كيف يرتبط الحق بالواجب
ما هي الواجبات
الواجبات هي مسؤوليات أو التزامات للفرد من قبل الهيئة الحاكمة والتي يجب أن يقوم بها الفرد المذكور، حيث أنك كمواطن يوجد هناك مجموعة واسعة من الواجبات التي تلزمك في
الحياة
اليومية، تقع هذه الواجبات على الدولة والأفراد على حدٍ السواء.
فهناك واجب قانوني لدفع الضرائب، والامتناع عن ارتكاب أعمال عنف ضد المواطنين، واتباع القوانين الأخرى التي سنها البرلمان، ويؤدي خرق هذه الواجبات القانونية إلى عواقب مالية (غرامات)، أو إجراءات عقابية مثل السجن، وتتبع الواجبات منطقاً بسيطاً وهو أن التعايش السلمي يتطلب درجة من التضحية بالنفس، وإذا لزم الأمر يجب فرض ذلك من خلال مجموعة العقوبات.
يوجد هناك واجبات ضرورية منها واجبات دينية على الفرد تجاه ربه، وواجبات إنسانية على الشخص تجاه أي شخص آخر سواء أقارب أو أصدقاء وغيرهم، وواجبات بيئية على الفرد تجاه بيئته والحفاظ عليها، وواجبات عملية وأخرى وطنية تجاه
الوطن
وحمايته والدفاع عنه.
ما هي الحقوق
الحقوق هي مبادئ قانونية أو اجتماعية أو أخلاقية للحرية التي يحق للناس الحصول عليها من قبل هيئة إدارية، وهي أيضاً المطالب المشتركة للناس والتي يعترف كل مجتمع مثقف بأنها مطالب أساسية لتطورهم، وبالتالي يتم فرضها من قبل الدولة، ويوجد هناك حقوق هامة منها الحقوق الوطنية، و الدينية، وحرية التعبير عن الرأي، وحقوق ملكية وأخرى إنسانية.[1]
الفرق بين الحقوق والواجبات
تعرف الحقوق على أنها القواعد المعيارية التي تحددها سلطة قضائية قانونية، والحقوق هي شيء يملكه الشعب ويستحقه كل إنسان، لا يهم من أين أتوا أو وُلدوا أو أين يعيشون، تُكتب الحقوق بشكل عام في القوانين، ويمكن للناس بسهولة الاعتراض على حقوقهم أو الدفاع عنها في المحكمة.
وجدير بالذكر أن نتذكر أن الحقوق تستند إلى مجموعة من السلوكيات والمسؤوليات المتفق عليها والتي من المتوقع أن تؤدي إلى الاحترام المتبادل والتعاون، والحق ليس مجرد قانون يسمح للأفراد أو الهيئات الإدارية بفعل أو قول أي شيء يرغبون فيه، بل إنه هو الأساس أو الإطار الذي يعتمد عليه المجتمع ككل ويعرف نفسه، وتعتبر من الركائز التي تسمح لنا بتأسيس مجتمعنا.
وتعرف الواجبات على أنها الأشياء التي يتعين على الفرد إكمالها أو اتباعها، ومن المهم للغاية أن يؤدي الفرد واجباته لحماية حقوقه لصالح المجتمع، وهي تعد واحدة من الركائز الأخرى التي يقوم عليها المجتمع أيضاً لأن وجود كل حقوق يقوم على وجود واجبة، ولكن هناك فروق أساسية بين الحقوق والواجبات يجب العلم والإحاطة بها وهي:
- الحق يقوم على الامتياز الممنوح للفرد، في حين أن الواجب يقوم على المساءلة عن أداء هذا الواجب من قبل الفرد، ومن المهم للغاية أن يقوم الناس بواجباتهم الكاملة المتمثلة في طاعة القوانين ودفع الضرائب والخدمة في المحكمة والذهاب إلى المدرسة والمشاركة في الحكومة واحترام الآخرين واحترام التنوع وما إلى ذلك.
- الحقوق تُمنح للناس لحماية حرياتهم الأساسية، في حين تُعطى المسؤولية لأولئك المسؤولين عن دعم تلك الحقوق، ويتحمل الناس المسؤوليات مقابل الحقوق التي يحصلون عليها أيضاً.
- الواجبات هي عبارة عن مسؤوليات أو التزامات للفرد من قبل الهيئة الحاكمة التي يجب أن يقوم بها الفرد، بينما الحقوق هي الإمتياز الذي تمنحه الهيئة الحاكمة للشعب.
- الواجبات لا يجوز للمحكمة الطعن فيها، بينما الحقوق يمكن الدفاع عنها أو الطعن فيها من قبل محكمة القانون.
