من الشاعر كشاجم ؟ .. وأفضل قصائده

من هو الشاعر كشاجم

هو محمد بن الحسين بن السندي بن شاهك، أبو الفتح الرملي ويعرف باسم كشاجم، هو أديب وشاعر متفنن فارسي الأصل من أهل الرملة في فلسطين، كان يتنقل للعيش في

بغداد

ودمشق والقدس وحلب وأستقر في النهاية في حلب

ويعود سر اسمه الذي أطلقه على نفسه (كشاجم) إلى نوع من أنواع العلوم كان يحبها ويتفنن بها حيث يعد لكل حرف من اسمه

معنى

ومختلف تصف شخصيته حيث أن حرف الكاف يعني الكتابة، وحرف الشين للشعر

وحرف الألف للإنشاء، وحرف الجيم للجدل وحرف الميم للمنطق، وكان الشاعر كشاجم دارس ومتعلم الطب فأطلق على نفسه اسم طكشاجم ولكنه لم يشتهر مثل اسم كشاجم.

قصيدة بكاء وقل غناء البكاء

بكاءٌ وقَلّ غَنَاءُ البُكَاءِ   على رُزْءِ ذُرِّيَّةِ الأَنْبِيَاءِ

لئن ذَلَّ فيه عزيزُ الدُّمُوعِ  لَقَدْ عَزّ فِيْهِ ذَلِيْلُ العَزَاءِ

أعاذِلَتِي إنّ بَرْدَ الشِّفَاءِ  كسانِيْهِ حُبِّي لأهْلِ الكِساءِ

سفينةُ نوحٍ فَمَنْ يعْتلِقْ  بِحُبّهم يَعْتَلِقْ بالنَّجاءِ

لَعَمْرِي لقد ضَل رَأْيُ الهَوَى  بأفئدةٍ من هُداها هَوائي

وَأَوْصَى النبيُّ وَلَكِنْ غَدَتْ  وصاياهُ مُنْبَذَةً بالعَرَاءِ

ومن قَبْلِها أَمَرَ المُنْبِؤنَ     بِرَدَّ الأُمُورِ إلى الأوْصِيَاءِ

ولم يَنْشُرِ القومُ غِلِّ الصُّدو   رِحَتّى طَوَاهُ الرّدى في رِداءِ

ولو سَلَموا لإمامِ الهُدَى    لقُوبِلَ مُعوجُّهم باستواء

هِلالٌ إلى الرُّشْدِ عالي الضِّيَاءِ    وَسَيْفٌ على الكُفْرِ مَاضي الظُّباءِ

وبحرٌ تَدَفّق بالمُعْجِزَاتِ     كما يَتَّدَفّقُ يُنْبُوعُ مَاءِ

عُلومٌ سماويةً لا تُنَالُ      ومَنْ ذا يَنَالُ نجومَ السَّماءِ

لعَمْري الألى جَحَدُوا حقَّه    وما كان أوْلاهُمُ بالوَلاَءِ

وكم موقفٍ كان شخصُ الحِمَامِ   مِنَ الخَوْفِ فيه قَليلَ الخَفَاءِ

جَلاَهُ فإِنْ أَنكَرُوا فَضْلَهُ    فَقَدْ عَرَفَتْ ذاك شمسُ الضُّحَاءِ

قصيدة من يتب خشية العقاب فإني

من يتب خشية العقاب فإني   تبت أُنْساً بهذه الأجزاءِ

بعثتني على القراءة والنس   ك وما خِلْتُني من القراءِ

حين جاءت تروقني باعتدال   من قدود وصِبْغةٍ واستواءِ

سبعة شبهت بها الأنجم السب   عة ذات الأنوار والأضواءِ

كسيت من أديمها الحالك الجُو   نِ غشاءً أكرمِ به من غشاءِ

مشبهاً

صبغة


الشباب

ولِمَّا    ت العذارى ولِبْسة الخطباءِ

ورأت أنها تحسن بالضِّد        د فتاهت بحُلَّةٍ بيضاءِ

فهي مسودة الظهور وفيها   نور حق يجلو دجى الظَّلْماءِ

مطبقات على صحائف كالرّيْ   طِ تُخَيِّرْت من مُسُوك الظباءِ

وكأن الخطوط فيها رياض    شاكرات صنيعة الأنواءِ

وكأن البياض والنُّقَطَ السو    د عبيرٌ رششتَهُ في مُلاءِ

وكأنّ العُشور والذهب السا     طِعَ فيها كواكبٌ في سماءِ

وهي مشكولةٌ بِعِدَّةِ أشكا      لٍ ومقروءةٌ على أنْحاءِ

فإذا شئت كان حمزةُ فيها   وإذا شئت كان فيها

الكسائي

