ما هو الفرق بين المبادئ والأسس

التعريف اللغوي للمبادئ

المبادئ كلمة جمع ومفردها مبدأ، يمكن توظيفها في عدد لا محدود من المعاني، وهذا يعتمد اعتمادًا كليًّا على سياق الكلمة وطريقة صياغتها في الجملة علي هيئة اسم أو فعل، فعلى سبيل المثال نقول: النواة مبدأ النخل، أي أصل النخلة في النضوج، ونقول الحرف مبدأ اللغة، أي عامل التكوين الأساسي والهيكلي في تكوين الجمل فيها، وغير ذلك من الأمثلة التي تصاغ فيها الكلمة على هيئة اسم.

أمّا بالنسبة لصياغة كلمة مبادئ الفعلية فنقول: أحمد بادأ أخاه بالكلام، أي كان له السبق في صنع حوار معه، وكل هذه الصيغ المختلفة التي تشير إلى معني واحد للكلمة وهو أصل الشيء وركيزته وأساسه الأولي، وكلمة مبادئ يمكن تعريفها على أنها مجموعة قواعد وقوانين تبين أصل الأشياء وطريقة حدوثها من البداية؛ ولهذا أوجدنا بعض المبادئ العلمية والحياتية وبنينا عليها تطبيقات علمية عديدة وحولناها لواقع ملموس من خلال استخدام تلك النظريات في شتى مجالات

الحياة

اليومية.

وأيضًا تشير كلمة مبادئ إلى المعتقد الراسخ الثابت، والمعيار العلمي الذي تقاس عليه آراء العلماء وأحكامهم، والأساس المسلّم به لوضوحه الشديد، فنجد في المجال العلمي مبدأ النظرية النسبية في المجال الفيزيائي، وفي المجال الحياتي نجد مبدأ النزعة السيئة المقرر في

الدستور

الأمريكي.

وفي مجال التنمية البشرية نجد مبدأ باريتو لتنظيم الأولويات، بالإضافة إلى مبدأ كارتر، والحرية الفكرية، وغير ذلك من أمثلة المبادئ التي تم استنباطها على أساس من العلم والمعرفة، التي تم تطويعها فيما بعد لاكتشاف وترسيخ مبادئ علوم أخرى.

التعريف الاصطلاحي للمبادئ

تُعرّف المبادئ اصطلاحيًّا على أنّها مجموعة قواعد وضوابط أخلاقية ومعتقدات فكرية يمكن استخدامها في

التمييز

بين الصواب والخطأ والحلال والحرام وغير ذلك من متناقضات الحياة، فالصدق-مثلًا- يشير إلى التزام الفرد بالمعايير الأخلاقية التي تحسّن سلوكه في المجتمع.

ويوجد أيضًا مبادئ خاصة بالمجتمع كليًّا يتبين فيها مدى فساد أو صلاح الشخص بالنسبة للمجتمع، وتتسع دائرة هذه المبادئ كثيرًا عن دائرة الأهداف والسياسات العامة التي توجد داخل المجتمع، ولا يمكن حصر تطبيق هذه المبادئ على فرد أو مجتمع بعينه.

فالكل سواء أمام تطبيق هذه المبادئ ويكون هذا على نطاق دولي واسع في مختلف أنحاء

العالم

، فهناك-مثلًا- مبادئ القانون العامة التي تم إصدارها من جهة محكمة العدل الدولية التي تعتبر المركز الثالث علي مستوى العالم في التطبيق، وتعتبر هذه المبادئ هي أساس التعامل القانوني التي بدورها تجعل عملية الإجراء القانوني والقضائي أكثر سهولة وسلاسة ووضوح.[1][2]

تعريف الأسس

إنّ

المعرفة


حقل

شديد الاتساع يحتوي بداخله على مجالات عديدة ومختلفة، بعض المجالات مرتبطة ببعضها بشكل مباشر أو غير مباشر، ويُعَدُّ العلم والتقنية من

أشهر

الأمثلة على مجالات المعرفة المتعددة

وكل مجال من مجالات المعرفة المختلفة عادةً ما يشتمل على عدد من العناصر التي تُعَدُّ أساسيةً في تكوينه ثم تعقده، ومن الممكن إيجاز تعريف الأسس في أنّها المبادئ الأساسية التي تقوم عليها وتتكون منها أي معرفة.

