أبرز منجزات الحضارة الاسلامية في النظام المالي
متى اتخذ بيت مال المسلمين كنظام مالي
بداية تأسيس بيت المال كان منذ عهد رسول
الله
صلى الله عليه وسلم وظل مستمرًا طوال فترة الخلفاء الراشدين ولكن في كل فترة كان له نظام وسياسة تختلف عن الفترة الأخرى، كان بيت المال في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يتمّ إرسال شخصا كان مختص لهذا الأمر يذهب إلى الولاة والحكام من مختلف الأقاليم ويقوم بجمع المال منهم وادخارها في بيت المال.
اختلفت سياسة بيت المال في عهد عمر ابن الخطاب حيثُ أنُه كان لا يعتمد على ادخار المال ولكنه كان يقوم بعد جمع المال من الولاة والحكام بتوزيعها فورًا إلى مستحقيها، لم تختلف سياسة بيت المال في عهد على بن أبي طالب عن عمر بن الخطاب حيث أن علي بن أبي طالب كان يقوم بجمع المال ثم توزيعه في كل يوم جمعة خوفا من أن يفتن بذلك المال.
ومن أبرز منجزات الحضارة
الإسلام
ية في النظام المالي
بيت المال هو
أشهر
وأبرز منجزات
الحضارة الإسلامية
في النظام المالي في ظل الخلافة الإسلامية حيثُ أنّه تمّ تأسيس مؤسسة ملحقة بالمسجد بهدف جمع وحفظ أموال المسلمين العامة والمنقولة بها
ثمّ توزيعها على مستحقيها وفيما يفيد الدولة في تأسيسها وتقدمها وأوقات الحروب، كان يتمّ جمع الأموال التي توضع في بيت المال من خلال الزكاة والجزية والخراج وكذلك الغنائم والفيء وأيضًا المكوس.
نشأة بيت المال
في البداية عند تأسيس بيت المال كان يتم تأسيسه ملاصقا للمسجد حيث أن المسجد كان في ذلك
الوقت
لا يغلق طوال الليل والنهار لأنُه ممتلئ بالمصلين والدارسين وكذلك القائمين لحماية بيت المال من السرقة
لأنّ أي حركة كانت تسمع من قبل الجالسين في المسجد، وظل هذا الأمر لفترة ولكن مع مرور الوقت والتطور الذي حدث بالمدن أصبح يقام بيت المال بشكل مستقل ويتم وضع الحراسة عليه بشكل دائم طوال اليوم ليلاً ونهارًا.
موارد بيت المال
تختلف مصادر بيت المال ما بين أموال يتم دفعها من قبل المسلمين وأخرى يتمّ تجميعها من قبل الكفار وذلك في الحروب والغزوات من خلال الغنائم وغيرها، وأهم مصادر بيت المال هي أموال الزكاة وتدل الأموال التي يتم جمعها من قبل أغنياء المسلمين للزكاة عما يمتلكون من أموال.
المصدر الأخر هو مال الخراج وهذا هو المال الذي يتمّ جمعه من قبل الأراضي التي قام المسلمون بتحريرها حيث يتصالح المسلمون مع أصحاب الأراضي ويقومون بدفع نسبة تسمى بالضريبة تعود إلى بيت المال
تُعد أيضًا أموال الصدقات هي أحد مصادر بيت المال وهي
الصدقة
التي يسرها المسلمين تصدقًا عنهم وعن أولادهم وأزواجهم وكذلك أهليهم.
أمّا عن أموال الجزية التي يتمّ جمعها من قبل أهل الذمة الذين يعيشون في دول إسلامية وذلك مقابل حمايتهم وتوفير
الأمان
لهم وإبقاءهم على دينهم دون التسبب في أي أضرار تلحق بهم، كما تٌعد الأنفال أيضًا أحد مصادر بيت الأموال حيثُ أنّ الأموال التي يتمّ جمعها في الغزوات التي تتمّ دون قتال يتمّ إخراج نسبة منها إلى بيت المال.
الغنائم التي يتمّ جمعها في الغزوات وللمعارك التي يقاتل بها المسلمون دفاعا عن الإسلام وما يتمّ جمعه من أموال وأغنام يتم إخراج نسبة منه مخصصة إلى بيت المال، ويتمّ وضع الأموال الضائعة في بيت المال وهي التي يتم الحصول عليها من قبل اللصوص دون معرفة صاحبها.
أحد مصادر بيت المال هي الخمس وهي تعد النسبة التي يحصل عليها بيت المال من خلال الأشياء التي يتمّ استخراجها من
البحر
مثل اللؤلؤ وأشياء نفسيه وكذلك ما يتمّ استخراجه من الأرض من معادن ما بين ذهب وفضة وحديد وغيرها
والشخص
المرتد
الذي يقوم بالخروج عن دين الإسلام واعتناق ديانة أخرى ذلك إذا قتل أو مات لا يَرث أهله ماله ولكن جميع أمواله تعود إلى بيت المال وكذلك أيضًا الزنديق.
