تاريخ السيجار الكوبي في أمريكا
تاريخ السيجار الكوبي
السكان الأصليون والأوروبيون الأوائل
هل جاء التبغ إلى الولايات المتحدة مع المستوطنين الأوروبيين الأوائل في القرن السابع عشر أم أنها كانت هناك بالفعل؟ حيث حملت القبائل المهاجرة من الأمريكيين الأصليين وأمريكا الوسطى وأمريكا الجنوبية بذور التبغ معهم قبل عقود من الزمن أثناء سفرهم للعثور على ظروف معيشية أكثر ملاءمة فإن تبغ السيجار له تاريخ طويل في الولايات المتحدة وخاصةً في وادي
نهر
كونيتيكت حيث كان المحصول يزرع بالفعل من قبل “السكان الأصليين” عندما وصل المستوطنون الأوروبيون
كما تم استخدام معظم التبغ لتدخين الغليون وهي سلالة فيرجينيا مستوردة من الجنوب وكانت التربة في ولاية كونيتيكت رملية وكان ذلك جنباً إلى جنب مع صيف قصير وحار نسبياً ينتج تبغاً ممتازاً سنوياً وأصبحت التربة تُعرف باسم “تربة وندسور” التي سميت على اسم بلدة وندسور كونيتيكت القريبة وتمت مقارنة التربة هناك بشكل إيجابي مع تلك الموجودة في منطقة
زراعة
تبغ السيجار الرائدة في كوبا في فويلتا أباجو ووادي جالابا في نيكاراغوا.
أدخل اللفتنانت كولونيل إسرائيل بوتنام “أولد بوت” كما كان يُعرف في ولاية
ماساتشوستس
وعمل ضابطاً في البحرية البريطانية (يرجى الذكر إن الولايات المتحدة لم تكن بعد الولايات المتحدة ولكنها كانت لا تزال مجموعة من المستعمرات البريطانية) وفي عام 1740 انتقل بوتنام إلى شمال شرق ولاية كونيتيكت وبدأ الزراعة وفي عام 1762 أثناء الغزو البريطاني لهافانا غرقت سفينة بوتنام نجا وغادر كوبا بكمية غير معروفة من بذور التبغ الكوبي و30000 سيجار كوبي وزرع بوتنام البذور وأنتجوا أول “غلاف كونيتيكت”.
كانت نيو إنجلاند بشكل مفهوم المنطقة الأولى في الولايات المتحدة التي أصبح فيها تدخين السيجار شائعاً وفي سبعينيات القرن الثامن عشر كان السيجار يُصنع في المنزل ويصنع من قبل زوجات الرجال الذين يزرعون المحصول ولم تكن الأغلفة مصقولة مثل ظل كونيتيكت اليوم حيث كانت فظة للغاية وأدت السنوات اللاحقة والتجارب التي قام بها المزارعون بما في ذلك استيراد البذور من أجزاء أخرى من
العالم
إلى تحسين جودة التبغ بشكل كبير.
السيجار الكوبي في القرن التاسع عشر
في القرن التاسع عشر على الرغم من حقيقة إن معظم السيجار الذي يتم تدخينه في الولايات المتحدة مصنوع محلياً أو يأتي من أوروبا تم الإعلان إلى حد كبير عن السيجار على إنه قادم من هافانا وكان التبغ الكوبي لا يزال يعتبر الأفضل لكن تبغ كونيكتيكت كان يكتسب اعترافاً بإنه من أفضل الأغلفة والموثق المتاح وفي عام 1804 استوردت كوبا مليون
رطل
من التبغ الأمريكي في محاولة لتلبية الطلب الأوروبي
وفي أواخر القرن عمل المزارعون والعلماء معاً لتطوير ورقة من ولاية كونيتيكت ستصبح المعيار ولقد كان غلافاً ناعماً وذهبياً لدرجة إنه سيطر على سوق السيجار وتم إحضار أكثر من 30 عينة من كوبا وسومطرة لتطوير هجين وتم زراعة أول تبغ حقيقي من نوع Connecticut Shade في عام 1900
حيث أقيمت أول خيمة ذات أوراق مظللة في شارع River Street في وندسور وفي أوجها كان أكثر من 20000 فدان في وادي نهر كونيتيكت يزرعون التبغ المظلل واليوم تشير التقديرات إلى إنه يتم استخدام ما يصل إلى 2000 فدان أو أقل من 300 فدان مثل زراعة الأصناف في أجزاء أخرى من العالم بتكلفة أقل بكثير كما تم العثور على أغلفة Connecticut Shade و Connecticut Broadleaf اليوم على العديد من السيجار الرائع بما في ذلك Arturo Fuente و Ashton و La Aroma de Cuba و Montecristo و Romeo y Julieta و Oliva وغيرها الكثير.
