطة، وذلك بواسطة استشعار المجال المغناطيسي لكوكب الأرض

بالإضافة إلى ذلك تحصل الطيور على المعالم التي قاموا بزيارتها من خلال ملاحظة وقت الغروب والشروق، كما يمكن لبعض الطيور أن تستعين بحاسة الشم لكي تحدد المسارات التي تتبعها خلال

الهجرة

السنوية لهم

ومن هذه الطيور الحمام الزاجل، خلال هذه الهجرة يحاول الطيور

تأمين


القدر

الكافي من

الطعام

بعدة طرق، على سبيل المثال تنتقل الطيور الصغيرة عبر

المناظر الطبيعية

لأن الطعام يكثر هناك، وما تفعله الطيور عند هجرتها هو أحد أهم الأمثلة على العيش والتكيف مع مختلف ظروف

الحياة

ويمكن استخدام هذا المثال كجواب لسؤال

ماذا نتعلم من الطيور

.


كيف تستطيع الطيور النجاة من برد الشتاء

أحد الأسباب الرئيسية لهجرة الطيور من منطقة إلى منطقة بعيدة أخرى هي عدم قدرتهم على تحمل برد فصل الشتاء القارس، والطقس الممطر، والعواصف الثلجية، ودرجات الحرارة التي تكون في معظم الأحيان دون الصفر

على سبيل المثال تنتقل الطيور التي تسكن المناطق الشمالية في فصل الشتاء إلى المناطق الاستوائية، وقد يضطر بعض الطيور الهجرة مرتين سنوياً بدلاً من مرة واحدة، بسبب تقلبات الطقس المفاجئة، يوجد بعض الأنواع من الطيور تختار البقاء في مكانها في فصل الشتاء

ولكنها لا تنجح في ذلك وتموت، حيث يجب على الطيور الحفاظ على درجة حرارة اجسامهم التي تعادل مئة وخمسة درجة فهرنهايت، مثلها مثل الإنسان الذي يستطيع العيش حتى درجة حرارة ثمانية وتسعون وستة بالعشرة درجة فهرنهايت

وبعد مشكلة البرد القارص في الشتاء، يعاني الطيور من مشكلة أخرى في هذا الفصل، وهي عدم قدرتهم على الحصول على الطعام اللازم لبقائهم على قيد الحياة، معظم أنواع الطيور الغير مهاجرة لا تنجو من الجوع والبرد القارص

والقسم الأخر من الطيور يبتكر طرق للحفاظ على طاقتهم، ومن أبرز هذه الطرق هي القيام بالنشاطات اليومية بشكل جماعي، لكل لا تنخفض لديهم مستويات الطاقة

بالإضافة إلى ذلك يتبعون نظام تعظيم السعرات الحرارية، والذي يعني تضخيم عدد السعرات الحرارية التي يتم تناولها، والتخفيف من عدد السعرات الحرارية التي يتم خسارتها.


أسباب هجرة الطيور

يشهد عالم الطيور عدة آليات خلال سلوك الهجرة، ولا تكون هي نفسها في جميع المرات، ولكن الأسباب الرئيسية لهجرة الطيور من منطقة إلى أخرى هي البحث عن مكان دافئ نتيجة الانخفاض الحاد في درجات الحرارة خلال فصل الشتاء

والتغيرات التي تحدث في أوقات الشروق والغروب بسبب الانتقال من فصل إلى أخر، كما يمكن للتغير في كمية المواد الغذائية أن يكون سبب رئيسي في هجرة الطيور من منطقة إلى أخرى، كما يمكن للعوامل الوراثية أن تتسبب في ذلك

حيث يكون لدى بعض أنواع من الطيور حالة يطلق عليها اضطراب الهجرة التي تنتقل من جيل إلى أخر، وحتى الطيور التي تعيش في أقفاص يلاحظ مالكها تغير واضح في مزاجها خلال فصلي الربيع والخريف

بسبب تعرضها إلى فترات من القلق النفسي، كما يمكن لهذا الاضطراب أن يصيب البشر، وبالأخص الأشخاص الذين يقومون بعدة رحلات بشكل سنوي، ويعاني الأشخاص بسبب هذا الاضطراب فترة من القلق النفسي، كما يمكن أن تؤدي إلى الاكتئاب.


أنواع الطيور المهاجرة

يوجد عدة أنواع من سلوكيات الهجرة لدى الطيور، ومن خلالها تم تقسيم الطيور المهاجرة إلى عدة أنواع، كما تم توضيحها في النقاط الآتية:


الطيور المهاجرة لمسافة

قصيرة

يهاجر هذا النوع من أنواع الطيور المهاجرة لمسافات قصيرة جداً، ولا تتجاوز بضعة أميال، على سبيل المثال تنتقل من قمة الجبل إلى منخفاضته، أو بالعكس.


الطيور المهاجرة لمسافة طويلة

هذا النوع من أنواع الطيور عكس النوع الأول، فهي تفضل المهاجر لأبعد مكان ممكن بحثاً عن الطقس المناسب، وتأمين المواد الغذائية، تقوم هذا الطيور بدخول في رحلات طيران شاقة وطويلة

وقد تتجاوز في بعض الأحيان آلاف الأميال، على سبيل المثال تنتقل الطيور التي تعيش في كندا إلى بعض المناطق الوسطى والجنوبية من الولايات المتحدة الأمريكية.


الطيور المهاجرة لمسافة متوسطة

يعتبر هذا النوع من الطيور المهاجرة هي الأكثر شيوعاً بالمقارنة مع باقي أنواع الطيور المهاجرة الأخرى، حيث تنتقل هذه الطيور لمسافة متوسطة وتقدر بمئات الأميال تقريباً.


الطيور المقيمة بشكل دائم

يفضل هذا النوع من أنواع الطيور البقاء في نفس المكان وعدم تركه، حتى في ظل العوامل الخارجية مثل انخفاض درجات الحرارة، أو عدم توفر القدر الكافي من المواد الغذائية، ويتبع هذا النوع من الطيور عدة آليات لتأمين الطعام والمكان الأمن للعيش حتى في فصل الشتاء.


خطر الهجرة على الطيور

على الرغم من أن الهجرة تكون من أجل النجاة من الموت بسبب انخفاض درجات الحرارة، وانخفاض معدل التغذية، ألا أنه يتعرض قسم كبير من الطيور المهاجرة إلى عدة حوادث تسبب في موتهم

وبشكل عام فأن الهجرة لمسافة عدة آلاف من الأميال أمر مرهق جداً لعقل وجسد الطير وكل كائن حي أخر، ومن أبرز هذه الحوادث هي ارتطام الطير بعمارة ضخمة أو سقوطه منها، أو شيء ضخم أخر مثل برج الاتصالات

حيث ينجذب معظم أنواع الطيور إلى الأمكان المرتفعة، كما يمكن لاختلاف درجات الحرارة أن يؤثر في ذلك أيضاً، بالإضافة إلى ذلك يفقد الطيور الكثير من طاقتهم خلال هجرتهم، ويصعب عليهم الحصول على المواد الغذائية، كما يمكن أن تتعرض الطيور المهاجرة إلى حيوانات مفترة قد تلتهمها.[1]