أشهر قصائد يحيى الغزال
يحيى الغزال
هو يحيى بن الحكم البكري الجياني وعُرف باسم يحيى الغزال وذلك نظرًا لحٌسنه وجمال شكله وظرفه وتأنقه، ولد عام
156 هـ، وتوفي عام 250 هـ، هو شاعر من بلاد الأندلس وقد عاصر خمس ولايات للدولة الأموية في الأندلس
كان بارعًا في شعر الغزل والحكمة، تأثر شعره بأكبر الشعراء في ذلك
الوقت
وهو الشاعر أبي نواس وأبي تمام. بالإضافة إلى موهبته في الشعر كان على معرفه بعلم الفلك والتنجيم، ومن
أشهر
قصائده التالي:
قصيدة إن الفتاة وإن بدا لك حبها
إِنَّ الفَتاةَ وَإِن بَدا لَكَ حُبُّها
فَبِقَلبِها داءٌ عَلَيكَ دَفينُ
وَإِذا اِدَّعَينَ هَوِيَّ الكَبيرِ فَإِنَّما
هُوَ لِلكَبيرِ خَديعَةٌ وَقُرونُ
وَإِذا رَأَيتَ الشَيخَ يَهوى كاعِباً
فَعَلَيهِ مِن دَرَكِ القُرونِ دُيونُ
قصيدة من ظن أن الدهر ليس يصيبه
مَن ظَنَّ أَنَّ الدَهرَ لَيسَ يُصيبُهُ
بِالحادِثاتِ فَإِنَّهُ مَغرورُ
فَاِلقَ الزَمانَ مُهوِّناً لِخُطوبِهِ
وَاِنجَرَّ حَيثُ يَجُرُّكَ المَقدورُ
وَإِذا تَقَلَّبَتِ الأُمورُ وَلَم تَدُم
فَسَواءٌ المَحزونُ وَالمَسرورُ
قصيدة بعض تصابيك على زينب
بَعضَ تَصابيكَ عَلى زَينَبٍ
لا خَيرَ في الصَبوَةِ لِلأَشيبِ
أَبَعدَ خَمسينَ تَقَضَّيتَها
وافِيَةً تَصبو إِلى الرَبرَبِ
كُلِّ رَداحِ الرَدفِ خُمصانَةٍ
كَالمُهرَةِ الضامِرِ لَم تُركَبِ
أَو دُرَّةٍ ساعَةَ ما اِستُخرِجَت
لَم تُمتَهَن بَعدُ وَلَم تُثقَبِ
مَشرَبَةَ اللَونِ مُتوعِ الضُحى
صَفراءَ بِالآصالِ كَالمُذهَبِ
مَن مُبلِغٌ عَنّي إِمامَ الهَدى
الوارِث المَجد أَباً عَن أَبِ
إِنّي إِذا أَطنَبَ مُدّاحَهُ
قَصَدتُ في القَولِ فَلَم أُطنَبِ
لا فَكَّ عَنّي اللَهُ إِن لَم تَكُن
أَذكَرتَنا مِن عُمرَ الطَيبِ
وَأَصبَحَ المَشرِقُ مِن شَوقِهِ
إِلَيكَ قَد حَنَّ إِلى المَغرِبِ
مِنبَرهُ يَهتِفُ مِن وَجدِهِ
إِلَيكَ بِالسَهلِ وَبِالمِرحَبِ
أَطرَبَهُ الوَقتُ الَّذي قَد دَنا
وَكانَ مِن قَبلِكَ لَم يَطرَبِ
هَفا بِهِ الوَجدُ فَلَو مِنبَرٌ
طارَ لِوافي خَطفَةَ الكَوكَبِ
إِلى جَميلِ الوَجهِ ذي هَيبَةٍ
لَيسَت لِحامي الغابَةِ المُغضَبِ
لا يُمكِنُ الناظِر مِن رُؤيَةٍ
إِلّا اِلتِماحَ الخائِفِ المُذنِبِ
إِن تُرِدِ المالَ فَإِنّي اِمرِؤٌ
لَم أَجمَعِ المالَ وَلَم أَكسَبِ
إِذا أَخَذتُ الحَقَّ مِنّي فَلا
تَلتَمِس الرِبحَ وَلا تَرغَبِ
قَد أَحسَنَ اللَهُ إِلَينا مَعاً
أَن كانَ رَأسُ المالِ لَم يَذهَبِ
قصيدة فقلت له كلفتني فوق صنعتي
فَقُلتُ لَهُ كَلَّفَتني فَوقَ صَنعَتي
كَما قَلَّدوا فَصلَ القَضاءِ يُخامِرا
فَأَصبَحَ قَد حارَت بِهِ طُرقُ الهَوى
يُكابِدُ لُجِيّاً مِنَ البَحرِ زاخِرا
فَقُلتُ لَو اِستَعفَيتَ مِنها فَقالَ لي
سَأَفضَحُ ما قَد كانَ مِنكَ مُغايِرا
فَقُلتُ لَهُ رَأسَ الفُضوحِ إِقامَةً
