اجمل اشعار عزوز الملزوزي
من هو عزوز الملزوزي
أبو فارس عبد العزيز بن عبد الرحمن بن محمد معروف باسم عزوز الملزوزي نسبة إلى قبيلة ملزوزة، كان أحد شعراء دولة المنصور وأهم الأدباء في بلاطه وهو من أهل مكناس، كان جسوراً وجريئ على
الأمراء
ووقف أكثر أشعاره عليهم وأغلب النظم له كانت في وقائعهم.
شعر يوم نزاهة وعقار
اليَومُ يَومُ نَزاهةٍ وَعُقارِ وَتَقرّب الآمالِ وَالأَوطارِ
أَوَ ما تَرى شَمس النَهار قَدِ اِختَفَت وَتَستَّرَت عَن أَعيُن النظّارِ
وَالغَيثُ سحّ غَمامُه فَكَأنّه دَنِفٌ بَكى مِن شدّة التذكارِ
وَالبَرقُ لاحَ مِنَ السَماء كَأَنَّهُ سَيفٌ تَأَلّق في سَماءِ غُبارِ
لا شَيء أَحسَنُ فيهِ مِن نَيل المُنى بِمُدامةٍ تَبدو كَشُعلَة نارِ
لَولا صِيامٌ عاقَني عَن شُربِها لَخَلَعتُ في هَذا النَهار عِذاري
لَو كانَ يُمكنُ أَن يُعار أَعَرتُهُ وَأَصومُ شَهراً في مَكان نَهارِ
لَكن تَرَكتُ سُرورَه وَمُدامَه حَتّى أَكونَ لَدَيهِ ذا إِفطارِ
وَنُديرُها في الكَأس بَينَ نَواهدٍ تَجلو الهُموم بِنَغمة الأَوتارِ
فَجُفونُها تُغنيك عَن أَكواسها وَخُدودُها تُغنيك عَن أَزهارِ
شعر أعلمت بعدك زفرتي وأنيني
أَعَلِمتَ بَعدَك زَفرَتي وَأَنيني وَصَبابَتي يَوم النَوى وَشُجوني
أَودَعتَ إِذ وَدّعتَ وَجداً في الحَشا ما إِن تَزال سِهامه تُصميني
وَرَقيبُ شَوقك حاضِرٌ مُتَرقّب إِن رُمتُ صَبراً بِالأَسى يُغريني
مِن بَعد بُعدك ما ركَنتُ لِراحةٍ يَوماً وَلا غاضَت عَلَيك شُؤوني
قَد كُنتُ أَبكي الدَمعَ أَبيضَ ناصِعاً فَاليَوم تَبكي بِالدِماء جُفوني
قُل لِلَّذينَ قَد اِدّعوا فَرطَ الهَوى إِن شئتُمُ عِلمَ الهَوى فَسَلوني
إِنّي أَخَذتُ كَثيره عَن عُروَة وَرَوَيتُ سائِرَه عَن المُجنونِ
هَذي روايتُنا عَن اِشياخ الهَوى فَإِن اِدَّعَيتُم غَيرَها فَأَروني
يا ساكِني أَكنافَ رملةِ عالِجٍ ظَفرت بِظبيكم الغَريرِ يَميني
في رَوضةٍ نمّ النَسيمُ بِعَرفها وَكَذاك عرف الرَوض غَيرُ مَصونِ
وَالوُرقُ مِن فَوق الغُصون تَرنَّمَت فَتُريك بِالأَلحان أَيّ فُنونِ
تُصغي الغُصونُ لِما تَقول فَتَنثَني طَرَباً لَها فَاِعجَب لِمَيل غُصونِ
وَالأَرضُ قَد لَبِسَت غَلائل سُندُسٍ قَد كُلّلَت بِاللؤلؤ المَكنونِ
تاهت عَلى زُهر السَماء بِزَهرها وَعَلى البُدور بِوجهها المَيمونِ
شعر سهم المنية أين منه فرار
سَهمُ المَنيّة أَينَ مِنهُ فِرار مَن في البَريّة مِن رداهُ يُجارُ
حكَمَ الزَّمان عَلى الخَلائِقِ بِالفَنا فَالدارُ لا يَبقى بِها دَيّارِ
