انماط شعر النزعة العقلية وأمثلة عليها
تعريف النزعة العقلية
تم
تعريف النزعة العقلية في الشعر العربي
على أنها نزعة لدى الشعراء العامة في العصر العباسي للإمداد بشتى ألوان
المعرفة
وكانوا يشعرون في هذا بلذة عقلية، وقد قاموا بتشبيهات كثيرة مع خلال
الألوان
الشعرية والتي أعتبرها غذاء شعريا رائعاً، سواء كان للشاعر العربي والهندي والفارسي واليوناني، وما لم يجدون تأثير به من قريب أو بعيد، وهذا يوضح قليلا عن الثقافة الهندية عندما قال أبي نواس في الأتي:
قل لزهيـر إذا حـدا رشـدا أقلل أو أكثر فأنت مهذار سخنت مـن شـدة البـرودة حتى صرت عندي كأنك النار لا يعجب السامعون من صفتي كذلك الثلج بارد حار.
وقد كان التأثير الثقافي للفارسية في الشعر والشعراء أقوى بكثير من التأثير الثقافي الهندي، إذ كان العديد من الشعراء يجيدون اللغة الفهلوية، وقد سار الشعراء منذ بداية كتابي الأدب الكبير والأدب الصغير لابن المقفع بالتأثير بما كتبه فيهما عن التجارب الفرسية وحكمهم ووصاياهم عن كلل من
الصداقة
والمشورة وآداب السلوك والسياسة وقد كان يشير إلى فرد للمشورة قطعة طويلة خلال إحدى مدائحه، وقد سار العديد من الشعراء يأخذون ثقافتهم من هذه الثقافة ،بل كان منهم من قام بتاليف في المنطق حتى يجذب ذهنه وأذهان الشعراء من المحيطين، وكان البعض قد ترجم الكثير من هذه الثقافة مراثي وهو من الفلاسفة اليونان وكانت للإسكندر المقدوني. [1]
النزعة العقلية في الشعر للمتنبي
مظاهر النزعة العقلية في العصر العباسي
والهدف مثلاً من شعر المتنبي كان لا يفارق طبيعة
قصائد
ه، بل إن صفة قصائد كاملة كونت حكما، الأمر الذي يجعل أعماله متميزة إذ كانت لون مميز من الشعر، ومن هنا، فالتساؤل الجدير بالذكر في هذا الأمر هو إلى أي مدى تمكن المتنبي أن يوفق فيما بين إثبات النـزعة العقلية خلال شعر الحكمة كونه هو الكلام الموافق للحق و صواب الأمر و سداده، ومن بين التعبير الفني الذي يصبح في حاجة إلى شكل خيالي لامع وروح تعاطفية محركة للإحساس و مثيرة للمشاعر، بما يحتوي عليه من لفظ مرتب وجميل، لا ريب في أن دراسة هذه المسألة يؤدي إلى
تتبع
اساسات الشعر للحكمة عند الشاعر، مما تطلب دراسة
الحياة
الفكرية التي يعيش في ظلها والتيارات العقلية التي أنتشرت بهذه الحياة للوصول على مدى خصوبة هدف الحكمة عند المتنبي.[2]
النزعة العقلية في الفلسفة
النزعة العقلية في الفلسفة
عند البحث في مدى تأثير من النزعة العقلية داخل الفلسفة التربوية الإسلامية كونها موضوع الدراسة، والتي تأثرت من خلال بعض العوامل التي كانت كالتالي:
-
أولاً:
إن يتم دراسة
معنى
النزعة العقلية داخل فلسفة التربية الإسلامية ويعد من الدراسات المهمة، إذا كان يوجد رغبة أن نفهم ما في التراث العربي من الطرق الفكرية، ونكتشف ما فيه من أصول عقلية، حتى يكون ذلك محدداً ليتم في مواكبة تيار الحضارة، وعلى دفع الوط العربي إلى الأمام، لذا هناك أمرين لا ثالث لهما: إما أن يتم
الرضا
بالسير للامام نحو الحضارة، وهذا طريقة للتمسك بالعقل، وهنا تصبح الحياة، وإما أن لا يوجد الرغبة بالتقدم بالتخلي عن العقل، وفي ذلك يظهر الجمود والموت. -
ثانياً:
إن دراسة معنى النزعة العقلية في فلسفة التربية الإسلامية، وفهمها يعطي للقارىء أرضية كبيرة لفهم أجزاء كثيرة من كيان التربية الإسلامية في ماضيها وفي حاضرها وفي مستقبلها. -
ثالثاً:
إن دراسة معنى النزعة العقلية في فلسفة التربية الإسلامية توضح للقارىء خباية ما تشتمله الأفكار الفلاسفية وما لدى المفكرين التربويين الإسلاميين من غنى لا يمكن أن ننكره، والتي تسعى إلى التعرف إليها ومن أهمها وفهمها ومحاولة الاستفادة منها قدر لإمكان.