لتوضيح تعريف الأسس؛ من الممكن إسقاط ذلك على المنزل؛ حيثُ إنّ المنزل لا يعتمد تكوينه فقط على العناصر الخارجية التي تكون ظاهرة لنا؛ بل هناك العديد من العناصر التي تمثل هيكل البناء الذي نشأ على أساسه هذا المنزل.

إن هيكل البناء الخاص بالمنزل هو أساسه، وعليه يتمكن المنزل من البقاء واقفًا دون السقوط؛ فمثلاً لا يُمكن أنّ نعتمد على مجرد سطح من أجل تأسيس منزل؛ بل يجب وضع أساسات البناء أولاً قبل البدء في البناء، وفي حالة غياب هذه الأساسات، يستحيل تأسيس المنزل بشكل ناجح.

يميل البعض أيضًا إلى تعريف الأسس على أنها بداية الشيء أو السبب الرئيسي في حدوثه؛ فمثلاً نجد أن الإنسان إذا كان ناجحًا، يعني ذلك أنه بالتأكيد كان يعمل بِجِدّ؛ فبدون عمل لا يستطيع الإنسان أنّ ينجح

ونجد أيضًا أن لاعب الكرة إذا لم تكن أعضاؤه الحيوية (كالقلب والأوعية الدموية) بحالة سليمة، يصعب عليه أن يستمر في ممارسة هذه

الرياضة

أو أن ينجح فيها.

يرغب الكثيرون في تعلم العديد من الأشياء الجديدة في مجالات مختلفة، وفي هذه الحالة نجد أن وصول الشخص إلى درجة الاحتراف لا يأتي في البداية؛ بل يبدأ الشخص أولاً في العالم الأشياء البدائية في هذا الشيء، وبعد ذلك يبدأ في الممارسة المستمرة لكي يكتسب كمًّا كبيرًا من الخبرة والمهارة؛ فيتحسن تدريجيًّا في هذا الشيء حتى يصل إلى درجة الخبير أو الأستاذ فيه.

في الحياة المدرسية، لا يكون الإنسان كبيرًا؛ ولكنه يتعلم في مدرسته الأساسات التي تُمكِّنه من الحياة كالكبار فيما بعد؛ فيتعلم القراءة والكتابة، بالإضافة إلى تنفيذ العمليات الحسابية، وتكون هذه الأشياء الأساس في أشياء أخرى أكبر من ذلك، مثل: تعلم اللغات الأجنبية.

الفرق بين المبادئ والأسس

المبدأ يختلف حسب المجال الذي يتمّ استخدانه فيه تدل على المعتقدات الثابتة عند الأشخاص وتدل في على المعيار العلمي التي تقاس عليه أراء ومعتقدات العلماء وتدل في بعض المجالات العلمية على القواعد والنظريات العلمية التي يتمّ التوصل إليها عن طريق البحث والتجارب.

أمّا الأسس كما أوضحنا في السابق هي الأساس الذي تقوم عليها تعاليم مهارات الحياة والتعليم مثل تعلم القرأة والكتابة، والعمليات الحسابية، فالأسس هي البديات التي تقوم عليها أي نوع من أنواع المعرفة في الحياة.[3]

ما هي المبادئ في الحياة

يجب على كل شخص يريد تحقيق ذاته أو الوصول لحلم أو هدف ما أنّ يتبع بعض المبادئ الأساسية التي تساعده على ذلك، التي بدورها تقوم بتقويم سلوكه وعاداته بشكل عام ليكون مؤهلًا بشكل كافٍ للوصول لما يريد

فمهما كان صعوبة الأمر في التحقيق سيصل لا محالة لهدفه، وكما هو متعارف عليه أنّ مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة، والخطوة الأولى لأي شخص يريد إثبات ذاته هي اتباع مجموعة من المبادئ التي تساعده في تنظيم حياته عمومًا، ونوضح بعضًا منها في السطور القليلة القادمة.