عَلَينا كَذا مِن غَيرِ عِلمٍ مُكابِرا
وَخَبطُكَ في دينِ الإِلَهِ عَلى عَمىً
خِباطَةِ سِكرانِ تَكَلَّمَ سادِرا
فَلَن تَحمِلَ الصخر الذُبابُ وَلَن تَرى السْ
سلاحِفُ يُزجينَ السَفينَ المَواخِرا
قصيدة أرى أهل اليسار إذا توفوا
أَرى أَهلَ اليَسارِ إِذا توفوا
بَنوا تِلكَ المَقابِرَ بِالصُخورِ
أَبَوا إِلّا مُباهاةِ وَفَخراً
عَلى الفُقراءِ حَتّى في القُبورِ
فَإِن يَكُنِ التَفاضُلُ في ذُراها
فَإِنَّ العَدلَ فيها في القُعورِ
رَضيتُ بِمَن تَأَنَّقَ في بَناءٍ
فَبالَغَ فيهِ تَصريفُ الأُمورِ
أَلَمّا يُبصِروا ما خَزَّبَتهُ الدُ
دهورُ مِنَ المَدائِنِ وَالقُصورِ
لَعَمرُ أَبيهِمُ لَو أَبصَروهُم
لَما عُرِفَ الغَنِيُّ مِنَ الفَقيرِ
وَلا عَرَفوا العَبيدَ مِنَ المَوالي
وَلا عَرَفوا الإِناثَ مِنَ الذُكورِ
وَلا مَن كان يَلبِسُ ثَوبَ صوفٍ
مِنَ البَدَنِ المُباشِرِ لِلحَريرِ
إِذا أَكَلَ الثَرى هَذا وَهَذا
فَما فَضلُ الكَبيرِ عَلى الحَقيرِ
قصيدة أصبحت والله محسودا على أمد
أَصبَحتُ وَاللَهِ مَحسوداً عَلى أَمَدٍ
مِنَ الحَياةِ قَصيرٍ غَيرَ مُمتَدِّ
حَتّى بَقيتُ بِحَمدِ اللَهِ في خَلَفِ
كَأَنَّني بَينَهُم مِن خَشيَةِ وَحدي
وَما أُفارِقُ يَوماً مَن أُفارِقُهُ
إِلّا حَسِبتُ فراقي آخِرَ العَهدِ
اِنظُر إِلَيَّ إِذا أُدرِجتُ في كَفَني
وَاِنظُر إِلَيَّ إِذا أُدرِجتُ في اللَحدِ
وَاِقعُد قَليلاً وَعايِن مَن يُقيمُ مَعي
مِمَّن يُشَيُّعُ نَعشي مِن ذَوي وُدّي
هَيهاتَ كُلُّهُم في شَأنِهِ لعِبٌ
يَرمي التُرابَ وَيَحثوهُ عَلى خَدّي
قصيدة جرداء صلعاء لم يبق الزمان لها
جَرداءُ صَلعاءُ لَم يُبقِ الزَمانُ لَها
إِلّا لِساناً مُلِحّاً بِالمَلاماتِ
لَطَمتُها لَطمَةً طارَت عَمامَتُها
عَن صَلعَةٍ لَيسَ فيها خَمسُ شَعراتِ
كَأَنَّها بَيضَةُ الشاري إِذا بَرَقَت
بِالمَأزِقِ الضَنكِ بَينَ المَشرَفِيّاتِ
لَها حُروفٌ نَواتٍ في جَوانِبِها
كَقِسمَةِ الأَرضِ حيزَت بِالتُخوماتِ
وَكاهِلٌ كَسِنامِ العيسِ جَرَّدَهُ
طولُ السِفارِ وَإِلحاحُ القُتوداتِ
قصيدة جرداء صلعاء لم يبق الزمان لها
جَرداءُ صَلعاءُ لَم يُبقِ الزَمانُ لَها
إِلّا لِساناً مُلِحّاً بِالمَلاماتِ
لَطَمتُها لَطمَةً طارَت عَمامَتُها
عَن صَلعَةٍ لَيسَ فيها خَمسُ شَعراتِ
كَأَنَّها بَيضَةُ الشاري إِذا بَرَقَت
بِالمَأزِقِ الضَنكِ بَينَ المَشرَفِيّاتِ
لَها حُروفٌ نَواتٍ في جَوانِبِها
كَقِسمَةِ الأَرضِ حيزَت بِالتُخوماتِ
وَكاهِلٌ كَسِنامِ العيسِ جَرَّدَهُ
طولُ السِفارِ وَإِلحاحُ القُتوداتِ
قصيدة غمني عشقك للشطرنج
غَمَّني عِشقُكَ لِلشَط
رَنجِ هَذا يا اِبرَهيمُ
عَمَلٌ في غَيرِ برْ
رٍ وَاِختِلافٌ وَلُزومُ
إِنَّما أَسَّسَهاوَيْ
حَكَ شَيطانٌ رَجيمُ
هَبكَ فيها أَلعَبَ النا
سِ فَماذا يا حَكيمُ