من المفهوم عموماً إن أصول تصنيع السيجار الجاد كعمل تجاري في الولايات المتحدة قد بدأت في مدينة يبور بولاية فلوريدا وهي الآن جزء من تامبا وفي تسعينيات القرن التاسع عشر عمل المهاجرون من إسبانيا وكوبا في مصانع السيجار بحلول عام 1920 أصبحت مدينة يبور تُعرف باسم “مدينة السيجار” ومن بين أولئك الذين يصنعون السيجار في مدينة يبور شركة A. Fuente and Co. التي بدأت في عام 1912 ومثل العديد من المصانع استوردت التبغ الكوبي لتنتشر محلياً.
الكساد الكبير والحظر الكوبي
أدى
الكساد الكبير
في أوائل الثلاثينيات من القرن الماضي إلى خفض الطلب على السيجار وإغلاق العديد من مصانع السيجار في مدينة يبور بعضها ظل مفتوحاً ميكانيكياً وتوقف عن صنع السيجار يدوياً والطلب لم يتعاف إلا بعد الحرب العالمية الثانية واختفت البكرات المتطورة التي صنعت السيجار ولم تقدم معظم المصانع سوى السيجار المصنوع آلياً لهذا السبب ولأسباب أخرى سقطت يبور سيتي في الأنهيار وجاءت الضربة الكبرى من الحظر الذي فرضته الولايات المتحدة عام 1962 على البضائع الكوبية.
الورقة الكوبية التي تستخدمها المصانع المتبقية لم تعد متوفرة كان لابد من العثور على مصادر أخرى وفي النهاية أدى هذا التحدي إلى إنشاء صناعة السيجار الحديثة غير الكوبية التي نعرفها اليوم لكن المصانع انتقلت إلى دول أخرى حيث يمكن العثور على torcedores (بكرات) أو تدريبهم من قبل العديد من صانعي السيجار الذين فروا كوبا بعد ثورة كاسترو كما أصبحت الولايات المتحدة سوقاً مستهلكاً للسيجار وفي النهاية أغنى سوق في العالم.
في ذروتها في عام 1895 تباهت الولايات المتحدة بحوالي 42000 مصنع سيجار واليوم قد يكون هناك 50 لا تزال تدحرج السيجار كليفلاند وحدها كان لديها 330 واليوم أوهايو ليس لديها أي شيء كما يمكن العثور على بعض العمليات الصغيرة في ميامي وفي مدن أخرى وتمتلك فلوريدا أكبر عدد وتنتج بعض السيجار الذي يحبه الناس جميعاً.
لا تزال سبع عمليات دحرجة في تامبا من بينها جي سي نيومان التي تطلق على نفسها اسم “أقدم مصنع سيجار مملوك لعائلة في أمريكا” وتشمل محفظة جيه سي نيومان علامتي ديامون كراون وبريك هاوس (على الرغم من إن كليهما مصنوع خارج الولايات المتحدة في جمهورية الدومينيكان ونيكاراغوا، على التوالي).
بوم السيجار وما بعدها
ظل تدخين السيجار في الولايات المتحدة ثابتاً إلى حد ما ثم ظل راكداً في التسعينيات حيث يرجع الكثيرون إلى ظهور مجلة Cigar Aficionado والتي تزامنت مع انتعاش اقتصادي قوي ركز على
السلع
الفاخرة كما ارتفعت مبيعات السيجار بسرعة مما أدى إلى نقص في بعض العلامات التجارية المفضلة.
وصل Cigar Boom إلى ذروته في عام 1997 واختار المدخنون المفضلين على مدار السنوات القليلة التالية تاركين بعض العمليات الأحدث على جانب الطريق وبقيت علامات تجارية أقل وأقوى وبدأت في المنافسة من خلال زيادة الجودة حيث أصبحت أذواق المستهلكين أكثر تطوراً كما وصلت مبيعات السيجار في الولايات المتحدة في عام 2017 إلى أكثر من 330 مليون عصا وهي أعلى نسبة منذ تلاشى الازدهار.
اليوم يأتي المزيد من السيجار إلينا من جمهورية الدومينيكان ونيكاراغوا وهندوراس وفي
الوقت
الحاضر تعد نيكاراغوا أكبر مصدر للولايات المتحدة وهناك عدد قليل من البلدان الأخرى التي تمثل عدداً صغيراً من الواردات ولا يزال الكوبيون غائبين عن السوق الأمريكية مع استمرار الحظر علاوة على ذلك المستهلكين اليوم لديهم خيارات أكثر من أي وقت مضى والسيجار متاح لكل ميزانية حيث لم نكن نمتلكها بهذه الجودة من قبل.[1]