أشهر قصائد الشاعر عبد الرحمن الأبنودي
نبذة عن الشاعر عبد الرحمن الأبنودي
ولد الشاعر المصري عبد الرحمن الأبنودي في قرية أبنود بصعيد مصر عام 1938، ولقد كان والده يعمل كمأذون وبدأت مسيرة الأبنودي كشاعر آثر استماعه لأغاني السيرة الهلالية، ولقد حصل الأبنودي على جائزة الدولة التقديرية عام 2001، وهو أول شاعر بالعامية المصرية قد حصل على هذه الجائزة.
الشاعر المصري عبد الرحمن الابنودي، هو أحد
أشهر
شعراء الشعر العامي في مصر والوطن العربي، ولقد كان له الفضل في انتقال القصيدة العامية في مصر إلى مرحلة أخرى، فلقد كتب الشاعر عبد الرحمن الأبنودي للعديد من المطربين الكبار، ولقد ذاع صيت أعماله كثيرًا، ولقد تنوعت أعماله بين القصائد العاطفية والوطنية والشعبية.
وأشتهرت للأبنودي العديد من أعماله مثل السيرة الهلالية، ولقد قام بجمعها من شعراء الصعيد وليس هو من ألفها، ومن أشهر كتب عبد الرحمن الأبنودي كتاب (أيامي الحلوة) ولقد قام بنشره في حلقات منفصلة في ملحق أيامنا الحلوة بجريدة الأهرام.[1]
أشهر قصائد الشاعر عبد الرحمن الأبنودي
أشتهر الشاعر عبد الرحمن الأبنودي بكتابته للشعر العامي، ومن أشهر قصائده ما يأتي:
قصيدة يامنة عبد الرحمن الأبنودي
والله وشبت يا عبد الرحمن، عجزت ياواد؟ موسرع؟ ميتى وكيف؟ عاد اللي يعجز في بلاده، غير اللي يعجز ضيف، هلكوك النسوان؟ شفتك مره بالتلفزيون، ومره وروني صورتك في الجورنال، قلت: كبر عبد الرحمن! أمّـال أنا على كده مت بقى لي ميت حول! والله أنا خايفة ياولدي القعدة تطول.
مات الشيخ محمود، وماتت فاطنة اب قنديل واتباع كرم اب غبان، وأنا لسه حية وباين صاحية كمان وكمان، عشت كثير، عشت لحد ما شفتك عجزت يا عبد الرحمن، وقالولي قال: خلفت، وأنت عجوز خلفت ياخويا؟ وبنات كمان؟ أمال كنت بتعمل ايه طيلة
العمر
اللي فات؟ دلوقت مافقت؟ وجايبهم دلوك تعمل بيهم ايه؟ على كلٍ أهي ريحة من ريحتك على الأرض يونسوا بعض، ماشي يا عبد الرحمن، أهو عشنا وطلنا منك بصة وشمة.