لُعبَةُ الشَطَرَنجِ شُؤمٌ
فَاِجتَنِبها يا شؤومُ
فَلَيقُل ما شاءَ مَن شا
ءَ فَقَولي مُستَقيمُ
إِنَّما جاءَت بِمُهرٍ
واحِدٍ وَهوَ وَخيمُ
وَالَّتي يُنزى عَلَيها ال
يَومَ مَن يُنزى عَقيمُ
وَسَيبلو صِدقَ ما فَسْ
سَرتُ فيها مَن يَرومُ
إِنَّما هِيَ لِأُناسٍ
شَأنُهُم شَأنٌ عَظيمُ
مَلِكٌ يُجبى إِلَيهِ
أو وَزيرٌ أَو نَديمُ
أَو رَجالٌ وَرِثوا الأَم
والَ لِلدَهرِ سُلومُ
فَاِدَّكِر ما بِيَدِ القا
ئِمِ عَنها إِذ يَقومُ
هَل سِوى شَيءٍ يَسيرٍ
مِن سُرورٍ لا يَدومُ
فَإِذا ما أُبلِغَ البَي
تَ فَمَحسورٌ مَلومُ
رحلة يحيى الغزالي
لقد كُلف رحلتين
الأولى كانت إلى القسطنطينية عام 225هـ بأمر
من الأمير الأمويّ عبد الرحمن (الأوسط)؛ لإرسال
رسالة
جوابية إلى الإمبراطور تيوفيل (سماه أبو تمام في البائية: توفلس)، حيثُ حاوله الدولة البيزنطية التقرب إلى دولة بني مروان بالأندلس بعد هزيمتها في (عمّورية) سنة 223هـ.
أمّا الرحلة الثانية فكانت سنة 230هـ إلى جُنْلَند (الدنمارك؛ بلد النُّرمان)، حيثُ كانت الرحلة من أجل الرد على الرسالة، وكان ذلك بصحبة وفد دنمارك الذي كان يسعى في كسب صداقتهم وإقامة علاقات جديدة ب الدولة والاتفاق على عقد معاهدة صداقة، ولكن النرمانديون نقدوا العهد،
و
أغاروا على إشبيلية
وغيرها ثم هزمهم الأندّلسيون، وقد ألقي الغزال في لقائه الملك والملكة شعر حسَن وعلّق كراتشكوفسكي هنا فقال: «إن الغزال أدى دور الدّبلوماسي مرّتين، وهو شاعر فنان، وعلى معرفة بعدد من اللّغات وفي الملكة النرَّماندية يقول:
كُلِّفتَ يا قَلبي هَوىً مُتعِباً
غالَبتَ مِنهُ الضَيغَمَ الأَغلَبا
إِنّي تَعَلَّقتُ مَجوسِيَّةً
تَأبى لِشَمسِ الحُسنِ أَن تَغرُبا
أَقصى بِلادِ اللَهِ في حَيثُ لا
يُلفي إِلَيهِ ذاهِبٌ مَذهَبا
يا تودُ يا رودَ الشَبابِ الَّتي
تُطلِعُ مِن أَزرارِها الكَواكِبا
يا بِأَبي الشَخصُ الَّذي لا أَرى
أَحلى عَلى قَلبي وَلا أَعذَبا
أَن قُلتُ يَوماً إِنَّ عَيني رَأَت
مُشبِهَهُ لَم أَعدُ أَن أَكذِبا
قالَت أَرى فَودَيهِ قَد نَوَّرا
دُعابَةٌ توجِبُ أَن أَدعَبا
قُلتُ لَها ما بالُهُ إِنَّهُ
قَد يُنتَجُ المُهرُ كَذا أَشهَبا
فَاِستَضحَكَت عُجباً بِقَولي لَها
وَإِنَّما قُلتُ لِكي تَعجَبا
ولقد أتمّ الغزالي مهمته على أكمل وجه، حيثُ سَجّل بذلك سابقًا بزيارته إلى السّفارات الديبلوماسّية الأندلسية، وفي عام 845 هـ أرسله عبد الرحمن الثالث إلى “ملك المجوس”، ولكن لا يوجد ما يؤكد هذا الأمر
حيثُ شكك هويسي ميراندا في دائرة المعارف الإسلامية إذا كان هذه الواقعة حقيقية،
أمّا من واقع خيال المؤرخ ابن دحية، ولكن القصة تروي أنّه زار الملك هوريك الثاني، الذي كان يحكم الدنمارك في بلاطه في هليدرا بين عامي 854 و 860، ولعله زار تورگيس من دبلن (أيرلندا).[1][2]