عِش ما تَشاءُ فَإنّ غايَتَك الرَدى يَبلى الزَمان وَتَذهَب الأَعمارُ
فَاِحذَر مُسالَمَةَ الزَمان وَأَمنَه إِنّ الزَمان بِأَهلهِ غَدّارُ
وَاِنظُر إِلى الأُمَراء قَد سَكَنوا الثَرى وَعَلَيهم كَأسُ المنونِ تُدارِ
قَد وُسّدُوا بَعدَ الحَرير جَنادِلاً وَمِنَ اللُحود عَلَيهم أَستارُ
مُنِعوا القِبابَ وَأُسكِنوا بَطن الثَرى حَكمت بِذاك عَلَيهم الأَقدارُ
لَم تَنفَع الجُردُ الجِياد وَلا القَنا يَومَ الرَدى وَالعَسكَرُ الجَرّارُ
في مَوت عَبد الواحد الملِك الرّضى لِجَميع أَملاك الوَرى إِنذارُ
أَن لَيسَ يَبقى في المُلوك مُمَلّك إِلّا أَتَته مَنيّةٌ وَبَوارُ
نادَيتُهُ وَالحُزن خامرَ مُهجَتي وَالقَلبُ فيهِ لَوعةٌ وَأوارُ
يا مَن بِبَطن الأَرض أَصبَح آفلاً أَتَغِيبُ في بَطن الثَرى الأَقمارُ
إِنّ الَّذين عَهدتَ صَفوَ وِدادهم هَل فيهمُ بَعدَ الرَدى لَكَ جارُ
تَرَكوكَ في بَطنِ الثَرى وَتَشاغَلوا بِعُلاً سِواك فَعُرفُهُم إِنكارُ
لَمّا وَقَفتُ بِقَبره مُتَرَحّماً بانَ العَزاءُ وَهاجَني اِستعبارُ
فَبَكَيتُ دَمعاً لَو بَكَت بِمثالهِ غُرّ السَحائب لَم تَكُن أَمطارُ
يا زائِريهِ اِستَغفِروا لِمَليكِكم ملكَ المُلوك فَإِنَّهُ غَفّارُ
شعر أرى كل جبار بسيفك يصغر
أَرى كُلّ جَبّارٍ بِسَيفك يَصغُرُ وَكُلّ مَليكٍ عَن فعالك يقصُرُ
وَكُلُّ عَزيزٍ خاضِعاً مُتواضِعاً وَكُلُّ يمانٍ عَن يَمينك يُمطِرُ
تَنامُ عُيون الناس طرّاً وَأَنتَ في صَلاح العلى وَالخَلق ما زلتَ تَسهَرُ
أَضاءَت بك الدُنيا فَزال ظَلامُها فَأَيّامها مِن نُور وَجهك تُسفرُ
وَكانَ لَدَينا الدينُ قَد ضاعَ حَقّه وَلَم يَبق مِنهُ غَيرُ عَين تَحدّرُ
بَعَثتَ إِلى يَغمور بِالصُلح مُعلِماً وَقُلت عَساه بِالبَصيرة ينظُرُ
فَلم يَغتَبط بِالصُلح جَهلاً وَغَلظةً فَيا عَجَباً مِن خاسرٍ كَيف يَخسَرُ
أَرَدت بِأَن تَهديه للرُشد وَالهُدى وَكَيفَ يَرى رُشداً شَقيّ مُغَيّرُ
فَإِنَّك لا تَهدي مَن اِحبَبتَ لِلهُدى أَتَدفع عَنهُ ما عَلَيهِ مُقَدّرُ
أَبى اللَه إِلّا أَن يَخصّك بِالهُدى وَيُعطيك في أُخراك ما هُوَ أَكثَرُ
وَيَحرِم يَغمُوراً جِهادَ عَدوّنا وَيَجعَله في بَحر بَأسك يُغمَرُ
فَأسبِق بِهِ فَهوَ الجِهاد بِعَينهِ فَحَتّى مَتى في الدّين يَغمور يُقصرُ
فَتَأخُذُه قَهراً وَتَملِك أَرضَه فَأَنت عَلَيهِ في المَلاحِم أَقدَرُ
أَيَنسى نَفيض إِيسَلي ثمّ وَجدةً وَيَوم تَلاغٍ وَالقَنا تَتَكسّرُ
وَقَد سَطعت بيضٌ خِفافٌ صَوارمٌ وَقَد حَجَب الشَمس المُنيرة أَغبرُ
