ابرز الاعمال التي قام بها ابو جعفر المنصور
من هو ابو جعفر المنصور
قبل الحديث عن أهم أعمال أبو جعفر المنصور لا بد من التعريف به فهو الخليفة الثاني لبني عباس عبد
الله
بن محمد بن علي بن عبد الله وابن عباس بن عبد الله بن عبد المطلب من بني هاشم، و من بينهم، انتقل والده إلى مدينة الكوفة مع أسرته خلال فترة الدعوة السرية حيث نشأ في منطقة البلكا جنوب المملكة الأردنية، وأخذ أخوه إبراهيم إمام من قبل الخليفة العشرين بعد القبض عليه عن طريق مروان بن محمد.
نشأ منصور مع العلم والبلاغة والشعر والنثر، فكان والده محمد بن علي هو المنظم للدولة العباسية، واستمر من سر إلى عام حتى وصل أخيرًا إلى حكم
الدول العربية
والإسلامية، لذلك تم اختيار أعضائها وأنصارها بعناية فائقة ودقة، ولأن الحركة اختارت نشر النداء في مناطق معينة، فقد قرروا نشرها في منطقة الحميمة وخراسان والكوفة.
يعتبر هو الصاحب الحقيقي للسلالة العباسية، فبعد وفاة أخيه أبو العباس السفاح عام 754 م، كانت الخلافة موالية له على الرغم من أنه كان أصغر منه، إلا أنه قبل الخلافة واستجاب لرغبات شقيقهم إبراهيم، و ظهر أبو العباس لأن والدته كانت عربية ولكن أبو جعفر كانت، والدته من أصول بربرية تدعى سلامة، وكان أبو جعفر منصور وإخوته يدمرون السلالة الأموية، ويسيطرون على البلدان الإسلامية، ويعملون على إخوانهم في
أذربيجان
وأرمينيا والفرات وساعدوا إخوانه على إخماد الثورات المبكرة واللاحقة في الدولة العباسية، كما أصبح موت أبو العباس جعل أبو جعفر المنصور الخليفة الفعلي للدول الإسلامية.
ما هي أهم أعمال أبو جعفر المنصور
كان الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور هو الخالق الحقيقي والحقيقي للسلالة العباسية، في عهد المنصور فلنتعرف معا على اهم
اعمال ابو جعفر المنصور
وأبرزها :-
- للقضاء على كل الاضطرابات التي تهدد الأمن القومي للعباسيين وحكم أبو جعفر، فإن الخطر الأول هو عمه عبد الله بن علي الذي كلف بترتيب الترتيبات في خراسان والجزيرة وغزا الجيش والموصل الرومان، حيث أرسل أبو جعفر إليه أبا مسلم الخراساني وهزمه، فهرب إلى أخيه سليمان، وأعطاه أبو جعفر آمنًا فلما جاء إليه وسجنه والمعتقلون بقي معه حتى مات.
- قضى على أبو مسلم الخراساني؛ حيث ازداد نفوذه بعد تواصل طويل الأمد بينهما، و خلال هذه الفترة حاول أبو مسلم التمرد، لكن أبو جعفر تمكن من دفعه حتى الموت، وخيانته بمكره وخداعه.
- ثورة الأسرة التي قضت على أحفاد علي بن أبي طالب، وأقسم على أهل المدينة المنورة بالولاء، فأرسله أبو جعفر جيشًا للقضاء على هذه الثورة.
-
يعتبر بناء مدينة
بغداد
من أهم المشاريع أبو جعفر المنصور، وقد تم الانتهاء منه عام 763 م، ويقال إن منصور أنفق أكثر من 18 مليون دينار على بنائه، وقال البغدادي: جلالة بغداد وجلالة القيادة والعديد من العلماء والشخصيات لا مثيل لها في هذا
العالم
، وقد استقبل ابو جعفر حشد علماء من مختلف الدول والمناطق حتى كانت في العصر العباسي العالم وسيدة
الوطن
ومهد الحضارة الإسلامية، وكان يتجاوز عدد سكانها المليوني نسمة “. -
يعتبر إنشاء بيت الحكمة من أهم أعمال أبو جعفر، في عهد منصور لم يكن هناك الكثير من الفتح بسبب التركيز على الحرب الأهلية، لكن منصور عاد وقام بحماية الحدود الرومانية
ورد
على هجماتهم. - أمر ببناء الرصافة عام 151 بعد الميلاد التي كانت تقع على الجانب الشرقي من بغداد.