تحديد

الهدف

الهدف هو العامل الرئيسي الذي يكون حافزًا للسعي وتحقيق

النجاح

، ولذلك نجد كثيرًا من أبناء المجتمع من يعيشون بشكل عشوائي بلا هدف مرجو، فنجد أن حياة هؤلاء تصبح همجية بشكل غير طبيعي، فيجب على كل شخص أن يحدد أهدافه ويعرف وجهته ويسير بخطي سريعة نحو هذه الأهداف وإلا كان هذا السعي بلا نتيجة.


الأمل وعدم الاستسلام

يعاني كثير من الناجحين من وجود أشخاص حولهم ويحبطنهم ويقللون من عزيمتهم، وهذا يجعلهم يدخلون في نوبة من الكسل وإهدار الأوقات بلا فائدة، فيجب عليك كشخص ساعٍ للنجاح أن تترك كل ما يقف عائقًا بينك وبين النجاح وتقف واثق الخطي ثابت المبدأ على هذا الطريق الصعب الشاق الذي يتطلب

الصبر

والعزيمة والمحاربة وعدم الاستسلام والتمسك الشديد بالأمل.



قوة الإرادة

يجب عليك أنّ تتحلى بالعزيمة والإرادة القوية لتكون مهيئا لكسر حاجز

الخوف

والفشل، وأن تبذل كل ما في وسعك وتعقد النية القوية والثبات لتصل إلى ما تريد، محافظًا على كل نقاط القوة لديك وداعمًا نقاط الضعف محولًا إياها إلى نقاط قوة تدعمك خلال سيرك في الطريق واضعًا الأمل نصب عينيك، فهدفك عالٍ يستحق منك إرادة صلبة من حديد.


المعرفة والعلم

يجب عليك أنّ تمتلك المعرفة الكافية بما تريد أن تصل إليه، وأن تقوّي نفسك ثقافيًا متيقنًا بضرورة العلم والمعرفة في حياتك وأنهما النور الذي يضئ لنا كل شيء حولنا، حتى وإن كنت لا تمتلك تلك المهارات يجب أن تبدأ فيها من الآن وتستمر في تطويرها، فلا يوجد من ولد عالمًا بل كل شخص يكد ويكدح في طلب العلم والمعرفة.


التخطيط والتنظيم

من أساسيات

تحقيق الهدف

أن نخطط ونرتب لأهدافنا على المدى البعيد، وأن نتخلص من كل ما يحول بيننا وبين الاستغلال الأمثل لأوقاتنا مركزين على أهدافنا بشكل واضح تاركين حولنا كل ما يفصل بيننا وبين استشراف بصيص الأمل.


العمل والاجتهاد

يجب عليك أن تخرج من عالم الأحلام إلى عالم الواقع، وتقوم بعملك الذي يحقق لك أهدافك وتتبع خطواتك في عملك وتترك الكسل واثقًا في ذاتك متخطيًا كل ما يحبطك غير مبالٍ بالمستحيل، فحتمًا ستصل إلى هدفك طال عمرك أو قصر.


الصبر والتحدي

يلعب الصبر دور كبير في تحقيق الهدف، فصبرك على طلب العلم وصبرك على تحمل المشاق وتخطي الصعاب وغير ذلك من التحديات يؤدي إلى الوصول إلى أهدافك، ولا شك أنك أخفق البداية ثم تنجح وتفشل وتنجح وتفشل إلى أن تصل في نهاية المطاف وتحقق حلمك الذي لا طالما صبرت وكافحت لأجله.


البساطة والمرونة

عليك أن تترك كل ما يعوق فكرك ويضيع تركيزك، جاعلًا خطواتك واضحة أمامك متحديًّا بها كل شيء حولك يقف حاجزا بينك وبين حلمك، متحليًّا بالبساطة والمرونة، مستخدمًا أقل الإمكانات وأبسط الطرق في تحقيق ذاتك وأحلامك، مستغلًّا كل وقتك وقدراتك ومهاراتك ومواهبك.


الالتزام وتنظيم

الوقت

لتحقيق السابق ذكره من نصائح عليك بتنظيم وقتك وترتيب أولوياتك، ملتزمًا بالخطوات التي أعددتها وقوائم الزمن التي خططت لها، وعليك أيضًا بتقسيم وقتك على تطوير ذاتك وتنمية مهاراتك وتحقيق العلم والمعرفة وتجعل هذا كله واضحًا أمامك لتحقيق أهدافك.[4]