خضرة في خِلال صُفر وحُمر   بين تلك الأضعاف والأثناءِ

مثلَ ما أثّر الدبيبُ من النم    ل على جلد بِضّةٍ غيداءِ

ضُمِّنَتْ محكمَ الكتاب كتابِ ال   لَّه ذي المَكْرُمات والآلاءِ

فحقيقٌ عليّ أن أتلو القر    آن فيهن مُصبَحي ومسائي

قصيدة نفسي الفداء لمن إذا جرح الأسى

نفسي الفداءُ لمن إذا جرح الأسى   قلبي أسَوْتُ به جروحَ إسائي

كبدي وتاموري وجَنّة ناظري   ومُؤَمَّلي في شدتي ورخائي

ربيتُهُ متوسِّماً في وجهه   ما قبلُ فيَّ توسَّمتْ آبائي

ورزقته حَسَنَ القبول مهنِّئاً   فيه عطاءُ

الله

ذي الألاءِ

وعمرت منه مجالسي ومسالكي    وجمعت فيه مآربي وهوائي

وغدوت معتلياً له من أمه    وهي النجيبة وابْنَةُ النُّجباءِ

فأظل أبهج في النهار بقربه    وأُريه كيف تناقُلُ العلياءِ

وأُزِيرُه العلماء يأخذ عنهم    فَيَبُدَّ من يغدو إلى العلماء

وإذا أجن الليل بات مُسامري   ومُحاورٍي وممثَّلاً بإزائي

فَأبيتُ أُدنى مهجتي من مُهجتي   وأضُمُّ أحشائي إلى أحشائي

والمرء يفتن بابنه وبشِعره   لكنّ هذا فتنةُ العُقلاءِ

قصيدة حسبي من اللهو وآلات الطرب

حسْبي من اللهو وآلات الطربْ   ومن ثَراءٍ وَعَتَادٍ ونَشَبْ

ومن مُدامٍ ومَثَان تصطخِبْ   وهمَّةٍ طامحةٍ إلى الرُّتَبْ

مجالسٌ مَصونةٌ عن الرَّيَبْ   مَعْمورةٌ من كل علم يُطَّلبْ

تكادُ من حرِّ الحديث تلتهبْ    شعراً وأخباراً ونحواً يقتضبْ

ولغةً تجمع ألفاظَ العربْ     وفقراً كالوعد في قلب المُحِبْ

أو كَتَأَتّي الرزقِ من غير طلبْ    نَعَمْ وَحَسْبي من دُوِيِّ تُنتخَبْ

مُحَلَّياتٍ بِلُجَيْنٍ وذهبْ        مِحْبَرَةٌ يُزهَى بها الحِبْر الأَلَبْ

مثقوبةٌ آذانها وفي الثُّقَبْ     مثل شُنُوفِ الخُرَّدِ

البيض

العرب

تضمن قطراً فيه للكُتْبِ عُشُبْ    أَسْودُ يجري بمعانٍ كالشُّهُبْ

لا تَنْضُبُ الحكمة إلا إن نَضَبْ       نيطَت إلى يسرى يدي بسببْ

كالقُرْط في الجيد تَدَلّى واضطربْ    تصحبُها والأخواتُ تصطحبْ

كِنانَةٌ تودع نَبْلاً من قصب              لم يَعْلُها ريشٌ ولم تُكْسَ عَقَبْ

لا تَضْحكُ الأوراقُ حتى تنتحِبُ    ترمي بها يُمناي أغراضَ الكتبْ

رمياً متى أقصد به السَّمتَ أُصِبْ    ومدية كالعضْب ما مس قضبْ

غَضَبِي على الأقلام من غير سببْ    تسطو بها في كلّ حين وتَثِبْ

وإنما ترضيك في ذاكَ الغضبْ    فتلك آلاتي وآلاتي تُحَبْ

والظرف في الآلات شئ يستحبْ    لا سيَّما ما كان منها للأدبْ

قصيدة ضرب في ارتشاف ذاك الرضاب

ضَرَبٌ في ارتشاف ذاك الرُّضابِ    خُلَّبا كان برقُ ذاك السحابِ

يا مَهاةَ الفلاةِ يا عِرْضَةَ الأع    راض يا عَذْبَةَ الثنايا العذابِ

أمِنَ العدلِ أنَّ من سوف يقضى    فيكِ نحباً وَكَّلْته بانتحابِ

كيف يصحو نشوان خمر الثَّلِثَيْ    نِ وخمرِ الهوى من الإِطْرابِ

ومن الحين أن غزلانَ رملٍ    صائداتٌ باللحْظِ آسادَ غابِ

في رِياض الجمالِ يأخذن ما شئ    ن من الجُلَّنار والعنابِ

