تعريف النزعة العقلية في الشعر العربي

تعريف النزعة العقلية في الشعر العربي

النزعة العقلية ليست في إعادة الأشياء إلى الأنماط التخيلية، بل في تفسير الإنسان لأفعاله، وكذلك تفسير

العالم

وظواهره على أساس الاعتبار، ومن هنا، على غرار

النزعة العقلية في الفلسفة

جاءت النزعة العقلية في الشعر العربي لتوضح الصراع بين الثقة المطلقة في العقل – حسب الميل العقلي – والإيمان بقوة غير مرئية – حسب العقيدة الدينية، وهذا هو التعريف المطلق للنزعة العقلية من وجهة نظر الشعر.

دور العصر العباسي والنزعة العقلية في الشعر العربي

عُرف العصر العباسي الأول بـ “العصر الذهبي” ، حيث شهدت الدول

الإسلام

ية انتقالاً في نوعية كبيرة ومتنوعة في العديد من العلوم والشعر والأدب العربي، يعود تاريخ العباسيين إلى العباس بن عبد المطلب عم نبينا محمد صلى

الله

عليه وسلم في عام 132 هـ / 749 م، حيث اتسعت تصورات الناس نتيجة للفهم الإسلامي للثقافات والحضارات المختلفة.

النزعة العقلية في العصر العباسي، وكذلك النزعة العقلية في مختلف العلوم والشعر العربي، بدأت وازدهرت جميعها في العصر الذهبي للإسلام، العصر العباسي الأول، حيث اتسعت مدركات الناس بالاختلاط والانخراط في ثقافات وحضارات مختلفة أدت إلى ثورة علمية جديدة في مختلف الجوانب، ثورة منطقية وعلمية وروحية، وثورة علمية أدبية، وثورة فلسفية علمية ، وثورة علمية ذهنية، وثورة علمية لفظية، وجاء عدد من الشخصيات الإسلامية البارزة الذين تحدثوا عن هذه النزعة في الشعر العربي ومنهم:


  • أبو بكر محمد بن زكريا الرازي

    : اسمه الكامل أبو بكر محمد بن زكريا الرازي.

  • عبد الجابر بن حيان

    : هو أبو عبد الله جابر بن حيان بن الله الأزدي، وكلهم تحدثوا عن  النزعة العقلية في القصيدة العربية، والميل الذهني في القصيدة العربية، وهو ما حدث من تأثير الثقافات والحضارات المختلفة على غير المسلمين، حيث نجد أن الكتاب المسلمين طوروا من العلوم العربية، وقد أضاف الشعراء مقامات إلى الشعر العربي وشهدت الثقافة والأدب العربي ازدهارًا رائعًا، وتطورًا ملحوظًا في الشعر والنثر والأدب بشكل عام.

في المجتمع العربي الإسلامي ، هناك كتب وعلوم مترجمة إلى العربية من ثقافات أخرى، حيث يعد المجال الأدبي للكتابة والشعر والقصائد من أكثر المجالات تأثراً بانفتاح الثقافات واختلاطها، ومن هنا، توارثت

قصة

كليلة ودمنة، التي تُرجمت من الهندية إلى العربية وأصبحت معروفة بين العرب، من جيل إلى جيل، وحتى وقت قريب، تم تدريسها في مناهج المدارس الأساسية في العديد من البلدان الإسلامية.

أسباب ظهور النزعة العقلية في العصر العباسي

يمكن تلخيص العوامل المساهمة في إنعاش الشعر في العصر العباسي على النحو التالي:

  • إ

    حياء الثقافة والمعرفة وتطوير الحركة العلمية

    : حيث أدى تطور الفكر والثقافة إلى خلق معاني جديدة للشعراء والصور والتشبيهات التي تعلموها من الحوار بين العلم والثقافات المختلفة، وأصبحت الحضارة والثقافة والعلوم موضوعات خيال الشعراء العباسيين.

  • انتشار المعنى الروحي في

    قصائد

    هم:

    ساهم تطور الحضارة في احياء فن الوصف، في هذا العصر انتشرت أوصاف القصور والمائدة والأطعمة والمشروبات في هذا العصر، كما أثر تطور الثقافة على لغة الشعر ، لذلك استخدموا كلمات مهذبة، ابتعدت عن الغربة في المعاني، بالإضافة إلى الانتعاش الاقتصادي والرفاهية للخلفاء، التي عملت على  زيادة هباتهم للشعراء.

