قصة الملك شيرخان الحقيقية
من هو الملك شيرخان
إن الملك شيرخان قد شوهته وسائل الإعلام وأعطت صورة الشرير عنه، ولكن الملك شيرخان تميز بعدله ويعرف باسم سيرشاه وهو من أصل بشتوني “أفعاني”، وقد قام بتأسيس أسرة حاكمة عُرفت باسم أسرة صوري في شمال الهند عام 1540، وتم طرد الأسرة المغولية التي كانت متواجدة في أغرة من قِبل شيرخان، وقد بدأ حكمه عند تأسيس أسرة صوري التي لم تعمر كثيراً في الهند، وقد كانت مدة حكم الملك شيرخان في شمال الهند في الفترة التي تعود إلى 1530 – 1540.
القصة الحقيقية لشريخان العظيم
كنا قد تردد على مسامعنا اسم شريخان بشخصيته المفترسة الشريرة في
قصص
الأطفال، وقد
ورد
في المسلسل الكرتوني ماوكلي الذي كان يعيش في الغابات، فشريخان في هذا المسلسل هو الشرير الذي يسعى لقتل ماوكلي الشخصية الطيبة، وإن من تسبب بنشر هذه الافتراءات المضللة هم الغرب وأمريكا والذين عملوا على تشويه هذا الاسم، وسعوا وما زالوا في هذه المساعي لتشويه ما هو جميل في الإسلام، ونحن للأسف قد تأثرنا بالإعلام الغربي وبرموزه.
وإن هذه أحد وسائل العدو للعمل على زعزعة الإيمان بقدواتنا المسلمة، فدائماً يصورون لنا أن العربي هو عبارة عن رجل
بدوي
راعي شديد القذارة وأخرق، ولكن في الحقيقة العرب هم الذين نقلوا لهم العلوم والتي لها أثر كبير في نهضتهم، وهنا في هذا المقال سنسلط الضوء عن أحد
الملوك
المسلمة العظماء المعروف باسم الملك شريخان.
شريخان هو نفسه “فريد خان” وهو ملك مسلم، وقد حكم أفغانستان بالإضافة إلى أجزاء من الهند، وقد كان يتميز بالعدل، فلم يجد
العالم
له مثيلأً بعدله، وكأنه صحابي ولكن في غير عصر الصحابة، فكان الملك فريد خان هو من حراس الملك المغولي المعروف باسم “محمد خان”، وهو الذي حكم الهند، وفي أحد الأيام خرج فريد خان مع الملك في نزهة، ولكن في هذه النزهة تعرضوا لهجوم من قبل أسد شرس، وقام بقتل عدداً كبيراً من حراس الملك.
ولكن قام فريد خان بالهجوم على الأسد وقد قام بقتله بجرأة وشجاعة، وجزَّ رأسه ثم قام بتقديمه للملك، فبعد هذه الحادثة أعجب به الملك كثيراً ولقبه باسم “شريخان”، ومعناه أسد خان، وقد نصبه الملك مربي لأولاده حتى يكتسبوا منه الشجاعة والجرأة، ثم بعد ذلك أصبح ملكاً.
فكان جيش الملك شيرخان “فريد خان” يحارب على حدود دولته فوق قمم الجبال، وكان في إحدى هذه القمم كوخ لأحد الفقراء يعيش فيه هو وأسرته ولكن الجيش اضطر إلى إزالة هذا الكوخ بسبب الخطط العسكرية وسيرورة الحرب التي تخص الجيش، وقد تمت إزالة هذا الكوخ وانتقل
الرجل
هو وأسرته إلى السهل المنبسط، ولكنه لم يستطع أن يتأقلم في هذه المنطقة لأن حياته ترتبط ارتباطاً وثيقاً بقمة الجبل، فهو يعتمد على الصيد والاحتطاب فيها.
بالإضافة إلى أنه يقوم برعي الغنم، لهذا قرر الرجل أن يشتكي إلى الملك شيرخان وأن يذهب إليه ليخبره عن ما فعله الجيش بمنزله، فعندما وصل إلى المدينة سأل عن مقر الحاكم شيرخان فقالوا له أنه عند أطراف المدينة يلعب مع الأطفال، فلم يصدق الرجل وظن أن الناس يسخرون منه، فظل يسأل أناساً آخرين ولكن كان الرد هو ذاته، فذهب للمكان الذي وصفوه له.