- الواجبات تقوم على المساءلة عن أداء الواجبات من قبل الفرد، بينما الحقوق تقوم على الامتياز الممنوح للفرد.[2]
كيفية ارتباط الحقوق بالواجبات
الحقوق هي مبادئ قانونية أو اجتماعية أو أخلاقية يحق لأي شخص الحصول عليها من قبل هيئة إدارية، بينما الواجبات هي مسؤوليات أو التزامات للفرد من قبل الهيئة الحاكمة والتي يجب أن يقوم بها الفرد، ولكن الحقوق والواجبات وجهان لعملة واحدة، فلا ينفصل مصطلحا “الحق وواجبه” عن بعضهما البعض ولهم ارتباط وثيق ببعضهم البعض، ويوجد
علاقة الحق بالواجب في القانون
، وفيما يلي سوف نوضح كيف ترتبط الحقوق بالواجبات:
تسير الحقوق جنباً إلى جنب مع الواجبات
- حيث لاحظ المهاتما غاندي في الهند سواراج أن “الحقوق الحقيقية هي نتيجة لأداء الواجب”.
- ترتبط الحقوق والواجبات ارتباطاً وثيقاً ولا يمكن فصلها عن بعضها البعض، حيث أن لكل الحق، يوجد هناك واجب المقابلة.
- تحمي الدولة الحقوق وتطبقها ومن واجب جميع المواطنين أن يكونوا مخلصين للدولة، وبالتالي للمواطن حقوق وواجبات.
-
وفقاً لـ هارولد لاسكي، أن حق
الرجل
هو أيضاً واجبه، فمثلاً إذا أعطت الدولة حق الحياة لمواطن فإنها تفرض عليه أيضاً الإلتزام بعدم تعريض حياته للخطر وكذلك احترام حياة الآخرين.
تتبع
الحقوق والواجبات منطقاً مختلفاً
-
يكفل
الدستور
للمواطنين الحقوق الأساسية ويسرد الواجبات الأساسية التي يتعين عليهم اتباعها. - يغطي الدستور مجموعة واسعة من المجالات لحماية حقوق الإنسان العادي من خلال إدخال عدد من الحقوق كحقوق أساسية في الدستور.
- يغطي الدستور أيضاً مجموعة واسعة من الواجبات من خلال إدخال عدد من الواجبات على الإنسان في الدستور.[3]
الارتباط بين الحقوق والواجبات
-
دائماً ما تتوافق الحقوق والواجبات معاً
ترتبط الحقوق والواجبات ارتباطاً وثيقاً و
علاقة الحق بالواجب
كوجهان لعملة واحدة، حيث أنه إذا أعطت الدولة حق الحياة للمواطن فإنها تفرض عليه أيضاً الإلتزام بعدم تعريض حياته للخطر وكذلك احترام حياة الآخرين، وعلى سبيل المثال أنه إذا كان لديك الحق في العمل وتحقيق المكاسب من هذا العمل فمن واجبك أيضاً الاعتراف بنفس الحقوق للآخرين.
-
حق المرء واجب على الآخرين
لا يمكن التمتع بالحقوق إلا في عالم يتمتع بالالتزام بالواجبات حيث أن لكل حق واجب في المقابل، أي عندما يفشل الناس في أداء واجباتهم بشكل صحيح تصبح جميع الحقوق بلا معنى، اي لا يمكنني التمتع بحقوقي إلا إذا سمح لي الآخرون بفعل الشيء نفسه، فلدي الحق في الحياة ومن واجب الآخرين احترام حياتي وعدم التسبب في أي ضرر لي.
-
تنطوي حقوق المواطن على واجباته
الحقوق ليست على فرد واحد فقط، الجميع يحصل على هذه الحقوق على قدم المساواة، وهذا يعني أن “للآخرين أيضاً نفس الحقوق التي يمتلكها أي شخص آخر، وقد قال لاسكي بحق أن حق رجل واحد هو واجبه أيضًاً من واجبي احترام حقوق الآخرين وكذلك واجب استخدام حقوقي لصالح المجتمع.
-
تستخدم الحقوق من أجل الصالح الاجتماعي
تنشأ الحقوق في المجتمع لتأسيس مجتمع ناجح وسوي، فيجب أن نحاول دائماً تعزيز المصلحة الاجتماعية، بمعنى أن واجب كل واحد منا استخدام حقوقه لتعزيز رفاهية المجتمع ككل.
-
واجب الدولة
بما أن الدولة تحمي الحقوق وتفرضها فيصبح من واجب جميع المواطنين أن يكونوا مخلصين للدولة، من واجبهم إطاعة قوانين الدولة ودفع الضرائب بأمانة، يجب أن يكون المواطنون دائماً على استعداد للدفاع عن الدولة، وبالتالي للمواطن حقوق وواجبات، فيجب على كل مواطن أن يتمتع بحقوقه ويؤدي واجباته، وهذا يفسر أن الحقوق والواجبات وجهان لعملة واحدة.[4]