وفاه أبو جعفر المنصور
في عام 775م خرج منصور بنية الحج ونصح ابنه
المهدي
بالخروج لتوديع الناس ودفع أجور الجنود وأمره بعمل الخير لهم، وحماية حدود المسلمين، وسداد ما عليه من دين وقال له: تركت الخزانة خزينة المسلمين ممتلئة يكفي للجنود والناس عشر سنوات ومرض منصور وهو في طريقه للحج، قبل أن يدخل مكة مات عند الباب.
تمرد أبو جعفر المنصور على عمه
كان قد تولى الخليفة العباسي في سنواته الأولى، وبسبب تحديثه فإن الخليفة ليس في أفضل حالاته ولن يكون قادراً على إدارة شؤون الدولة، فهم أحق به لتولي الخلافة منه لذلك يجب على أبو جعفر أن يجد حلولاً حاسمة لكل هذه المشاكل حتى لا تنهار البلاد قبل أن تقوم فعلاً، على الرغم من أن أبو العباس أمر شقيقه أبو جعفر منصور بتولي الخلافة، إلا أن عمهم عبد الله بن علي كذب على ولي الأمر، مدعيا أنه أوصي بشخصه أنه هو من يتولى الخلافة بدلا من جعفر المنصور وكان قد رفض مبايعة أبو جعفر المنصور، وبدأ بإعلان التمرد عليه، وبدأ في تجهيز جيش حتى يبعد أبو جعفر المنصور.
وعندما حاول حل المشكلة بالطريقة الصحيحة ناشد عمه عبد الله بن علي المصالحة ووقف التمرد، وأعلن طاعة أبو جعفر منصور، لكن محاولته باءت بالفشل و أمره بتدمير المتمردين وهو ما فعله أبو مسلم الخراساني فعلاً، فبعد معارك شرسة كثيرة أبادهم تمامًا ودمر أمل عبد الله بن علي في الاستيلاء على الخلافة فهرب إلى أخيه سليمان والى البصرة، فاعتقل هناك وبقي في
السجن
حتى وفاته.
بعد التخلص من عمه عبد الله بن علي، عمل أبو جعفر منصور بجد للتخلص من أبو مسلم الخرساني، وهكذا حصل عليه أبو مسلم الخرساني العديد من الانتصارات والإنجازات بعد إراقة الدماء المستمرة، حيث ملأت الخلافة قلب أبو منصور بالخوف، فكان خائفاً من المعدات والجيش الضخم لإمارة كوراتاني فضلاً عن نمو القوة على المدى الطويل ، فلم ينسجمون قط.ط وكان قد انتهز أبو جعفر المنصور فرصته، وظهر دهائه لأبو جعفر، وسحب أبو مسلم الخرساني، عنده بدون حاشيته، حيث دبر المنصور المكيدة له، وقتله في عام 755م وبعدها كان قد ألقى الخطبة الشهيرة في مدينة المدائن فقال: “أيُّها الناسُ، لا تَخْرُجُوا مِن أُنْسِ الطَّاعَةِ إلى وَحْشَةِ المَعْصِيَةِ، ولا تُسِرُّوا غِشَّ الأَئِمَّةِ؛ فإِنَّه لم يُسِرَّ أحدٌ قطُّ مَنْكَرَةً إِلاّ ظَهَرَتْ في آثارِ يدِهِ، وَفَلَتَاتِ لِسانِهِ، وَصَفَحَاتِ وَجْهِهِ، وَأَبْدَاها اللهُ لإمامِهِ بإِعْزَازِ دينِهِ، وإعلاءِ حَقِّه، إِنَّا لن نَبْخَسَكم حقوقَكم، ولن نَبْخَسَ الدِّينَ حَقَّه عليكم، إِنَّه مَن نَازَعَنَا عُرْوَةَ هذا القميصِ أَجْزَرْنَاهُ خَبِيَّ هذا الغِمْدِ، وَإِنَّ أبا مسلمٍ بَايَعَنَا وَبَايَعَ الناسَ لنا على أَنَّه مَن نَكَثَ بنا فقد أباحَ دَمَهُ، ثمّ نَكَثَ بِنَا فَحَكَمْنَا عليه لأنفسِنا حُكْمَه على غيرِه لنا، ولم تَمْنَعْنَا رِعايةُ الحَقِّ له مِن إِقامَةِ الحَقِّ عليه”.[1]