عند ذهاب الرجل الفقير لخلف المسجد الكبير في المدينة وهو المكان الذي تم وصفه له لإيجاد الملك شيريخان، وجد هناك ساحة كبيرة تعج بالأطفال الذي يرتدون أجمل الثياب، ثم رأى الملك شيرخان يلعب معهم، وقد تملكه
الفضول
بالسؤال عن هؤلاء الأطفال، فقيل له أنهم يتامى من أطفال المسلمين، ولكن الرجل قد استغرب من هيئة هؤلاء الأطفال فلا يدل على أنهم أيتام، فقيل له أن الأيتام عندهم يرتدون أثمن وأفخر الثياب وهذا بأمر من الملك شيرخان، حتى يكون مظهرهم أعلى قيمة عن باقي الأطفال، فاستبشر هذا الرجل الفقير خيراً وشعر بعدل الملك وبأنه سيقوم بقضاء حاجته ولم يرده خائباً.
فعندما فرغ الملك شيرخان من
اللعب مع الأطفال
قيل له أن هناك رجلاً غريباً يود مقابلته في حاجة له، فقال الملك لمحدثه: “ولِمَ لمْ توصله إليَّ مباشرة فور أن حضر؟”، “يارجل ربما الغريب جائع أو خائف او غير آمن .. فكيف أسعفكَ فِكرُك إلى أن تؤخره عنا …؟؟!!”، فخرج إلى الرجل الفقير وقال له: “لبيك يا عبدَ
الله
..انا خادمُكم شيرخان ..هل لك مظلمة نقضيها لك بإذن الله تعالى ..؟؟؟”، فعندما قال الفقير قصته للملك شيرخان فقال له: “أبشر يا عبد الله فقد قضيت مظلمتك وهي في ذمتي الآن حتى يصلك حقك”، فقد قام بفرض عقوبة على قائد الجيش تجلت في أخذ بيته، وأمر إعادة بناء بيت للرجل الفقير فوق قمة الجبل، وأن تكون القلعة العسكرية قريبة منه لصد أي عدوان.[1]
أشهر ملوك الهند المسلمين
إن السلطان المؤيد المظفر أبو الفتح جلال الدين محمد أكبر بن همايون بن بابر التيموري الكوركاني يعد
أشهر
ملوك الهند المسلمين وأكبرهم، وقد ولد في قلعة تسمى أمركوث سنة 949هــ، وإن والده قد افتتح قندهار وكابل بالإضافة إلى العديد من بلاد الهند ولكن عندما توفي همايون وهو والد جلال الدين محمد أكبر، فقد جلس جلال على سريره تحت وصاية الوزير الذي يعرف باسم “بيرم خان”، لأنه كان صغيراً في السن حوالي ثلاث عشرة سنة، ولكنه عندما كبر وبلغ أشُّده استقل بالملك، وقام بأمور كثبرة منها:
- قام بتقريب أهل العلم والصلاح منه.
- وأمر بالعدل والسخاء.
- وبنى مساجد كثيرة وزوايا له.
- بالإضافة إلى أنه أمر ببناء مدينة بأرضه وجعلها هي عاصمة البلاد.
- ثم بنى في العاصمة قصراً سُمي “عبادت خانه” وعمل على تقسيمه إلى أربعة منازل، وقد جعله مكاناً لاجتماع علماء البراهمة والنصارى، بالإضافة إلى علماء المجوس وأهل الإسلام.
ولكن دخل في مجلسه أهل الشبهات والشهوات مثل أبي الفيض وصنوه أبي الفضل والحكيم أبي الفتح ومحمد اليزدي، وجعلهم الملك جلال فريقاً من أهل الصلاح ولكن دسوا في قلبه أمور غير صالحة وأبعدوه عن أهل الصلاح، فسلك طريق الضلال، واخترع دين خاص به وكان مصدر كراهية شديدة له في نفوس أهل الإسلام، وهناك أيضاً الملك محمد بهادر شاه ويعد أعظم أباطرة المغول وهو آخر الملوك المسلمين الذين تولوا الحكم في الهند.[2]
ما هو تاج محل
إن تاج
محل
يتواجد في ولاية أوتار براديش شمال الهند، تم بناؤه من قبل الإمبراطور المغوليشاه جهان، وهو المبنى الأكثر شهرة في الهند، ويقع في الجزء الشرقي من المدينة في الصفة الجنوبية لنهر يامونا جمنة، ويتميز تاج مح بنسبه المتناغمة وإدماجه السلس للعناصر الزخرفية، ويعتبر أفضل مثال على العمارة المغولية، فهو يدمج ما بين الأساليب الهندية والفارسية بالإضافة إلى الإسلامية، ويتميز بمباني المسجد المزدوج والحدائق الجميلة بالإضافة إلى المتحف، ويعد أجمل التراكيب الهيكلية في العالم، وهو مقصد للكثير من السياح كل عام.