وَلا شَمسَ إِلّا وَجه يَعقوب إِذ بَدا تَراه لَدى الهَيجاء وَالحَرب تُسعرُ
وَيَغمور قَبل الحَرب يحلِفُ أَنّه إِذا ما اِلتَقى الجَمعان لِلأَسر يَذعرُ
فَلَمّا رَأى أَسيافَكُم تَستَبي الطلى وَأَبصَر خَيل اللَه كَالأسد تَزأرُ
تَولّى عَلى أَعقابِه مُتَحَسّراً فَأَين مَضَت أَيمانُه وَالتَجَبّرُ
شعر أيجحد يغمور فضائلك التي
أَيَجحد يَغمورٌ فَضائلك الَّتي إِذا عُدّدت عِندَ الوَفا لَيسَ تحصرُ
وَأَنتَ الَّذي أَنقَذتَ دِرعاً مِن الرَدى وَكانَت بِها الأَعرابُ لِلنَهب تكثرُ
قَطَعت لَهُم قَصداً جِبالاً تَصعّبت تُرى العيسُ فيها وَالسَوابق تخبرُ
فَلَمّا حَللت السَهل أَرسَلت ماجِداً تذِلّ لَهُ الأَملاك ساعَةَ يَظهَرُ
بِأَولادِ عَبد الحَقّ قَد ظَهَر الهُدى وَصارَ النَدى قَد يَمّم الغَرب يَقطُرُ
أَتوا قاصِدين الغَرب وَالظُلم عَمّه فَصارَ بِهم يَسبي العُقول وَيُبهَرُ
وَقَد قالَ خَيرُ العالَمين مُحَمّد يَكون لَكم بَعدي لَدى الغَرب معشرُ
بِهم يَعتلي الإِسلام بَعد اِمتِهانه وَيَرجع في أَثوابه يَتَبَخترُ
وَأَرجو مِن الرَحمَن أَنَّكُمُ هُمُ فَفي فِعلكم هَديُ المَآثر يَظهَرُ
أَبا يوسفٍ أَنتَ الغِياثُ لِدِيننا أُولو العلم في أَخبارهم بِكَ بَشّروا
سَتَملِكها غَرباً وَشَرقاً وَقِبلَةً وَجَوفاً فَهَذا في كان الجفرِ يُذكرُ
طُلَيطِلة تَغزو وَيَفنى مَليكها وَإِشبيليا عَمّا قَريب تُذَكّرُ
مَرينُ أَلا قُودُوا الجِياد لِنَهبها وَلِلغَزوِ يا أُسد الفَوارس فَانِفِروا
لَقَد سَكَن الأَعدا مساجدَ ربّنا وَكانَ بِها قَبلُ المُهيمنُ يُذكَرُ
فَعادَت إِلى الخِنزير وَالشّرك مسكناً وَبُوقاتُهم فَوق الصَوامع تَزمُرُ
وَكَم غَنِموا مِنّا حِساناً كَواعِباً وَغُزلانَ درّ في المَقاصير تُقصَرُ
وَكَم أَيتَموا مِنّا بَنين أَصاغِراً فَأَكبادُنا مِن حالِهم تَتَفطّرُ
يَظنّون أَنّ الدَهر قَد نامَ عَنهُمُ وَأَنّ عُلاهُم لا تَزال تُظفّرُ
أَما عَلِمُوا أَنّ الإِلَه يُبيدهم بِجَيشِ مَلِيكٍ نصرُه مُتيسّرُ
شعر وما هو للإسلام إلا مهند
وَما هُوَ لِلإِسلام إِلّا مُهَنّدٌ بنوه لَهُ حَليٌ أَنيقٌ وَجَوهَرُ
فَمَن كَأَبي الأَملاك مَن مثلُ يوسف تَخال النَدى مِن كَفّهم يَتَفَجّرُ
يَزينهم علمٌ وَحلمٌ وَعفّةٌ وَجودٌ سَكيبُ الوَبل لا يَتَعذّرُ
فَلا زالَ هَذا الملك فيك وَفيهمُ يُحسّنهُ الرَحمنُ لا يَتَكدّرُ
إِلَيكَ أَميرَ المُؤمنين قَصيدةً تُعجّزُ من في الغَرب وَالشَرق يشعرُ
ثَناؤكُم فيها اللآلي نظّمت وَذكركم مِسكٌ ذكي وَعَنبرُ[1]