دلوك بس ما فكرت فـ ي يامنة وقلت ياعمة؟ حبيبي أنت يا عبد الرحمن، والله حبيبي، وتتحب على قد ما سارقاك الغربة لكن ليك قلب مش زي ولاد الكلب اللي نسيونا زمان، حلوة مرتك؟ وعويلاتك؟ وإلا شبهنا؟ سميتهم ايه؟ قالولي: ( آية ونور) ماعرفتش تجيب لك حتة واد؟
ولا أقولك: يعني اللي جبناهم نفعونا في الدنيا بإيه؟ غيرش الإنسان مغرور! ولسا يامنه حتعيش وحتلبس، لما جايب لي قطيفة وكستور؟ كنت اديتهمني فلوس أشتري للركبة دهان. [2]
قصيدة ميدان عبد الرحمن الأبنودي
قوم يا إنسان، أنا قلت أنا عبد
الله
مش عبد الرحمن، زى ما الشيخ أوصاني قالى عندى أوراق تثبت إنك مش مرتاح، أمرك فاح ولقيت نفسى محاصر تانى وتحت الرجلين، قلت لنفسى وبعدين! راح تفضل كده لامتى يا غلبان؟ بتداري ايه؟ ايه باقي تاني علشان تبقى عليه؟ وطنك؟ متباع، سرك؟ متذاع، الدنيا حويطه وأنت بتاع، ويهين المعنى الضابط، ويدوس بالجزمة على الحلم، ربنا رازجه بجهل غانيه عن كل العلم، ماذا تعني بالكون يا يساعك يا يسعنى؟ رد يا جربان يا كلب، أظنك حتقولي تاني الشعب، وصفعني وتنى على بطني بالكعب، يا سعادة البيه وأنا ايه؟ أو ليا فى العمال ايه؟
ما تضيع الدنيا والعمال دى تغور، يا صاحب هذا المبنى الموروث، ضل جدودك فى الجدران مغروس، أنت السلطان وأنا المملوك، أنت السجان وأنا المهلوك، أنت المنصور وأنا المسفوك، أنا الصعلوك، وامتى الصعلوك يقدر يتجاسر على السلطان؟ اللي فيي ايده بدل البرهان مليون برهان رفع الهد ماهو برضه دول يفهموا في الكدب، أول ما اتلفت جه غارس الجزمة في قورتي، وجيت أقعد بركني على الأسفلت، ولقيت نفسى محاصر تاني وتحت الرجلين.
قلت لنفسي وبعدين! راح تفضل كده لامتى يا غلبان؟ ما لقتش الراحة في الموت، يمكن تلاقيها ورا القضبان، أطلعت على الشبابيك وعلى القضبان، على الموقف، على
السجن
وعلى السجان، ولقيتني طول عمري كنت كده، كلب، محاصر، متهان، منبوذ، جربان، وأنا يا ابنى الحلم اللى ما لهش أوان، معروف عشي في قلب البستان، معروف صوتي في زمن الأحزان، وفي أى زمان، واتذكرت سنة ما اتبنت القلعة، وكنت أنا أول مسجون، وكان الضابط ده أول سجان، يوم ما ركلني نفس الركلة، يوم ما صفعني نفس الصفعة، نفس طريقة الركل، وآخر الليل جاني بدم صحابي في الأكل، استأذنت أرتب أقوالي، قفل الباب واتفتح الباب وخلاص.[3]
قصيدة خايف أموت للشاعر عبد الرحمن الأبنودي
خرج الشتا وهلِّت روايح الصيف، والسجن دلوقتي يرد الكيف، مانتيش غريبة يا بلدي ومانيش ضيف، لو كان بتفهمي الأصول
لتوقفي سير الشموس، وتعطلي الفصول، وتنشفي النيل في الضفاف السود، وتدودي العنقود، وتطرشي الرغيف، ما عدتي متمتعة وأنتِ في ناب الغول، بتندغي الذلة وتجتري الخمول، وتأني تحت الحمول، وتزيفي فى القول، وبأي صورة ماعادش شكلك ظريف.
دوس يا دواس، ما عليك من باس، واكتم كل الأنفاس، الضهر مليئ بالناس، إللي حبيتهم دون ما يبادلوني الإحساس، وأنا عارف إني ما باملكهمش، لأني ما مضيتهمشي في الكراس، الناس اللي دمغها الباطل دمغ، اللي بتنضح كدب وتطفح صمغ اللي بتحشش وما بتحسس، واللي بتضحك كل ما تنداس.