لكل ما تم ذكره أن أختيار الدراسة معنى النزعة العقلية في فلسفة التربية الإسلامية طريقاً لها، ومن ثم سوف تتم الدراسة لمتابعة هذا المفهوم وتحليله، حتى يتم الوصول إلى أبرز الجوانب التربوية التي تعطي الاستفادة منها في الدراسة المعاصرة، ويستخدم فيها المنهج التحليلي الفلسفي.[3]
أمثلة النزعة العقلية في القصيدة العربية
- ومن هذه الأمثلة هو شعر الزهد والتأمل والإيمان والذي يعطي جانب العداد الكثيرة من المسلمين في هذا العصر، فالبعض منهم زهد كنوع من التمرد على ما كان موجود من مظاهر الفساد والعبث، والجزء الاخر نتيجة الابتعاد التلقائى عن الغنى والسلطان، وبعضهم لتصديقهم في أمور الزهد من قلة في مباهج الحياة وأمور العيش، ولعل أهم مثل لهذا التيار في مجال الإبداع الشعرى مثل أبو العتاهية، وقد فهم أمور مختلفة عن ما كان يعيشها شاعر مثل أبا نواس، أما تجربته في الزهد تجربة جديرة بالذكر، فهى لم تكن نتيجة ابتعاد فطرىّ شعر به الشاعر من البداية، بل كانت نتيجة لمجموعة صعبة من التيهان والقلق والتردد، مثل الذين يحلون أنفسهم من روابط الدين وينظرون بعين الناقد، ثم استقر به الأمر في النهاية على اساس إسلامي راسخ، وزهد بالدنيا، والابتعاد عن متع الحياة ومباهجها، ومن أمثلة شعر النزعة العقلية:
المرء لم يعتق من المال نفسه تملكه المال الذى هو مالكه
ألا إنما مالى الذى أنا منفق وليس لى المال الذى أنا تاركه
- وقد قوية الرغبة في الشعر الوصفىّ حتى يتم التعبير عن مظاهر المدينة والتعمير، وذلك بسبب الحضارة والترف والغنى، وبدأ شعر الحدائق والأزهار، وكان يصف كل من الشيح والقيصوم والعرار، وأضحى الشاعر العباسي يوصف الرياض والرياحين والحدائق الموجودة وأصبح يذكر كل من القصور والعمائر والبنايات المرتفعة، فابن المعتز مثلاً يصف عود الريحان:
قضيب من الريحان شابه لونه إذا مابدا للعين لون الزمرد
- ولم تحظى الفنون الشعرية بالتطور الكمي فقط، بل لقد أخذ في التغير الكيفي بشكل لا يستهان به، حيث ولدت المعانى وتعددت الأفكار بسبب أنتشار الثقافة وازدهار الحضارة، أما الشعر العاطفىّ والدينىّ فقد ظهر في نتاج الشريف الرضي، ومن القصائد التي يوضحها البعض من أجمل ما في الشعر العربي سينية البحتري، التى فيها يوصف إيوان كسرى المدن وقد كان مطلعها:
صنت نفسى عما يدنس نفسى وترفعت عن جدا كل جبس
- وقد كان أبو فراس الحمداني هو الممثل لشعر الفروسية العربية الأصيلة بكل ما فيها من تقاليد كريمة، كما يتميز بحسن الديباجة، وقوة الكتابة، وقد أتت مشاركته في الوقائع والمعارك بكم من الشعر الحماسىّ ومن شعر الفخر، ومن أمثلة شعره في الفخر ما يلي:
ولما ثار سيف الدين ثرنا كما هيجت آسادًا غضابا
أسنته إذا لاقى طعانًا صوارمه إذا لاقى ضرابا
دعانا والأسنة مشرعات فكنا عند دعوته الجوابا.
مظاهر الحياة العقلية للشعر في العصر الجاهلي
كانت مظاهر الحياة العقليّة في العصر الجاهلي الشعر لقصائد الشعر الجاهلي صورة مختلفة عن باقي قصائد في العصور المختلفة، حيث شرعت قصائدهم بأبيات بها الغزل الرائع، ثمّ يبدأ الشاعر بالتنقل إلى وصف الصحراء التي حظيت بوصفاً غاية في الدقة، وبعد هذا وصف ناقة الصحراء، وفي النهاية يدخل في الهدف الذي كونت له القصيدة، وقد تعددت الأنواع ما بين مد، أو رثاء، أو هجاء، أو فخر، أو اعتذاراً، كما تجلت الحكمة داخل ثنايا قصيدته، وللشعر الجاهلي خصائص كثيرة، فهي تعد كتصوير للطبيعة الجاهلية بشكل دقيق معبر لأبعد الحدود.