أحد مصادر بيت المال أيضا هو خمس الركاز وهو ذلك المال الذي ينتج عن دفن أحد
المعادن
النفسية ما بين ذهب أو فضة وغيرها وتكون مسكوكة حيثُ قام بعض الأشخاص بدونها وعند اكتشافها من قبل أحد فإنه يحصل على أربعة أخماسها ويتم تقديم الخمس إلى بيت المال، وأموال المواريث فإنه تعود إلى بيت المال وذلك في حالة أنّ الشخص المتوفي مات ولم يكون وريث.
يوجد بعض المصادر الأخرى الخاصة ببيت المال ومنها من لم يقوم بالزكاة حيث يتم وضع غرامة مالية ترجع إلى بيت المال وكذلك الشخص الذي يأخذ من الثمار ويخرج بها فإنه يدفع ضعف ثمنها حيث ذكر أنّ في عهد عمر بن الخطاب قام بتغريم الولاة والحكام بدفع نصف أموالهم لبيت المال بعد ظهور الثراء الفاحش عليهم بعد تولي الإمارة.
أهمية بيت مال المسلمين
يعد بيت المال هو الجهة الأساسية والوحيدة التي يحق لها التصرف بكل حرية فيما يخص أمور الدولة والتصرف في المال عمومًا بلا أي قيود فيما يكون في صالح الدولة والمسلمين.
مصارف بيت مال المسلمين
المَال كان يتمّ جمعه وحفظه في بيت مال المسلمين كان يُعرف في العديد من الجهات المخصصة لذلك وهي كالتالي:
-
دفع الرواتب:
كانت تُدفع رواتب كلً منً الولاةِ والقضاةِ موظفي الدولةِ والعمالِ والخليفةِ من بيت مال المسلمين.
-
تجهيز الجيوش:
كان يتمّ إعداد الجيش وتجهيزاته في الفتوحات والعداوات من بيت المال.
-
المشروعات العامة:
يتمّ الصرف عليها من بيت المال مثل إنشاء جسور، وسدود، وتمهيد الطرق، والمباني العامة، ودور الاستراحة، والمساجد.
-
المؤسسات الاجتماعية:
يوجد جزء مخصص من مصاريف بيت المال تُعرف على
-
المؤسسات الاجتماعية مثل المستشفيات والسجون وجميع مرافق الدولة الإسلامية.
-
لإعالة المحتاجين:
كانت من أهم مصارف بيت المال هي إعالة الأيتام والفقراء والأرمال والمحتاجين وكلَّ من لا عائل له.
أول من ولى بيت مال المسلمين
أن أو ل من تم توقيته على بيت المال كان ذلك في خلافة ابو بكر
الصديق
حيث قام باتخاذ قطعة من الأرض كمقر لبيت المال في منطقة سنح وهي أحد ضواحي المدينة المنورة ولكن بعد فترة تم نقله إلى المدينة المنورة
تمّ تعين أبي عبيده لولاية بيت المال وهو يعد أول من تولى مسؤولية بيت المال وهو عامر بن عبد الله بن الجراح بن هلال بن أهيب بن ضبه بن الحارث وهو فاتح بلاد الشام وذلك تم قبل تولية إمارة بلاد الشام.
لقد ولد أبي عبيده بن الجراح في عام 40 قبل
الهجرة
584
ميلادي
وقد دخل الإسلام على يد أبو بكر الصديق وكان من الملتزمين للرسول صلى الله عليه وسلم وذلك من أجل أنّ يتعلم منه وكان من أول من اعتنقوا الإسلام وقد أُصيب بطاعون عمواس في مدينة غور الأردن وكان ذلك السبب في وفاته لعام 18 هجريا 639 ميلادي.
منظم واردات بيت مال المسلمين
إنّ المنظم واردات بيت مال المسلمين هو الخراج فإنّ الخراج هي ضريبة فرضت على المسلمين جميعا حيث أنها هي الضريبة التي يتم دفعها عما تنتجه الأرض من ثمار أو غله، إنّ الأراضي يتم جمع الحصاد منها بشكل سنوي وذلك يتم جمع الخراج عند تكرار عملية الزراعة.
أول من أنشأ بيت مال المسلمين
أول من أنشاء بيت المال هو عمر بن الخطاب وذلك لأنه كان يهتم ويخاف بشكل كبير على أمور البلاد وكان يشعر بمسؤولية كبيرة تجاه رعيته، كما يتم تقسيم الغنائم والأموال الناتجة عن الغزوات والمعارك بشكل متساوي بين القبائل
حيثُ أنّ في هذا الوقت كان لا يوجد حاجه إلى إنشاء بيت مال وذلك لأن أمور الدولة كانت مستقرة، لكن مع استمرار الفتوحات زادت حجم الدولة ونمت بشكل كبير مما أدى إلي الحاجة لإنشاء بيت المال حيثُ كان عمر بن الخطاب حريص على أمور الإسلام والمسلمين وأنّ تصل الزكاة إلي من يستحقها.[1]