قصيدة زمن عبد الحليم
فينك يا عبد الحليم؟ فين صوتك اللي كان فرح وهموم وكان سما بنجوم، اللي طلع من
القلب
عارف يعيش ويدوم، فينك يا عبد الحليم؟ فينك؟ يا أحلى من يغني الفراق، تيجي تغني زحمة الشهداء، والدم في
فلسطين
، وعلى توب العراق، فينك يا عبد الحليم، فينك يا زارع الحلم بعد الحلم بعد الحلم، الدنيا ريح وغيوم، الدنيا موت وسموم، ولا حد سامع صرخة
المظلوم
ولا إنه المهموم، الدنيا منتظرة صوتك ومحوشالك هم، أكتر من الأيام، الدنيا منتظرة صوتك ليه روحت قوام؟
ضاقت مساحة الكلام والشوك ما زال يوعد بصحبة ورد، الشوك خسيس عمره ما يوفي بعهد الشوك- كما تعرف خبيث، خوان
وفجرنا أعمى، ساكت مالوش أذان، وكل صبح جديد بحزن قديم، فينك يا عبد الحليم؟ لا عاد حبيب ينضم، ولا عبير ينشم
ولا ضحكة ملو الفم، هربت ليه يا عم؟ مش كنت تنتظر الليالي الهم، ملونة فلسطين بطعم
الدم
، والضحكة اناتنا إذا تتلم
وكل مانشد الأمل ننشد، الكل راحل والجناح منحول فى غربة تقتل قلبنا المقتول، رحل فى صوتك أحلى ما فى صوتي ورحل بموتك فرحتى بموتي، هاربة الحدود وبيطاردها الحد، الاغتصاب ما لوش حدود ولا حد كله بيرحل من دموع الخد، للشهدا نايمين ع الكتاف.[1]
قصيدة سيد طه للشاعر عبد الرحمن الأبنودي
زى المسمار القلاووظ قصير وتحس أنه قصيٌر أكتر لما يقوم أسمر، وكأنه قديم، الدم صعيدى ما زال الوش الحامي والقول صادق من القلب، وعمره ما كان كذاب أو معمول، إذا حط ايديه فى مشروع لا بد يبوظ، صراحته بتفسد أيها موضوع، لكن الصدق ما بيتبعش بمال، ما دام الدم صعيدى ما زال ولا بيعرفش إلا الصدق، حتى لو هو وولاده يموتوا من الجوع، حاحكى لك
قصة
صاصا يا أستاذ، كان صاصا ده قول فرعة وزارعها شيطان كان أكره شئ عنده هم البريطان، وسياسي صح بقعد حنب الراديو في
ميعاد
النشرة، ومعين واحد عنده لقراية الجرنان، مش يعني معينة بمرتب ليه ما تقوله معينة بالضرب، لكن كانوا بيحبوه ولا لاء ؟ ويحموه ولا لاء.
بس يا أستاذ كان فيه خبصية وإلا مفيش الإنجليز فى البر التانى أخدوا علم، وصادوهم بفكارزاتهم والرشاشين خراطيش خراطيش، والله الماية بين الشطين يومها غلت من سهج النار قلنا ضاعوا الولدات، وأم على أب سلمى تصرخ وتقول يا ولادي
طلع الشط يوميها بناسه وعياله من جبلاية السيد هاشم والفار وأب عارف واللى جه من الشلوفة والكمامنتو صوت الضرب الجامد صحى الناس من النوم، قول وطلعنا النسوان تصرخ والرجالة بتدعي والعيال بتقول: يخرب بيتك يا خواجة يخرب بيتك يا خواجة.
قصيدة الاسم المشطوب للشاعر عبد الرحمن الأبنودي
كشف غطا وجهك ومزع القناع، بلا حكومة بلا حكومة بى بطولة بلا بتاع، يا أسمر يا أبو القلب الحديد يا للى واجهت الموت في كل اتساع، يا أسمر يا أبو الوجه العنيد، يا مصري ولحد النخاع كله طلع كلام يا اخال، والحال رجع تاني حال، أتاري الحرام. هو الحلال وأتاري الهدى هو الضلال، شموا نفسهم من جديد.
والمرة دي بدمك أنت يا بطل مع الأسف وبعجنة اللحم اللي تتسمى الشهيد ويعملوها عيد بليد تعرفشيه غير من الصحف، واعترف العيد بييجي لأجل ما تموت من جديد، ولو أن موتك ريح بتغلب الرياح، لكنه ما حركش ليه أسن الحياة؟ ويا صاحبي ما حركش ليه ألم الجراح؟ راح اللي راح فلا انتظار ولا أمل.[2]