  • الاختلاط بين الثقافات

    : ساهم الاختلاط مع الشعوب الأخرى وامتداد النفوذ والعلاقات الهشة في نمو أفكار شعرية جديدة حاولت مقاومة البنية التقليدية، وأدت أيضًا إلى ظهور مفردات فارسية في الشعر العباسي، وظهر مزيج قوي بين العناصر العربية والفارسية في أغراض الشعر في هذه الفترة.

  • تطور حركة العملة في العصر العباسي

    : فبدأ الشاعر مسؤولاً عن الأخطاء الجمالية والفنية للنقاد، وبالتالي لم يعد النقد فطريًا وانطباعيًا كما كان في عصر ما قبل الإسلام، كما أصبح النقد منهجاً بأصوله وقوانينه، أدت كل هذه الأسباب إلي حدوث نزعة ف الشعر العربي وكانت

    مظاهر النزعة العقلية في العصر العباسي

    على النحو التالي؛

  • من حيث الغرض والفن

    : الغرض من الشعر في العصر العباسي هو امتداد لهدف الشعر في العصر السابق ، لكن هذا لا يعني عدم ظهور موضوعات جديدة ، لأن كل عصر يميل إلى زيادة محتوى العصر السابق، تطورت الموضوعات التقليدية في العصر العباسي، مثل الثناء ، والهجاء ، والغزل ، والرثاء، كما ظهرت موضوعات جديدة أخرى في هذا العصر كالمدح، وهو موضوع شعري معروف منذ عصور ما قبل الإسلام ، ولكنه في العصر العباسي استمد محتوى جديدًا لنفسه بالإضافة إلى محتواه المعروف سابقًا، ومثل المدح تطورت قصيدة الطرديات التي تعتبر من أهم


    أنماط شعر النزعة العقلية


    وهي فن نشأ في عصر ما قبل الإسلام وتطور أيضا خلال العصر العباسي ومن

    أشهر

    شعرائها أبو نواس.

تعريف الشعر وأشهر شعراء العصر العباسي


الشعر

هو نوع من الأدب ينقل فكرًا أو يصف مشهدًا أو يروي قصة بترتيب غنائي مركّز للكلمات، قصائد يمكن أن تنظم، مع خطوط القافية، والإيقاع والتركيز على المقاطع، يمكن أيضًا أن تكون القصائد حرة الشكل، والتي لا

تتبع

أي بنية رسمية، تعتبر اللبنة الأساسية للقصيدة هي بيت معروف باسم مقطع

والمقطع عبارة عن مجموعة من السطور المتعلقة بنفس الفكرة أو الموضوع، وذلك على غرار الفقرة في النثر، كما  يمكن تقسيم المقطع الى مقطعًا فرعيًا بناءً على عدد الأسطر التي يحتوي عليها، على سبيل المثال ، المقاطع المزدوجة عبارة عن مقطع من سطرين، كما يمكن أن تحتوي القصيدة على العديد من العناصر لمنحها البنية، وربما تكون القافية أكثر هذه العناصر شيوعًا: حيث تحتوي الأعمال الشعرية التي لا تعد ولا تحصى، من القصائد الفكاهية إلى القصائد الملحمية إلى كلمات الأغاني الشعبية، على القوافي، لكن المقياس لا يقل أهمية، والذي يفرض طولًا معينًا وتأكيدًا على سطر معين من الشعر، لهذا فمهمة أن تكون شاعرا ليست بالأمر السهل.

ماذا يعني أن تكون شاعرا، الشاعر شخص حساس يتأثر سريعا بما يدور حوله، والشاعر هو الذي يعبر عن مشاعره وانفعالاته تجاه أمر معين سواء كان حزنا أو فرحا، سواء كان ذلك أمرا شخصيا يعنيه، وبناء على هذه الصفات جاء

أشهر شعراء العصر العباسي:


  • أبو الطيب المتنبي الكندي

    : أبو الطيب أحمد بن الحسين المتنبي الكندي شاعر عربي معروف ومن أمهر الشعراء العرب، وسافر إلى مصر وأثنى على كفور الأخشيدي، طالبا منه التفوي ، فرفض كفور، فاغتاظ أبو الطيب وسخر منه، واشتهرت كثير من أشعار المتنبي التي انتقلت حتى يومنا هذا.
  • أ

    بو إسحاق أو أبو العتاهية

    : إنه شاعر عربي غزير الإنتاج وله ذكاء وإبداع سريع في شعره، من حيث فلسفته الشعرية.