وأبى حبُّها يمينُ أخي الح      بِ لقد جاوبَتْ سريعَ الجوابِ

لَوْذَعِياً أمضَى من السيفِ في الرَّوْ    ع وأذكى في ظُلْمةٍ من شهابِ

اغْضَبِي إن أردب وارضَيْ فعندي      عَزَماتٌ مثلُ السيوفِ القضابِ

لستُ ممن يقول إنَّ الغِنَى تُدْ     رَكُ أسبابُه بلا أسبابِ

فالتَّداني من التَّنائي وما الرا    حةُ إلا في الكدِّ والإتعابِ

فابْشِري وَلْتَنَلْ بشارتُك الرِّك    بَ فهذا أوانُ حَلِّ الرِّكابِ

بفناءٍ كأنما انتظَمَ الده      رُ عليه وانحلَّ عقدُ السِّخابِ

وكأنَّ الخطوبَ خوفاً تواصَت    بينَها باجتنابِ ذاكَ الجَنَابِ

فيه سَبْطُ البناتِ من آل إبرا    هيم صعب المَرام سَهْلُ الحِجابِ

لم يُعَلِّلْ نصيبَهُ من مَعَالي    جدِّه يَعُرب الكريمِ النِّصابِ

يُعجَبُ الناسُ أنه أَفْضلُ النا    سِ عُلاً وهو غيرُ ذي إعْجابِ

وَكَثيرٌ حياؤُه والعَطَايا     يَتَبَرَّجْن مِنْهُ للخطَّابِ

لو تبحَّرت جُودَةُ تَحَسِبْتَ ال   بَحْرَ في صدرهِ الرّحيبِ الرّحابِ

أَغْربَتْ في النّدَى سَجاياهُ قِدْماً    فدعوناهُ طالب الطُّلابِ

شَرَفٌ كيف ما تصفَّحْتَ صافَحْ

قصيدة وصب الهوى ما كان من أوصابه

وَصَبُ الهوى ما كان من أوصابه   لولا طُرُوقُ خياله المُنْتابِهِ

يأبى وقد حسر

الصباح

لِثامَهُ     إلا تحية ركبه ورِكابِهِ

خُلوه يندب شجوه فلعله   يشفى الذي نَكَأْتَه من أندابِهِ

وتعجَّبْتُ بدمٍ ولوْ      تركت له دمعاً إذاً لبكى بِهِ

ما أَنْصَفَتْه يكون من أعدائِها     في زُعْمِها وتكونُ من أَحْبَابِهِ

وهي التي قالت لجارةِ بَيْتِها     قولاً دموعي كُنَّ رَدَّ جوابِهِ

ما كان ينفعُهُ لدى شبابهِ     فعلام يُتعب نفسَهُ بِخَضابِه

وعجبتُ منه يعود بعدُ إلى الهوى    فكأنَّ عذباً كان طعمُ عذابِهِ

غُصُنٌ من البان انثَنى وجناتُه    عن ورده واهتزّ عن عنابِهِ

وكأنما خَلْخالُه وَسِوارُه     صَمَتَا لنُطق وِشاحه وحِقابِهِ

وكأنما ضن الحُسَيْنُ بعِرْضِه    يومَ التفرُّق ضِنَّه بسحابِهِ

أَسَدٌ وَبيضُ الهند من أَظْفاره    صِلٌّ وسُمر الخَطِّ من أنْيابِهِ

تَلْقَى الملوكُ الصيدَ حول رِواقِهِ     للإذن أو زُمَراً على أبوابِهِ

يحوُون بين جلوسه وركوبِهِ     شرفاً بِلَثْم بساطه وركابِهِ

أبناء معتصَبٍ بجوهر تاجه     متلفّع برداءِ ظلِّ عُقَابِهِ

فإذا رَمى هدف الخطوبِ فإنما     في رقعة البُرْجاس سَهْم صوابِهِ

والملكُ يعلم حين غاب بأنه     ما غاب عنه غيرُ ضَيْغَمِ غابِهِ

ألقى أزمَّتَهُ إلى تدبيره      لما رأى طَبًّا بقوْدَ صعابِهِ

فكأنما هو مُحرم في حُلَّةٍ     لِعَفَاف شِيمته وطُهر ثيابِهِ

وافى فصدَّقَتِ الظنونُ ونُضّت

قصيدة معلنة الأوتار صخابة

معلنةُ الأوتار صخابة      لها حنينٌ كحنين الغريبْ

زادت على المزهر طيباً وقدْ     تاهت على النّاي بخَلقٍ عجيبْ

مَكْسُوّةٌ أحشاؤُها حلةً      من جلد أحشاء غزالٍ ربيبْ

كأنما تسعةُ أوتارها    نصبن أشراكاً لصَيْدِ القلوبْ[1]